إيطاليا يساندها التاريخ.. وألمانيا مدعمة بالأرض والجمهور في لقاء قمة اليوم

من أجل حجز مقعد في النهائي

TT

تلتقي المانيا وايطاليا الساعيتان الى احراز اللقب الرابع في تاريخهما اليوم، على استاد فستفالن في دورتموند، في مباراة قمة بالدور نصف النهائي لنهائيات مونديال 2006.

واحرزت المانيا اللقب اعوام 1954 و1974 و1990، وايطاليا اعوام 1934 و1938 و1982. ويدخل المنتخب الالماني المباراة بمعنويات عالية، بعد ازاحته الارجنتين احد اقوى المنتخبات المرشحة لنيل اللقب بفوزه عليه 4 ـ 2 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 1 ـ 1). وسيكون المنتخب الالماني مساندا من قبل شعب باكمله، خصوصا انصار بوروسيا دورتموند، الذين لن يدخروا جهدا لتشجيع «المانشافت» وحارس مرماه ينز ليمان، بطل الدور ربع النهائي بتصديه لركلتين ترجيحيتين لروبرتو ايالا واستيبان كامبياسو.

ولعب ليمان 4 مواسم مع بوروسيا دورتموند، وتوج معه بطلا للدوري عام 2002، وقاده الى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي العام عينه. ولعب الجمهور الالماني دورا كبيرا في المسيرة الرائعة لمنتخب بلاده في البطولة، وكان اللاعب رقم 12 في الملعب وبفضله حقق الالمان 4 انتصارات متتالية على كوستاريكا 4 ـ 2 وبولندا 1 ـ صفر والاكوادور 3 ـ صفر في الدور الاول، والسويد 2 ـ صفر في الدور الثاني، قبل التخلص من الارجنتين بركلات الترجيح. وستكون مباراة الغد ثأرية بالنسبة الى الالمان، الذين منوا بخسارة مذلة امام ايطاليا 1 ـ 4 وديا قبل 4 اشهر في فلورنسا.

وارتفعت معنويات المنتخب الالماني كثيرا بعد المباراة الاخيرة، حتى ان طموحات مدربه يورغن كلينزمان كبرت وباتت عينه على اللقب العالمي، وقال «نحن فخورون بهذا المنتخب وما حققه حتى الان، لقد تطور اداؤنا كثيرا وهو امر رائع». وتابع «المنتخب الحالي يثق بامكانياته وهو وجه رسالة قوية الى المنافسين بالفوز على الارجنتين مفادها، بامكاننا ان نصبح ابطالا للعالم».

لكن كلينزمان لم يخف قلقه من المنتخب الايطالي واعتبر اداءه في تحسن تصاعدي.

وقال كلينزمان «ايطاليا هي الحصان الاسود المرشح لنيل اللقب العالمي». ويعرف كلينزمان الكرة الايطالية جيدا لاحترافه في صفوف انتر ميلان وسمبدوريا وهو سيحاول توظيف خبرته في الملاعب الايطالية لوقف مسيرة الايطاليين في الدورة. ويملك المنتخب الايطالي اقوى خط دفاع في البطولة، حيث لم يدخل مرماه سوى هدف واحد وكان ضد الولايات المتحدة 1 ـ 1 في الدور الاول وسجله مدافعه كريستيان زاكاردو خطأ في مرماه، ذلك لانه تغلب على غانا 2 ـ صفر وتشيكيا بالنتيجة ذاتها واوكرانيا 3 ـ صفر في الدور الثاني. وتابع «المنتخب الايطالي جيد جدا تكتيكيا. يلعب بواقعية اكثر من الاستعراض، ويستغل لاعبوه الفرص التي تتاح امامهم، وبالتالي ستكون مهمتنا صعبة». اوضح مدافع منتخب المانيا لكرة القدم كريستوف ميتسلدر ان الهدف هو احراز كأس العالم وليس التوقف عند الفوز على الارجنتين في الدور ربع النهائي.

وقال ميتسلدر «هدفنا ان نتوج ابطالا، نحن سعداء بما تحقق حتى الان ولكنه ليس كافيا بالنسبة لنا». وتابع «يملك منتخب المانيا فرصة كبيرة لاحراز اللقب كونه يلعب على ارضه، لقد استفدنا من التشجيع الهائل الذي نحظى به وطورنا اداءنا ولدينا ثقة كبيرة بانفسنا وهذا يبدو واضحا للمنتخبات الاخرى». وميتسلدر شارك مع المانيا في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حين تأهلت الى المباراة النهائية قبل ان تخسر امام البرازيل صفر ـ 2. وتوقع المدافع الالماني ان تكون المواجهة مع ايطاليا مشابهة لما حصل امام الارجنتين بقوله، «اعتقد أن مباراتنا مع ايطاليا ستكون مشابهة لمباراتنا مع الارجنتين. ايطاليا تملك منتخبا جيدا ودفاعا قويا ومهاجمين خطيرين». واضاف «فازت علينا ايطاليا 4 ـ 1 في المواجهة الودية الاخيرة بيننا، لكننا نعلم جيدا اننا منتخبان مختلفان الان، فشعارنا الفوز عليها وبلوغ المباراة النهائية وليس الثأر».

