مهارات لاعبي الهلال والأهلي في مواجهة صلابة وقوة فريقي النصر والاتحاد

المربع الذهبي للدوري السعودي جمع بين أفضل 4 فرق هذا الموسم وجولة الحسم تنطلق غدا وبعد غد

TT

يبدو أن بطولة كأس الدوري السعودي (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين) لكرة القدم، قد اختارت الفرق السعودية الأكثر تميزاً وجماهيرية لخوض مربعها الذهبي لهذا الموسم.

ومن واقع العناصر والرصد النتائجي، ليس هناك في السعودية من هو أفضل من فرق الأهلي والهلال والنصر والاتحاد، وهي التي تأهلت على التوالي بعد مرحلة تمهيدية ماراثونية بلغت 22 جولة، حيث سيلتقي في نصف النهائي الأهلي (الأول) مع الاتحاد (الرابع)، والهلال (الثاني) مع النصر (الثالث).

هذا النتاج أوجد إثارة لا يتوقف الحديث عن تصور المدى الذي ستبلغه، خاصة أنه سيجمع قطبي مدينة الرياض الهلال والنصر، وقطبي مدينة جدة الاتحاد والأهلي، في مواجهات مبكرة (غداً الأربعاء ومساء الخميس ذهابا وبعد أسبوع إياباً).

المثير في هذه اللقاءات، ان كل شيء يمكن حدوثه، فالإثارة والندية وتوهج النجوم والتنافس العتيد لطرفي كل مواجهة موجود من زمن وهو ما افرز الكثير من الإيجابيات التي لم تقتصر فوائدها على هذه الفرق فقط، بل شملت المنتخبات الكروية السعودية بمختلف فئاتها.

وفي مواجهتي الغد بين الاتحاد والأهلي، وبعد غد بين النصر والهلال، تبدو الحسابات متساوية، وان كان النقاد المحليون يشيرون إلى أن لعامل التوازن النفسي دوراً مهماً بتفضيل فريق على الآخر في إشارة إلى حالة عدم الثبات الفني والعناصري لفريقي الهلال والاتحاد من جراء اسقاطات كثيرة كان سببها مواجهتهما مساء الجمعة الماضي في نصف نهائي كأس ولي العهد (فاز الاتحاد بركلات الترجيح) واسفرت عن غياب أسماء بارزة دولية سواء للإصابة أو الإيقاف.

* الأهلي x الاتحاد: مستوى الفريقين في المنافسات الأخيرة السابقة كشف عن اختلاف مناهجهما، فالأهلي الذي يدربه (الكرواتي) لوكا، يوازن ما بين الدفاع والهجوم، وإن كان خط هجومه الأنشط، من خلال ما يقدمه لاعبو الوسط من امداد رائع وبما جعل أكثرهم في قائمة الهدافين كما هو حال خالد قهوجي وإبراهيم سويد وماهر الكنزاري (تونسي)، بينما يقوم فهد الزهراني بالمعاونة الدفاعية. والطريقة الأهلاوية هي (2/3/1/4) تعتمد في تنفيذها على دعم قدرات ظهيري الجنب عبد الغني وشلية على الانطلاق وقيادة الهجمات بالتمرير الجانبي الذي عادة ما يشكل خطورة كبيرة، خاصة مع تقدم ثلاثي الوسط.

ويعتبر خالد قهوجي وماهر الكنزاري هما عقل الفريق المفكر ومحور ألعابه، فهما على درجة كبيرة من الوعي الأدائي، والأكيد أنهما سيواجهان اليوم رقابة للحد من انطلاقاتهما لخدمة الناحية الهجومية. ويظهر عبد الغني كاسم فاعل في قيادة الشق الهجومي من الجهة اليسرى، لكن يعيبه عدم ضبط نفسه والخروج عن الروح الرياضية كثيراً. في الجانب الهجومي للأهلي يبرز طلال المشعل وعبيد الدوسري، بقدراتهما المهارية وحركتهما الدائبة لتهديد مرمى المنافسين.

جدير بالذكر هنا، ان نشير إلى أن اشد ما يقلق القائمة الأهلاوية هو منطقة متوسط الدفاع، لأسباب كثيرة، أهمها عدم الاستقرار على أسماء تلعب في هذا المكان، اضافة إلى قلة الخبرة التي يتمتع بها لاعبو هذا المركز.

