ساد الحزن اجواء الجالية المهاجرة في مدينة مرسيليا، جنوب فرنسا، وعموم اوساط عشاق كثرة القدم، بعد الأنباء شبه المؤكدة التي تسربت أمس عن مؤتمر صحافي من المنتظر ان يعقده في مدريد، الاربعاء المقبل، نجم الكرة زين الدين زيدان.
وحقق اللاعب الجزائري الأصل المولود في حي «كاستيلان» الشعبي في مرسيليا، شهرة عالمية بعد ان ساهم اداؤه البارع في فوز فرنسا بكأس العالم بكرة القدم عام 1998. وتوقف زيدان عن اللعب مع المنتخب الفرنسي بسبب توتر علاقته مع المدرب الجديد، لكنه عاد الى الفريق الذي صنع اسطورته لكي يتعاون مع زملائه في ايصال فريق فرنسا الى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها المانيا.
ويلعب زيدان الذي فاز بلقب افضل لاعب في العالم، حاليا مع فريق ريال مدريد الاسباني. وقد تمكن على مدى سنوات من تصدر قائمة اكثر الشخصيات شعبية في فرنسا، متقدما على الأب بيير نصير الفقراء، والمغني جوني هاليداي، والنجم التلفزيوني ميشيل دروكير.
وبفضل سلوكه الهادئ وتبرعاته السخية للأطفال المرضى، تحول «زيزو» الى نموذج لأبناء المهاجرين الناجحين في فرنسا، ونجح في الافلات من محاولات عديدة جرت لاستقطابه دينيا وثقافيا. كما ضرب المثل في البر بوالديه واسرته وكان يشير في كل احاديثه الى فضل أبيه عليه والتسامح الذي شب عليه.
ورغم تكرار الحديث عن قرب اعتزاله بسبب السن، ستحفظ ذاكرة الفرنسيين الصورة العملاقة التي رسمتها أشعة «الليزر» لزيدان على نصب قوس النصر، أعلى جادة «الشانزليزيه»، عقب انتصار فرنسا في المونديال.
وذكرت اذاعة «كادينا سير» الاسبانية، ان زين الدين زيدان قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم وصانع العاب فريق العاصمة الاسبانية ريال مدريد، سيعلن موعد اعتزاله اللعب خلال مؤتمر صحافي سيعقده الاربعاء المقبل في مدريد.
وحسب الاذاعة الاسبانية، فان زيدان اقنع رجال الاعلام والصحافة بعقد مؤتمر صحافي الاربعاء المقبل، سيعلن خلاله وبشكل شبه مؤكد اعتزاله كرة القدم نهاية الموسم.
واكدت «كادينا سير» في موقعها على شبكة الإنترنت، ان زيدان سيضع حدا لمسيرته نهاية الموسم، في حين ستكون نهائيات مونديال المانيا والمقررة من 9 يونيو (حزيران) الى 9 يوليو (تموز) الحدث الاخير في مسيرة زيدان الكروية.
وكان زيدان قد اعلن في فترة سابقة انه سيقرر بعد المونديال، اذ ما كان سيمدد عقده مع الفريق الملكي، او سينهي مسيرته المميزة، مؤكدا في الوقت ذاته انه عاد عن اعتزاله الدولي، للفوز بلقب المونديال في المانيا.
واعتبر زيدان انه لم يعد عن اعتزاله اللعب دوليا، لكي يلفت الانظار بطريقة مسرحية، بل ليذهب حتى النهاية والفوز باللقب للمرة الثانية، علما انه عاد الى المنتخب في اغسطس (اب) الماضي بعد غياب حوالي عام عقب اعلانه اعتزاله.
ولعب زيدان دورا اساسيا مع زميليه العائدين من الاعتزال الدولي ايضا، ليليان تورام مدافع يوفنتوس الايطالي وكلود ماكيليلي لاعب وسط تشيلسي الانجليزي، في تأهل فرنسا الى نهائيات المونديال، حيث ستلعب في المجموعة السابعة الى جانب سويسرا وكوريا الجنوبية وتوغو.
ولم يكن موسم زيدان مع ريال مدريد مميزا، اذ فقد فريق العاصمة الامل في اللقب المحلي، الذي سيذهب الى غريمه التقليدي برشلونة للعام الثاني على التوالي، كما ودع دوري ابطال اوروبا من الباب الصغير، والامر نفسه في مسابقة الكأس الاسبانية.
ويبقى همه الوحيد الحصول على المركز الثاني المؤهل مباشرة الى دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل وهو يتنافس مع فالنسيا الثاني واوساسونا الرابع على هذا المقعد.
