مورينهو يدافع عن إيتو ويستعد لمواجهة دينامو كييف

بعد فوز الإنتر على كاتانيا بهدفين مقابل هدف في الدوري الإيطالي

TT

فاز إنتر ميلان المتصدر وحامل اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة على ضيفه كاتانيا 2 ـ 1، في ملعب جوزيبي مياتزا وأمام 50 ألف متفرج بالمرحلة التاسعة من الدوري الإيطالي.

افتتح الغاني سولي مونتاري التسجيل لأصحاب الأرض بقذيفة من 40 مترا في الدقيقة 12، وعزز الهولندي ويسلي شنايدر، المنتقل من ريال مدريد الإسباني تقدم فريقه من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 31، قبل أن يقلص كاتانيا النتيجة عندما حصل على ركلة جزاء تسبب بها الحارس الدولي البرازيلي جوليو سيزار، إثر مخاشنته جانفيتو بلازماتي ترجمها جوزيبي ماسكارا بنجاح قبل 6 دقائق من النهاية.

لقد نزل الإنتر إلى الملعب بالحد الأدنى من نجومه من أجل التغلب على كاتانيا، وقد تمكن من ذلك بعد أن أراح كل من كامبياسو، ستانكوفيتش وصمويل إيتو علاوة على غياب المصابين ميليتو وتياغو موتا، وبعد مباراتين شديدتي الإجهاد من الناحية البدنية والذهنية (جنوا ودينامو كييف). وفي هذا الإطار فمن المنطقي أن يتراجع مستوى الأداء، إلا أن المباراة قد تضمنت بعض المؤشرات الإيجابية. على سبيل المثال السهولة التي كان يحرز بها لاعبو خط الوسط الأهداف (أحرزوا تسعة من إجمالي واحد وعشرين هدفا للإنتر في هذا الموسم من دوري الدرجة الأولى)، وعلى وجه الخصوص حالة التميز المتصاعد في المهارات والشخصية لويسلي شنايدر، الذي يقول عنه ترونكيتي بروفيرا ـ رئيس شركة «بيريللي» العالمية المالكة للنادي ـ «يقوم ببناء الهجمات، تسديداته قوية، وتحرك في الملعب كقائد. لم نر منذ زمن هدفا جميلا هكذا من ركلة ثابتة».

كان شنايدر هو صاحب هدف الفوز في مباراة أودينيزي، والأداء السوبر أمام جنوا في استاد ماراسي، ومؤخرا أمام كاتانيا، لقد أمسك تماما بزمام الأمور في الملعب في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. يقوم ببناء الهجمات، يتحرك في الملعب كقائد، يقوم بمطاردة لاعبي الخصوم، وهاهو الآن يحرز أهدافا أيضا. يبتسم كبار مسؤولي التسويق في الإنتر، الذين كانوا قد نجحوا في إقناع رئيس النادي موراتي بالتعاقد مع الفذ الهولندي.

القليل من الجمال والأناقة والكثير من التطبيق العملي، هكذا خلع الإنتر عن كتفيه حلة السهرات غير المريحة والمخصصة للمباريات الأوروبية، وفضل العودة إلي حلته التقليدية التي اشتهر بها في بطولة الدوري المحلية. وبعد نجاحه في الفوز ببطولتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد مع نادي بورتو البرتغالي، يبدو أن المدير الفني لفريق الإنتر خوسيه مورينهو ما زال يفضل دائما اللجوء إلي الأسلوب التقليدي في مواجهة منافسيه المحليين، خاصة أنه لم يذق مرارة الهزيمة منذ 148 مباراة، من بينها 122 مباراة في بطولة الدوري، وهو رقم قياسي جديد لهذا الفريق ولقائده، خافيير زانيتي، الذي لم يغب عن التشكيل الأساسي للفريق منذ 139 مباراة.

في أعقاب فوز الإنتر على كاتانيا بهدفين مقابل هدف، صرح المدرب البرتغالي قائلا: «أنا سعيد بأداء الفريق في الشوط الأول وبالكيفية التي ناضلوا بها في الشوط الثاني»، ثم يستأنف البرتغالي حديثه موجها رسالة هامة للغاية: «لم يكن الأمر سهلا بعد الالتزامات الأوروبية التي قمنا بها وبعد إجراء ثلاثة أو أربعة تغييرات، عندما كنت المدير الفني لبورتو، كان الفريق يضم الكثير من اللاعبين الشباب، وكانوا قادرين علي المشاركة في ثلاث مباريات كل أسبوع بالكفاءة والسرعة نفسهما، الشيء نفسه بالنسبة لتشيلسي الإنجليزي، لأنه الفريق الأقوى في العالم من حيث الأداء والقوة البدنية. غير أن الأمر يختلف تماما في الإنتر، الأمر الذي دفعني لإجراء بعض التغييرات في الفريق لأن هناك بعض اللاعبين غير القادرين علي الحفاظ علي الأداء المكثف والدقيق الذي تتطلبه المنافسات الأوروبية».

