رياضيون عراقيون: جميع الألعاب في تدهور والمسؤولون لا يرون غير مصالحهم الشخصية

قالوا لـ إن دكتاتورية عدي صدام ما زالت موجودة

TT

أوضح اللاعب الدولي السابق شرار حيدر، أن سلسلة من الأمور والأسباب أدت الى تدهور الرياضة في العراق بشكل كبير، لاسيما بعد دخول قوات الاحتلال للبلاد، وتأسيس هيئة مؤقتة للرياضة أغلب اعضائها لا علاقة لهم بالرياضة.

وقال حيدر في حديث مع «الشرق الاوسط» «لقد تم اختيار اعضاء هذه الهيئة وأغلبهم لا يمثلون الرياضة في البلاد، وتم الاعتماد على أساس طائفية وقومية في اختيار هؤلاء الاعضاء، فبعضهم من الشمال، والبعض الآخر من الجنوب، والقسم الاكبر من بغداد، وانه لا يوجد قانون في وزارة الشباب او اللجنة الاولمبية تحدد على ضوئه حقوق وواجبات الرياضيين، إضافة الى ان موازين القوى في هذا القطاع قد اختلت بسبب الاعتمادات الطائفية والحزبية في عملية توزيع المناصب، والخلل الكبير هو ان اللجنة الاولمبية والاتحاد المركزي لكرة القدم أقوى من وزارة الشباب والرياضة التي تعتبر في أكثر بلدان العالم الجهة الأولى لتسيير أمور الرياضة في البلاد».

واعتبر حيدر ان «الانتهازيين والذيول» هم الآن من يديرون الرياضة في العراق، بعد ان تشبثوا بمناصبهم التي كانوا يعملون فيها منذ زمن «الدكتاتور عدي صدام حسين» الذي كان رئيسا للجنة الاولمبية العراقية والمسؤول عن الرياضة في البلاد، موضحا أن هؤلاء ما زالوا يسيرون على نفس النهج الذي سار عليه قدوتهم، مما أدى الى انتشار الفساد الاداري والمالي وعلى مستوى كبير في هذا القطاع. وأشار المعارض السابق والذي كشف في وقت من الأوقات الكيفية والوسائل التي يتم من خلالها تعذيب الرياضيين العراقيين ايام النظام السابق في حالة خسارتهم في اي بطولة، الى ان العمل جار الآن من اجل حل اللجنة الاولمبية القائمة وتشكيل لجنة ممثلة تمثيلا حقيقيا للرياضة العراقية، بعد ان تجاوز رئيسها احمد الحجية على الدستور العراقي ومدد عمل لجنته الى عام 2008.

وفي ذات السياق، قال لاعب نادي الزوراء والمنتخب الوطني العراقي السابق محمد جاسم الذي يعمل حاليا مدربا لفئة الشباب في النادي «ان الواقع المرير الذي تعيشه الرياضة العراقية عموما، ولعبة كرة القدم خصوصا، هو نتيجة السياسات الخاطئة التي ينتهجها القائمون على هذا القطاع، سواء من قبل المسؤولين في اللجنة الاولمبية او الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، او وزارة الشباب والرياضة على حدا سواء».

وأضاف جاسم «نرى أن معظم القائمين على مجال الرياضة في البلاد، اما تتغلب عليهم مصالحهم الشخصية او انهم ليسوا اختصاص بهذا المجال، الأمر الذي يؤدي الى سيطرة اشخاص لا علاقة لهم بالرياضة على مجمل مفاصل هذا المجال، وبالتالي فان ذلك سيؤدي الى تدهور اكبر في مستوى قطاع الرياضة والشباب، اضافة الى ان ادارات الاندية والملاكات التدريبية غير مستقرة ولا تمتلك اي نوع من المسؤولية تجاه الرياضيين» وبين جاسم وجود بعض الاختلافات في الواقع الرياضي العراقي في هذه الفترة عن الفترة السابقة قائلا «ان عامل الضغط النفسي الذي كان موجودا لدى اللاعبين والاداريين عندما كانوا يشاركون في البطولات المحلية والاقليمية والدولية، والذي كان يمارسه المسؤولون أيام النظام السابق، قد تلاشى، وهذا أمر مهم بالنسبة للاعبين».

اما (ح. ب)، 55 عاما، أمين سر أحد الاندية البغدادية الذي تعرض مؤخرا الى تهديد أجبره على ترك النادي الذي يعشقه وعمل على خدمته طوال فترة تزيد على 30 سنة فقال «في هذه الفترة لا توجد رؤية صحيحة للرياضة في البلاد، فهناك تدخلات من قبل القوى والأحزاب السياسية كثيرة في مفاصل هذا القطاع، الذي هو بعيد كل البعد عن السياسة، اضافة الى عدم وجود تخطيط صحيح للواقع الرياضي العراقي من قبل الجهات المسؤولة عنه، وهي وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، والاتحادات المركزية لمختلف الألعاب».

ووصف الرياضة بـ«النخلة» التي تحتاج دوما الى رعاية واهتمام، مشيرا الى ان أسباب عديدة وراء تدهور الرياضة في البلاد، وان هذا التدهور ليس وليد اللحظة، وانما بدأ منذ فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث لم يكن هناك اي اهتمام من قبل المسؤولين بالمنشآت الرياضية ولم تبادر الحكومة آنذاك ببناء منشآت رياضية تساعد على تطوير الرياضة، ولم يكن هناك ايضا اي اهتمام بالفئات العمرية التي تعتبر القاعدة الاساسية من اجل النهوض بالواقع الرياضي».