كلوزه وبودولسكي الثنائي المرعب في هجوم منتخب ألمانيا

TT

> فرض الثنائي لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه نفسيهما قوة ضاربة في خط هجوم المنتخب الالماني، في نهائيات المونديال الحالي، ويتوقع ان يكونا الورقة الرابحة في المباراة الحاسمة ضد الارجنتين اليوم.

لوكاس بودولسكي الموهبة الابرز على الساحة الالمانية وميروسلاف كلوزه هداف الدوري الالماني الموسم الماضي، منحا المانيا الأمل من جديد في امكانية اضافة لقب عالمي رابع بعد اعوام 1954 و1974 و1990. وسجل المهاجمان 7 اهداف من اصل 10 هز بها المنتخب الألماني شباك منافسيه حتى الآن، سجل منها كلوزه 4 اهداف، رفعته الى صدارة ترتيب لائحة الهدافين مقابل 3 لبودولسكي صاحب المركز الثاني، بينها هدفان في المباراة الاخيرة ضد السويد 2 ـ صفر في الدور الثاني اثر تمريرتين حاسمتين من كلوزه.

واعتبر الهدف الثاني تحفة فنية خطها الثنائي المتحدر من اصول بولندية، اذ تلاعب كلوزه بثلاثة مدافعين عند حافة المنطقة وكان بامكانه التسديد، لكنه موه بعدما رمق بودولسكي ينسل من خلفه داخل المنطقة فهيأها له على طبق من ذهب فلم يجد الاخير صعوبة في اسكانها مرمى الحارس السويدي العملاق ايساكسون.

وفي خضم حديثه عن تسجيل بودولسكي وكلوزه سبعة من الاهداف العشرة، التي سجلها الالمان حتى الآن، قال المدرب يورغن كلينسمان «هذه الاهداف وزنها ذهب».

وعرف بودولسكي، 21 عاما، تطورا هائلا منذ وصول كلينسمان للاشراف على المنتخب الالماني، اذ سجل اللاعب، المنتقل حديثا الى بايرن ميونيخ بطل المانيا، 15 هدفا في 29 مباراة دولية باشراف كلينزمان، مقابل 12 لكلوزه، الذي سجل حتى الان 28 هدفا في 59 مباراة دولية.

ولفت بودولسكي، 21 عاما، الانظار بسرعة مع فريقه كولن في موسمه الاول معه عندما كان عمره 18 عاما وسجل له 10 اهداف في 19 مباراة.

وكان بودولسكي وقتذاك في فئة الشباب، فيما كان الفريق الاول يصارع من اجل البقاء في الدرجة الاولى، وفي ظل الميزانية المتواضعة للنادي، اضطر المدرب مارسيل كولر الى الجوء الى مركز تكوين اللاعبين في النادي، ووقعت عينه على بودولسكي فاستدعاه للتدريب مع الفريق الاول، ومن ثم المشاركة في «البوندسليغا»، لكن اهدافه العشرة لم تمنع هبوط كولون الى الدرجة الثانية.

ولم يكن بودولسكي معروفا، وبين ليلة وضحاها، بات احد افضل المهاجمين في المانيا وبين اللاعبين الذي يعلق عليهم الشعب الالماني اماله في احراز اللقب العالمي في التاسع من يوليو (تموز) المقبل. ويقارنه مدربه السابق هيوب ستيفنس بـ«يوهان كرويف الشاب وريان غيغز الشاب».

ولم يمر انجاز بودولسكي مرور الكرام لانه منذ 43 عاما لم يحقق اي مهاجم واعد عمره 18 عاما مثل هذه الانطلاقة في الدوري الالماني. ونجح بودولسكي في قيادة فريقه للعودة الى دوري النخبة عندما سجل له 24 هدفا في الموسم قبل الماضي، فوجهت اليه الدعوة للالتحاق بصفوف المنتخب، وكان اول لاعب من الدرجة الثانية يتم استدعاؤه الى المانشافت منذ عام 1975.

وخاض بودولسكي مباراته الاولى في السادس من يونيو(حزيران) 2004 ضد المجر (صفر ـ 2)، وبعدها قرر مدرب المانيا في ذلك الوقت رودي فولر استدعاءه الى بطولة امم اوروبا في البرتغال، وبات لاعبا اساسيا في تشكيلته قبل ان يلفت الانظار مجددا في بطولة القارات الصيف الماضي. وسيلعب بودولسكي مباشرة بعد المونديال مع بايرن ميونيخ بطل الثنائية (الدوري والكأس المحليان). في المقابل وبخصوص كلوزه، أكد كلينزمان ان الاخير «بلغ قمة مستواه في المونديال الحالي، اكد انه لاعب متكامل في الهجوم والدفاع». وتألق كلوزه، 28 عاما، في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وحل في المركز الثاني على لائحة ترتيب الهدافين برصيد 5 اهداف، منها ثلاثية في مرمى السعودية (8 ـ صفر) في الدور الاول، بيد ان الاصابة ابعدته عن الملاعب فترة طويلة وأثرت على مستواه قبل ان يستعيده الموسم الماضي بتتويجه هدافا للدوري برصيد 25 هدفا، وافضل ممرر للكرات الحاسمة ايضا في «البوندسليغا».

وضرب كلوزه بقوة في المونديال الحالي، مؤكدا قدرته التهديفية الى جانب مساعدة زملائه في ايجاد طريق الشباك. ويقول عنه كلينزمان «انه زمنه وعلينا الاستفادة من مروره بأفضل فترة في مسيرته الكروية». ويدرك المدرب الالماني ان مفتاح النجاح في منتخبه يتمثل بـ«الأمير بولدي» و«ميرو» على غرار ما كان عليه الامر في مونديال 1990 عندما شكل كلينزمان ثنائيا خطرا ورودي فولر وقادا منتخب بلادهما الى احراز اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه.