لقاء قمة بين ألمانيا والأرجنتين وإيطاليا تسعى لإيقاف مسيرة أوكرانيا

في مباراتي الحسم بالدور ربع النهائي اليوم

TT

يحتضن الملعب الاولمبي في برلين اليوم لقاء قمة بين المنتخبين العملاقين، الالماني المضيف والأرجنتيني في الدور ربع النهائي لمونديال 2006، فيما تسعى ايطاليا الى ايقاف مسيرة اوكرانيا في هامبورغ ضمن الدور ذاته.

> ألمانيا ـ الأرجنتين تعيد المواجهة بين المنتخبين الالماني والارجنتيني الى الاذهان، المباراتين التاريخيتين بينهما، في نهائي مونديالي 1986 و1990 عندما تبادلا الفوز على بعضهما البعض ونال كل منهما لقبا عالميا فرفع الاول رصيده الى 3 القاب بعد عامي 1954 و1974، والثاني الى لقبين بعد عام 1978 على ارضه.

وفرضت الارجنتين نفسها في مونديال المكسيك عام 1986، بقيادة نجمها الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا وتغلبت على الالمان بقيادة المدرب «القيصر» فرانز بكنباور 3-2 في المباراة النهائية على استاد «ازتيكا» في العاصمة المكسيكية، وردت المانيا بقيادة بكنباور بعد 4 اعوام بهدف وحيد سجله اندرياس بريمه من ركلة جزاء على ملعب روما الاولمبي، علما بان تشكيلة المانيا عامذاك كانت تضم المدرب الحالي يورغن كلينزمان.

وكان نهائي 1990 المرة الاخيرة التي تغلبت فيها المانيا على الارجنتين، لانها خسرت امامها مرتين بعد ذلك 1 ـ 2 في ميامي وصفر ـ 1 في شتوتغارت وتعادلا مرتين 2 ـ 2 عام 2005 الاولى في دوسلدروف وديا في فبراير (شباط)، والثانية بالنتيجة عينها في نورمبرغ ضمن كأس القارات.

وتملك الارجنتين الافضلية في عدد الانتصارات على المانيا في 16 مباراة جمعت بينهما حتى الان، ففازت الارجنتين 7 مرات مقابل 5 لالمانيا وتعادلا 4 مرات. بيد ان مباراة المنتخبين تختلف كثيرا هذه المرة، كونها اولا تقام على ملعب العاصمة الالمانية، وبالتالي فان افضلية الارض والجمهور للمنتخب الالماني، كما انها جاءت في وقت مبكر، خصوصا انهما يسعيان الى بلوغ المباراة النهائية ويملكان الاسلحة اللازمة لتحقيق ذلك، بيد ان واحدا منهما لن يتمكن من ذلك وسيودع البطولة قبل الآوان.

وقدم المنتخبان افضل عروضهما في المونديال الحالي، فبعد بداية عادية لالمانيا رغم فوزها على كوستاريكا 4 ـ 2 في المباراة الافتتاحية، بالنظر الى الاخطاء الدفاعية للاعبيها، استعاد اصحاب الارض توازنهم وحققوا فوزا مقنعا على بولندا 1 ـ صفر وعلى الاكوادور 3 ـ صفر في الدور الاول، وعلى السويد 2 ـ صفر في الدور ثمن النهائي. من جهتها، عانت الارجنتين الامرين في مباراتها الاولى امام ساحل العاج 2 ـ 1، قبل ان تبدع في المباراة الثانية امام صربيا ومونتينيغرو 6 ـ صفر، وتتعادل مع هولندا صفر ـ صفر، ثم انتزعت فوزا صعبا من المكسيك 2 ـ 1 بعد التمديد في الدور ثمن النهائي بهدف رائع للاعب وسط اتلتيكو مدريد الاسباني ماكسيميليانو رودريغيز. واعترف كلينزمان بقوة المنتخب الارجنتيني، وقال «الارجنتين منتخب قوي، لكن بامكاننا منافسته والتغلب عليه».

