مصر تسعى لتحقيق إنجاز تاريخي وساحل العاج اللقب الثاني في مباراة الثأر النهائية اليوم

القاهرة:خالد العشري

TT

يسعى المنتخب المصري الى دخول التاريخ من بابه الواسع عندما يلتقي ساحل العاج اليوم على استاد القاهرة الدولي في المباراة النهائية للنسخة الخامسة والعشرين من بطولة امم افريقيا لكرة القدم المقامة في مصر.

ويطمح المنتخب المصري الى احراز اللقب الخامس في تاريخه بعد اعوام 1957 في السودان و1959 في مصر و1986 في مصر و1998 في بوركينا فاسو والانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب الذي يتقاسمه مع غانا (1963 و1965 و1978 و1980) والكاميرون (1984 و1988 و2000 و2002)، فيما تأمل ساحل العاج في احراز اللقب للمرة الثانية في تاريخها بعد الاول عام 1992 في السنغال على حساب غانا في المباراة النهائية المشهودة التي حسمت بركلات الترجيح 11 ـ 10 بعدما سددت 24 ركلة ترجيحية وهو رقم قياسي تمت معادلته في ربع نهائي البطولة الحالية بالذات عندما فازت ساحل العاج على الكاميرون 12 ـ 11، وهي المباراة النهائية السادسة لمصر بعد خسارتها نهائي 1962، وتطمح بدورها الى احراز اللقب الثالث على ارضها في رابع مرة تستضيف فيها النهائيات بعد خروجها من دور الاربعة عام 1974. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة الى الفراعنة لانها ستمحو خيبة امل كبيرة بعدم التأهل الى المونديال علما بانهم يغيبون عن العرس العالمي منذ عام 1990 في ايطاليا، كما أنها لا تختلف في الاهمية بالنسبة الى العميد المخضرم حسام حسن الساعي الى احراز اللقب الافريقي الثالث في مسيرته الكروية ليكون مسك ختام مشوار رائع بعد لقبي 1986 و1998 .

ويعول المنتخب المصري بالدرجة الاولى على جماهيره الغفيرة التي تملأ مدرجات استاد القاهرة منذ وقت مبكر ولا تتوانى عن تشجيع اللاعبين طيلة المباراة. ويدخل المنتخب المصري المباراة بمعنويات عالية بعد المشوار الرائع الذي حققه حتى الان في البطولة والذي لم يكن منتظرا بالنظر الى قوة المنتخبات الافريقية المشاركة في البطولة. لكن الفراعنة خالفوا التوقعات وضربوا بقوة في جميع المباريات باستثناء واحدة تعادلوا فيها مع المغرب صفر ـ صفر في الدور الاول.

ويملك المنتخب المصري أكثر من مفتاح لعب بدءا من القائد أحمد حسن الذي فرض نفسه نجما في صفوف المنتخب باختياره اكثر من مرة افضل لاعب في المباراة، مرورا بمحمد ابو تريكة وعماد متعب وعمرو زكي صاحب هدف الفوز في مرمى السنغال في دور الاربعة 2 ـ 1. ومر المنتخب المصري بظروف صعبة في اليومين الاخيرين بسبب المشكلة التي نشبت بين المدرب حسن شحاتة والنجم أحمد حسام (ميدو) عندما ارتأى الاول تبديل الثاني في المباراة ضد السنغال فرفض الاخير مغادرة الملعب وانهال على مدربه بسيل من الشتائم. وقرر الاتحاد المصري معاقبة «ميدو» بايقافه 6 اشهر واستبعاده من المعسكر التدريبي للمنتخب.

وحاول الجهاز الفني المصري العمل في سرية كبيرة من خلال الابتعاد عن وسائل الاعلام التي لم يكن حديثها سوى عن مشكلة «ميدو» وأكد مساعد المدرب شوقي غريب «لا يجب ان نعير المشكلة اهتماما اكثر مما تستحق، امامنا مباراة نهائية يجب التركيز فيها كثيرا وهذا هو الاهم لتحقيق حلم الشعب المصري». بيد ان المهمة لن تكون سهلة امام ساحل العاج التي تغير جلدها بنسبة كبيرة مقارنة مع ادائها في الدور الاول. ولم يقنع المنتخب العاجي المتتبعين في الدور الاول فحقق فوزا صعبا على المغرب 1 ـ صفر علما بان الاخير كان الطرف الافضل في المباراة، ثم تغلب على ليبيا 2 ـ 1 في الجولة الثانية في مباراة كان فيها المنتخب الليبي الاقرب الى تحقيق الفوز، وخسر المباراة الثالثة الاخيرة امام مصر 1 ـ 3 في غياب ابرز لاعبيه في مقدمتهم هدافه ديدييه دروغبا وقطب دفاعه كولو توريه.

