الفيفا يقر مبدأ المداورة لتنظيم المونديال من دون تحديد موعد تطبيقه

نظام جديد للتحكيم في خلافات كرة القدم والتعهد بالعمل للقضاء على العنصرية بالملاعب

TT

بوينس ايرس ـ أ.ف.ب ـ رويترز: اكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جوزيف بلاتر، مجددا خلال المؤتمر الاستثنائي للفيفا ان افريقيا ستستضيف كأس العالم عملا بمبدأ المداورة دون ان يقدم موعدا محددا لهذه الاستضافة.

وقال بلاتر امام المؤتمر المنعقد في الارجنتين على هامش بطولة العالم للشباب مساء اول من امس ان التفاصيل الكاملة لمبدأ المداورة ستعرف العام المقبل خلال مؤتمر سيول على هامش مونديال 2002 الذي تنظمه كوريا الجنوبية واليابان.

وذكر المتحدث باسم الفيفا كيث كوبر انه «تم الاتفاق على مبدأ المداورة لكن لم يحدد موعد لتطبيقه»، مؤكدا ان «قرارا بتنظيم مونديال 2010 لن يتخذ قبل عام 2004». واضاف «حتى هذه اللحظة، يمكن تنظيم مونديال 2010 في اي مكان حتى في آسيا». وكانت اللجنة التنفيذية للفيفا قد وافقت قبل اشهر في زيوريخ على ان تبدأ المداورة في افريقيا عام 2010، ونشرت بيانا بهذا الخصوص على موقف الفيفا على شبكة الانترنت، لكن بلاتر اصر بعد 24 ساعة من نشر البيان على انه لم يحدد وقتا معينا لتطبيق هذا المبدأ.

علاوة على ذلك، اكد الامين العام للفيفا ميشيل روفينن حينذاك ان وقت تطبيق مبدأ المداورة سيحدد خلال المؤتمر الاستثنائي، لكنه تراجع عن كلامه قبل يومين من انعقاد المؤتمر، مشيرا الى انه تم تأجيل وضع الخطة.

واعتبر عضو بارز في الفيفا فضّل عدم الكشف عن هويته «ان تطبيق مبدأ المداورة بحذافيره سيكون انتحارا ماليا، لان كل اتحاد قاري سينظم البطولة مرة كل 24 عاما». واعتبر عضو آخر «ان اوروبا يجب ان تنظم المونديال اكثر من مرة خلال 24 عاما، وهذه مسألة واضحة لانها تأتي بالقسم الاكبر من ايرادات التسويق للفيفا»، مشيرا الى وجود «خطتين لمبدأ المداورة تقضي الاولى بان تنظم اوروبا البطولة مرة كل 8 سنوات، والثانية مرة كل 12 عاما».

واقر مسؤول في الفيفا بأنه «من السهل على اي كان ان يقبل مبدأ المداورة، لكن تطبيقه مسألة مختلفة تماما».

واعتمد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الدولي انشاء غرفة دولية للتحكيم في تسوية الخلافات الخاصة بكرة القدم، ستقوم بدورها بتشكيل محكمة تحمل اسم «محكمة التحكيم لكرة القدم».

واعتمد قرار تعديل انظمة الفيفا بموافقة 174 صوتا ومعارضة 8 اصوات، وستكون المحكمة السلطة الوحيدة المخولة حل الخلافات المتعلقة بالفيفا والاتحادات القارية والاتحادات الوطنية والبطولات المحلية والاندية واللاعبين والرسميين، وستشكل من رجال قانون من عالم كرة القدم لكنهم مستقلون عن الفيفا.

وينص هذا التعديل على التزام الاتحادات القارية والاتحادات الوطنية والبطولات المحلية بقرارت هيئات الفيفا صاحبة الصلاحية من دون الرجوع الى محكمة عادية الا اذا كانت قوانين الاتحاد الدولي تنص على ذلك.

وقد تم تبني هذا التعديل «لتجنب اللجوء قدر الامكان الى المحاكم المدنية والذي شهد تزايدا ملحوظا في الآونة الاخيرة». وأقر الاتحاد الدولي مشروع قرار يطالب اندية كرة القدم والاتحادات والاداريين باتخاذ اجراءات حاسمة لاستئصال شأفة العنصرية في اللعبة.

وقال بلاتر: «هذا بلاء مروع سائد في انحاء العالم». وثار هذا الموضوع بسبب استشراء العنصرية خلال الموسم الماضي في اوروبا حيث حيث اخذ مؤيدو بعض الاندية، خاصة في ايطاليا في اطلاق هتافات ضد اللاعبين السود والتلفظ بعبارات عنصرية ورفع لافتات عليها عبارات ورموز عنصرية قبل المباريات واثناءها.

وتدعو وثيقة الفيفا «كل منظمي مباريات كرة القدم الى فرض لوائح ترفض دخول اي من ينخرط او يشتبه في انخراطه في اعمال عنصرية او متعلقة بالعنف لارض الملعب وحظر اي مقالات تنقل اي رسالة ذات فحوى عنصرية، تصريحا او رمزا.

كما تطالب الوثيقة بان يعين منظمو المسابقات مراقبين للمباريات التي تعتبر ذات «مخاطر كبيرة» وان يطرد منظمو المباريات المشجع الذي تصدر عنه اساءة عنصرية ويمنعونه من حضور المباريات اللاحقة.

وتبنى المؤتمر الاستثنائي قرارا يؤيد رد فعل الفيفا بعد افلاس شركة «آي اس ال ـ آي اس ام ام» السويسرية ويجدد الثقة برئيسه جوزيف بلاتر.

وقدم رئيس الاتحاد البلغاري ايفان سلافكوف القرار، واعتمده المجتمعون بالتصفيق. وقدم بلاتر قبل ذلك شرحا مطولا حول الانعكاسات المالية على الفيفا بعد افلاس الشركة التي كانت تسوق نشاطاته، مؤكدا «ان الاعضاء الـ202 في الفيفا لن يتأثروا بأي حال من الاحوال من وضع مادي مسيطر عليه». وقال بلاتر، الذي قوبلت كلماته بتصفيق حاد، «سنوفي بجميع التزاماتنا المادية تجاه كل الشركاء»، مشيرا الى ان خسائر الفيفا بلغت نحو 30 مليون دولار وتعهد شخصيا «باعادة الحسابات الى الصفر خلال عام 2002».

من جانبه، عبر المسؤول المالي في الاتحاد الاوروبي ماتيو سبرينجز لكن بصفته رئيسا للاتحاد الهولندي عن «ارتياحه بعد الشرح الذي قدمه بلاتر»، فيما اعترف آخرون في مداخلاتهم بأنهم «كانوا قلقين» وعبروا ايضا عن «ارتياحهم واعتزازهم بهذه الشفافية» التي تكلم بها بلاتر. وقال بلاتر خاتما حديثه وسط التصفيق ايضا «الوحدة عادت الآن الى هذه القاعة والى عائلة كرة القدم».