130 مدربا أشرفوا على تدريب سبعة فرق سعودية ممتازة خلال الـ 12 عاما الماضية

ظاهرة تعدد المدربين تقلق متابعي الكرة السعودية ويطالبون بدراستها والحد منها

TT

يؤكد خبراء كرة القدم السعودية ان استمرار الاندية المحلية في تغيير مدربيها وعدم ثباتها على جهاز فني واحد خلال الموسم امر سيضر بها وسيضعف من قوة المنافسة في البطولات.

ويطالب هؤلاء الخبراء بأهمية دراسة هذه الظاهرة التي استشرت بين الفرق الكروية السعودية ومعرفة اسبابها والكشف عن سلبياتها، لا سيما ان 7 فرق محلية كبرى تعاقدت منذ مطلع عام 1990 حتى الآن مع نحو 130 مدربا غالبيتهم على مستوى فني كبير ويحملون سجلا تدريبيا مميزا في بلدانهم والفرق التي اشرفوا على تدريبها في جميع انحاء العالم.

ومن جهتها قامت «الشرق الأوسط» بالبحث في سجلات سبعة فرق سعودية ممتازة، هي الهلال، النصر، الشباب، الرياض، الاتفاق، الاتحاد والاهلي ورصدت اسماء المدربين الذين تعاقدت معهم الاندية المذكورة خلال الاثني عشر عاما الماضية، حيث تعاقد الهلال خلال تلك الفترة مع 24 مدربا هم خوان كارلوس، وجويل سانتانا، وسيدنهو، وكنديتو، واوسكار، وباتستا، ثم (الوطني) العودة، ليأتي بعد ذلك البرازيلي لوبيز، ثم اوسكار مرة أخرى ولازاروني ثم هانجيم فاجوبير ثم الكرواتي يوزيك فالبرازيلي ايرون فبريرا، ثم يعود البرازيلي اوسكار للمرة الثالثة فالروماني ايلي بلاتشي فالعودة ثم الالماني هولمان ليأتي السعودي خليل الزياني فالبرازيلي لوري ثم الروماني انجيل يوردانيسكو ثم مواطنه بلاتشي للمرة الثانية فالبرازيلي كامبوس واخيرا سافيت الفرنسي. ويبحث الهلاليون حاليا عن مدرب جديد ليقود فريقهم في الموسم الكروي المقبل.

وفي ما يخص الشباب فقد تعاقد ايضا مع 24 مدربا خلال الـ 12 عاما الماضية، حيث البرازيلي لوري عام 1990 ثم مواطنه كامبوس، ليعود لوري مرة أخرى، ثم جنيو ماشادو، وايفو ثم السعودي يوسف خميس فالبرازيلي لادميرا ثم السعودي ابراهيم تحسين فالاوكراني يوري، ثم الفرنسي فرنانديز ثم ماتيوس البرازيلي ليعود فرنانديز مرة ثانية ثم البرازيلي جولياتو فأوسكار ثم مواطنه هيليوفييرا ومارسيو سيبو فكارلوس روبيرتو ثم جوان فرانسيسكو والفارو فرنانديز ثم كارلوس الذي عاد للمرة الثانية ليأتي مواطنه البرازيلي لويس كارلوس ثم الفرنسي تودورافيكا فالبرازيلي لويس كارلوس للمرة الثانية وقبل ذلك فيلهو البرازيلي.

من جانب فريق النصر فقد تعاقد مع 20 مدربا هم جويل سانتانا وناصر الجوهر وشيكو كارتس وديوراتي وقادس وماجد عبد الله وفرنانديز وهنري ميشيل، وبوركيبيو ويوسف خميس وبتشنك، فرنانديز للمرة الثانية، ويوسف خميس للمرة الثانية ايضا، وبلاتشي، والبلغاري بنيف، ودي سانتوس وفرنانديز للمرة الثالثة فاليوغسلافي ميلان زيفا ينوفيتش، ومحمد الجنوبي، وآرتور جورج البرتغالي، ولا تزال ادارة النصر بصدد المفاوضات مع هذا المدرب لتجديد عقده.

اما فريق الرياض فقد استعان بـ 15 مدربا هم المصري ميمي عبد الحميد، والبرازيلي جيلدو، ومواطنه نيتو، وايضا لولا ثم زوماريو، فالسعودي خالد القروني، ثم باولو فآرثر ثم زوماريو مرة ثانية فالفرنسي كيغالي ليعود القروني مرة اخرى ثم ماتيوس فالبرازيلي جيليوفييرا فالسعودي بندر الجعيثن ثم البرازيلي خوزيه فيلا، وتسعى ادارة النادي حاليا للتعاقد مع مدرب جديد بعد انهاء عقد فيلا قبل اسابيع ثلاثة.

اما بخصوص فريق الاتحاد فقد تعاقد مع 13 مدربا هم بوب هاوتون، ثم سكوتشك النمساوي، فالالماني بوكير، ثم بوب هاوتون مرة أخرى فأنور سلامة المصري، فالدنماركي سيب بونتيك، ثم البرازيلي كامبوس فالكرواتي ريفاز ثم ديمتري ثم بيدرو ثم ديمتري مرة ثانية فالبرازيلي اوسكار وقبله الايطالي دوتسينا. ومن المنتظر ان يستمر اوسكار مدربا للفريق في الموسم المقبل.