وكشرت ساحل العاج عن انيابها في الدور ربع النهائي عندما ازاحت الكاميرون بركلات الترجيح علما بانه كان بامكانها حسم نتيجة المباراة في وقتها الاصلي، ثم اطاحت بنيجيريا بفوز مستحق 1 ـ صفر في نصف النهائي.

ويقول مدرب ساجل العاج الفرنسي هنري ميشال «انها مباراة نهائية تحلم شعوب عدة بان يكون منتخبها طرفا فيها، نحن الان في النهائي وهو يختلف تماما عن جميع المباريات التي واجهنا فيها مصر سابقا».

وتابع ميشال، الساعي الى ان يصبح رابع مدرب فرنسي ينال اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا (الكاميرون 1988) وبيار لوشانتر (الكاميرون 2000) وروجيه لومير (تونس 2004)، «مباريات المنتخبين تكتسي الندية والاثارة والحماس والمنافسة حتى اللحظات الاخيرة، واجهنا مصر مرتين في التصفيات ونجحنا في الفوز عليها 2 ـ 1 في الاسكندرية و2 ـ صفر في ابيدجان، ثم التقينا معها في الدور الاول في البطولة الحالية وتغلبت علينا 3 ـ 1. لقد تعلمنا الدروس من جميع المباريات وسنبذل كل ما في وسعنا لاحراز اللقب».

وأضاف «أثبتنا للجميع باننا نستحق التأهل الى المونديال، ومشوارنا في البطولة رائع سنحاول تتويجه باللقب. لم يكن هدفنا المباراة النهائية بل تخطي الدور الاول فقط، لكن اليوم وبما اننا في النهائي فلن نهدر الفرصة». وتعول ساحل العاج كثيرا على قائدها مهاجم تشلسي الانكليزي ديدييه دروغبا الذي يدين له المنتخب بالتأهل الى النهائي بتسجيله اهدافا حاسمة في مباريات عدة اهمها ضد المغرب 1 ـ صفر وليبيا 2 ـ 1 ونيجيريا 1 ـ صفر. واكد دروغبا ان اللاعبين مصممون على احراز اللقب، وقال «عندما تتوج بطلا لامم افريقيا يتذكرك الجميع، واذا فشلت في ذلك فقد يتكلمون عنك مرة واحدة او مرتين على الارجح لكن لن يتذكروك».

وتابع «منتخبنا يضم افضل اللاعبين في ساحل العاج ولفترة طويلة لكن هذا المنتخب لم يحرز اي لقب وحان الوقت ليحقق ذلك ويعيد الى الاذهان ذكريات عام 1992».

وسبق للمنتخبين المصري والعاجي ان التقيا 8 مرات في النهائيات، اولاها عام 1970 في السودان في مباراة المركز الثالث وفازت مصر 3 ـ 1، سجل لها حسن الشاذلي الاهداف الثلاثة، ولساحل العاج لوران بوكو (72). وفي عام 1974 في مصر تقابلا في الدور الاول وفازت مصر 2 ـ صفر سجلهما حسن الشاذلي وعلي ابو جريشة .

وفي عام 1980 في نيجيريا التقيا ايضا في الدور الاول وفازت مصر 2 ـ 1، سجل لها ماهر همام ومختار مختار، ولساحل العاج اني غومي. وفي عام 1984 في ساحل العاج التقيا بالدور الاول وفازت مصر 2 ـ 1، سجل لها طاهر ابو زيد الهدفين، ولساحل العاج باسكال مييزان. وفي عام 1986 في مصر التقيا ايضا بالدور الاول وفاز اصحاب الارض 2 ـ صفر سجلهما شوقي غريب وجمال عبد الحميد. وفي عام 1990 في الجزائر بالدور الاول فازت ساحل العاج على مصر 3 ـ 1، وسجل لها عبدوالله تراوري هدفين وسيرج الان ماغوي هدفا، بينما سجل لمصر عادل عبد الرحمن.

وفي 1998 في بوركينا فاسو التقيا بربع النهائي وفازت مصر بركلات الترجيح 5 ـ 4 (الوقتان الاصلي والاضافي صفر ـ صفر). وفي الدور الاول للبطولة الحالية فازت مصر على ساحل العاج 3 ـ 1 سجل لها عماد متعب (هدفين) ومحمد ابو تريكة (هدفا)، ولساحل العاج ارونا كوني .