كاكا يخطف الأضواء من رونالدو ورونالدينهو في ألمانيا

TT

نيقوسيا ـ أ. ف. ب: انتظر عشاق المنتخب البرازيلي المشارك في نهائيات كأس العالم اللمحات الفنية لافضل لاعب في العالم رونالدينهو والاهداف الصارخة لتوأمه في خط الهجوم رونالدو، الا انه الى جانب الدهشة التي أفرزها الاداء العادي للمنتخب الفائز باللقب العالمي خمس مرات في مباراتي كرواتيا واستراليا، برزت مفاجأة غير مستغربة تمثلت بحجب لاعب الوسط الموهوب كاكا وهج النجومية عن زميليه وبقية افراد تشكيلة «بلاد السامبا». وإذ طالت الانتقادات المستوى المخيب للمنتخب البرازيلي ولاعبيه من دون استثناء بعد المباراة الاولى، أفلت كاكا وحده من نار الصحافة البرازيلية بعدما وجد نفسه وحفظ ماء وجه بلاده بتسجيله هدف الفوز بطريقة رائعة جعلت رونالدينهو ورونالدو وادريانو يقبعون في ظل نجمه الساطع. ويتعدى التألق المنتظر لكاكا تميزه عن رفاقه، اذ تكمن المفارقة في انه كان مجرد لاعب احتياطي في المونديال الماضي الذي استضافته كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 حيث انحصر طموحه في مشاركة المنتخب الذهبي مشوار البطولة العالمية، واكتفى المدرب لويس فيليبي سكولاري بالاستعانة به لدقائق معدودة في الدور الاول امام كوستاريكا (2 ـ 5). الا ان الامور اخذت منحا مغايرا اثر وصول كارلوس البرتو باريرا الى سدة تدريب «السيليساو» في موازاة بزوغ نجم كاكا مع فريقه ميلان الايطالي، فكان طبيعيا ان يحصل على دور اكبر نصبه كأحد القياديين على أرض الملعب مستفيدا من تطوره السريع وجديته التامة اثناء التمارين. ويبدو الدليل الدامغ على ثقة باريرا بأن كاكا يساوي بأهميته من سبقه الى النجومية عبر خوضه العدد الاكبر من المباريات في التصفيات المؤهلة الى المونديال، 15 مباراة سجل خلالها5 أهداف بعد الحارس ديدا الذي وقف بين الخشبات الثلاث في 16 مباراة. واذ تسلحت البرازيل بثلاثي مرعب في المونديال الاسيوي تمثل بريفالدو ورونالدو ورونالدينهو، فإن كاكا غير المعادلة باكماله «الرباعي السحري» الذي يجمعه مع الاخيرين والهداف المرعب ادريانو، لكن يبقى ان لاعب الوسط الانيق تفوق عليهم جميعا وخير مثال على ذلك هدفه في المرمى الكرواتي بتسديدة مباغتة بقدمه اليسرى التي لطالما ردد انه بصدد تحسينها الى جانب الضربات الرأسية. وأيا يكن من أمر، فإنه يمكن القول ان كاكا اعتاد «تهميش» اصحاب الادوار الاولى، إذ لم ينتظر طويلا بعد وصوله قبل ثلاثة اعوام الى ميلان قادما من ساو باولو لاحتلال مكان البرتغالي روي كوستا في تشكيلة الفريق اللومباردي فارضا نفسه نجما حقيقيا الى جانب الهداف الاوكراني اندريه شيفتشنكو. وبات ريكاردو ايزكسون دوس سانتوس ليتي الذي اقتبس اسمه الحالي «كاكا» من تلعثم شقيقه الاصغر اثناء مناداته، لاعبا فريدا من نوعه بالنظر الى اسلوبه الذي لم تعرفه الكرة البرازيلية في شكل مضطرد، اذ يجمع التقنية البرازيلية الى القوة البدنية الاوروبية، وهو يمثل الصورة المثالية للاعب الكرة في العصر الحديث. ومما لا شك فيه ان هذا الطراز النادر من اللاعبين افاد البرازيل الى ابعد الحدود، اذ اكتسب باريرا لاعبا يمكنه ربط الخطوط الثلاثة والقيام بواجبات دفاعية الى جانب مهامه الهجومية، وربما هذا الامر الذي يحتاجه المنتخب البرازيلي بشدة في الوقت الحالي وسط اعتماده اسلوبا هجوميا صرفا تشوبه بعض نقاط الضعف التي لم تظهر بوضوح حتى الآن في خط الظهر. من هنا، يمكن تشبيه أسلوب كاكا الذي يعد من اسرع اللاعبين عندما تكون الكرة بين قدميه، بأسلوب قائد البرازيل وساو باولو السابق راي الذي شكل دائما المثال الاعلى له والذي انطلق الى عالم المستديرة في شكل مشابه. وعلى غرار راي ترعرع كاكا في كنف عائلة ميسورة الحال ولم يجد هويته الكروية في الشوارع على طريقة ابناء جلدته، وهو دأب على ترجمة حلمه بارتداء قميص ميلان عبر العاب الفيديو حيث اختار دوما «الروسونيري» لمنافسة رفاقه. وساهم الدولي السابق ليوناردو في نقله الى احدى اهم مدن الموضة في العالم قبل ان يخطفه كشافو تشيلسي الانجليزي الذين انبهروا برشاقته اثناء لعبه مع منتخب البرازيل للشباب حيث تفوق على ابناء جيله بأشواط عدة. وبعدما سعى جاهدا لتحقيق حلم الصغر، أصبح كاكا نفسه حلم قافلة من الجماهير التي لطالما هتفت باسمه من مدرجات ملعب «جيوسيبي مياتزا» في سان سيرو، وهو انهى موسمه الاول بمعدل مرتفع فاق به نجوما كبار في بداياتهم في الدوري المحلي وعلى رأسهم الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والفرنسي ميشال بلاتيني ومواطنيه سقراطس وفالكاو وزيكو الذي ورث عنه لقب «بيليه الابيض». ومن الطبيعي ان يلاقي كاكا في كل لحظة صنع فيها الفارق تقدير رفاقه وآخرهم القائد كافو الذي شهد اجيالا عدة من اللاعبين الشبان يتبادلون القميص الذهبي والاخضر، إذ قال «يجب الا تواجه البرازيل صعوبات حقيقية في الاعوام المقبلة في ظل وجود لاعب من طينة كاكا، إذ لديه الموهبة التي ستمتعنا كثيرا في المستقبل القريب».