لقاء القمة المونديالي العربي ينتهي بتعادل مثير بين السعودية وتونس

الماتادور الإسباني يبدأ مسيرته بفوز كاسح على أوكرانيا

TT

خطف التونسي راضي الجعايدي هدفا في الوقت القاتل، فانتهى الدربي العربي بين السعودية وتونس بالتعادل 2-2 على استاد «اليانز ارينا» في ميونيخ امس ضمن المجموعة الثامنة من نهائيات كأس العالم الثامنة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها المانيا حتى التاسع من يوليو (تموز) المقبل.

وسجل ياسر القحطاني في الدقيقة 57 وسامي الجابر (84) هدفي السعودية، وزياد الجزيري في الدقيقة 23 وراضي الجعايدي (90) هدفي تونس.

وكان المنتخبان قد التقيا مرتين في مباراتين وديتين، ففازت تونس 1ـ صفر في 28 يوليو عام 1985 في تونس العاصمة. وردت السعودية بالنتيجة ذاتها في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1988 في الرياض.

وهي ثاني مباراة عربية ـ عربية في تاريخ نهائيات كأس العالم، الاولى كانت في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 عندما فازت السعودية على المغرب 2-1، وبلغت حينها الدور الثاني. ولم تخرج التشكيلة السعودية الاساسية عن المتوقع حيث اعتمد المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا على مهاجم واحد مكثفا العدد في خطي الوسط والدفاع. وشارك الحارس مبروك زايد اساسيا على حساب محمد الدعيع، بينما كان خطا الدفاع والوسط شبه ثابتين تماما كما في المباريات الودية الاخيرة، فدفع باكيتا باحمد الدوخي ورضا تكر وحمد المنتشري وفضل حسين عبد الغني على عبد العزيز الخثران في الدفاع، ومحمد نور وسعود كريري وخالد عزيز ونواف التمياط وعمر الغامدي في الوسط، بينما زج بياسر القحطاني كرأس حربة، وابقى سامي الجابر على مقاعد الاحتياطيين. في المقابل، اعتمد الفرنسي روجيه لومير مدرب تونس على تشكيلته العادية لكنه زج بمهاجم واحد هو ياسين الشيخاوي اساسيا بعد ان حرمته الاصابة من جهود سيلفا دوس سانتوس.

وكان الشوط الاول متواضع المستوى كان فيه المنتخب التونسي الطرف الافضل في ثلث الساعة الاول ثم نجح في افتتاح التسجيل في الدقيقة 23، ثم انتقلت الافضلية بعد ذلك الى المنتخب السعودي الذي كان بعيدا جدا عن مستواه المعهود فلم ينجح في تشكيل خطورة جدية على مرمى تونس، وظهر لاعبوه بحالة من الحذر والتردد بشكل لافت.

وتحسن اداء المنتخب السعودي بشكل لافت مع بداية الشوط الثاني حيث تبدلت الادوار فكان صاحب المبادرة ونجح في تسجيل هدف التعادل وسط غياب تام للمنتخب التونسي حتى النصف الثاني منه الذي شهد تبادلا في الهجمات لكن الافضلية في السيطرة على المجريات بقيت للمنتخب السعودي الذي سعى جاهدا الى تسجيل هدف الفوز. وكانت الدقائق الاخيرة قمة في الاثارة، فتقدمت السعودية عبر سامي الجابر، ثم عادلت تونس في الوقت القاتل.

* بداية تونسية

* اندفع التوانسة الى الهجوم في البداية خصوصا عبر الجهة اليمنى بواسطة المخضرم اتم الطرابلسي الذي واجهه المدافع حسين عبد الغني في مثال على الاداء التكتيكي الذي اعتمده كل من المنتخبين حيث بدا ان كلا منهما يعرف الآخر جيدا. وبدأ مسلسل الفرص بركلة ركنية لتونس نفذها عادل الشاذلي ارتقى لها كريم حقي وتابعها فارتطمت الكرة بالارض وتابعت طريقها فوق المرمى (10). وبدأ المنتخب السعودي بعد ربع الساعة الاول بالتحرك والانطلاق الى الهجوم عبر نواف التمياط وحسين عبد الغني واحمد الدوخي، فتحكم بالمجريات نحو خمس دقائق من دون اي فرصة خطرة.

وخطفت تونس هدف السبق اثر ركلة حرة وصلت منها الكرة الى داخل المنطقة ابعدها رضا تكر لكنها اصطدمت باحد اللاعبين وتهيأت امام زياد الجزيري فوضعها على يمين مبروك زايد (23). وحاول السعوديون تنظيم صفوفهم اكثر والاندفاع نحو الهجوم بفعالية لكن العابهم كانت بطيئة وتمريراتهم غير متقنة فلم تصل كرات سهلة الى المهاجم القحطاني، ومن احدى الفرص السعودية النادرة، مرر نواف التمياط كرة عالية من الجهة اليمنى طار لها القحطاني وتابعها برأسه مرت على يمين المرمى (34). وانبرى تكر لتنفيذ ركلة حرة مرسلا كرته باتجاه الزاوية اليمنى لكنها لم تكن قوية فسيطر عليها بومنيجل (37)، ثم سنحت محاولة اخيرة في الشوط الاول للسعودية عندما حضر محمد نور كرة للتمياط فسددها قوية من نحو 35 مترا على يمين المرمى (45).

وفي الشوط الثاني بدأت السعودية الهجوم مع تقدم التمياط لمساندة القحطاني فازدادت سرعة الايقاع والتمريرات عبر الجهتين اليمنى واليسرى ومن العمق. وكاد «الاخضر» يدرك التعادل في الدقيقة الثانية عندما وصلت كرة الى محمد نور داخل المنطقة لكنه وضعها على يسار المرمى.

