مولر وبلاتر يرشحان الفائز من مباراة الأرجنتين وألمانيا للفوز بالكأس

مارادونا وبكنباور زارا معسكري الفريقين لشحنهما معنويا

TT

اتفق كل من نجم الكرة الالمانية السابق غيرد مولر ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، على ترشيح الفائز من مباراة اليوم بين المانيا والارجنتين للفوز بمونديال 2006 الحالي.

وقال مولر، الذي كان حتى وقت قريب صاحب الرقم القياسي في التهديف، في بطولات كأس العالم قبل أن يحتل رونالدو البرازيلي مكانه، أن نتيجة المباراة التي يخوضها المنتخب الالماني أمام نظيره الارجنتيني لن تحسم مبكرا، واتوقع ان تنتهي بضربات الجزاء الترجيحية».

وأكد مولر أن نجاح المنتخب الالماني في مباراة اليوم يعني الفوز بالبطولة مضيفا: «إذا نجحنا في هزيمة الارجنتين سنفوز بكأس العالم».

واعتبر بلاتر، ان العالم بأسره ينتظر مباراة القمة بين المانيا والارجنتين على الاستاد الاولمبي في برلين اليوم، لان الفائز فيها سيحظى بأفضلية نفسية كبيرة لاحراز اللقب.

وقال بلاتر، في حديث خاص الى موقع الفيفا على شبكة الإنترنت، «كل شيء وارد في كرة القدم، لكن التجارب السابقة تمنح منتخب البلد المضيف افضلية ما». واضاف «في الواقع، فان كلوزه وفرينغز ورفاقهما في المنتخب الالماني يؤدون وهم في قمة حماسهم، ولكن يجب ان يؤكدوا ذلك ضد منتخب الارجنتين المتخم بالنجوم، انها مباراة سيشاهدها العالم بأسره، انها قمة كلاسيكية في كأس العالم اشبه بنهائي بحد ذاته». ومضى رئيس الفيفا قائلا: «اعتقد أن من سيحسم المواجهة سيحظى بافضلية نفسية على منافسيه الاخرين لاحراز اللقب».

اما رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 فرانز بكنباور، فاعرب عن ثقته بفوز منتخب بلاده على نظيره الارجنتيني. وقال بكنباور، بطل العالم عام 1974 لاعبا و1990 مدربا، في مؤتمر صحافي امس «ستكون المباراة مثيرة، لان المنتخبين يتمتعان بنفس المستوى، فالارجنتين لعبت بشكل ممتاز في مبارياتها الثلاث الاولى، والمانيا كانت قادرة على تحسين ادائها من مباراة الى اخرى». وتابع «قدم منتخب المانيا امام السويد في الدور الثاني (2 ـ صفر) افضل اداء شاهدته له تحت اشراف المدرب يورغن كلينزمان»، مؤكدا في الوقت ذاته ان «افضلية عامل الارض ستكون مؤثرة، لكنني واثق من ان المانيا ستفوز على الارجنتين وتتأهل الى نصف النهائي».

وكان كلينزمان ضمن افراد منتخب 1990، الذي فاز بكأس العالم في المانيا تحت اشراف بكنباور. واشاد القيصر الالماني بكلينزمان قائلا: «انه يقوم بعمل رائع، لقد اجرى تبديلات كثيرة على المنتخب، حتى بات الان يتجاوب مع توجهاته»، مضيفا «واجه كلينزمان العديد من المشكلات، لكن هذا طبيعي بالنسبة الى اي مدرب جديد يتولى المهمة».

وقام بكنباور بزيارة للمعسكر التدريبي للمنتخب الالماني في برلين لدعم اللاعبين معنويا.

وبقي بكنباور، لاكثر من ساعتين مع اللاعبين والجهاز الفني في فندق بأحد الاحياء الراقية في العاصمة الالمانية.

وهي الزيارة الاولى لبكنباور للمعسكر التدريبي للالمان حيث تحدث طويلا مع المدرب يورغن كلينزمان ومساعده يواكيم لوف ومدير المنتخب اوليفر بيرهوف.

وقال بكنباور «هناك اجواء رائعة داخل المنتخب». مضيفا «المانيا لا تخاف أي منتخب، والارجنتين منتخب بالامكان الفوز عليه».

في المقابل قام النجم الارجنتيني السابق دييغو ارماندو مارادونا بزيارة لمنتخب بلاده في مقر اقامته في هرزوغينوراخ (27 كلم عن نورمبرغ جنوبا)، قبل مباراته الحاسمة ضد المانيا.

ورافق النجم الارجنتيني صديقان له، وتناول العشاء مع لاعبي المنتخب، بعد الحصة التدريبية المسائية والمؤتمر الصحافي للمهاجم خافير سافيولا.

