شحاته مدرب مصر: تعرضت لضغوط كبيرة مع المنتخب .. واللقب الأفريقي أبلغ رد على المنتقدين

أشار إلى أن «ميدو» ليس ملاكا ولا شيطانا ونال عقابه الكافي.. وحسام حسن اختياره الصحيح

TT

اعترف حسن شحاته مدرب منتخب مصر بأنه تعرض لضغوط كبيرة خلال مشواره غير الطويل مع الفريق، لكن الفوز باللقب الافريقي كان ابلغ رد على منتقديه.

فعندما حقق شحاته نجاحات متتالية مع أندية الدرجة الثانية، وصفه الكثيرون بأنه مدرب درجة ثانية. وعندما قاد المقاولون العرب لكأس مصر وكأس السوبر متفوقا على الزمالك والأهلي قيل إن الحظ كان معه، ولكن بعد قيادته منتخب الشباب المصري للقب الافريقي ثم التألق في مونديال الشباب بالإمارات 2003 لم يكن أمام الجميع سوى الاعتراف بأنه مدرب مميز. وقد تأكد ذلك بعد قيادته المنتخب الاول في ظروف صعبه بديلا للايطالي تارديللي، فأكمل تصفيات كأس العالم تحت ضغط شديد ورغم ما يحاك ضده حاز كأس امم افريقيا التي استضافتها بلاده واختتمت الجمعة الماضي بعد ان كان الفريق خارج الترشيحات.

وخلال مشواره مع المنتخبات كانت هناك محطات صعبة توقف امامها وأزمات وأفراح كانت دافعا له كشفها في حوارنا معه. > ما هي اصعب المحطات التي توقفت عندها خلال مشوارك؟

ـ محطات عديدة أهمها لحظة اختياري لتدريب المنتخب.. وبعد الخسارة أمام ساحل العاج في تصفيات المونديال والتفكير في تغييري بالاتصال بمحمود الجوهري قبل افتتاح بطولة الأمم. فعند اختياري للتدريب كان هناك إجماع وارتياح في الشارع الكروي المصري، خاصة أنني توليت المسؤولية عقب الاستغناء عن المدير الفني الإيطالي تارديللي، ولكن بعض آراء الخبراء والمسؤولين في اتحاد الكرة كانوا يرون التعاقد مع مدرب اجنبي، ومع سلسلة المباريات التي كسبتها أمام ليبيا ثم السودان زادت ثقة الرأي العام وكنت اعتبر هذه الفترة كأنها فترة اختبار ومرت بسلام.

وعند لقاء ساحل العاج في أبيجان ضمن تصفيات المونديال خسرنا بهدفين ففوجئت بتغيير الرؤية والتقدير رغم أن الكل كان يعلم مسبقا أن هذا اللقاء من الصعب الفوز به، ولم يكن يتطلع احد الى التأهل للمونديال بعد ان فقدنا الفرصة مع تارديللي، وفوجئت بحملة انتقادات واسعة وكأنني الذي تسببت في خروج مصر من مشوار التأهل للمونديال. هذه الخسارة لم تكن سببا كافيا لحملة تعرضت لها، بل أن هذه الرحلة تحديدا شهدت خلافا مع الكابتن احمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة لاختلاف في وجهات النظر وطبيعة العمل. وقد تعودت ألا يتدخل أحد في عملي فتصعد الحوار وبدأت أشعر بان أشياء تدبر ضدي.

النقطة الأخرى كانت في إشاعة الاتصال بالكابتن الجوهري واستقدامه، ولم يكن نفي الاتحاد مقنعا، ولكن الذي كان مقنعا هو أنني اتصلت بالجوهري، وهو الذي أكد انه لن يعود إلى مصر في الوقت الحالي لانشغاله بمنتخب الاردن.

وبعد فترة طويلة وبالاستقرار على بقائي حتي نهاية بطولة الامم كانت هناك بعض المضايقات العابرة أخطرها توصيل الإحساس بأنني لن أحقق شيئا مع المنتخب في بطولة الأمم والفشل ينتظرنا.. وزادت حملة الانتقادات عقب الخسارة الودية أمام جنوب أفريقيا قبل البطولة بأسبوع.. وظهرت في الصحافة والإعلام صور من الانتقاد والتربص بي، ولذلك كنت انتظر لقاء الافتتاح بفارغ الصبر.