وجرب التمياط حظه من ركلة حرة على يسار المنطقة فلم تكن كرته بعيدة عن المرمى (52). وجاء هدف التعادل اثر هجمة سعودية منسقة تلقى منها محمد نور كرة من منتصف الملعب فاخترق الجهة اليمنى ببراعة ومررها الى القحطاني فوضعها في الشباك بطريقة رائعة (57). وتواصل مسلسل الفرص السعودية، فتخطى التمياط احد اللاعبين وسار بالكرة لخطوات قبل ان يسددها بيسراه على يسار المرمى (62)، تبعها حسين عبد الغني باخرى بين يدي بومنيجل (63). وعزز باكيتا خط هجومه باشراك مالك معاذ بدلا من التمياط، ورد عليه لومير بادخال قيس الغضبان مكان عادل الشاذلي، حيث سعى كل من المدربين الى حسم الامور في مصلحته في ثلث الساعة الاخير. ولعب كل مدرب بجميع اوراقه، فأشرك باكيتا المهاجم المخضرم سامي الجابر بدلا من القحطاني، وأدخل لومير كريم السعيدي مكان الشيخاوي.

وهي المشاركة الرابعة على التوالي للجابر في نهائيات كأس العالم، ونجح في تسجيل هدف التقدم للسعودية فور نزوله الى ارض الملعب عندما تلقى كرة من مالك معاذ، وهو منفرد في الجهة اليسرى فلم يجد صعوبة في ايداعها الشباك (84). وازدادت الاثارة في الدقائق الاخيرة بفرصة للغضبان مقابل واحدة لحسين عبد الغني الى ان خطف راضي الجعايدي هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع حين تلقى كرة من الجهة اليمنى فتابعها برأسه في المرمى. وشهد اللقاء اجتياح مشجع تونسي الملعب المباراة وهو يحمل العلم الوطني لبلاده، قبل ان يطلق الحكم صفارة انطلاق الشوط الثاني وركض داخل الملعب قبل ان يتدخل رجال الامن ويسيطروا على الموقف.

وهي المرة الثانية التي ينزل فيها احد المشجعين ارضية الملعب بعد الاولى اول من امس من مشجع كرواتي في مباراة البرازيل وكرواتيا.

وضمن نفس المجموعة حققت اسبانيا التي لم تحرز اللقب العالمي في تاريخها، انطلاقة قوية في مونديال ألمانيا عندما سحقت أوكرانيا بأربعة اهداف في المباراة التي اقيمت بينهما امس على ملعب «زنترال شتاديوم» في لايبزيغ امام نحو 38 الف متفرج تقدمهم ولي العهد الاسباني الامير فيليبي وتناوب على تسجيل الاهداف كل من خابي ألونسو في الدقيقة 13، ودافيد فيا (17 و48 من ركلة جزاء) وفرناندو توريس (81).

والفارق هو الأعلى في البطولة حتى الآن علما بان تشيكيا حققت فوزا عريضا على الولايات المتحدة بثلاثة اهداف، في حين تعتبر المباراة الافتتاحية بين المانيا وكوستارسيكا (4-2) الأكثر تهديفا حتى الآن في هذه النهائيات.

واشرك مدرب أوكرانيا النجم السابق اوليغ بلوخين هدافه الخطير اندريه شفتشنكو اساسيا بعد ان حام الشك طويلا حول مشاركته في المباراة لاصابة في ركبته تعرض لها قبل نحو شهر، وقد لعب الى جانب الكسندر فورونين في خط الهجوم. في المقابل، استهل مدرب اسبانيا لويس اراغونيس المباراة واضعا نجم الفريق راؤول غونزاليس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين لاصابة طفيفة في ساقه، في حين لعب بطريقة هجومية معتمدا على الثنائي الصاعد فرناندو توريس ودافيد فيا ثاني هدافي الدوري الاسباني ومن ورائهما لويس غارسيا.

وقدم المنتخب الاسباني كرة هجومية حديثة وسريعة وأصاب مدربه في الاعتماد على الثنائي توريس وفيا، فالاول اجاد المراوغة واقلق راحة الدفاع الاوكراني قبل ان يسجل هدفا رائعا، في حين سجل الثاني هدفين قبل ان يخرجه المدرب في الدقيقة 55. في المقابل، لم يكن اداء اوكرانيا مقنعا على الاطلاق وافتقد الى الانسجام بين خطوطه الثلاثة، فكان الثنائي شفتنشكو وفورونين معزولين تماما حتى ان الاخير لم يسدد اي كرة باتجاه المرمى طوال الدقائق التسعين.

و اكد دافيد فيا مهاجم إسبانيا، أن بداية مثل هذه تعتبر رائعة لمنتخب بلاده في النهائيات. وقال فيا: «انها بداية رائعة وانا سعيد، كنا نعتقد أن الامور ستكون معقدة، خصوصا انها المباراة الاولى لكننا لعبنا جيدا وسجلنا اربعة اهداف». وتابع «لا اقول إن هذا الفوز سيجعلنا مرشحين لاحراز اللقب لكنها خطوة مهمة الى الامام». وختم «سنحاول انهاء الدور الاول في صدارة المجموعة وبعدها سنرى كيف ستسير الامور». اما مدرب اوكرانيا اوليغ بلوخين فاعرب عن استيائه الكبير من النتيجة وقال: «انها وصمة عار، فنحن لم نخسر فقط بل اننا لم نكافح على الاطلاق».