العرب شرقا وغربا

مساعد العصيمي

TT

يعلم جميعنا ان خمسة فرق من العشرة المتنافسة على البطاقات الآسيوية المؤهلة لنهائي كأس العالم هي عربية.

ولكن كيف هي حظوتها وصياغتها لمرحلتها المقبلة..؟! الاكيد وكما اعتدنا قبل المنافسات فنحن نعيش اجواء التفاؤل، رغم ادراكنا لحقيقة الاداء العماني والاماراتي والبحريني، والشكوى السعودية من ازمة اصابات تتفاقم في اوساط لاعبيها.

ولا نعلم ايضا ماهية القائمة القطرية، وهل سترضخ لاعادة المجنسين؟ ام انها دعوة كبار اللاعبين المحليين لديهم قد اتت ثمارها.

ما علينا، فستظل الحظوة الخليجية قائمة انطلاقا من رداءة الكرة الآسيوية وعدم استقرار افضل منتخباتها على حال معينة، فمثلا لا نستطيع ان نجزم بأن الصين تعيش ارتقاء، ولا نثق بان نجوم ايران قد حافظوا على عطائهم المعهود!! ولننتقل غربا لنستطلع بشمول حظوتنا كعرب كرويا ومع المحفل العالمي.. والاكيد ان لا الجزائر ولا السودان ولا حتى مصر استطاعت ان تحافظ على احترامنا المعهود لكرتها، خاصة الاولى والثالثة، بل ان ما اقدمتا عليه يدفعنا للتأمل والتحليل، فاذا ما استثينا لحظات من الاداء الممتع للمصريين يضربنا التساؤل، عن عدم قدرة هذا الفر يق على استثمار الوقت الذي تكون الكرة بحوزته وبما يؤول الى تلاشي فرص التسجيل، وكأن تقنية تسجيل الاهداف من الامور النادرة عربيا، والامر ينطبق هنا على المغرب رغم تمسكه بالفرص الاكبر وإن كنا نعيد هدف حجي الى بيئته الاوروبية اكثر من نشأته العربية! اتمنى ألا يكون الابتهاج بالفوز على مصر قد غطى على كثير من السلبيات الادائية التي وجب كشفها واظهارها، فالفريق المغربي ما زال دون هوية تكتيكية وشاهدناه كيف يلعب على ارضه وقد عني بالدفاع اكثر وسط تباعد بين خطوطه ودون توافق بين بعض عناصره، وان كان مدربهم سيضع كل آماله على قدمي حجي فاعتقد ان عنوان المشاركة المغربية في كأس العالم ستتضح قريبا.

وما قدمه المغرب في التصفيات حتى الآن يدفعنا الى التأكيد ان هذا الفريق يعاود اكتشاف قناعاته كي يعيد لنا ليوث الاطلسي القادرين على تبديد آمال اي منتخب افريقي، وارتكز على مكمن الحقيقة التي ابحث عنها لاقول ان الشخصية التكتيكية لم تكن ظاهرة للعيان، وقد يحتج علينا مدربهم متذرعا بان الكفاءات المغربية لم تعد مثل تلك التي سبقتها، فلم يكن هناك من يعوض طاهر الخلج وشيبو وشيبا، حتى المدافعون الذين حضروا أمام مصر كانت مهمتهم ركل الكرة فقط دون المساهمة في عطاء جماعي.

وقبل الانتقال علينا ان لا نبخس تونس حقها في التأهل فهي تعمل بآلية عاقلة ويبدو ان تأهلها (رغم ان من واجهتهم اقل حظوة من الآخرين) هو المكافأة الحقيقية لتنامي اداء لاعبيها، ناهيك من ان جهازهم الفني لم يكن يبني آماله على اسماء معينة بل ان القائمة متسعة وتشمل كل من هو قادر على معاونة الفريق.

واعود الى كرة آسيا وهي تحزم وسطها تحسبا لانطلاقة منافساتها لأشدد على ان فرص عربها كبيرة وقائمة، هي فقط تحتاج الى الثقة بما لديها، غير ان استثمار المنافسات التي على ارضها فعل يجب ان يتم.. اما لماذا فلأن منتخبات الشرق الآسيوي وكما عرفناها تجيد استثمار ذلك.

[email protected]