واوضح شحاته أن المنتخب المصري عانى مشاكل قبل بدء البطولة مثل إصابة عماد النحاس ليبيرو الفريق وحسني عبد ربه لاعب خط الوسط، وخروج بشير التابعي لظروف خاصة، وعدم التمكن من ضم محمد زيدان وعدم تأقلم حسام غالي مع الفريق ومشاكل انضمام ميدو المنشغل بفريقه توتنهام.. وبرغم ذلك كنت أترقب ضربة البداية.. لأنني على ثقة بتخطي المرحلة الحرجة وقد نجحنا عن جدارة. > حكايتك مع شوبير أخذت وقتا طويلا؟

ـ نعم كانت هناك بالفعل خلافات لم اكن سببا فيها ولكن الإعلام أحيانا كان يضعني مع شوبير تحت المنظار وكلما اختلفنا يظهر الكثيرون أن حربا ضروسا بيننا، وقد كنت أحاول كل مرة أن تمر الأحداث طبيعية ولا اشغل بالي بأحد.

> كيف كنت تتعامل مع هذه الأحداث؟

ـ كنت اضعها خلف ظهري لأن الالتفاف إليها يعود بنا للخلف ولم يكن عندي وقت لذلك، ولو انشغلت بها لوقعت في فخ خطير كان سيحقق للآخرين هدفهم، كان هدفي الوحيد هو تحقيق إنجاز طيب.

> وما هي أقوى أسباب فوز منتخب مصر بكأس الأمم؟

ـ الحب والاحترام بين الجهاز الفني واللاعبين وحالة الإصرار على إثبات الوجود بالفوز بالبطولة وشعور الفريق بأن المسألة تمس الكرامة والنجاح سيرتفع بهم جميعا والفشل سيغرق السفينة بما تحمل. كما أن التزام اللاعبين وتنفيذهم لكل كبيرة وصغيرة والروح الطيبة ظهرا بين الجميع حتى من جلس على دكة البدلاء طوال البطولة.

> ولكن ما فعله ميدو يخالف هذا الأمر؟

ـ ميدو أخطأ.. وهو ليس «ملاكا» أو شيطانا.. وأي محترف يشعر بأنه كان يرغب في تقديم صورة جيدة لنفسه ويكسب رضا الجماهير التي قابلته بترحاب شديد وتوسمت فيه الخير، لكن جاءت الإصابة لتؤخره قليلا وعندما عاد للمشاركة لم يكن موفقا ولم يكن أمامي سوى استبداله. وقد أغضبه هذا الموقف، فهو لم يقدم ما كان يصبو إليه وخاف أن يكون محل انتقاد لذلك ثار غضبا واشتد في حواره معي، وقد عاقبته بشكل يليق. ويكفي أن عمرو زكي أحرز هدفا مهما ومصيريا عقب استبداله في لقاء السنغال بدلا من ميدو، وكان ذلك ايضا ردا قاسيا على ميدو كأن الله يريد أن يكشف أنني كنت على حق في تغييري. وكان عقاب ميدو اكثر شدة عندما جلس مع المتفرجين في اللقاء النهائي، لكن لم يكن بداخلي أي غضب تجاهه فهو واحد من أبنائي وشارك معنا الاحتفال بالفوز.

> كانت هناك تحفظات حول اختيار حسام حسن؟

ـ الحقيقة الوحيدة التي اقتنع بها أن اختياري لحسام حسن لم يكن بضغط من أحد، ولكن عن اقتناع تام، فعند الاختيار يجب توفير جميع العناصر ومنها عنصر الخبرة والنجومية وحسام يمتلك هذين العنصرين. وكان لنجومية حسام الدور الرئيسي في الدفع به بديلا لميدو في لقاء ساحل العاج، فكنت احتاج لنجم كبير يكون له دوره، وبعد أن ظهر بصورة طيبة دفعت به في اللقاء التالي أمام الكونغو وأحرز هدفا جميلا ولعب في آخر وقت مباراة السنغال والنتيجة2/1 وهي ثقة بحسام حسن.

