بريندون: خسارة حميد الخطوة الأولى نحو انتهاء أسطورته

مدربه السابق لـ«الشرق الأوسط»: انشغل بلعب الجولف أكثر من التدريب

TT

قال بريندون انجيل المدرب الايرلندي الذي اكتشف نسيم حميد، واشرف على تدريبه لمدة 17 عاما قبل ان يفترقا منذ ثلاث سنوات، ان البطل اليمني في حاجة الى التدريب اليومي الشاق للتخلص من حوالى 20 رطلا من وزنه قبل التفكير في لقاء خصمه المكسيكي بيريرا، الذي سجل اول فوز عليه في مسيرته الرياضية. واضاف بريندون في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انه لم يفاجئ بخسارة نسيم الاولى بالنقاط امام المكسيكي باريرا بطل العالم السابق لوزن فوق الديك، فقد كان يتوقعها له. واعتبر بريندون تلك الخسارة انها الخطوة الاولى نحو انتهاء اسطورة نسيم الرياضية. وزعم ان نسيم قد تغير كثيرا في تعامله مع الآخرين منذ ان جرت الاموال بين يديه واصبح مليونيرا بفضل لقبه العالمي السابق لملاكمة وزن الريشة، وأشار الى ان شقيقيه اصبحت لهما الكلمة الاولى في شأن مستقبله الرياضي، اما نسيم نفسه فشغل نفسه بلعبة الجولف، كمظهر للثراء والحياة الارستقراطية الجديدة. وأشار الى ان نسيم يتعين عليه التدريب اليومي في طقس حار، لعدة اسابيع قبل اللقاء الثأري المنتظر امام خصمه المكسيكي. وتوقع بريندون ان يلقى نسيم خسارة ثانية امام بيريرا، ما لم يغير من نمط حياته اليومي، واشار الى ان بيريرا يسيطر على منافسات وزنه منذ 4 سنوات، بالاضافة الى انه موهوب وخطر.

ودافع المدرب الايرلندي عن سجله مع نسيم كمحترف للفن النبيل، فقال «لقد اشرفت على تدريبه لنحو 17 عاما، لم يتلق فيها اية هزيمة، وخلال هذه الفترة جمع الالقاب العالمية والاموال من كل اتجاه، واصبح بحق عالمي الشهرة، أما مدربه البورتوريكي الحالي اوسكار شفارتس، فقد يكون متفاهما معه الى حد كبير، ولكنه مدرب ليس له سجل مع النجاح والالقاب». واشار المدرب الايرلندي الى انه بفضل نسيم حميد تركزت الاضواء على ناديه الرياضي في شفيليد، الذي اصبح قبلة للعشرات من شباب ابناء الجالية العربية والآسيوية في المدينة، وقال انه يشرف حاليا على ثلاثة من الناشئين اليمنيين تتراوح اعمارهم ما بين الثانية عشرة والسادسة عشرة، وتوقع قريبا ان يسير احدهم او اثنان منهم على خطى نسيم في الشهرة والنجومية. واعود لأسأل بريندون عن مبارة نسيم الاخيرة، التي كانت معركة شرسة تلقى فيها نسيم خسارته الاولى مقابل 35 فوزا، منها 31 بالضربة القاضية، فقال «ان نسيم لعب بخطة قديمة عقيمة ومعروفة، فلم يحم وجهه ورأسه خلال الجولات الـ12، مما اتاح لخصمه المكسيكي توجيه اكبر سيل من اللكمات اليه، والسيطرة عليه خلال المباراة. أما بالنسبة لخصمه المكسيكي فكان قد استعد لهذه المباراة بتدريبات قاسية لمدة سبعة اسابيع في جبال كاليفورينا، قبل ذهابه الى لاس فيجاس، ولاكم بقبضتيه وبعقله وفق خطة موضوعة، واوقع حميد في الفخ الذي نصبه له».

وعن اسباب انفصاله عن نسيم قال المدرب الايرلندي: «لم يكن الكتاب الذي اصدرته، واسمه «بادي والبرنس» عن علاقتي مع حميد هي سبب الخلافات بيننا، ولكن قبل ثلاث سنوات، كنت اشعر انه يعاملني وانا المدرب الذي اكتشفته ودفعته الى طريق الشهرة بعدم الاحترام»، ويضيف «خلال الاشهر الاخيرة قبل الافتراق الكاثوليكي بيننا كان نسيم لا يتقبل اي نوع من النقد البناء مني، حتى لو كان في مصلحته الشخصية، ولذا كان يتعين ان يسير كل منا في طريقه». ونفى بريندون ان يكون نسيم قد رفع دعوى قضائية بخصوص ما ورد في الكتاب الذي تناول سيرة حياته الرياضية، مشيرا الى انه يكن كل تقدير واحترام للبرنس حميد، متمنيا له التغلب على عقبة خسارته الاولى كملاكم محترف. ويقول المدرب الايرلندي «كان نسيم يلح علي بالسؤال خلال زيارتي معه لليمن، انت لا تأكل لحم الخنزير، ونباتي، ولا تشرب الخمر، فلماذا لا تعتنق الاسلام. وكنت ارد عليه: انت على الطرف الآخر مسلم وتؤمن بالشهادتين فلماذا لا تصلي خمس مرات في اليوم». ومن جهته رد مصدر مقرب من عائلة حميد في اتصال هاتفي اجرته مع «الشرق الأوسط» ان الكتاب الذي اصدره بريندون قبل عامين كان القشة الاخيرة في فصم عرى التعاون والصداقة بين الرجلين، واضاف ان مزاعم بريندون في الكتاب أثارت حفيظة البطل اليمني ضد مدربه الايرلندي. واضاف ان جوهر الخلاف الرئيسي هو محاولة بريندون السيطرة على نسيم من جميع الاتجاهات بحجة مستقبله الرياضي، وقال ان نسيم بعد ان رزقه الله بطفلين هما آدم وسامي منذ زواجه من السيدة هدى تغير كثيرا، فقد اصبح رجل عائلة في المقام الاول يقضي كثيرا من الوقت بين اطفاله ومع اشقائه، ولا ينسى واجباته الدينية كمسلم، وكل رمضان يذهب الى العمرة مع والديه حتى يكون في رحاب البيت العتيق.