ولم يدل مارادونا، الحائز فريقه كأس العالم عام 1986، بأي تصريحات صحافية قبل ان يغادر مقر اقامة المنتخب الارجنتيني. وهي المرة الثانية التي يزور فيها مارادونا منتخب بلاده، بعد الاولى عقب الفوز على ساحل العاج 2-1 في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثالثة في الدور الاول. وكان مارادونا قد علق على المباراة بين اسبانيا وفرنسا (1-3) ضمن الدور الثاني لاحد التلفزيونات الاسبانية.

ويعتبر كل من مارادونا وبكنباور بمثابة الاسطورة للاعبي منتخبيهما.

وسرق مارادونا الاضواء بتحوله الى مشجع مجنون لمنتخب بلاده في النهائيات.

ويلتقي «الولد الذهبي» وهو لقب مارادونا مع «القيصر» اليوم في مباراة الدور ربع النهائي.

والتقى النجمان مرتين سابقا: الاولى في نهائيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك، وتحديدا في المباراة النهائية، وأحرزت الارجنتين اللقب العالمي على حساب المانيا، التي كان يشرف على تدريبها بكنباور. اما المرة الثانية، فكانت في المباراة النهائية لمونديال ايطاليا 1990، حيث ثأر بكنباور من مارادونا ورد له الصاع صاعين، عندما قاد منتخب بلاده الى اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه على حساب الارجنتين وقائدها مارادونا. وعلى الرغم من انهما سيكونان جالسين في منصة المدعويين الرسميين في الملعب الاولمبي، غير بعيدين عن بعضهما البعض، فان كلا من مارادونا، 45 عاما، وبكنباور، 60 عاما، يعيش في عالمه منذ فترة طويلة.

ولا يزال مارادونا خالدا في اذهان الارجنتينيين وكذلك الايطاليين، خصوصا مشجعي نادي نابولي، الذي صنع امجاده من منتصف الثمانينات وحتى مطلع التسعينات، بيد ان سمعته تلطخت بتعاطيه المخدرات قبل ان يتعافى منها مؤخرا، ويحط الرحال به في احدى المحطات التلفزيونية، حيث عمل مقدما لبرنامج خاص به سمي «ليلة الملك رقم 10».

ومنذ وصوله الى المانيا، لم يتوقف مارادونا عن لفت الانظار، فكانت اول مشاكله مع اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حيث رفض الدعوة التي وجهت اليه منهما للمشاركة في حفل الافتتاح. وبحسب الصحف الارجنتينية فان مارادونا كان يمني النفس بحمل كأس العالم الى ملعب ميونيخ الى جانب الاسطورة البرازيلي بيليه، لكن عارضة الازياء الالمانية كلوديا شيفر هي من قامت بذلك في حفل الافتتاح. وكان مارادونا صاحب اجمل هدف في تاريخ المونديال (سجله في المباراة التي فازت فيها الارجنتين على غريمتها انجلترا 2-1 في الدور ربع النهائي من مونديال 1986) والذي قاد بلاده الى احراز كأس العالم في المكسيك عام 1986 ابلغ «الفيفا» انه سيشارك في الحفل وسيطوف ارجاء الملعب الى جانب ابطال العالم الاخرين، الذين بلغ عددهم 163 لاعبا، الا انه بدل رأيه مكتفيا بمتابعة المباراة الافتتاحية بين المانيا وكوستاريكا من على المدرجات. وقال مارادونا للصحافيين: «لم يكن قدومي الى المانيا لرؤية بيليه وبكنباور، بل لكي اتمتع بكرة القدم». وحرص مارادونا منذ بداية المونديال على حضور مباريات المنتخب الارجنتيني برفقة مجموعة من اصدقائه، خصوصا ابنته جانينا وزميله الحارس السابق سيرجيو غويكوتشيا، وهو يعتبر ان وجوده على المدرجات «يجلب الحظ لمنتخب بلاده».

ويتابع مارادونا مباريات منتخب بلاده بشكل متوتر، وهو لا يتوانى عن النهوض من مقعده كلما اقترب سافيولا او كريسبو او ريكيلمي من مرمى المنتخبات المنافسة، وهو يغني ويرقص ويصرخ ويبكي مثل اي مشجع يتفانى في حب منتخب بلاده.

في المقابل، يسلك بكنباور اسلوبا هادئا بعيدا عن الانظار، فهو يرتدي دائما زيه الرسمي، بدلة مع ربطة العنق ويجلس الى جانب الشخصيات ويصافحهم كرجل سياسي يخوض حملة انتخابية ويعيش دوره كاحد رموز المانيا والكرة الالمانية. وبكنباور دائم الحضور في جميع الملاعب وقنوات التلفزيون. فمنذ انطلاق المونديال حضر بكنباور نحو 40 مباراة، مستعملا طوافة لحضور المباريات الثلاث التي كانت مبرمجة في يوم واحد في الدور الاول.

كما ان بكنباور، وجد الوقت اخيرا في المونديال الحالي للزواج من صديقته التي يعرفها منذ عام 1999.