معسكرات الفرق الكروية السعودية الخارجية .. ضرورة أم ترف؟

رياضيون يكشفون لـ «الشرق الأوسط» أسباب توجه الأندية لإقامتها

TT

يتفق الرياضيون بمختلف فئاتهم على أهمية المعسكرات الإعدادية التي تقيمها الأندية السعودية لفرقها الكروية خلال فترة الشهر التي تسبق انطلاقة الموسم الكروي السعودي.

لكن ظل التباين بين الموافقة والرفض يذهب إلى مكان المعسكر الإعدادي، فهناك من يفضل أن يكون خارجياً، انطلاقاً من مميزات يجدها الفنيون واللاعبون خلاله، وهناك من يرى في المعسكر الداخلي وتحديداً داخل حدود السعودية أفضلية، لأسباب اقتصادية وأخرى إعدادية. وبين هذا وذلك انقسمت فرق الدوري السعودي الممتاز في توجهها للإعداد للموسم المقبل الجديد(2009/2010) بين الداخل والخارج, تأهبا للمشاركة في البطولات الكروية.

«الشرق الأوسط» وقفت على أسباب الاهتمام من قبل بعض الأندية الممتازة بإقامة معسكراتها التحضيرية في أوروبا ودول المغرب العربي, وهو ما دفعها إلى الاستغناء تدريجيا عن المعسكرات الداخلية التي كانت تحتضنها مدن سعودية عرفت بذلك، كالباحة والطائف وأبها وغيرها, أيضا «الشرق الوسط» أرادت من خلالها الاستطلاع والوقوف على مواطن السلب والإيجاب التي تكون عليها هذه المعسكرات.

في البدء لا بد من الإشارة إلى أن الاندفاع الجماعي للفرق السعودية الممتازة وبعض من أندية الدرجة الأولى لإقامة معسكرات داخلية وخارجية قد جاء بسبب قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بدء الموسم الرياضي ببطولة الدوري «أهم وأقوى المسابقات المحلية للموسم الثاني على التوالي»، بعد أن كانت تبدأ بمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد التي يعتبرها الكثيرون بمثابة التجهيز والإعداد المثالي للاعبين, وساعد الأندية في ذلك «خصوصا هذا العام» أن عناصرها الدولية ستكون متواجدة لعدم تزامن تلك المعسكرات مع الاستحقاقات الدولية للمنتخب السعودي.

أيضا لا بد من التنبيه إلى أن البطولات الودية الإعدادية التي كانت تحتضنها مدن سعودية كما كانت بطولة الصداقة الدولية التي احتضنتها أبها لأكثر من عقد من الزمن قد توقفت، ومن أسباب الاتجاه إلى المعسكرات الخارجية أيضا, توقف دورة الصداقة الدولية على كأس الأمير عبدالله الفيصل, وهي الدورة التي اعتادت معظم الأندية الممتازة المشاركة بها. وإضافة إلى ما سبق تبرز مشكلة عدم توفر الملاعب الكافية لإقامة التدريبات داخل الأندية, إذ تشارك جميع الدرجات في الملعب الرئيسي الوحيد, ما يعيق تطبيق البرنامج الفني بحذافيره, ولا ننسى مشكلة الأجواء الحارة في معظم مدن السعودية كما هي المدن الكبيرة الرياض وجدة ومكة والمدينة والدمام والتي دائما ما تعيق اللاعبين عن أداء التدريبات الصباحية.

ومن الجدير ذكره في هذا السياق تقدمت أندية النصر والهلال والرائد ونجران ( وبانتظار المزيد) بطلبات تمت الموافقة عليها من قبل رعاية الشباب لإقامة معسكرات خارجية في اسبانيا والنمسا والبرتغال وتونس (على التوالي) صيف هذا العام.

من ناحيته كشف مدير الكرة بنادي النصر سلمان القريني عن سلبيات المعسكرات الخارجية, قائلا: إنها تقوم أحيانا على عدد محدد من اللاعبين وليس المجموعة كاملة, إضافة إلى التكلفة المادية الباهظة, كما أن الأندية تذهب للأجواء الباردة وتعود للعب في أجواء حارة.

ومن ناحية الايجابية, قال: باستطاعة الأجهزة الإدارية فرض الأنظمة وعمل كل شيء في وقته المحدد. وختم بالقول «أيضا الملاعب مجهزة تجهيزا كاملا، وعامل الجو يساعد على إجراء التدريبات، ولا ننسى أن للتغذية أهمية كبرى بحيث تقدم الوجبات الـ3 في مواعيدها».

يذكر أن أغلب الأندية أصبحت لها مداخيل مادية كبيرة جراء توقيعها عقود رعاية مع شركات كبرى في البلاد.

وفي الموسم الماضي عسكر الهلال في ايطاليا، والاتحاد في الأرجنتين، والشباب والوحدة والحزم والأهلي ونجران في تونس، والنصر والاتفاق في مصر، والوطني في الأردن، واستفاد الاتحاد, وقطف الشباب والهلال والاتحاد والأهلي ثمار المعسكرات الخارجية، فحقق الشباب كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد, والهلال كأس ولي العهد, والاتحاد دوري المحترفين السعودي، والأهلي بطولة أندية الخليج, كما بزغ نجما الاتحاد نايف هزازي وسلطان النمري عبر معسكر الأرجنتين.

وأقيمت أول دورة صيفية تجمع 4 أندية سعودية «الهلال والوحدة والحزم والشباب» برعاية راديو وتلفزيون العرب art في تونس العام قبل الماضي, وفاز ببطولتها الشباب.

وفي هذا العام تتأهب الأندية الممتازة لاستحقاقات محلية وخارجية هي: كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، كأس ولي العهد، كأس الأمير فيصل بن فهد، دوري زين للمحترفين، دوري المحترفين الآسيوي وكأس أندية الخليج, ويبدأ الموسم الكروي بدوري زين للمحترفين أغسطس المقبل.

ويؤكد المعلق والأكاديمي الرياضي ناصر الأحمد لـ«الشرق الأوسط» أن إقامة المعسكرات الخارجية هي بمثابة المكافأة التي تقدمها الأندية للاعبين, بعد عناء المشاركات المتتابعة. مشيرا إلى أن الفائدة المرجوة من هذه المعسكرات ليست بالكافية. وامتدح خطوة نادي الشباب باتجاهه للمعسكرات الداخلية من بين الأندية الكبرى.

ورأى المدرب السعودي بندر الجعيثن: إن إلغاء دورة الصداقة الدولية على كأس الأمير الراحل عبدالله الفيصل, والتي كانت تقام في أبها صيف كل عام, من أهم الأسباب التي دعت الأندية إلى إقامة المعسكرات الخارجية. وأضاف: أيضا حرارة الجو لا تساعد اللاعبين على تقديم ما لديهم في الحصص التدريبية, خصوصا في المناطق الحارة, إضافة إلى عدم توفر الملاعب الكافية للتدريب ومراحل الإعداد.

وواضح أن فكرة المعسكرات الخارجية لها فوائد عدة، منها منح المدرب الفرصة للتعرف أكثر على اللاعبين, والجهاز الإداري لضبط عملية الحضور، وتناول الوجبات في الوقت المحدد, كما يخلق جوا مريحا للتعارف بين اللاعبين الجدد سواء المحليين أو الأجانب، وكذلك إقامة المباريات الودية مع الأندية الأوروبية العريقة.

واتفق معه قائد المنتخب السعودي السابق ولاعب النصر عبدالله الواكد, وأوضح أن الاستفادة دائما ما تكون كبيرة جدا من المعسكرات الخارجية, من خلال أداء التدريبات الصباحية، حيث إن الأجواء تساعد على ذلك، خصوصا في أوروبا أو مناطق أخرى باردة, كما أن لها فوائد من حيث النظام الغذائي والاستفادة من المباريات الودية وإيجاد جو أسري كبير بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين, لكنه طالب بأن تكون مدة المعسكر الخارجي محددة حسب الحاجة الفنية, وأن لا تصبح طويلة وتصيب اللاعبين بالملل, نتيجة انقطاعهم الطويل عن أسرهم.

ورأى مدافع الحزم محمد الكلثم أن المعسكرات الخارجية لها فوائدها المتعددة, وقال: إن من أسباب اتجاه الأندية إليها عامل الطقس وعدم توفر الملاعب لإجراء التمارين. مشيرا إلى أن أندية الهلال والشباب والاتحاد والحزم استفادت من تلك المعسكرات وحققت الألقاب, «ورأى الجميع كيف أن الحزم نافس بقوة على كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال من خلال معسكره الذي أقيم في تونس الصيف الماضي».