25 مليون يورو لبرشلونة المتوج بطلا لأوروبا واحتفالات جماهيره تنتهي بصدام مع الشرطة

هنري قائد آرسنال يحمل الحكم أسباب الهزيمة ومدربه فينغر يفشل في ثالث نهائي أوروبي

TT

توج برشلونة الاسباني بطلا لدوري الابطال الاوروبي في نسخته الخمسين بعدما نجح في قلب تخلفه امام ارسنال الانجليزي بهدف الى فوز 2-1 في المباراة النهائية على استاد فرنسا الدولي وامام 80 الف متفرج. وعقب اللقاء انطلق اكثر من 125 ألف مشجع بالقرب من الساحة العامة لبرشلونة في احتفالات امتدت حتى وقت قريب من فجر امس، وانتهت بصدام مع الشرطة اصيب فيها 100 شخص على الاقل وتم توقيف 26 مشاغبا قاموا بنهب عدد كبير من المحلات. وشهدت المباراة تحقيق ارقام قياسية جديدة لبعض اللاعبين وخيبات امل لاخرين وخاصة لحارس ارسنال الالماني ينز ليمان الذي اصبح اول لاعب يطرد في مباراة نهائية وبعد 16 دقيقة فقط من البداية.

وبهذا الفوز انفردت الكرة الاسبانية بالرقم القياسي في عدد الالقاب اذ رفعت رصيدها الى 11 لقبا منها تسعة لريال مدريد واثنان لبرشلونة، في حين تأتي الكرتان الانجليزية والايطالية في المرتبة الثانية (10 القاب). كما نجحت الكرة الاسبانية في جمع لقبي المسابقتين الاوروبيتين بعد ان فاز اشبيلية على ميدلزبره 4 ـ صفر الاسبوع الماضي في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي. وهي المرة الاولى منذ عدة سنوات التي تنجح فيها دولة في احراز اللقبين في عام واحد بعد فوز بوروسيا دورتموند وشالكه بدوري الابطال وكأس الاتحاد على التوالي عام 1997.

وبفوز برشلونة يكون فرانك ريكارد قد حقق الانجاز الذي حققه مواطنه يوهان كرويف حيث فاز بلقب دوري أبطال أوروبا كلاعب وكمدرب.

وكان كرويف قاد برشلونة كمدرب للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1992 لاول مرة للنادي الاسباني، بعد ان وسبق لكرويف الفوز باللقب كلاعب ثلاث مرات مع فريق أياكس الهولندي بين عامي 1970 و1973.

وفاز ريكارد بلقب البطولة كلاعب مع ميلان الايطالي عامي 1989 و1990 ومع أياكس عام 1995. ولم يحقق ذلك الانجاز من المدربين سوى الاسباني ميغيل مونوز والايطاليين جوفاني تراباتوني وكارلو انشيلوتي. واصبح ريكارد المدرب الهولندي الخامس ايضا الذي يحصد لقب هذه المسابقة بعد رينوس ميشيلز (1971) مع اياكس، وغوس هيدينك ((1988 مع ايندهوفن، ويوهان كرويف (1992) مع برشلونة، ولويس فان غال ((1995 مع اياكس. في المقابل لم ينجح مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر في ثالث نهائي اوروبي له في احراز اللقب، وسبق ان خسر كأس الكؤوس مع موناكو امام فيردر بريمن الالماني عام 1992، وكأس الاتحاد الاوروبي مع ارسنال ايضا امام غلاطة سراي التركي عام 2000.

وتمكن لاعب وسط برشلونة البرتغالي ديكو من احراز ثالث لقب اوروبي في السنوات الاربع الاخيرة بعد ان توج بطلا مع بورتو في كأس الاتحاد الاوروبي عام 2003 ثم بدوري ابطال اوروبا مع الفريق ذاته في العالم التالي. في المقابل فشل ارسنال في ان يصبح خامس فريق انجليزي يحرز لقب المسابقة الاوروبية الام بعد مانشستر يونايتد وليفربول ونوتنغهام فورست واستون فيلا. وسيحصل برشلونة على حوالي 25 مليون يورو مكافأة الفوز باللقب ومشواره حتى النهائي، بينما سينال ارسنال حوالي 20 مليون يورو. وخصص الاتحاد الاوروبي598 مليون يورو للموسم الحالي الذي انتهى بتتويج برشلونة منها 453 مليون يورو للاندية الـ32 التي شاركت في المسابقة و5.22 مليون يورو للرابطات المحترفة للبلدان المعنية. وينال كل فريق مشارك في المسابقة 1.6 مليون يورو بالاضافة الى 321 الف يورو للمباراة الواحدة، وفي حال الفوز في الدور الاول ينال 321 الف يورو اضافية و161 الف يورو في حال التعادل. وينال كل فريق خرج من المسابقة في الدور الاول 3.5 مليون يورو على الاقل. وينال كل فريق من الفرق الـ16 المتأهلة الى الدور ثمن النهائي6.1 مليون يورو ثم 9.1 مليون يورو في حال التأهل الى ربع النهائي و6.2 مليون يورو في حال التأهل الى نصف النهائي. وفي حال حقق الفائز باللقب مشوارا دون تعثر ينال18 مليون يورو دون حقوق النقل التلفزيوني ومداخيل التذاكر. وعن المباراة النهائية التي بدأت سريعة من جانب ارسنال الذي سنحت له فرصتان في الدقائق الاربع الاولى لمهاجمه تييري هنري. الاولى بانفراد تام بالحارس والثانية صوب بقوة لكن حارس برشلونة فيكتور فالديز تصدى لكرته ببراعة.