> هل كنت تتوقع سير البطولة كما سارت إليه؟

ـ كنت اعرف مسبقا أن كرة القدم تعطي من يعطيها، ومن يتعب اكثر سينل نصيبا افضل، وقد بذلنا جهدا كبيرا ولعبنا على قدر المتاح من الإمكانات. واعتقد أن المجموعة الأولى التي لعبنا فيها كانت مجموعة الموت بدليل أن فريقين منها صعدا للمباراة النهائية.. ومن يعد للمباريات سيكتشف أننا واجهنا في البداية فريقا ليس بالسهل هو ليبيا، ومباريات الفرق العربية تكون دوما مباريات قوية، كما نعلم أن الكثيرين ينتظرون سقوطنا إضافة إلى حمى البداية التي تصيب أصحاب الأرض، وبرغم ذلك حققنا الفوز بثلاثة أهداف وهو اكبر فوز في مباراة افتتاح. وفي لقاء المغرب كان أمل اسود الأطلس الوحيد هو الفوز والمغرب من أقوى فرق القارة وكان يتطلع لتعويض فشله في بلوغ المونديال وقدمنا معه أقوى العروض وتعادلنا. وفي اللقاء الأخير لقاء الحسم كانت المواجهة مع أقوى فريق في البطولة، وهو فريق ساحل العاج، وكان الفوز عليه وصدارة المجموعة يعنيان أننا نسير تجاه المنافسة على اللقب والابتعاد عن طريق الكاميرون.. وبالفعل ابتعدنا عن الكاميرون ولكن وقفنا أمام فريق من أصحاب المهارات العالية وهو الكونغو ثم ظهر السنغال أمامنا بوجه جديد اختلف عن الذي ظهر به في الدور الأول.. وكان هذا اللقاء من أقوى المباريات، خاصة ان بعضا من الوقت مر علينا ونحن دون المستوى ووفقنا الله وفزنا وتأهلنا للنهائي وهزمنا ساحل العاج.

> وهل كنت تخشى مواجهة الكاميرون؟

ـ لم اكن احب هذه المواجهة في هذا التوقيت المبكر، ولكن لم أخش أي مواجهة بصفة عامة، وقد نجحنا في الفوز على ساحل العاج الذي هزم الكاميرون ونيجيريا.

> ما هي أهم الأشياء التي لفتت نظرك في البطولة؟

ـ الفرق التي تأهلت للمونديال ولم تستحق مثل توغو وأنغولا ثم غانا.

> وماذا عن تونس وساحل العاج؟

ـ فريقان سيكون لهما دور كبير في المونديال القادم.

> خلال مشوار الاستعداد كنت تلعب بطريقة 4/4/2 ثم تغيرت في بداية البطولة إلى 3/5/2 لماذا؟

ـ حدث ذلك لأني فقدت اثنين من ابرز اللاعبين يجيدان خطة 4/4/2 وهما عماد النحاس في خط الدفاع وحسني عبد ربه لاعب وسط المدافع، والذي كنت العب به بجوار محمد شوقي كلاعب ارتكاز يعود أحدهما للدفاع عند الارتداد. كما أن النحاس كان في حالة جيدة وغيابه دفعني لاختيار إبراهيم سعيد الذي لم يكن في حالته بالبداية.

> وهل نجح إبراهيم سعيد؟

ـ نجح بنسبة كبيرة ووصل في نهاية البطولة لمستوى طيب.

> وماذا عن خروجه قبل ضربات الترجيح في لقاء ساحل العاج؟

ـ كان يستطيع أن يعتذر عن التصدي لضربات الترجيح ولكنه فضل أن يخرج بذكاء حتى لا يكون مثار حديث أحد فاشتكى من الإصابة.

> كان عماد متعب غائبا في كثير من الأوقات؟

ـ عماد أحرز ثلاثة أهداف، وأي مهاجم تزيد مهمته صعوبة عندما يلمع لانه يوضع تحت رقابة شديدة.

> بصراحة هل كان منتخب مصر يستحق البطولة؟

ـ لم يكن لدينا أقوى فريق لكن حققنا اللقب عن جدارة وقدمنا العروض الأفضل في البطولة وهزمنا كل المنافسين وكنا أقوى هجوم وأفضل دفاع، فلماذا لا نستحق اللقب.