الأهلي المصري يلتقي ريال مدريد في مباراة القرن اليوم

الجماهير العربية في انتظار فريق الـ 200 مليون جنيه استرليني

TT

يستقبل استاد القاهرة الدولي في التاسعة من مساء اليوم حدثاً فريداً لم يشهده منذ 40 عاماً حيث تهبط عليه كوكبة نجوم العالم في كرة القدم ممثلين لنادي ريال مدريد الاسباني لأداء مباراة ودية ضد النادي الأهلي المصري في احتفال الناديين بفوزهما بلقبي القرن في أفريقيا وأوروبا والذي سيجعل مصر اليوم في عيد.

تنطلق ضربة البداية في التاسعة مساء، وكانت ضربة البداية في تاريخ ريال مدريد على أرض مصر في شهر مارس (اذار) عام 1961 عندما كان يمثل هذا الفريق أفضل نجوم العالم أيضاً والذين سطروا أسماءهم بحروف من ذهب وهم دي ستيفانو وبوشكاش وهيديكوتي وخنتو ولعبوا مباراتين أمام الزمالك وانتهت بفوز الاسبان 4/1 ثم لعبوا أمام خليط من لاعبي مصر وفازوا 7/1 أيضاً.

واليوم يعيد التاريخ نفسه، ويعود نجوم ريال مدريد زين الدين زيدان ولويس فيجو وروبرت كارلوس وسافيو وهييرو وراؤول جونزاليز ليعيدوا ذكريات مضت عليها 40 سنة ليخطوا بأقدامهم استاد القاهرة في سهرة كروية يترقبها العالم مصرياً وعربياً وأفريقياً وأوروبياً، فالكل حريص على متابعة نجوم العالم وماذا سيفعل معهم أبناء النادي الأهلي.

ومن هنا يأتي السؤال: ماذا سيفعل فريق قد تصل تكلفته إلى خمسة ملايين جنيهات في مواجهة فريق يصل سعره إلى مليار جنيه اي اكثر من 200 مليون جنيه استرليني، نعم فسعر اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان يصل بمفرده إلى 280 مليون جنيه ولويس فيجو مايقرب من 250 مليون جنيه وروبرتو كارلوس 100 مليون جنيه وجونزاليز 140 مليون جنيه بخلاف باقي اللاعبين.

ولكن مسؤولي النادي الأهلي لم ينظروا إلى ما تسفر عنه نتيجة هذا اللقاء قدر رؤيتهم لتحقيق حلم يراود كل مصر والعرب، فعندما فاز الأهلي بلقب القرن قرر أن يحتفل بهذا الانجاز، وكانت الفكرة المجنونة بأن تتم استضافة أكبر نادي في العالم، وتقدم الأهلي بطلبه وظلت المفاوضات معلقة لفترة طويلة في واقعة مسؤولي ريال مدريد على المشاركة مقابل مليون ونصف المليون دولار في الوقت الذي رفضوا فيه عرضاً يابانياً يصل إلى خمسة ملايين من الدولارات، حيث رأى أبناء ريال مدريد ان المشاركة مقابل مليون ونصف المليون دولار في الوقت الذي رفضوا فيه عرضاً يابانياً يصل الى خمسة ملايين من الدولارات، أن زيارة مصر هي الأهم وأن أداء مباراة أمام الأهلي بطل القرن الأفريقي ستكون أفضل في معناها وتمت الموافقة.

ورغم الشروط القاسية التي طلبها مسؤولو ريال مدريد مثل التأمين الكافي والطائرة الخاصة والفندق المغلق وعدم اجراء أي أحاديث صحافية أو التقاط صور مع البعثة والغاء العديد من فقرات أعدها الأهلي لهم، إلا أن الأهلي وافق ونفذ كل الطلبات بهدف أن تحقق الزيارة مكاسبها المادية والأدبية له ولمصر وللعرب ، وحتى يدرك الاسبانيون ونجوم العالم أن مصر قادرة على احتضان الأغلى والأرقى وأنه بلا شك ستتمتع بأكثر مما يتخيل.