وكان كلينزمان قد اعتبر ان خروج فريقه من كأس العالم قبل بلوغه الدور نصف النهائي سيكون بمثابة الكارثة. وقال كلينزمان: «لا يمكن ان نخرج من البطولة مبكرا، فنحن امة كروية، حتى الخسارة في ربع النهائي ستكون بمثابة الكارثة». وسبق لكلينزمان ان خرج من الدور ربع النهائي مرتين عندما كان لاعبا في صفوف «المانشافت» عامي 1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا، ووصف الامر بأنه «اكبر خيبة امل في مسيرتي كلاعب».

ويعول كلينزمان على قوته الهجومية الضاربة التي يشكلها الثنائي لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه، اللذان سجلا 7 اهداف من اصل العشرة التي هزت بها المانيا شباك خصومها في المباريات الاربع الاخيرة، بينها 4 اهداف لكلوزه متصدر لائحة ترتيب الهدافين.

ويعقد كلينزمان آمالا كبيرة على القائد مايكل بالاك، الذي غاب عن التدريبات مرتين في الايام الثلاثة الاخيرة بسبب اصابة في قدمه اليمنى، بيد ان كلينزمان اكد ان الاصابة غير مقلقة وان بالاك سيكون اساسيا ضد الارجنتين. واكد بالاك ان فريقه لا يخاف مواجهة اي منتخب في المونديال بعد العرض القوي الذي قدمه في مواجهة السويد.

وتسعى المانيا الى فك عقدتها امام المنتخبات العريقة، كونها لم تنجح في الفوز على اي منتخب كبير منذ تغلبها على انجلترا 1 ـ صفر في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2000 على ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة الانجليزية لندن.

ولم تخض المانيا مباريات رسمية في العامين الاخيرين على اعتبارها البلد المضيف للنهائيات، لكنها في المقابل تعول على جمهورها الكبير للذهاب بعيدا في البطولة.

ويقول لاعب الوسط تورستن فرينغز « يجب الا نرتكب اخطاء امام الارجنتين، والتركيز على رقابة لاعب واحد لان منافسنا يملك لاعبين عدة بامكانهم تشكيل خطر كبير علينا»، مضيفا «لا يمكنني ان أتخيل رقابتي لخوان رومان ريكيلمي طيلة المباراة، فالارجنتين لا تتوقف على اداء لاعب واحد». ولا يختلف طموح الارجنتينيين عن منافسيهم الالمان، ويقول قائد الارجنتين خوان بابلو سورين «ضد المانيا يجب ان نفوز، سنلعب امام المانيا لنتغلب عليها ونعرف جيدا ان الجمهور سيكون ضدنا لاننا نلعب على ارضها». وتابع «نتمنى ان نفاجأهم بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبناها من المباريات الكثيرة التي خضناها في الاعوام الاخيرة».

وتملك الأرجنتين تنوعا هجوميا خارقا، اذ الى جانب الثنائي الاساسي هرنان كريسبو وخافير سافيولا، يحتفظ المدرب خوسيه بيكرمان على مقاعد الاحتياط بمهاجمين من الطراز الرفيع بامكانهم قلب نتيجة المباراة في اي وقت، ابرزهم نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي ومهاجما كورينثيانز البرازيلي كارلوس تيفيز وانترناسيونالي الايطالي خوليو كروز، الى صانع العاب بلنسية الاسباني خوان بابلو ايمار.

> إيطاليا ـ أوكرانيا:

سيكون المنتخب الايطالي على موعد لايقاف زحف اوكرانيا ومهاجمها اندري شفتشنكو، الذي بث الرعب في خطوط دفاع فرق «الكالتشيو» منذ انتقاله الى ميلان عام 1999. وفرض شفتشنكو، افضل لاعب في اوروبا، نفسه بقوة بتسجيله 127 هدفا في 208 مباريات في 7 مواسم في احدى اقوى البطولات الاوروبية من النواحي الدفاعية، قبل ان ينتقل حديثا الى تشيلسي بطل الدوري الانجليزي. وضربت اوكرانيا بقوة في مشاركتها الاولى في المونديال الحالي ونجحت في حجز بطاقتها الى الدور ربع النهائي. ولم تكن بداية الاوكرانيين جيدة في البطولة، وتلقوا خسارة مذلة امام اسبانيا صفر ـ 4 في المباراة الاولى، قبل ان يستعيدوا التوازن بالفوز على السعودية بالنتيجة ذاتها ثم على تونس 1 ـ صفر في الدور الاول، وعلى سويسرا بركلات الترجيح في الدور الثاني. وابدى شفتشنكو امله في ان يقود منتخب بلاده الى الفوز على ايطاليا التي علمته الكثير في فنون اللعبة، وقال «أمضيت 7 اعوام رائعة في ايطاليا، احب هذه البلاد كثيرا، لكنني الان سأواجهها في احد اهم المباريات في تاريخ الكرة الاوكرانية»، مضيفا «ايطاليا تملك لاعبين موهوبين عدة بينهم زملائي في فريقي السابق ميلان الذين اعرفهم جيدا واعرف كيف اواجههم». وتابع «ايطاليا مرشحة للفوز، لكن المهم بالنسبة الينا هو ان نلعب بصلابة ووحدة وبروح قتالية لنترجم مؤهلاتنا الفنية الى اهداف». بيد ان اوكرانيا تلقت ضربة موجعة بإصابة مهاجمها اندري فورونين، الذي يشكل ثنائيا هجوميا خطيرا مع شفتشنكو وهو سيغيب عن النهائيات.

في المقابل، تعاني ايطاليا من غيابات عدة ويبقى ابرزها في خط الدفاع، حيث لا يزال الشك يحوم حول مشاركة نجم ميلان اليساندرو نستا بسبب الاصابة في عضلات البطن، فيما طرد بديله ماركو ماتيراتزي في المباراة الاخيرة ضد استراليا.

وتواجه ايطاليا مشكلة كبيرة في قلب الدفاع، ولم يبق امام مدربها مارتشيلو ليبي سوى خيار واحد هو اندريا بارزاغلي للعب الى جانب فابيو كانافارو، وفي حال انسحاب واحد منهما فان لاعب الوسط جينارو غاتوزو او المدافع الايمن جانلوكا زامبروتا من المحتمل ان يشغل هذا المركز ضد اوكرانيا.

ولم ترق عروض المنتخب الايطالي الساعي الى احراز اللقب الرابع في تاريخه بعد اعوام 1934 و1938 و1982 الى المستوى المنتظر منه، سواء في الدور الاول عندما فاز على غانا وتشيكيا بصعوبة وبنتيجة واحدة 2 ـ صفر وسقط في فخ التعادل امام الولايات المتحدة 1 ـ 1، او في الدور الثاني عندما عانى الامرين امام استراليا بعشرة لاعبين قبل ان يقتنص هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بهدف لنجمه البديل فرانشيسكو توتي من ركلة جزاء مشكوك في صحتها. بيد ان قلب الدفاع فابيو كانافارو أكد ان منتخب بلاده يستحق الذهاب بعيدا في البطولة، وقال «تزعجني تصاريح بعض المتابعين كوننا محظوظين ببلوغ الدور ربع النهائي»، مضيفا «ضد استراليا سنحت امامنا 6 او 7 فرص حقيقية للتسجيل ولا يزال الجميع يقول اننا محظوظون. لقد كانت استراليا محظوظة لانها لعبت بـ11 لاعبا، فيما لعبنا بعشرة لاعبين». وخيمت حادثة محاولة انتحار لاعب يوفنتوس الدولي السابق جانلوكا بيسوتو على اجواء معسكر المنتخب الايطالي في دويسبورغ، واثرت على استعداداته. وترك زميلا بيسوتو في يوفنتوس اليساندرو دل بييرو وجانلوكا زامبروتا معسكر المنتخب وعادا الى بلادهما من اجل الاطمئنان عليه الى جانب تشيرو فيرارا زميلهما السابق في يوفنتوس ومساعد مدرب «الازوري» مارتشيلو ليبي. يذكر ان المنتخبين الايطالي والاوكراني التقيا 3 مرات سابقا، حيث فازت ايطاليا 2 ـ صفر ذهابا في كييف و3 ـ 1 ايابا في باري، في تصفيات امم اوروبا عام 1996، ثم تعادلا صفر ـ صفر وديا الشهر الماضي.