بايرن ميونيخ يبحث عن لقبه الغائب منذ 25 عاما وكوبر يأمل قيادة فالنسيا إلى أول كأس لأبطال أوروبا

TT

تتجه انظار جماهير كرة القدم نحو ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الايطالية مساء اليوم لمتابعة مباراة القمة النهائية لدوري ابطال اوروبا بين بايرن ميونيخ الالماني وفالنسيا الاسباني.

ويتطلع بايرن ميونيخ الى تحقيق اللقب للمرة الاولى منذ 25 عاما وذلك بعد ان فشل في ذلك ثلاث مرات عام 1982 وخسر امام استون فيلا الانجليزي صفر ـ 1، وعام 1987 وسقط امام بورتو البرتغالي 1 ـ 2، وعام 1999 وخسر اللقب بطريقة دراماتيكية امام مانشستر يونايتد الانجليزي.

ويريد بايرن ايضا محو كابوس نهائي عام 1999 بالتحديد بعد ان تقدم على مانشستر يونايتد 1 ـ صفر حتى الدقيقة الاخيرة قبل ان يسجل تيدي شيرنجهام والنرويجي اولي جونار سولشيار هدفين في مدى دقيقة واحدة لينتزع الفريق الانجليزي اللقب.

ويلخص مدافع بايرن ميونيخ صامويل كوفور هذه الخسارة بقوله: «اعتقد بان خسارة تلك المباراة امام مانشستر يونايتد شكلت صدمة معنوية لنا لم نخرج منها الا بعد حوالي ثلاثة اشهر وقد خسرنا بعدها مباشرة كأس المانيا امام فيردر بريمن». ونجح بايرن ميونيخ في الموسم الحالي وتحديدا في الدور ربع النهائي من الثأر من مانشستر يونايتد فتغلب عليه 1 ـ صفر ذهابا و2 ـ 1 ايابا، ثم ثأر ايضا من ريال مدريد حامل اللقب الذي اخرجه العام الماضي من نصف النهائي.

ويبقى امام الفريق الالماني تخطي عقبة فالنسيا اليوم ليكون قد حقق موسما مثاليا خصوصا بعد احرازه بطولة المانيا السبت الماضي.

وكان بايرن قد احرز اللقب الاوروبي ثلاث مرات متتالية اعوام 1974 و75 و76 خلال حقبته الذهبية بقيادة رئيسه الحالي القيصر فرانتس بكنباور ونخبة من النجوم على رأسها الحارس العملاق سيب ماير والمدفعجي جيرد مولر. وللمرة الاولى في تاريخ المسابقة التي انطلقت عام 1956 يلتقي في النهائي الفريقان اللذان خسرا اخر مباراتين نهائيتين، فبايرن خسر امام مانشستر عام 1999، في حين سقط فالنسيا سقوطا كبيرا امام مواطنه ريال مدريد صفر ـ 3 الموسم الماضي، وبالتالي فان احدا من الفريقين لا يريد تذوق طعم الخسارة مما يزيد الضغط على اللاعبين والمدربين.

وسيخوض بايرن ميونيخ المباراة في غياب احد اعمدته وهو لاعب الوسط الدولي ينز يريميز الذي لم يتعاف تماما من عملية جراحية اجريت له في ركبته الشهر الماضي، وقد يأخذ مكانه اللاعب الانجليزي الصاعد اوين هارجريفز الذي لفت الانظار عندما حل مكان قائد فريقه ستيفان ايفنبرج الموقوف في اياب نصف النهائي ضد ريال مدريد. وقال هيتسفيلد مدرب بايرن ميونيخ: «اشعر بالأسى بالنسبة الى يريميز لانه ساهم بشكل كبير في بلوغ النهائي وسجل اهدافا حاسمة».

ويعول هيتسفيلد على تشكيلة قوية في جميع الخطوط بدءا من الحارس العملاق اوليفر كان، والدفاع بقيادة السويدي باتريك اندرسون وكوفور والظهيرين الفرنسيين بيكسنتي ليزارازو وويلي سانيول، وفي الوسط هناك الملهم ستيفان ايفنبرج والموهوب محمد شول، في حين تقع مسؤولية تسجيل الاهداف على البرازيلي جيوفاني ايلبير.

النهائي الثالث لهيتسفيلد في 4 أعوام وستكون المباراة النهائية اليوم هي الثالثة التي يخوضها اوتمار هيتسفيلد في السنوات الاربع الماضية.

