مفاجآت وإخفاقات سيطرت على أولمبياد تورينو.. وألمانيا أكدت تفوقها

ختام الألعاب الشتوية في جو غير مبهر

TT

قد تفتقد مدينة تورينو الايطالية سحر روما وجمال فينيسيا مما حرم دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي جرت فيها على مدار 16 يوما مضت من البريق المعتاد لهذه الدورات ولكن اللجنة الاولمبية الدولية ترى عكس ذلك تماما.

وافتقد أولمبياد تورينو لروح شعاره «العاطفة تكمن هنا» بعد أن ظهرت المدرجات خالية من المشجعين في العديد من الملاعب والمواقع التي جرت فيها المنافسات الاولمبية الشتوية كما لم يكن لهذا الشعار أي وجود بين اللاعبين أنفسهم، فلم يظهر أي منهم بمظهر النجم الكبير الذي لا يقاوم.

ولكن اللجنة الاولمبية الدولية ترى غير ذلك حيث أشاد مسؤولوها بالمواقع الجميلة التي تحتوي عليها المدينة، كما وصف البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالعاب بـ«الساحرة».

وقال روغ «المنافسات هي الشيء الذي أسعد اللاعبين في هذه الدورة». ومع ختام الاولمبياد الشتوي رقم 20، أكدت المانيا تفوقها للمرة الثانية على التوالي عندما انهت الدورة في الصدارة امام الولايات المتحدة الاميركية.

وحصدت المانيا 29 ميدالية (11 ذهبية و12 فضية و6 برونزية) امام الولايات المتحدة التي نالت 25 ميدالية م(9 ذهبية و9 فضية و7 برونزية).

وكانت المانيا انهت الدورة التاسعة عشرة في سولت ليك سيتي في الصدارة متفوقة على البلد المضيف ايضا. وعززت المانيا موقعها في المركز الرابع في تاريخ الالعاب الاولمبية الشتوية برصيد 152 ميدالية (57 ذهبية و57 فضية و38 برونزية)، فيما رفعت الولايات المتحدة رصيدها الى 217 ميدالية (79 ذهبية و80 فضية و58 برونزية) في المركز الثاني خلف النرويج المتصدرة برصيد 281 ميدالية (98 ذهبية و99 فضية و84 برونزية).

يذكر ان النرويج اكتفت بالمركز الثالث عشر في الدورة الحالية برصيد 19 ميدالية (ذهبيتان و8 فضية و9 برونزية). وكانت النمسا مفاجأة الدورة الحالية بحلولها ثالثة برصيد 23 ميدالية (9 ذهبية و7 فضية و7 برونزية) امام روسيا 22 ميدالية (8 ذهبية و6 فضية و8 برونزية)، وكندا 24 ميدالية (7 ذهبية و10 فضية و7 برونزية) والسويد 14 ميدالية (7 ذهبية و فضيتان و5 برونزية). كما تميزت الدورة بتألق كوريا الجنوبية التي حصدت 6 ذهبيات و3 فضيات وبرونزيتين خولتها احتلال المركز السابع في الترتيب العام.

ويرجع الفضل في تصدر ألمانيا لجدول الترتيب الى تألقها في لعبات مثل البياثلون وسباقات الزلاجات وسباقات الزلاجات بالعربة ذات العجلات. وفي أهم مفاجآت الدورة نجاح الفرنسي أنطوان دينيرياز في انتزاع الميدالية الذهبية لسباق التزلج المنحدر، وكذلك فوز اليابانية شيزوكا أراكاوا بذهبية الرقص الفني على الجليد للسيدات، ولكن ذهبية سباق الرجال كانت من نصيب الروسي يفغيني بلوشينكو كما كان متوقعا قبل بداية الدورة.

وكانت الاخفاقات هي الاكثر جذبا للانظار والاهتمام في هذه الدورة بشكل أكبر من النجاح وحصد الميداليات. وشهدت الدورة حالة منشطات بعد ثبوت تناول الروسية اولغا بيليفا مادة كارفيدون. واستبعدت اللجنة الاولمبية الدولية بيليفا من الالعاب وجردتها من الميدالية الفضية التي أحرزتها في سباق 15 كلم ضمن مسابقة البياثلون. وتقام الدورة المقبلة في فانكوفر الكندية عام 2010.

وكانت دورة تورينو هي الاولى من نوعها التي تشهد حملة من الشرطة على موقع إقامة الفريق النمساوي للتزلج بسبب اشتباه في تورطه بقضية تتعلق بالمنشطات.

