سمبدوريا يسير على درب مورينهو بقيادة ديل نيري

بعد كفاح طويل في دوري الدرجة الأولى والمنافسات الأوروبية

TT

هنا يكمن سر نجاح سمبدوريا، فعندما تجد الطريق مغلقا عليك أن تستدير إلى الخلف بحثا عن طريق آخر، واضعا في اعتبارك الهدف الذي تسعى للوصول إليه في النهاية. كان هذا هو المبدأ الأساسي الذي استندت إليه إدارة النادي في تحقيق ما ترمي إليه.

اعتمد نوفلينو، المدير الفني السابق في الفريق، على خطة (4ـ4ـ2) التي ترتكز على بعض المفاهيم التقليدية، ومن بينها تأسيس جبهة دفاع صلبة والتأقلم مع طريقة لعب الفريق المنافس، بالإضافة إلى القدرة على الاستفادة من مواهب مهاجمي الفريق ولاعبي جبهة الجناح وكذلك خط الوسط. هكذا صعد سمبدوريا إلى دوري الدرجة الأولى وكان على أعتاب دوري أبطال أوروبا، إلا أن الفريق أصيب بحالة من التدهور الشديد، وهو ما دفع المدير العام في النادي إلى تغيير الاتجاه. جاء ماتزري ليسلك دربا جديدا مع الفريق، حيث فضل تطبيق طريقة (3ـ4ـ2ـ1) التي تركها بعد فترة منتقلا إلى (3ـ5ـ2) التي كانت تتناسب مع إمكانيات كاسانو بشكل أكبر. في هذه الأثناء، خاض الفريق موسما كبيرا تأهل في نهايته إلى منافسة كأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، بيد أنه حلت أجواء جديدة من التدهور بسبب كثرة الإصابات وانعدام محاولات التجديد.

وأخيرا جاء ديل نيري ليعود من جديد إلى طريقة (4ـ4ـ2) التي كان يغيرها في بعض الأحيان إلى (4ـ4ـ1ـ1) من أجل كاسانو. وما بين الكثير من التغييرات والإصلاحات، انطلق سمبدوريا من جديد ليتصدر الدوري الإيطالي، وليحصل على المركز الأول في التصنيفات، ذلك المركز الذي يخفي خلفه الكثير من الأشياء، من بينها الأفكار الجديدة والفلسفة المبتكرة التي جعلت من (4ـ4ـ2) خطة مختلفة تماما عن تلك التي كان يطبقها نوفلينو، حيث يتميز سمبدوريا اليوم بكونه فريقا حاسما وقادرا على فرض طريقة لعبه دون الخضوع للفريق المنافس، وهو العنصر نفسه الذي انطلق منه الإنتر.

من الملاحظ أن لاعبي جبهتي الدفاع وخط الوسط يتحركون باستقلالية تامة، حيث يعتمد اللعب على الدفاع من دون التنازل عن الدفع بأربعة لاعبين في المقدمة. لقد تمت الاستفادة من كاسانو على أفضل نحو بفضل المدير الفني الذي لا يطالب مهاجميه بالمشاركة في العملية الدفاعية بل الانتباه فقط لصانع ألعاب الفريق المنافس، بينما يقوم لاعبو الجناح بالضغط والهجوم. كان الدرس الأول لديل نيري هو منع الفريق المنافس من اللعب وإغلاق المساحات المتاحة أمامه، وهو ما يتطلب بعض التحركات الدفاعية للاستحواذ على الكرة. ومن بين مميزات هذا الفريق الحركة المستمرة عبر أرجاء الملعب دون تغطية، بينما تقف جبهة الدفاع صامدة في مكانها الصحيح حيث يقوم كل لاعب بإغلاق مساحة معينة حتى إن كان ذلك عن طريق ركلة ثابتة. هذه هي الثورة التي قادها ديل نيري ومن قبله مورينهو في إنتر ميلان.