ومن جانب الاهلي فقد اشرف على تدريبه 17 مدربا هم كارلوس زاناتا، ثم دابو، ليأتي البرازيلي لويس فيليب سكولاري الذي يدرب منتخب البرازيل حاليا، ثم راموس، ودابو مرة أخرى، ونبيل معلول التونسي، والالماني بيتر شتوب ولويس انطونيو واحمد الصغير، وبيتر شتوب مرة ثانية وراموس، وزاناتا للمرة الثانية، وكابرال، ودابو، وزاناتا للمرة الثالثة ثم لوبيز واخيرا البلجيكي لوكا.

وفي الاتفاق فقد تعاقدت ادارته مع 16 مدربا هم البرازيلي لوري، وبركييو، وزراك، وجويل سانتانا وخليل الزياني، ولوري، وريتشارد ماتوفيتش، وفرانسيسكو، ريتشارد ماتوفيتش مرة أخرى، ولويس البرتو، وماتورانا جارسيا، وهيليوفييرا، وفيصل البدين، ولويس البرتو، وكليبر وحاليا تعاقد النادي مع المدرب السعودي فيصل البدين للعمل مدربا للفريق في الموسم المقبل.

ومن خلال اسماء المدربين الذين تعاقدت معهم الاندية السبعة نجد ان نصفهم تقريبا يحمل الجنسية البرازيلية، واستعانت الاندية بمدربين من يوغسلافيا والنمسا وانجلترا وبلجيكا والتشيك وكولومبيا والارجنتين وبولندا وفرنسا وهولندا وكرواتيا واوكرانيا ورومانيا وبلغاريا والبرتغال والمانيا وايطاليا ومصر وتونس.

وبالنظر الى قائمة اسماء المدربين للفرق المذكورة نجد انها تضم مدربين على مستوى كبير من الكفاءة والخبرة التدريبية العالية، حيث يتقدمهم الروماني انجيل يوردانيسكو مدرب منتخب رومانيا سابقا ولويس فيليب الذي يشرف حاليا على تدريب منتخب البرازيل وقبله لازاروني الذي درب البرازيل في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا. وسيب بونتيك الذي درب الدنمارك في فترة سابقة وكندينو الذي عمل مساعدا لمدرب منتخب البرازيل في الموسمين الماضيين، وجويل سانتانا الذي يدرب حاليا فريق فلامنجو البرازيلي وهنري ميشيل الذي درب فرنسا عام 1984 واحرز معها ذهبية اولمبياد لوس انجليس، وبتشنك الذي درب منتخب بولندا وبنيف مدرب منتخب بلغاريا، وميلان زيفادينوفتش الذي أشرف على تدريب منتخب يوغسلافيا وايضا ارثور جورج الذي درب منتخب البرتغال وخوزيه فيلا الذي سبق له العمل كمدرب لمنتخب شباب السعودية وايفو موريس الذي قاد السعودية الى احراز كأس العالم للناشئين عام 1989 وهانجيم أحد أفضل المدربين في هولندا ويوزيك الذي سبق له تدريب منتخب كرواتيا وخليل الزياني الذي قاد السعودية لاحراز كأس أمم آسيا عام 1984 وايضا الى نهائيات لوس انجليس في العام ذاته وغيرهم من المدربين المميزين امثال البرازيلي زوماريو والفرنسي جان فرنانديز (مدرب مرسيليا سابقا) وبوركيبو مدرب منتخب قطر سابقا ودي سانتوس والألماني هولمان مدرب الأهلي المصري سابقا والروماني ايلي بلاتشي.

ولا شك ان ظاهرة تعدد المدربين تبدو حاضرة وواضحة بشكل كبير بين الفرق السعودية، لذلك فإنه من المستحيل ان تجد فريقا سعوديا يبقي على مدرب لموسمين أو ثلاثة مواسم باستثناء فريق الاتفاق مع مدربه السعودي خليل الزياني في حقبة الثمانينات، علما أن تلك الفترة هي العصر الذهبي لفريق الاتفاق نظرا لاستقراره فنيا واداريا ووجود لاعبين على قدر كبير من التميز والكفاءة العالية.

وفي ظل ذلك تجد ان فرقا عالمية تعاقدت مع مدربين واستمرت معهم لسنوات طويلة امثال اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الذي يشرف عليه فنيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1986 حتى الآن، علما أن السنوات الأربع الأولى لم ينجح خلالها فيرجسون في تحقيق أي لقب مع فريقه الانجليزي الشهير الا عام 1990، وكذلك الحال للمدرب الفرنسي روي جييرو، الذي يدرب أوكسير الفرنسي منذ 37 عاما (1964 حتى الآن) وايضا وينفرد شيفر مدرب كارلسووه الألماني لمدة 12 عاما من 1986 حتى 1998 والأرجنتيني جيلدو موستابيلي مدرب منتخب بلاده من عام 1941 الى 1958 وايضا بيلي شانكلي الذي درب ليفربول لمدة 11 عاما من 1964 وحتى 1974 وبيرتي فوغتس مدرب منتخب المانيا منذ عام 1990 الى 1998 وكذلك الحال للانجليزي فرانك وات الذي اشرف على تدريب نيوكاسل اكثر من 27 عاما من 1905 حتى 1932 وايضا بوب بيزي مدرب ليفربول من عام 1975 حتى 1983 وجورج ليكنز مدرب بلجيكا من عام 1992 حتى نهاية 1998.