واشتعلت المشكلة بسبب زيارة مدرب نمساوي يقضي حاليا عقوبة بالايقاف عن ممارسة التدريب إلى مقر إقامة الفريق في تورينو والذي يقع خارج القرية الاولمبية.

وألقت هذه المشكلة بظلالها على أحداث الاسبوع الثاني من فعاليات الدورة بشكل عام وبصفة خاصة على مستوى الفريق النمساوي الذي قدم في هذه الدورة أفضل عروضه في تاريخ مشاركاته بالدورات الاولمبية.

وبعيدا عن هذه المشاكل وحملة الشرطة ظلت النمسا كما كانت دائما من القوى الكبيرة في سباقات مثل التزلج الألبي وتألقت البعثة في السباقات بفضل لاعبين مثل ميكايلا دورفمايستر وبنيامين رايخ. وكانت الاخفاقات هي الاكثر جذبا للانظار والاهتمام في هذه الدورة بشكل أكبر من النجاح وحصد الميداليات. وشهدت الدورة العديد من الاصابات وسوء الحظ والحوادث شديدة الغرابة مثل إخفاق البطلة مارغيت أندرياسون لاعب البياثلون في تحقيق الاهداف الصحيحة.

وكذلك تراجع البعثة النرويجية من رصيد 13 ميدالية ذهبية في أولمبياد سولت ليك عام 2002 إلى ميداليتين فقط في الدورة الحالية وهي أسوأ نتيجة للبعثة منذ أولمبياد 1988 الذي لم تحصل فيه النرويج على أي ميدالية.

ولم يحرز النرويجي أولي إينار بيورنالدين أي ميدالية ذهبية في الدورة الحالية رغم أنه أحرز أربع ميداليات ذهبية في أولمبياد سولت ليك كما تسبب الالتهاب الشعبي والعدوى المعوية في الاطاحة بحلم ماريت بيورغن في إحراز أي ميدالية ذهبية في سباقات اختراق الضاحية.

وقالت صحيفة «أفتن بوستن» النرويجية في طبعتها الانجليزية على شبكة الإنترنت إن «الآمال الكبيرة للبعثة النرويجية في حصاد الميداليات الذهبية بأولمبياد تورينو تحولت إلى سلسلة لافتة للنظر من التقارير عن وجود أمراض وإصابات».

وفاز بيورغن وبيورندالين على الاقل بميداليتين فضية وبرونزية وهو ما لم يحققه المتزلجان الأميركيان البارزان بودي ميلر ودارون رالفز حيث ودع كل منهما الدورة صفر اليدين مثلما ودع الفريقان النرويجي والكندي لهوكي الجليد الدورة صفر اليدين.

وينطبق نفس الحال على الفنلندي هانو مانينن نجم التزلج الاسكندنافي المركب، فعلى الرغم من سيطرته المطلقة على اللقب في كأس العالم على مدار السنوات الثلاث الماضية فقد فشل في الحصول على الذهبية في الاولمبياد. وأخفق أيضا الايطالي جورجيو روكا المرشح الاول في سباق التعرج الذي تبدد حلمه بعد 34 ثانية فقط من بداية السباق. ولا يستطيع أحد أن ينسى الأميركية ليندساي جاكوبيليس لاعبة التزلج على الالواح التي أهدرت فرصة الحصول على الميدالية الذهبية بسبب الاستعراض في الوثبة قبل الاخيرة لتدفع ثمن ذلك غاليا حيث سقطت على الجليد.واذا كانت هناك جائزة للمشجعين فيجب ان تمنح للهولنديين الذين أثاروا روح المرح في مواقع التزلج السريع في وقت زادت فيه الشكوى من الحضور الضعيف للجماهير وافتقاد جو الدورات الاولمبية في الملاعب بشكل كبير. وقال أوفي ميوسيغانج رئيس الاتحاد الالماني للتزلج «لا أشعر بأن الايطاليين كانوا يرغبون في استضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية على أرضهم».

وكان ضعف العائدات رغم بيع 900 ألف من إجمالي مليون تذكرة طرحت للبيع نقطة ضعف كبيرة.

والآن سيتحول الاهتمام والانتباه نحو القارة الأميركية حيث تستضيف مدينة فانكوفر الكندية أولمبياد 2010 علما بأن البعثة الكندية فازت بميدالية ذهبية واحدة فقط في أولمبياد تورينو.