لكن مواجهة اليوم ستكون في دورتموند حيث لم يخسر المنتخب الالماني فيها في تاريخه محققا 13 فوزا وتعادلا واحدا. وللمصادفة، فان ميتسلدر يلعب في صفوف بوروسيا دورتموند، وعلق على ذلك قائلا: «لا اعرف لماذا نحقق نتائج جيدة الى هذا الحد في دورتموند، انها مدينة كبيرة والناس فيها يتنفسون كرة قدم، والاجواء فيها يوم المباراة ستظل في الاذهان».

بدوره توقع لاعب الوسط تيم بوروفسكي الذي نجح في تسجيل ركلته الترجيحية ضد الارجنتين مباراة صعبة ضد ايطاليا. وقال بوروفسكي «اعتقد ان اللعب ضد منتخب ايطاليا صعب، لانه يلعب بتكتيك رائع»، مضيفا «لم يكن المنتخب الايطالي جيدا في البداية ولكنه مختلف الان وستكون مواجهته صعبة، لكنني اعتقد ان لدينا الخبرة الكافية للفوز عليه». وبدا بوروفسكي واثقا من قدرة رفاقه على الفوز قائلا: «يمكن ان تنظروا الى اعين اللاعبين لتروا اننا نريد بلوغ المباراة النهائية، لقد تأهلنا الى نصف النهائي وهي خطوة مهمة ولكننا لن نفرط بالثقة».

وامل ميروسلاف كلوزه متصدر ترتيب الهدافين برصيد خمسة اهداف وقائد المنتخب مايكل بالاك، بان يكونا جاهزين تماما لمواجهة ايطاليا، بعد تعرضهما الى شد عضلي في المباراة ضد الارجنتين. واكد مساعد مدرب المنتخب يواكيم لو ان «بالاك وكلوزه قادران على اللعب، فالاخير اصطدم بالحارس الارجنتيني روبرتو ابوندانزييري وعانى من آلام في ربلة الساق، ثم من شد عضلي لاحقا وهو بحالة جيدة الان، وبالاك ركض كثيرا طوال المباراة وعانى من شد ايضا، ولكنه سيكون جاهزا ضد ايطاليا».

وسيكون العبء ثقيلا على مهاجمي المنتخب الالماني لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه هداف المونديال حتى الان برصيد 5 اهداف، ولاعب الوسط مايكل بالاك لانهم سيواجهون خطا دفاعيا ايطاليا قويا، من المحتمل ان يعود الى صفوفه نجم ميلان المتألق اليساندرو نستا في حال تعافى من الاصابة في عضلات البطن التي ابعدته عن المباراة الاخيرة ضد اوكرانيا، كما يعود ماركو ماتيراتزي بعد غيابه عن المباراة ذاتها بسبب الايقاف.

بيد ان المنتخب الايطالي مستعد للتحدي الالماني، خصوصا انه يدخل المباراة متسلحا بالتاريخ الذي يقف الى جانبه، لانه لم يخسر امام الالمان في 4 مواجهات جمعت بينهما في النهائيات العالمية وتغلب عليهم مرتين في مونديالي 1970 في المكسيك 4 ـ 3 بعد وقت اضافي (الوقت الاصلي 1 ـ 1) و1982 في اسبانيا عندما فازت ايطاليا 3 ـ 1 في المباراة النهائية.

كما ان ايطاليا تتفوق على الالمان في المباريات الـ28 التي جمعت بينهما حتى الان في مختلف المسابقات، حيث فازت 13 مرة اخرها في مارس (اذار) الماضي (4 ـ 1)، وتعادلا 8 مرات وخسرت 7 مرات. كما ان المنتخب الايطالي لم يخسر في مبارياته الـ23 الاخيرة، وهو رقم قياسي لم يحققه منذ عام 1939.

وقال مدافع ايطاليا فابيو غروسو «سنواجه منتخبا قويا مساندا من قبل شعب بأكمله، لكن لدينا ثقة كبيرة في امكانياتنا»، مضيفا «يجب ان نلعب باسلوبنا وان نخلق لهم مشاكل عدة». وتابع «نعرف جيدا ان معنوياتهم عالية في الوقت الحالي، لكن بامكاننا ان نتفوق عليهم».