وقد جاء اختيار هذا الموعد بناء على طلب الفريقين لأنه سيأتي في فترة اعداد الفريقين للموسم الجديد، لذلك فانه من المتوقع أن يأتي هادئاً وجميلاً.

وقد نفدت جميع التذاكر من الأسواق بسبب الاقبال غير العادي على مشاهدة اللقاء التاريخي الذي قد لا يتكرر مرة أخرى.

والطريف في لقاء اليوم أنه يجمع في كثير من الأمور من حيث التاريخ والانجازات لأن كلا من الأهلي وريال مدريد قد حقق العدد الأكبر من البطولات على مستوى الأندية في بلده، بل الأهلي يفوق ريال مدريد في عدد مرات الفوز بالدوري والكأس، فريال مدريد فاز بالدوري 27 مرة وبالكأس 17 مرة، والأهلي فاز بالدوري 28 مرة وبالكأس 30 مرة، رغم أن الأهلي تأسس بعد أن تأسس ريال مدريد بخمسة أعوام وبالتحديد عام .1907 ويتميز ريال مدريد بأنه صاحب الزي الأبيض كما اشتهر الأهلي المصري بأنه صاحب الزي الأحمر. أما التشابه الأكبر فهو في كيفية أداء المباراة حيث يلعب الفريقان بطريقة واحدة وهي رأس حربة واحد وخلفه ثلاثة معها ثم لاعبان ارتكاز ورباعي الدفاع.

ورغم أن هذه الطريقة تبدو كأنها دفاعية إلا أنها هجومية شرسة حيث يقوم الثلاثي خلف المهاجم بالتقدم المستمر للأمام ويكون دفاعهم من وسط الملعب في ريال مدريد. يلعب جونزاليز في مركز رأس الحربة وخلفه الثلاثي المرعب لويس فيجو وزيدان وسافيو، وفي الوسط لاعبا الارتكاز هيليجرا وماكليلي وفي الدفاع مالجادو وهيرو وكارانكا وروبرتو كارلوس وخلفهم الحارس سيزار.

وفي الأهلي يلعب علاء ابراهيم في الهجوم وخلفه الثلاثي خالد بيبو ومحمد جودة وأحمد أبومسلم ثم في الارتكاز هادي خشبة وحسام غالي وفي الدفاع أبو المجد ووائل جمعة وسمير كمونة وسعيد عبد العزيز.

ويعتمد الفريق الاسباني على مهارة جونزاليز في خطف الأهداف التي يصفها له ثلاثي الرعب فيجو وزيدان وسافيو سواء بالانطلاق للعمق والتمرير القصير أو التمرير الطويل، كما يعتمد الفريق على انطلاقات ماكيلي وهيرو وأصحاب اللياقة البدنية العالية والقذائف المفاجأة بجانب مدفعجي العالم روبرتو كارلوس الذي يشغل الجانب الأيسر في صفوف ريال مدريد.

وفي الأهلي يعتمد داسيلفا المدير الفني على علاء ابراهيم قناص الفريق وخلفه قوة هجومية ممثلة في خالد بيبو أفضل لاعب في الفريق ومحمد جودة وأبو مسلم نجم منتخب الشباب الذي يجيد المراوغة والانطلاق والتمرير المتقن.

أما لاعب الارتكاز هادي خشبة وحسام غالي فبجانب تمتعهما بلياقة بدنية قوية فانهما أىضاً يجيدان الانطلاق وامداد المهاجمين بجانب دورهما الدفاعي.

وكذلك الأمر بالنسبة لخط الدفاع الذي يعتمد فيه المدرب على قوة بنيان سمير كمونة ووائل جمعة مع سرعة وانطلاق أبو المجد مصطفى وسعيد عبد العزيز الذي يمثل مع سمير كمونة قوة التصويب.

ويبقى السؤال الأخير، هل سيوقف أبو المجد مصطفى هجمات كارلوس وهل سينجح كمونة في تعطيل ماكينة تهديف راؤول ، وهل سيقف خشبة وحسام غالي سداً منيعاً أمام زيدان وهل سيتمكن أبو مسلم وعبد العزيز من مواجهة فيجو وهل ينجح علاء ابراهيم في هز شباك ريال مدريد؟!