والقائمة الأساسية المثالية للأهلي هي: تيسير النتيف (في حراسة المرمى)، وعبد الغني والشمري وفلاتة والشلية (في الدفاع)، وفهد الزهراني وقهوجي والكنزاري والسويد (في الوسط)، وعبيد الدوسري وطلال المشعل (في الهجوم). أما أبرز البدلاء فهم: سعد الدوسري، والجدوع، ومحمد دابو.

في جانب الاتحاد تبرز صلابة الفريق الدفاعية ومساهمة افراد هذا الخط ايضا في الهجوم بتهديد مرمى المنافسين وهو ما نجحوا فيه كثيرا في لقائهم السابق أمام الهلال.

ولعل مدرب الاتحاد (البرازيلي) أوسكار قد وجد ضالته بلاعبي وسط يمثلون القوة المطلوبة لتحقيق معادلة خط الدفاع الأول للفريق كما هو حال محمد نور و(الإيطالي) جيرسي ومن خلال منهجية أدائية (2/3/5)، بحيث يمثل لاعب الوسط الثالث مناف ابو شقير الدور المحوري بين الهجوم والدفاع مع منح حرية لظهيري الجنب بالانطلاق قطرياً للمساهمة في بناء الهجمات.

ويمتلك الفريق مهاجمين ماهرين، فالحسن اليامي لا يكل ولا يهدأ ويجيد التسديد بقدمه اليسرى ومعه البرازيلي سيرجيو، الذي يصعب تركه حراً قبالة مرمى المنافسين.

ويظل المدافع محمد الخليوي الاسم الأبرز والقائد الأمثل للفريق بقتاليته التي جعلته الأبرز في الإطار الدولي السعودي دفاعياً.

ويعتمد أداء الاتحاد على الكرات العالية (رغم الإدارة الفنية البرازيلية) للمهاجمين.

وتبرز من الجانب السلبي كثرة الاخطاء من جراء المخاشنات وهي ما كلفت الفريق اهدافا وركلات حرة وطردا وإنذارات، هذا إذا ما علمنا أن آخر ثلاث مباريات للفريق قد شهدت في كل منها حالة طرد.

القائمة الأساسية المثالية للاتحاد هي: حسين الصادق متى ما تجاوز اصابته أو مبروك زايد الذي يوازيه أداء (في حراسة المرمى)، وخرشي والخليوي وباسم اليامي ومبروك وسهيل (في الدفاع)، وجيرسي ومحمد نور وابو شقير (في الوسط)، وسيرجيو واليامي (في الهجوم). وأبرز البدلاء هم: خالد الشمراني، ومرزوق العتيبي، وخميس الزهراني ومحمد الصحفي.

* الهلال x النصر: المفهوم العام للقاءاتهما يندرج تحت إطار الشحن النفسي، وجماهيرهما لم تتوقف حتى الآن عن الحديث عن مواجهتهما في بطولة النخبة العربية، وما آلت إليه النتيجة (1/1) قبل فوز الهلال باللقب الأسبوع الماضي.

ووفقا للحسابات الأخيرة، تبدو أمور النصر أكثر ترتيباً واستقراراً فنياً وعناصرياً، ويكفي الهلال غياب نجمه الأبرز سعودياً وصاحب لقبي الافضل في آسيا والعالم العربي نواف التمياط للإصابة التي لحقت به أمام الاتحاد الأسبوع الماضي وستغيبه 6 أشهر.

بعيداً عن ذلك، فإن مدرب الهلال (الفرنسي) سافيت سوساك، قد أشار إلى تبديلات بقائمته بلا شك فإن أبرزها سيكون في خط الوسط.

الفريق الهلالي بصفة عامة يعتمد على التناقل السهل للكرة الممزوج بمهارة فردية عالية لأفراده، على الرغم من إيجابيتها الظاهرة إلا أن مغالاة بعض اللاعبين في ممارستها يجعل الفريق يدفع ثمنها فادحاً، والإشارة هنا إلى الظهير أحمد الدوخي الذي مال أداؤه كثيرا إلى الاستعراض بما أضر فريقه خلال مواجهاته الأخيرة.