واعرب صانع العاب ايطاليا فرانشيسكو توتي، الذي قدم أحد افضل مبارياته في البطولة بقيادته «الازوري» الى فوز كبير على اوكرانيا 3 ـ صفر في الدور الثاني، عن سعادته بمواجهة اصحاب الارض في دور الاربعة. وقال قائد روما «أمامنا خطوة صغيرة لبلوغ المباراة النهائية وسنعمل من أجل تخطيها، لاننا نريد احراز اللقب العالمي». واضاف «نثق في امكانياتنا منذ بداية البطولة حتى الان ولن يتوقف اي لاعب منا عن ذلك». وتابع «المانيا منتخب قوي ومنظم في الملعب، لكن اذا سألتموني عما اذا كنت ارغب في مواجهة فريق اخر سأقول لا، انا سعيد بمواجهة الالمان». وقال «ستكون المباراة مثيرة وحماسية يتمنى اي لاعب ان يكون طرفا فيها. لدينا فرصة جيدة لنحول حلمنا الى حقيقة». اما لاعب الوسط جينارو غاتوزو، فأكد انه سيبذل قصارى جهده لمساندة زملائه للفوز على المانيا، مشيرا الى ان حصوله على بطاقة صفراء ضد اوكرانيا لن يؤثر على ادائه ضد المانيا وان كان حصوله على بطاقة صفراء سيحرمه من المشاركة في المباراة النهائية. وقال «سأكون سعيدا جدا بالجلوس على مقاعد البدلاء اذا كانت ايطاليا في المباراة النهائية، لان الفريق اهم من الانجازات الفردية». اما المدرب مارتشيلو ليبي فقال «نريد ان نسجل 4 اهداف مجددا في مرمى المانيا»، في اشارة الى فوز فريقه 4 ـ 1 وديا قبل 4 اشهر.

وأضاف «الاكيد ان المنتخب الالماني الحالي مختلف تماما عن المنتخب الذي تغلبنا عليه وديا في مارس الماضي. فالالمان الان مؤازرون من قبل شعب باكمله وهم يستغلون ذلك احسن استغلال».

* لوكا طوني من الظل إلى ورقة إيطاليا الرابحة > أسكت مهاجم فيورنتينا وهداف الدوري الايطالي لوكا طوني منتقديه بتسجيله ثنائية في مرمى اوكرانيا 3 ـ صفر في الدور الثاني، ووضع نفسه في مسار المهاجمين غير المعروفين كثيرا، قبل الاعراس العالمية ويصنعون بفضل تألقهم فيها اسما يتم التحدث عنه لسنوات عدة.

وواجه طوني، 28 عاما، الذي سجل 31 هدفا في «الكالتشيو» الموسم المنتهي، صعوبات كثيرة في الدور الاول وانتظر حتى الدور الثاني ليجد طريقه الى الشباك بتسجيله ثنائية رفع بها رصيده الى 9 اهداف في 29 مباراة دولية.

وعزز طوني تقدم ايطاليا بهدف ثان اثر تمريرة عرضية من فرانشيسكو توتي، بعدما افتتح جانلوكا زامبروتا التسجيل، ثم اضاف هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه بيمناه، اثر مجهود فردي رائع لزامبروتا. ولم يلفت طوني الانظار سوى قبل موسمين عند انتقاله الى باليرمو وسجل له 20 هدفا في 35 مباراة موسم 2004 ـ 2005، فكان بوابته نحو المنتخب الايطالي، حيث خاض مباراته الدولية الاولى في 18 اغسطس (آب) 2004 ضد ايسلندا. وفجر طوني موهبته التهديفية مع فيورنتينا الموسم الحالي، وسجل 31 هدفا توجه هدافا للبطولة الايطالية وساهم بحلول فريقه في المركز الرابع المؤهل الى الدور التمهيدي لمسابقة دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل. ولعب طوني طيلة مسيرته الكروية مع 9 اندية، فبدأها مع مودينا موسمي 94 ـ 95 و95 ـ 96 وسجل له هدفين في 7 مباريات في الاول و5 اهداف في 25 مباراة في الثاني، ثم انتقل الى امبولي من الدرجة الثانية من دون ان يصيب نجاحا، حيث سجل هدفا واحدا في 3 مباريات، ومنه الى فيورنتزولا، هدفين في 26 مباراة موسم 97 ـ 98 وانتقل الى لوديجياني فسجل 5 اهداف في 31 مباراة، فتريفيزو 15 هدفا في 35 مباراة، ثم فيتشنزا 9 اهداف في 31 مباراة، وبريشيا 13 هدفا في 28 مباراة في الموسم الاول وهدفين في 16 مباراة في الثاني، ومنه الى باليرمو قبل ان يحط الرحال بفيورنتينا. وصرح ليبي بعد التأهل الى الدور ربع النهائي قائلا: «انا فخور بجميع اللاعبين، وخصوصا لوكا طوني الذي كان يستحق التسجيل في المباريات السابقة، لكنه لم يفعل ذلك وانتظر حتى مباراة اوكرانيا». ورد طوني قائلا: «كان الشيء الاهم بالنسبة الي هو ان يواصل ليبي ثقته في شخصي وامكانياتي، وقد كنت عند حسن ظنه». وواجه طوني انتقادات شديدة من وسائل الاعلام الايطالية، التي اعتبرت وجوده داخل التشكيلة غير مجد وعقيم. وتذكر حالة طوني بزميل له لم يكن معروفا قبل المونديال لكنه فجر طاقته في العرس العالمي واسكت منتقديه وهو سالفاتوري «توتو» سكيلاتشي نجم يوفنتوس، الذي توج هدافا لمونديال ايطاليا عام 1990 بتسجيله ستة اهداف. وكان سكيلاتشي اعلن على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) العام الماضي: «تحولت حياتي كليا بعد مونديال 1990، لقد نجحت في فرض اسمي خارج ايطاليا ونلت اعتراف الجميع».