وكان الحظ حليف هيتسفيلد في النهائي الاول له عندما كان يشرف على بوروسيا دورتموند موسم 1997 لانه حصد اللقب الاول في هذه المسابقة على حساب يوفنتوس الايطالي 3 ـ .1 وبعد انجازه مع دورتموند انتقل هيتسفيلد الى بايرن ميونيخ فجلعه طرفا دائما في المنافسة، فعام 1999 قاد الفريق الى المباراة النهائية لكنه خسر امام مانشستر يونايتد. ولم ييأس هيتسفيلد وكان يرفع راية التحدي دائما في هذه المسابقة، لكن ريال مدريد وضع حدا لطموحاته العام الماضي عندما اخرجه من الدور نصف النهائي، لكن هيتسفيلد اعاد التاريخ الى الوراء من جديد، وسيقود بايرن اليوم في النهائي املا في احراز اللقب معه كما فعل مع دورتموند.

ويعتبر هيتسفيلد من ابرز المدربين الاوروبيين والعالميين في الفترة الحالية، وقد احرز 17 لقبا حتى الان خلال مسيرته لكنه لم يصل بعد الى رقم مدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرجسون (31).

فالنسيا يأمل في انجاز جديد ويخوض مدرب فالنسيا الارجنتيني هيكتور كوبر ثالث مباراة نهائية اوروبية له على التوالي ويأمل ان تبتسم له هذه المرة بعد ان عبست في وجهه في المرتين السابقتين حيث خسر الاولى عندما كان يشرف على تدريب مايوركا الاسباني ايضا امام لاتسيو في اخر نسخة لمسابقة كأس الكؤوس الاوروبية عام 1999، ونهائي العام الماضي امام ريال مدريد.

ويقول كوبر: «لقد تعلمنا كثيرا من الخسارة العام الماضي وسنخوض المباراة باعصاب اكثر هدوءا، واعتقد ان الفريق الذي يسجل اولا سيملك افضلية». وما حققه كوبر يعتبر انجازا خصوصا ان الفريق تخلى عن ابرز عناصره في نهاية الموسم الماضي فخسر جهود مهاجمه المتألق الارجنتيني كلاوديو لوبيز (لاتسيو الايطالي) وفرانشيسكو فارينوس (انتر ميلان الايطالي) وجيرارد (برشلونة الاسباني)، لكنه عرف كيف يسد هذه الثغرات، فتعاقد مع المهاجم النرويجي العملاق جون كارو، وصانع الالعاب الارجنتيني المتألق بابلو ايمار، بالاضافة الى الفرنسي ديدييه ديشان صاحب الخبرة العريضة.

وبالنسبة الى ديشان، فاذا قدر لفريقه ان يحرز اللقب فانه سيصبح اول لاعب يظفر به مع ثلاثة اندية مختلفة، اذ سبق له ان توج بطلا مع مرسيليا الفرنسي عام 1993 وكان اول قائد فرنسي يرفع هذه الكأس، ثم مع يوفنتوس الايطالي عام 1996. ويعتمد فالنسيا على دفاع صلب بقيادة الرباعي المخضرم الفرنسي جوسلين انجلوما والايطالي اماديو كاربوني والارجنتيني ماوريسيو بيلليجريني وفابيان ايالا. لكن ابرز اللاعبين بلا شك هو العقل المفكر القدير وقائد الفريق جايزكا مندييتا.

إنجازات كوبر لا تشفع له عند جماهير فالنسيا اكتسب مدرب فالنسيا كوبر شهرة واسعة وسمعة طيبة في العالم لدرجة ان اكبر الاندية الاوروبية وعلى رأسها برشلونة الاسباني وانتر ميلان الايطالي بدأت تتهافت للتعاقد معه لكنه لا يحظى بشعبية كبيرة لدى جمهور فريقه الذي طالبه اكثر من مرة بالرحيل.

وكرس كوبر حنكته الكروية بقيادته فالنسيا الى نهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية على التوالي، واذا قدر له احراز اللقب سيضاعف العروض التي يتلقاها من حين الى اخر ويحتم على مشجعي فالنسيا رفع القبعة له. وصنع كوبر تاريخا لفالنسيا في دوري ابطال اوروبا لان رصيده فيها كان لا يتجاوز ست مباريات خاضها موسم 71 ـ 1972، لكنه بات منافسا عنيدا ولم يعد تأهله الى النهائي مفاجأة كما كانت عليه الحال العام الماضي لانه اثبت فعالية تكتيكه خصوصا في مواجهة الفرق الكبيرة. وكان فالنسيا قد خسر امام ريال مدريد صفر ـ 3 العام الماضي، كما احرز الكأس السوبر الاسبانية. وبان واضحا تعاطي كوبر المثمر مع الفرق القوية كلاتسيو الايطالي وارسنال وليدز الانجليزيين، ولن يقف مكتوف اليدين امام طموحات منافسه في بايرن اوتمار هيتسفيلد. وكان كوبر قد قاد مايوركا الاسباني ايضا الى نهائي مسابقة كأس الكؤوس قبل الغائها عام 1999، وهو مرشح للانتقال الى ناد كبير لأن عقده ينتهي مع فالنسيا في يوليو (تموز) المقبل.

