الإجهاد وضعف التحكيم وراء هبوط مستوى لقاءات المربع الذهبي السعودي

الأهلي والاتحاد والنصر والهلال جاهزة لمباريات الإياب نهاية الأسبوع

TT

حلقت علامات الحيرة والذهول عاليا في الوسط الكروي السعودي بعد المستوى المتواضع اداء وتحكيما لمواجهتي الذهاب في نصف نهائي كأس الدوري السعودي (المربع الذهبي).

وجاء الاداء الفقير لفرق الاهلي والاتحاد والنصر والهلال ليعبر عن حالة الاجهاد والعناء الذي بلغته هذه الفرق من مشوار تنافسي طويل عبر الموسم الكروي السعودي الجاري وما تداخل مع ذلك من مواجهات دولية ومشاركات خارجية بلغت شأنا كبيرا اذا ما علمنا ان جميعها قد عنيت بذلك غير انها تمثل اكثر من %90 من قائمة المنتخب السعودي الذي كثرت مشاركاته هذا الموسم. التراجع الادائي المخيف الذي افرز تعادلا سلبيا بين الاتحاد والاهلي وفوزا نصراويا بهدف نظيف على الهلال اظهر مؤشرا خطيرا الى وجوب اعادة النظر ببرمجة المنافسات السعودية خاصة ان الفرق باتت ترفع عقيرتها بالشكوى من تلاحق الاصابات بين لاعبيها وبما يعطلهم لفترات زمنية غير قصيرة، غير ان الاجهاد البدني قد بدأ يأخذ بتلابيب هذه الفرق وبما جعل من المدربين المعنيين بها غير ثابتي او واضحي المناهج.

التفاؤل البسيط يخص مدى قدرة هذه الفرق الاربعة على التغلب على اوضاعها المتراجعة كي تستطيع تقديم عطاء افضل في مواجهتي الاياب مساء يومي الاربعاء والخميس المقبلين رغم ان الاستطلاعات الخاصة بالقدرات البدنية تقلل من ذلك وتعيده الى دوامة الارهاق!! في مواجهة الاتحاد والاهلي كان الحماس هو سيد الموقف ليفرض حذرا مبالغا فيه آل بالنتيجة الى السلبية ووجبت الاشارة الى ان مدرب الاتحاد (البرازيلي) اوسكار كان الافضل تعاملا مع مجريات المباراة حينما قبض على مكامن القوة في الاهلي واوقف خطورة الظهيرين لدى الاخير غير استخدامه لورقة البدلاء بشكل جيد وبما ساهم في زيادة فاعلية فريقه. ورغم تحصل الفريق على فرص جيدة لتحصيل الفوز من بينها ركلة جزاء مهدرة وتسابق المهاجمون على اهدارها، الا ان الاتحاد استحق ان يكون افضل السيئين اداء في مباراتي الذهاب.

لاعبو الاتحاد جسدوا منهجية 2/3/5 بشكل فاعل عبر مراقبات لصيقة ودفاع منطقة متوثب وان كانت بعض المخاشنات المتعمدة قد افسدت اداءه خاصة من قبل الايطالي جيلسي الذي يثب على اقدام المنافسين اكثر من وثبه على الكرة! وما زال اوسكار يعتمد كثيرا على النجم محمد نور لتنفيذ مهام كثيرة بين الدفاع والهجوم في حين ان المهاجمين سيرجيو (برازيلي) والحسن اليامي متذبذبا الاداء من جراء اجهادهما المستمر.

والنقطة الجديرة بالاشارة وتخص لقاء الرد بعد غد الاربعاء ان صلابة الاتحاد وقوته ستزيد بعودة مدافعيه الدوليين محمد الخليوي وصالح الصقري بعد تشافي الاول من العارض الصحي الذي منعه من اكمال المباراة وانتهاء فترة الايقاف للثاني.

