عمو بابا لـ الشرق الاوسط : بترت أصابع قدمي ولم يكلف أي مسؤول نفسه الاتصال بي

أشهر مدرب عراقي يستغيث من الإهمال والتجاهل لإنجازاته

TT

لم يجد عميد المدربين العراقيين، وأحد اشهر مدربي كرة القدم في الوطن العربي عمو بابا، إلا نداءات الاستغاثة لكي ينظر اليه المسؤولون بعين الرعاية بعد ان اقعده المرض واضطر الاطباء أخيرا لبتر اصابع قدميه في احد مستشفيات الاردن متأثرا من تفاقم مرض السكري.

ويقول عمانويل بابا داوود، الشهير بـ«عمو بابا» في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط»،: «لقد قضيت 56 عاما من عمري في خدمة كرة القدم العراقية دون اجر، والان اشعر بانني اتسول العلاج، الجميع ادار لي ظهره وعندما طالبت ببعض حقوقي وجدت الفتات».

واشار عمو بابا الى ان الاطباء اضطروا الى بتر اربعة اصابع من قدمه اليمنى وثلاثة من قدمه اليسرى، وجار تضميد عظامه التي خارت من اثار تفاقم مرض السكرى وامراض اخرى اقعدته لمدة 6 اشهر في احد مستشفيات الاردن.

واوضح عمو بابا، 72 عاما، الى انه يشعر بالاستياء من مسؤولي الرياضة في بلاده الذين لم يكلف احد منهم نفسه السؤال عنه او زيارته، وقال «لم يكلف احد نفسه عناء الزيارة او حتى الاتصال التليفوني، مع انني اسمع ان حسين سعيد (رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم) وهو احد تلاميذي، يمر دائما بالاردن للاجتماع مع الاتحاد العربي او لحضور مباريات لفرق عراقية، لكن لم يعبأ بالسؤال عني».

ويقول عمو بابا «طوال فترة عملي مع منتخب العراق والانجازات التي حققتها بدون أي مدرب آخر اجنبي لم اطلب اجرا، وكنت دائما ألبي الواجب الوطني حبا في كرة القدم» وكان المقابل «وسام اولمبي من عدي صدام حسين رئيس الاتحاد العراقي السابق لكرة القدم». ويضيف «بعد الغزو على العراق دمر منزلي وتعرضت للسرقة ولم اعد املك غير معاشي الحكومي، وهو لا يكفي بأي حال لعلاجي من الامراض التي اضعفت جسدي بعد ان كنت اركض مع اللاعبين لساعات في الملعب».

واستطرد عمو بابا «بعد ان شاهدت البنية التحتية للرياضة العراقية تضرب وتدمر وجهت جهدي لفتح مدرسة للموهوبين من الصغار لانني لا ارى بان هناك املا في منتخبات العراق الحالية لتحقيق شيء، وهؤلاء الصغار قد يكون لهم المستقبل، لم اطلب دعما من الحكومة وعملت انا وبعض المساعدين بالجهود الذاتية واصبحت المدرسة تضم 350 لاعبا ناشئا سيكون لهم شأن بعد سنوات قليلة، وكل ذلك ايمانا بواجبي الوطني، لكن أين اعضاء الحكومة ومسؤولو الرياضة بعد ان اقعدني المرض» وبنبرة حزن يقول عمو بابا «لقد رفضت عروضا خليجية وعربية مغرية كانت ستجعلني مليونيرا، من اجل منتخب العراق وبعد كل هذه السنين ارى ان من ابسط حقوقي هو العلاج بشكل كريم، لقد وجهت كلمات استغاثة ووجدت الاجابة من الامير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي والسعودي لكرة القدم وبعض شيوخ العرب للتكفل بعلاجي، وقد ازعج ذلك الحكومة العراقية وكان ذلك شيء يسيء الى سمعتهم.. تحدث معي رئيس الدولة واعدا بالتكفل بعلاجي وامر بصرف 28 الف دولار كانت تقريبا تغطي الشهر الاول من العلاج لكن بعد ذلك ادار الجميع ظهره واصبح الامر يتوقف على رجال الخير». وحول وضعه الصحي حاليا، يقول عمو بابا «لقد اصبحت اسير السرير، فقدت اصابع قدمي وعظامي شوهت، انني اعاني بالوراثة من مرض السكري.. واخشى ان افقد بصري، اجريت الكثير من العمليات الجراحية في حنجرتي وصدري وعظام الساقين واتعجب انني ما زلت على قيد الحياة».

ويقول عمو بابا «لقد شتت الحرب اسرتي ودمر منزلي .. اعطيت كرة القدم العراقية نصف قرن من عمري، انجازات لم يحققها غيري في العالم، لاعبا ومدربا، ولم يقابل ذلك بتقدير او حتى اهتمام رغم انني الى الان اتابع يوميا اخبار مدرسة الموهوبين الصغار، واعطي المشورة للمدربين في الفرق الكبيرة ولا انتظر منهم مقابل».

ويقول عمو بابا الذي قاد العراق الى نهائيات الاولمبياد 3 مرات اعوام 80 و84 و88 في موسكو ولوس انجليس وسيول، والى احراز كأس العرب وذهبية دورة الالعاب الآسيوية والكثير من البطولات والالقاب الاخرى على صعيد الاندية والمنتخبات، «ماذا فعلت انا بلقب مدرب القرن في العراق .. لست مليونيرا ويعلم الجميع انني عملت من دون اجر ولم اكن املك حتى سيارة للتنقل، لكني سأظل وفيا وسأكمل مسيرة بناء جيل جديد حتى وانا قعيد وغير قادر على التحرك».