تونس الممثلة الوحيدة لعرب أفريقيا في المونديال والمغرب ومصر أكبر الخاسرين

TT

نيقوسيا ـ أ.ف.ب: سيكون المنتخب التونسي لكرة القدم الممثل الوحيد لعرب افريقيا في نهائيات مونديال 2002 المقررة في كوريا الجنوبية واليابان معا في ختام تصفيات القارة السمراء، فيما كان المنتخبان المغربي والمصري اكبر الخاسرين وتخلفا عن الحضور في العرس العالمي.

وانتزع المنتخب التونسي بطاقة المجموعة الرابعة بعد منافسة قوية مع ساحل العاج التي كانت تأمل في التأهل الى النهائيات للمرة الاولى في تاريخها، فيما كانت بطاقة المجموعة الاولى من نصيب الكاميرون، والثانية لنيجيريا، والثالثة للسنغال، والخامسة لجنوب افريقيا.

وكانت الكاميرون وجنوب افريقيا اول المتأهلين عن القارة السمراء والاتحادات القارية الستة الى النهائيات، ولحقت هي والسنغال ونيجيريا وتونس بفرنسا حاملة اللقب وكوريا الجنوبية واليابان المضيفتين.

وهي المرة الثالثة التي تتأهل فيها تونس الى النهائيات بعد عام 1978 في الارجنتين وعام 1998 في فرنسا.

وانتظرت تونس حتى الجولة التاسعة قبل الاخيرة لحجز بطاقتها، وهي استفادت من فوزها على الكونغو الديمقراطية 3 ـ صفر في كينشاسا وتعادل ساحل العاج منافستها الرئيسية مع مضيفتها الكونغو 1 ـ 1 في برازافيل.

وكانت تونس قد تصدرت الترتيب العام بفارق 3 نقاط امام ساحل العاج التي كانت آمالها قائمة للمنافسة على البطاقة، خصوصا في حال فوزها على الكونغو لانه كانت تنتظرها مباراة على ارضها ضد الكونغو الديمقراطية في الجولة الاخيرة لكن تعثرها في برازافيل حسم الموقف في صالح التونسيين.

وحققت تونس 6 انتصارات في التصفيات على كل من مدغشقر 1 ـ صفر ذهابا في تونس و2 ـ صفر ايابا، والكونغو 2 ـ 1 ذهابا في برازافيل و6 ـ صفر ايابا، والكونغو الديمقراطية 6 ـ صفر ذهابا في تونس و3 ـ صفر ايابا، وتعادلت في مباراتين مع ساحل العاج 2 ـ 2 ذهابا في ابيدجان و1 ـ 1 ايابا في تونس.

وكان المنتخبان المغربي والمصري اكبر الخاسرين في التصفيات اولا لكون القرعة لم ترحمهما ووضعتهما في مجموعة الموت التي ضمت الجزائر والسنغال وناميبيا، وثانيا لانهما كانا قاب قوسين او ادنى من حجز بطاقة المجموعة لكنهما اهدرا الفرصة التي انتهزتها السنغال وتأهلت للمرة الاولى في تاريخها.

وكاد المغرب يكون اول منتخب عربي يتأهل الى النهائيات لكنه فرط في فرصة ثمينة لا تعوض بسقوطه امام السنغال صفر ـ 1 في الجولة التاسعة قبل الاخيرة علما ان التعادل كان يكفيه لبلوغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخه بعد مونديالات اعوام 1970 و1986 في المكسيك و1994 في الولايات المتحدة وفرنسا .1998 كما ان المنتخب المصري اهدر الفرصة بتعادله مع مضيفته الجزائر 1 ـ 1 في الجولة العاشرة الاخيرة، وفشل بالتالي في تأمين حضوره في النهائيات للمرة الثالثة بعد مونديالي 1934 و1990 في ايطاليا. وتفوقت السنغال على المغرب بفارق الاهداف فقط بعدما تصدرتا برصيد 15 نقطة، فيما انهت مصر التصفيات في المركز الثالث برصيد 13 نقطة.

والاكيد ان المغرب ومصر ذهبا ضحية النتائج المفاجئة التي حققاها في التصفيات، خصوصا تعادل الاول مع ناميبيا صفر ـ صفر في ويندهوك في الجولة الاولى، وتعادل الثاني مع المنتخب ذاته 1 ـ 1 في ويندهوك ايضا في الجولة الخامسة، علما ان المصريين ادركوا التعادل في الوقت بدل الضائع عبر ابراهيم سعيد. كما ان سقوط المغرب في فخ التعادل مع السنغال صفر ـ صفر في الرباط، وتعادل مصر مع المغرب صفر ـ صفر في القاهرة ساهما بشكل كبير في تقليص حظوظ المنتخبين، من دون ان ننسى فشل الهجوم المغربي في تسجيل اكثر من 3 اهداف في شباك ناميبيا المنتخب الضعيف في المجموعة، لان الاهداف هي التي حرمته من الحضور في كوريا الجنوبية واليابان العام المقبل.

ولم يكن المنتخب الجزائري موفقا في التصفيات واستمر غيابه عن النهائيات للمرة الرابعة على التوالي وبالتحديد منذ مونديال 1986 في المكسيك. واستغل المنتخب السنغالي المنافسة القوية بين المنتخبات العربية وظفر ببطاقة المجموعة.

وبدأت السنغال التصفيات بثلاثة تعادلات متتالية مع الجزائر 1 ـ 1 في الجزائر، ومع مصر صفر ـ صفر في دكار، ومع المغرب صفر ـ صفر في الرباط، ثم تغلبت على ناميبيا 4 ـ صفر وعلى الجزائر 3 ـ صفر على التوالي في دكار، قبل ان تخسر امام مصر صفر ـ 1 في القاهرة، وتفوز على المغرب 1 ـ صفر في دكار، وبعده على ناميبيا 5 ـ صفر في ويندهوك. وانتزع المنتخبان الكاميروني والجنوب افريقي بطاقتهما عن جدارة بعد سيطرتهما الكبيرة في مجموعتيهما، فتأهلت الاولى للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها بعد 1982 في اسبانيا و1990 في ايطاليا و1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا، فيما ضمنت الثانية مشاركتها في النهائيات للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال فرنسا.

وبدأت الكاميرون التصفيات بنجاح كبير وحققت خمسة انتصارات متتالية على ليبيا 3 ـ صفر في طرابلس، وعلى انجولا 3 ـ صفر في ياوندي، وعلى توغو 2 ـ صفر في لومي، وعلى زامبيا 1 ـ صفر في ياوندي، وعلى ليبيا 1 ـ صفر في ياوندي، قبل ان تمنى بهزيمتها الاولى في الجولة السابعة امام انجولا صفر ـ 2 في لواندا، لكنها استدركت الموقف في الجولة الثامنة وتغلبت على توغو 2 ـ صفر وتأهلت الى النهائيات. وتعادلت الكاميرون مع زامبيا 2 ـ 2 في الجولة التاسعة قبل الاخيرة.

اما جنوب افريقيا فقد ساهم استبعاد غينيا من قبل الاتحاد الدولي بسبب تدخل الحكومة في شؤون اتحاد اللعبة المحلي، في تسهيل مهمتها لضمان التأهل، خصوصا ان غينيا بدأت التصفيات بقوة وحققت فوزين متتاليين على ضيفتها زيمبابوي 3 ـ صفر، وعلى مضيفتها بوركينا فاسو 3 ـ 2، وتعادلت مع مالاوي 1 ـ 1 في الجولة الثالثة.

وضربت جنوب افريقيا بقوة وحققت 4 انتصارات متتالية على كل من مضيفتها زيمبابوي 2 ـ صفر، وضيفتها بوركينا فاسو 1 ـ صفر، ومضيفتها مالاوي 2 ـ 1، وضيفتها زيمبابوي 2 ـ 1، ثم تعادلت مع بوركينا فاسو 1 ـ 1 في واجادوجو، وتغلبت على ضيفتها مالاوي 2 ـ صفر. وكانت نيجيريا آخر المتأهلين بفوزها على غانا 3 ـ صفر في بورت هاركورت. وهي المرة الثالثة على التوالي التي تبلغ فيها نيجيريا النهائيات بعد مونديالي 1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا.

ولم تحسم نيجيريا امر المجموعة حتى الجولة الاخيرة وكانت المنافسة قوية بينها وبين ليبيريا التي كانت تطمح الى التأهل للمرة الاولى في تاريخها. وانهت ليبيريا مبارياتها الثماني في الصدارة مؤقتا برصيد 15 نقطة بفارق نقطتين امام نيجيريا التي كانت ملزمة بالفوز على غانا في الجولة الاخيرة.

وعقدت ليبيريا آمالا كبيرة على غانا لارغام «النسور الممتازة» على التعادل على الاقل، وحضر مدربها ونجمها جورج ويه المباراة لكن من دون جدوى لان نيجيريا حققت فوزا كبيرا 3 ـ صفر وبالتحديد في الشوط الاول.

ولم تكن بداية نيجيريا جيدة في التصفيات حيث فازت على سيراليون 2 ـ صفر، وخسرت امام ليبيريا 1 ـ 2، ثم تغلبت على السودان 3 ـ صفر، وتعادلت مع غانا صفر ـ صفر، قبل ان تتعرض لخسارة مفاجئة امام سيراليون صفر ـ 1، وبالتالي تضاءلت آمالها في التأهل. واقالت نيجيريا مدربها الهولندي جو بونفرير وعينت شعيبو امودو مكانه ونجح الاخير في قيادة منتخب بلاده الى فوز ثمين على ليبيريا 2 ـ صفر، ثم انعش اماله في التاهل بفوز على السودان 4 ـ صفر في ام درمان قبل ان يكتسح غانا 3 ـ صفر.

وكان السودان قاب قوسين او ادنى من تحقيق المفاجأة وانتزاع البطاقة للمرة الاولى في تاريخه لانه كان يتقاسم الصدارة مع ليبيريا حتى الجولة الثامنة، لكن خسارته المذلة امام نيجيريا حرمته من هذا الانجاز.