وكانت نقطة التحول في الدقيقة السادسة عشرة عندما طرد الحكم النرويجي هاوغه حارس مرمى ارسنال ليمان لعرقلته الكاميروني صامويل ايتو على حافة منطقة الجزاء عندما حاول الاخير مراوغته، ولم يمنح الحكم برشلونة اتاحة الفرصة التي سجل منها فان بومبل هدفا واحتسب ركلة حرة مباشرة سددها رونالدينهو بجوار القائم. واضطر مدرب ارسنال الفرنسي ارسين فينغر الى اشراك الحارس البديل الاسباني مانويل المونيا مكان ليمان المطرود على حساب لاعب الوسط الفرنسي روبير بيريس الذي كان يخوض اخر مباراة له مع الفريق اللندني بعد ان اكد رئيس نادي فياريال الاسباني انه سينتقل الى ناديه. وشكلت حادثة الطرد ضربة معنوية لارسنال الا انه نجح في التقدم اثر احتساب الحكم ركلة حرة من الجهة اليمنى رفعها هنري داخل المنطقة ليقابلها المدافع العملاق كامبل في الشباك بالدقيقة 37. وتماسك ارسنال امام موجات الهجوم المتتالية لبرشلونة ليخرج فائزا بالشوط الاول. واستمر النهج الهجومي لبرشلونة المسيطر تماما وسط تراجع لاعبي ارسنال، ونجحت تغييرات ريكارد في فك دفاع منافسه حيث دفع بالسويدي هنريك لارسون والبرازيلي جوليانو باليتي، فقام الاول بتمرير كرتين ساحرتين احرز الكاميروني من الاولى هدف التعادل في الدقيقة 76، وباليتي من الثانية هدف الفوز الحاسم في الدقيقة 80.

وقبل الهدفين اهدر هنري فرصة لارسنال وهو منفرد ايضا حيث سدد في قدم الحارس.

ولم يقبل لاعبو ارسنال ومدربهم الهزيمة المرة، وحمل هنري حكم المباراة مسؤولية خسارة فريقه وقال «لا أعرف ما إذا كان الحكم يرتدى قميص برشلونة، لقد منح لاعبي الفريق الاسباني كل شيء، لقد تسبب في هزيمتنا، لعبنا 10 لاعبين بعد ربع ساعة وتقدمنا ونحن فخورون بما قدمناه».

وأضاف «لم أر إنجازا واضحا من رونالدينهو وإيتو، واللاعب الذي تألق مع برشلونة هو لارسن فهو الذي قادهم للفوز».

اما ارسين فينغر مدرب ارسنال فقال: «من الصعب هضم الهزيمة، لكنها جزء من الرياضة، تعرضنا لضربة جراء خوضنا المباراة بعشرة لاعبين ضد 11 لفترة طويلة، لقد شهدت المباراة لحظتين حاسمتين، الاولى باضاعتنا هدفين عندما تقدمنا اواخر الشوط الاول، ثم اعتقد بأن هدف التعادل جاء من وضع تسلل لايتو، واذا كان ذلك صحيحا فانه امر مؤسف». وقال ينز ليمان حارس ارسنال: «لم اكن اتخيل ان اطرد بعد دقائق قليلة، لم يكن قرار الحكم ظالما، لقد ارتكبت خطأ وعوقبت عليه، لكنني كنت اعتقد بوجود تسلل على ايتو فارتميت عليه، وللاسف لم تكن الحالة تسللا، اشعر بخيبة امل لأن الامور لم تجر كما كنت اشتهي».

في المقابل قال صامويل ايتو الذي اختير افضل لاعب في المباراة: «انه امر لا يصدق، وانا لا اجد الكلمات لاعبر عن سعادتي، لم نفقد الامل اطلاقا خصوصا بعد ان شاهدنا مباراة ليفربول العام الماضي، وكنا ندرك بانه لا يتوجب علينا الاستسلام، ونجحت بفضل الله ان اسجل هدف التعادل لفريقي وانا سعيد للغاية»، واضاف «اريد ان اشكر الرئيس خوان لابورتا وزملائي ومدربي، لقد جئت الى برشلونة لاعيش هذه اللحظات، الفوز باللقب لا يعوض خيبة عدم التأهل الى المونديال، وانا اسف لغياب الكاميرون». اما في ما يتعلق بحادثة طرد الحارس ليمان فقال «كنا نفضل ان يحتسب لنا الحكم الهدف الذي سجله جيولي عن طرده».