مغاربة في أقصى الغرب الأميركي يساندون منتخب فرنسا من أجل زيدان

TT

يضع جواد بوغابة ورقة صغيرة في جيبه الخلفي، كتب عليها مواعيد مباريات ربع نهائي المونديال. جواد المغربي الذي يقيم هنا منذ سنوات ينتظر بشغف مباراة فرنسا ضد البرازيل غدا (السبت). يقول جواد بصوته الخفيض «سأشجع المنتخب الفرنسي». لا يعطي جواد تفسيراً لذلك. الامر نفسه يعبر عنه محمد بوغابة شقيق جواد الأصغر «انا ايضاً سأشجع المنتخب الفرنسي». يفسر محمد قائلاً «البرازيل فريق غير ممتع في المونديال، عكس ما يكون عليه الحال في منافسات كأس اميركا اللاتينية... كل ما يهم البرازيليون في المونديال هو النتيجة، لكن المنتخب الفرنسي يلعب كرة ممتعة».

أما نبيل الغياتي، الذي كان عمه فتاح الغياتي، أحد نجوم المنتخب المغربي عام 1986، فإنه سيشجع منتخب فرنسا، لان قائده هو زين الدين زيدان، ابن المهاجر المغاربي الذي ولد في مارسيليا.

يوجد حوالي الف مغربي يعيشون في مدينة هيوستن، يكاد معظمهم يعشقون كرة القدم، ولهم فريق يلعب ضمن بطولة محلية واحتل المرتبة الرابعة في منافسات هيوستن.

تجد هذه الجالية المغربية الصغيرة في كرة القدم جسراً يربطها بوطن يقع خلف «بحر الظلمات». لعل من حظهم انهم يعيشون في مدينة، وي الرابعة من حيث الحجم في الولايات المتحدة، تقع في ولاية تكساس التي كانت ذات يوم جزءا من المكسيك. المكسيك مرادفة لكلمة «هسبانك»، وهي اللفظة التي تطلق على سكان أميركا اللاتينية. هؤلاء يشكلون «الخزان البشري الكروي» في بلد لا يحفل كثيراً بكرة القدم. لكن هذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم، اصبحت عدواها تسرى، وإن ببطء، في اميركا بسبب الزيادة المطردة للمهاجرين من القارة اللاتينية. هذه الجالية المغربية الصغيرة تتابع بشغف مباريات المونديال. في البداية كانت مشاعرهم مع المنتخبين العربيين، ثم أصبحت المشاعر مع المنتخبات الافريقية، لكن حماسهم لم يكن مع غانا، على الرغم من انها المنتخب الافريقي الوحيد الذي صعد الى الدور الثاني، والسبب كما هو الحال ربما في معظم أنحاء العالم العربي، ذلك التصرف النزق من اللاعب الغاني الذي أخرج العلم الاسرائيلي من جواربه فرحاً بعد فوز المنتخب في احدى مباريات الدور الاول.

هؤلاء المغاربة سيتسمرون امام شاشة التلفزيون غدا لمتابعة منتخب فرنسي هو في واقع الامر «منتخب افريقي» يقوده جزائري (زيدان)، اي مغاربي. مغاربة يقيمون جسراً من المشاعر مع ارض بعيدة. يقول محمد بوغابة «آه لو كان تأهل المنتخب المغربي... كان سيقدم أداء جيداً». ويسأل نبيل «هل يا ترى سيعود الزاكي بادو؟».

المؤكد ان زين الدين زيدان لا يدرك انه حين عرج بالكرة في حركة رائعة وسددها قوية داخل الشباك على يمين الحارس الاسباني في الوقت بدل الضائع خلال مباراة فرنسا ضد اسبانيا، اسعد جالية مغربية صغيرة في مدينة تقع في اقصى الغرب الأميركي.