وما هو جدير بالذكر ان اتحاد اوسكار فريق مهيأ تماما لنقل الكرة من الدفاع الى الهجوم، فالفريق قد اندفع بشكل مبهر ومنذ النصف الثاني من الشوط الثاني ليشكل خطرا حقيقيا على مرمى الاهلي.

في ما يخص الاهلي بدا ان منهجية مدربهم (الكرواتي) لوكا والتي اعتمدت على تكديس اللاعبين الامهر في وسط الميدان وبما جعل عددهم لفعل ذلك خمسة لاعبين قد اضر بالفريق اكثر من نفعه، فقد ظل عبيد الدوسري وحيدا واحتاج الى المساعدة لكي يكون اكثر تألقا بالتعامل مع الفرص التي تهيأت له قبالة مرمى الاتحاد.

والحق ان موهوبي الاهلي في وسط الميدان كالقهوجي والسويد و(التونسي) ماهر الكنزاري قد عمدوا كثيرا لاظهار مواهبهم وعلى حساب حاجة الفريق وهو ما جعل العاب فريقهم ذات حضور اكبر وسط الميدان رغم الحاجة الى سرعة نقلها الى الامام وهم بذلك قد فشلوا في استثمار الوقت الذي تكون فيه الكرة بمتناولهم.

والمعلومة الاهم في حال الاهلي اثناء المباراة تخص مدربهم لوكا الذي يحتاج الى اعادة اكتشاف قناعاته، فبعد موسم حافل ومثير لفريقه نجد القلق من الخسارة المفاجئة في لقاء الذهاب يدفعه لخلط اوراقه وبما جعله يضع (السنغالي) داين فاييه الى جانبه على دكة البدلاء ولم يفطن الى سوء تدبيره الا متأخرا حين دفع به الى جانب عبيد الدوسري لكن كان الوقت قد اقترب من النهاية.

وهنا وجبت الاشارة الى ان حارس الاهلي تيسير النتيف قد حفظ ماء وجه مدربه ولو مؤقتا بتصديه وببراعة لكرات اتحادية خطرة غير وقوفه شامخا امام ركلة الجزاء، ولا ننسى هنا دور المدافع فلاتة ومحور الوسط فهد الزهراني اللذين قاتلا بايجابية وعبر طرق مشروعة كي يكون فريقهما بحال جيدة في ظل ان الاخير كان المتحمل الاكبر لاخطاء زملائه وسط الميدان!! ومما لا شك فيه ان عودة طلال المشعل (كبير هدافي المنتخب السعودي حاليا) الى القائمة الرئيسية ستزيد من قوة الفريق في مباراة الرد، الى جانب ان المباراة السابقة قد اوحت بضرورة وجود سعد الدوسري وسط الميدان ولو على حساب السويد او القهوجي منذ مطلع المباراة ولا سيما انه اكثر ديناميكية وسرعة بالتمرير منهما!! وبين النصر والهلال كان الارهاق والمخاشنات سمة بارزة في مباراتهما وعلى غير ما تعودا عليه. ومدرب النصر (البرتغالي) ارثر جورج قد ادرك ماهية منافسه بجدارة فمنحه متسعا ادائيا في الشوط الاول وكأنه يعلم جيدا ان ذلك سيرهقه كثيرا ويدفعه الى الاستسلام في الشوط الثاني، فجاء اداء لاعبيه متراجعا بينما اتسم بالقوة في الشوط الاول، ومعبرا عن نمط هجومي في الثاني.

وسقط مدرب الهلال الفرنسي سوسك في فخ ذلك، فكان ان خسر جهد ابرز لاعبيه يوسف الثنيان الذي قدم وعبر شوط واحد كل ما يكفي ليكون نجم المباراة وافضل لاعبيها، الا ان الالتحامات القوية من دفاعات النصر لم تمهله ليشارك في الشوط الثاني ايضا، الامر نفسه انطبق على سامي الجابر و(البرازيلي) روني والاخيران قدما العطاء الاكبر في الشوط الاول وبما اثر على حضورهما في الثاني.

قراءة مدرب الهلال للمباراة لم تكن متوافقة مع حاجتها لا سيما ان بدلاءه سقطوا في فخ اللعب السلبي كما هو حال (الكولمبي) الكاتو ومحمد الشلهوب وهو على العكس تماما من نظيره في النصر الذي ما لبث وحيداً فلجأ الى الشأن الهجومي بأن دفع بالمهاجم علي يزيد ليكون كالشوكة في حلوق مدافعي الهلال ليدفعوا ثمن سرعته ومهارته ركلة جزاء مستحقة كان هدفها مهر المباراة!! ابراهيم ماطر والجنوبي كانا محور الاداء النصراوي الفاعل، وعمل المدرب جورج على جعلهما يفرغان كل ما في جعبتهما لمصلحة فريقهما فتقدما هجوما وتراجعا دفاعا وكانا بحق العنصرين الابرز للنصر في المباراة.

وما اظهره الهلال في الشوط الثاني يجعل المتابع يخالجه شك ان هذا الفريق من دون هوية تكتيكية ويكاد يجزم ان هذا الفريق الذي كان بمقدوره تبديد آمال اي فريق محليا وقاريا بات غير قادر على تقديم كرة ذات مذاق جيد ومنهجية حركية لتفيد في الكسب ومناورة المنافسين.

هذا الشأن فرض على مدرب الهلال ان يعيد اكتشاف قناعاته وان يجد في البحث قبل لقاء الرد حول الماهية التكتيكية والعناصر التي يحتاجها لان امر هذا الفريق بات يستعصي على الفهم لان فريقا يهاجم بضراوة في الاول يتحول لاعبوه الى زمرة السائحين التائهين في الشوط الثاني!! وفي ما يخص النصر فقد استفاد من التعامل العاقل لمدربه مع مجريات المباراة والجميع اظهر الثناء والامتنان للقتالية المستمرة التي كان عليها اللاعبون.

وحقيقة قدم الفريق كل ما لديه اثناء المباراة وبما يتوافق مع قدرات لاعبيه وبات ما يحتاجه في مباراة الرد في نتاجه يوحي بالايجابية لانهم احسنوا التعامل في الذهاب مع فريق كان يفوقهم قدرات عناصرية، الا انهم يمسكون بالورقة الاهم الفوز والقدرة التدريبية الذكية لمديرهم الفني.

التحكيم ساهم في تراجع الأداء اخطاء التحكيم في مباراتي الذهاب كانت مقلقة وباعثة على التوتر من ان يكون حسم التأهل إلى المباراة النهائية مرتبطاً بذلك، وفريقا الاهلي والهلال هما من انحى باللائمة على التحكيم والاكيد ان المشاهدة المباشرة والتصوير التلفزيوني قد كشفا اخطاء فادحة من حكمي المباراتين عبد الرحمن الزيد ويوسف العقيلي، الأول باحتسابه ركلة جزاء وفق تقدير خاطئ منه ان لاعباً اتحادياً اعيق وهو ما كشف التصوير التلفزيوني ومن الاتجاهات جميعاً خطأه، والثاني عبر اخطاء من مخاشنات قوية لم يحسن ضبطها.

والحقيقة ان خطأ تلك البرهة القليلة من الزيد قد حجب تألقه طوال فترات المباراة في حين ان زميله العقيلي تلقى نقداً متواصلاً لتسامحه اللامتناهي ازاء المخاشنات في الشوط الأول ثم ما لبث ان أفرط في البطاقات الملونة في الجزء الثاني وهو ما اشار اليه رئيس لجنة الحكام خلال حديثه للاعلام المحلي!! هذا الأمر بلا شك قد وضع لجنة الحكام في حرج شديد لا سيما ان مباريات الحسم هي المقبلة والخطأ فيها يعني ضياع مجهود موسم كامل لاي فريق، وامام ذلك تشير التوقعات إلى ان عمر المهنا هو من سيدير لقاء الهلال والنصر وناصر الحمدان أو ظافر أبو زنده من سيعنى بلقاء الاتحاد والأهلي.

=