يذكر ان زيدان الذي سيبلغ 34 عاما في 23 يونيو المقبل، انتقل عام 2001 الى ريال مدريد قادما من يوفنتوس الايطالي، مقابل مبلغ قياسي بلغ 1.75 مليون يورو، ويمتد عقده مع الفريق الملكي حتى يونيو2007. وحصد زيدان مع ريال مدريد لقب دوري ابطال اوروبا عام 2002 ولقب الدوري المحلي عام 2003.
وفي انجلترا لعب الان شيرر كابتن المنتخب الانجليزي لكرة القدم سابقا اخر مباراة له على مستوى الاحتراف مع نيوكاسل يونايتد وأعلن أنه لن يكمل الموسم مشيرا الى اعتزاله كرة القدم.
ونقلت صحيفة صن في عدد امس عن شيرر قوله: «أنهي حياتي في الملاعب الان ولي ذكريات رائعة. حقيقة أني لن أتمكن من اللعب في اخر ثلاث مباريات للفريق خلال الموسم أمر محزن ولكني لا أشكو.
وكان من المقرر أن يعلن شيرر ، 35 عاما، اعتزاله بنهاية الموسم ولكن أشعة أجريت له أمس أوضحت اصابته بتمزق في الرباط الاوسط بالركبة في المباراة التي فاز فيها فريقه على سندرلاند 4-1 بالدوري الممتاز الانجليزي يوم الاثنين.
وقال شيرر أصبت بتمزق في الرباط الاوسط ورغم أني لن أحتاج الى جراحة الا أن الركبة ستحتاج الى رباط ضاغط لعدة أسابيع. حزنت ولكني أتمتع بسجل رائع.
يعتقد البعض أنه من الرائع أن اعتزل بعد تسجيل هدف في المباراة التي فزنا فيها 4-1 على سندرلاند الاسبوع الماضي وأعتقد أنهم على حق. وتابع: «كنت أسعى الى مواصلة الموسم حتى اخر مباراة أمام تشيلسي. ولكننا لا نعيش في عالم مثالي».
ويأمل شيرر أن يجمع في مباراة اعتزاله أمام فريق سيلتيك الاسكتلندي والتي ستقام في 11 مايو (ايار) أكثر من مليون جنيه استرليني والتي سيتبرع بها كلها للاعمال الخيرية. وبدأ شيرر كرة القدم مع فريق ساوثامبتون الانجليزي عندما أصبح أصغر لاعب يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة بالدوري الممتاز وفي فبراير (شباط) عام 1992 سجل هدفا في أول مباراة يخوضها مع المنتخب الانجليزي وفازت فيها انجلترا على فرنسا 2-صفر .
وسعت عدة أندية بارزة لضم شيرر ولكنه انضم لبلاكبيرن الانجليزي.
وفاز شيرر بلقب أفضل لاعب كرة قدم في انجلترا خلال العام بعد أن سجل 34 هدفا موسم 1993-1994 وفي الموسم التالي فاز بلقب الدوري الممتاز الانجليزي وهي المرة الوحيدة التي فاز فيها بلقب بطولة كبيرة طول حياته في الملاعب.
وبعد أن سجل 130 هدفا في 171 مباراة مع بلاكبيرن انضم الى نيوكاسل يونايتد مقابل 15 مليون جنيه استرليني وكان انذاك مبلغا قياسيا من المال بعد أن فاز بلقب هداف بطولة الامم الاوروبية عام 1996. وساعد نيوكاسل على الوصول الى الدور النهائي في بطولة كأس الاتحاد الانجليزي عام 1998 وعام 1999 ولكن الفريق هزم في المرتين صفر-2 امام ارسنال ومانشستر يونايتد.
ويقول شيرر انه لا يشعر بالاسف لانه رفض عرضا بالانضمام الى مانشستر يونايتد لكي يلعب لنيوكاسل الذي لم يفز ببطولة منذ فوزه ببطولة كأس الاتحاد الانجليزي عام 1955.
وقال شيرر لصحيفة صن: «لا يهم أني لم أفز ببطولة لاني حققت ذلك بطريقة أخرى. لقد عشت حلما». وكان شيرر أعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد بطولة الامم الاوروبية عام 2000 ليختتم طريقه مع المنتخب بعد أن لعب له 63 مباراة وسجل 30 هدفا.
وكان سيعتزل اللعب العام الماضي ولكن جريم سونيس المدير الفني لنيوكاسل أقنعه باللعب لعام اخر وبقيامه بذلك حطم الرقم القياسي في الاهداف التي سجلها لاعب واحد للفريق والمسجل باسم جامي ميلبورن بعد أن سجله هدفه 201 في مباراة نيوكاسل أمام بورتسموث بالدوري الانجليزي في فبراير (شباط). وقال أنا سعيد لاني قررت البقاء لمدة موسم اخر.