ونمط الأداء الهلالي لا يخرج عن رسم (2/1/3/4)، بحيث أن الحرية تعطى للاعب الوسط المتقدم كما كان عليه نواف التمياط، الذي يتوقع أن يعنى به أحد اثنين إما سامي الجابر أو يوسف الثنيان، لتكون مهمة صناعة اللعب الهجومي له مع محمد الشلهوب. في حين أن مهمة مزدوجة سيعنى بها مقاتلا خط الوسط (البرازيلي) توليو وعمر الغامدي، والأخير في حالة تجاوزه لآلام الإصابة التي خرج بسببها من مباراة الاتحاد.

وينظر إلى الهجوم الهلالي كقوة فاعلة سواء (البرازيلي) الشهير روني وسامي الجابر أو بدخول الكولمبي الكاتو.

هجوم الهلال عادة ما يبدأ بانطلاقات جانبية عن طريق أحمد الدوخي أو عمر الغامدي ثم الثنيان من منتصف الملعب لاختراق دفاع الخصوم.

ويجب الإشارة لحارس مرمى الهلال محمد الدعيع، الذي كان وراء فوز فريقه في لقاءات عديدة.

وأبرز سلبيات الهلال أو نقاط ضعف الفريق، تكمن بكثرة الكرات المقطوعة من لاعبيه لاعتمادهم على المراوغة لتجاوز المنافسين كما يفعل الدوخي والجابر، أيضاً فإن للاندفاع الهجومي المبالغ فيه خاصية سلبية ضد الفريق الهلالي وكثيرا ما دفع ثمن ذلك حتى في حالات تفوقه بالنتيجة كما حدث أمام الاتحاد.

والقائمة المثالية للهلال مكونة من: محمد الدعيع (في حراسة المرمى)، والنزهان والدوخي والشريدة وخليل (في الدفاع)، والغامدي وتوليو والثنيان والشلهوب (في الوسط)، والجابر وروني (في الهجوم).

وأبرز البدلاء هم: التيماوي والمسعري وابو اثنين.

في ما يخص النصر، فإن السمة الأبرز لأدائه هي حسن الانتشار الجماعي وفق أطر محددة لكل لاعب. والبرتغالي آرثر جورج المدير الفني للنصر لا يحبذ كثرة التغييرات ويلعب وفق رسم منهجي (2/4/4) بأدوار موزعة بدقة بين الدفاع والهجوم ويظهر (البرازيلي) جونيور كأبرز العناصر وأكثرها قدرة وفاعلية، وعادة ما يرتبط جودة الأداء بحضوره من خلال قدراته العالية بصناعة اللعب الهجومي غير اجادته تهديد مرمى المنافسين سواء بالكرات الثابتة أو المتحركة من خلال موقعه وسط الميدان.

ويقوم الثنائي الجنوبي وماطر بمهمتين مزدوجتين بين المساندة الدفاعية والدعم الهجومي وإن كان الأخير يتلقى النقد حتى آخر مباراة للنصر بسبب عدم ارتقاء عطائه في الشوط الثاني لما هو عليه في الأول، وان كانت المؤشرات تؤكد أنه الآن بأفضل جاهزية فنية.

ومع المطالبات المستمرة لأن يكون الهداف علي يزيد ضمن القائمة الأساسية، فإن مباراة اليوم ستشهد ذلك بوجوده إلى جانب البرازيلي رينالدو، الذي لم يفق إلى الآن من صدمة ضياع ركلة الجزاء، التي كان ثمنها ضياع بطولة النخبة من النصر (الأسبوع الماضي).

وحين ذكر المفضلين فلن نغفل حارس المرمى المتألق محمد الخوجلي الذي ينسب له كثير من الانتصارات النصرية. ونمط الأداء في النصر يعتمد على التناقل السهل للكرة، الذي عادة ما ينتهي بكرات طولية نصف مرتفعة للمهاجمين.

وتظل ابرز سلبيات الفريق متمثلة بتأثر الأداء، حين تراجع عطاء الأسماء الأبرز فيه كما هو جونيور أو إبراهيم ماطر.

وقائمة النصر مكونة من: الخوجلي (في حراسة المرمى)، وحلوي والداود والحارثي والجهوي (في الدفاع)، وسيف وماطر والجنوبي وجونيور (في الوسط)، ويزيد ورينالدو (في الهجوم).

وأبرز البدلاء هم: بن سليمان والشهري والبيشي والقرني.