وعانى كوبر من سخط مشجعي فالنسيا عليه وتحديدا اواخر فبراير (شباط) عام 2000 الذين طالبوه بالرحيل ورد عليهم قائلا «يريدون عروضا استعراضية والمخاطرة في حين انني احب اللعب الهجومي لكن ليس الى درجة الانتحار». وقرر كوبر الرحيل فعلا لكن ليس تحت الضغط لانه حقق نتائج جيدة بل بعد انتهاء عقده.

وكثرت الاشاعات عن وجهة كوبر المستقبلية الى ان نفى بنفسه ما يتردد عبر الصحافة في ما يتعلق بنادي برشلونة.

ويقود النهائي طاقم حكام من هولندا بقيادة ديك يول.

ملعب سان سيرو الشهير يحتضن نهائي «كأس اوروبا» لثالث مرة

* سيحتضن ملعب «جوسيبي مياتزا» بمدينة ميلانو، المشهور في عالم كرة القدم باسم «ملعب سان سيرو» للمرة الثالثة في تاريخه مباراة نهائي اهم بطولة اوروبية للاندية (دوري الابطال)، التي ستصل اليه بعد 31 عاما من المرة الثانية وسيخوضها آخر خاسرين لمباراة النهائي في الموسمين الماضيين. جدير بالذكر أن هذا الملعب، الذي كان هدية في عام 1926 من رئيس نادي ميلان وقتئذ، بييرو بيريللي، الى ناديه، يدين باسم «سان سيرو» الى كنيسة قريبة تحمل اسم هذا القديس. وتم افتتاح ملعب «سان سيرو» رسميا يوم 19 سبتمبر (ايلول) عام 1926 بمباراة ودية ضمت «زعيمي الكرة» بمدينة ميلانو، وفاز بها إنتر ميلان (6 ـ 3)، وجرت اولى المباريات الدولية على ارض هذا الملعب يوم 20 فبراير (شباط) عام 1927، وشهدت لقاء منتخبي ايطاليا وتشيكوسلوفاكيا، وانتهت بالتعادل 2 ـ .2 وفي عام 1935 باع نادي ميلان هذا الملعب الى بلدية المدينة، التي قررت بعد ثلاثة اعوام من ذلك توسيعه لتتجاوز سعته اكثر من 100 الف متفرج، وافتتح مجددا عام 1939 . وفي عام 1954 اجريت تعديلات جديدة على هذا الملعب أدت الى تخفيض سعته الى 85 الف متفرج، وفي عام 1957 تم تركيب اولى تجهيزات الاضاءة الكهربائية للملعب، وشهد عام 1967 تركيب اول لوحة نتائج كهربائية، والتي كانت تشير فقط الى عدد الاهداف التي يسجلها كل فريق في المباراة. وفي يوم 3 مارس (اذار) عام 1980، فقد الملعب اسم «سان سيرو» ليتحول اسمه الى «ملعب جوسيبي مياتزا»، تكريما للاعب الدولي الايطالي والمهاجم اللامع صاحب هذا الاسم، الذي توفي قبل عام من هذا التاريخ ولعب ضمن صفوف فريقي المدينة، انترناسيونالي وميلان. وعلى الرغم من ذلك، احتفظ هذا الملعب في عالم كرة القدم على الدوام باسمه الاول «سان سيرو».

وكانت آخر تعديلات يشهدها هذا الملعب هي التي اجريت بمناسبة نهائيات كأس العالم، التي اقيمت في ايطاليا عام 1990، حيث استضاف مباراة الافتتاح. وفي الوقت الحاضر، الذي يتقاسم فيه ناديا ميلان وانترناسيونالي إدارة هذا الملعب، يمكن للمشجعين زيارة «متحف كرة القدم» الموجود بين مدرجاته والمخصص لهذين الناديين العريقين. ولم يكن هذا الملعب في تاريخه الطويل مسرحا لمباريات كرة القدم فحسب، بل شهد ايضا مباريات للملاكمة كانت اطرافها تتنازع القابا عالمية، بالاضافة الى حفلات غنائية حاشدة، مثل الذي قدمه بوب مارلي (27 يونيو عام 1980) أو بروس سبرينجستين (1985).