وللتعرف على أسباب انتشار ظاهرة تعدد المدربين بين الفرق السعودية في الموسم الواحد التقت «الشرق الأوسط» بمدرب فريق الرياض السعودي بندر الجعيثن الذي تحدث حول الظاهرة فقال: اعتقد ان تعددية المدربين في الفريق الواحد تؤثر في مسيرته ويظل غير مستقر فنيا ونفسيا بسبب تعدد الاساليب والطرق والمناهج الفنية التي ينتهجها كل مدرب حسب المدرسة التي ينتمي اليها.

وطالب الجعيثن ادارات الاندية والاعلام الرياضي بالصبر على المدربين وعدم الاستعجال في النتائج واعطائهم وقتا كافيا ثم بعد ذلك يمكن الحكم عليهم.

وأضاف: لا شك في ان التعددية، تفقد الفريق التوازن في عطائه، ويكون المستوى متذبذبا، لا سيما اذا كان اللاعبون تعودوا على أسلوب معين، وقال انني حقيقة لا أحبذ هذه الظاهرة التي ستؤثر في الفرق السعودية في حالة استمرارها على ذلك.

وأشار مدرب فريق الرياض سابقا الى أهمية استمرار المدرب مع الفريق حتى يعرف امكانيات لاعبيه وفريقه ايضا، وذلك من أجل انتهاج اسلوب يسير عليه طوال الموسم وما يليه من مواسم أخرى.

وفي هذا الشأن اتهم خالد القروني مدرب المنتخب الأولمبي السعودي سابقا الصحافة الرياضية، بأنها السبب وراء ظاهرة تعدد المدربين، مؤكدا أنها دائما ما تقوم بالانتقاد وبتسرع مثيرة بذلك الجماهير على الجهاز الفني التدريبي للفريق، الأمر الذي يجعل مسؤولي النادي يقومون باقالة المدرب.

واضاف: أؤكد ايضا أن اللاعبين ايضا لهم دور كبير في اقالة المدرب لذا تجدهم دائما ما يقومون بتوجيه اتهامات ضده لحاجة في أنفسهم ورغبة منهم في ابعاده عن الجهاز الفني.

وأشار القروني الى ان بعض الاعلاميين السعوديين لا ينظرون على المدى البعيد، بل يريدون الفوز والبطولات فقط وخلال وقت محدود وزمن معين، أما غير ذلك فإن الفشل قد انطلق من الجهاز الفني! ويؤكد المتابع الرياضي عبد المحسن الفضلي ان تعدد المدربين يأتي بسبب استعجال ادارات الاندية للنتائج الايجابية، موضحا ان مسؤولي الاندية يمتصون غضب الجماهير والاعلام الرياضي باقالة المدرب واحضار آخر بديلا عنه.

واشار الفضلي الى ان المدير الفني يحتاج الى وقت طويل ومزيد من التعاون والدعم كي يحقق النتائج الجيدة والمطلوبة منه.

واضاف: يفترض على ادارة النادي ان توجد المناخ الملائم للعمل التدريبي، وهي مطالبة ان تتفهم ان عملية التدريب ليست عشوائية بل عملية تحتاج الى وقت للتعرف على عناصر الفريق واضافة دماء شابة جديدة من أجل التأقلم ولتؤدي دورها بشكل مميز.

وأوضح ان الاندية السعودية مطالبة بأن تقتدي بالفرق الاوروبية العريقة التي تتعامل مع هذه الظاهرة، مؤكدا ان استمرارها سيؤثر في مستوى كرة القدم السعودية وسمعتها بين المدربين.

وقال: حقيقة اشعر بالاعجاب عندما يردد الاعلام الرياضي المقروء بأن ألمانيا وعبر تاريخها الكروي لم تتعاقد الا مع نحو 8 مدربين لقيادة المنتخب الألماني، واعتقد ان القوة الكروية التي يملكها هذا المنتخب والشخصية الادائية في الملعب لم تأت الا بسبب ندرة تعدد المدربين واختلاف اساليبهم ومناهجهم الكروية المختلفة.

الجدير بالذكر ان الاندية السعودية الممتازة تعاقدت مع 28 مدربا في الموسم الكروي الماضي وتظل فرق الشباب والاتفاق والاتحاد الاكثر، حيث اشرف على كل منهم اربعة مدربين يليهم الهلال بثلاثة مدربين ثم الرياض وسدوس والأهلي والوحدة والنجمة ولكل منهم مدربان ثم النصر و القادسية والانصار، حيث درب كلاً منهم مدرب واحد.