من جهة أخري، تطرق مورينيهو إلي الحديث عن ماريو بالوتيلي: «في مباراة كاتانيا كان ماريو لاعبا عاديا، بيد أنه كان استثنائيا في مباراة جنوا قبلها، وهو أمر وارد الحدوث في كرة القدم، لأن هناك بعض اللاعبين الذين لا يؤدون التدريبات بشكل احترافي، وهو ما يفعله هذا اللاعب، علي عكس ريني كريهن الذي يبلغ من العمر 18 عاما فقط، ويرجع هذا إلي أنه ليس هناك لاعبون بين 18 و30 عاما، بل هناك لاعبون محترفون وغير محترفين». ويعود البرتغالي مجددا إلي الحديث عن المباراة قائلا: «كان بوسعنا حسم هذا اللقاء منذ البداية عن طريق التسديدة العرضية التي قام بها باتريك فييرا، الذي وصل إلي أحسن حالاته، وهو ما دفعني إلي منح ستانكوفيتش فترة للراحة، يؤدي باتريك التدريبات بشكل مستمر ولديه ثقة كبيرة بنفسه وبقوة الفريق، بيد أنه ليس لاعبا سريعا ولن يكون كذلك في المستقبل، مثله مثل زانيتي ومونتاري اللذين تتميز تحركاتهما في الملعب بالطابع الدفاعي. كنت أرغب في أن يقوم اللاعبون بالمزيد من التحركات من دون كرة عند تقدم الظهيرين إلي الأمام مع تشيفو، الذي أدفع به دائما إلي أرض الملعب لأنه في حالة جيدة، كما أنه يحاول التأقلم مع الدور الجديد الذي يقوم به علي جانبي الملعب». كعادته، كان المهاجم الكاميروني كثير الحركة في الملعب، بيد أنه لم ينجح في تسجيل هدف منذ وقت طويل وهو ما حاول المدير الفني تفسيره قائلا: «صامويل ما زال يشعر بألم في قدمه، ولم يستطع المشاركة في التدريبات سوي ثلاث مرات فقط هذا الشهر، كما أنه وجد طريقة للتفاهم مع ميليتو، مما ساعد علي خلق حالة من التوازن في جبهة الدفاع، وهو أمر يصعب تحقيقه». مما لا شك فيه أن مشاركة ميليتو وموتا في مباراة دينامو كييف المقبلة ستكون حاسمة: «بلي، ولكنني أفكر في الدفع بشنايدر».

وظهرت على مورينهو، ابتسامة شابها القلق نتيجة لألم في عضلات الفخذ الأيمن تعرض لها شنايدر قبل عشرين دقيقة من نهاية المباراة. وعن ذلك يقول المدرب البرتغالي: «نحن نعتبر ويسلي لاعبا شديد الأهمية بالنسبة لنا، وحتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أحدد لكم مدى خطورة الإصابة، إلا أن المشكلة قائمة، ومن المؤكد أننا سنفقده في مباراتنا المقبلة أمام باليرمو». ما إن دخل إلى غرفة خلع الملابس، أبدى النجم الهولندي ثقته في أن تكون إصابته خفيفة: «لقد أحسست بشد عضلي قوي، آمل وأعتقد أن أكون قد توقفت في اللحظة المناسبة». على أي حال لا جدوى من الحديث قبل الفحوصات التي سيخضع لها لاحقا. ويتابع مورينهو حديثه قائلا: «أعتبر شنايدر مصدر إمداد للفريق، ولا أريد منه أن يشغل باله كثيرا بالتغطية الدفاعية، لأنه عنصر مهم في حالة الهجوم. والآن أطلب منه أن يتعافى بأسرع ما يمكنه». سوف يصل باليرمو إلى ميلانو في خلال أربعة أيام إلى سان سيرو، ومن الخطر أن يتعرض الإنتر لأي نتيجة سلبية، لا سيما أنه سوف يواجه دينامو كييف في أوكرانيا، خلال عشرة أيام، وهي مباراة العمر على حد قول مورينهو. وليس ذلك فقط. إلى ذلك يدعو قائد الفريق خافيير زانيتي الجميع إلى «الاستمتاع بهذه النقاط الثلاث المستحقة. صحيح أننا افتقدنا جهود لاعبين مهمين، بيد أن فريقنا استثنائي، وكل من يكون في الملعب يؤدي واجبه. ما أجمل أن تلعب في فريق هكذا!». من جانبه، اعترف جوليو سيزار بخطئه موضحا: «لم ألمس بلازماتي الذي قفز قفزة هائلة، ولم تكن هذه اللعبة ركلة جزاء، بيد أنه كان بارعا في أن يرتمي بجسده، وهذه الكرات تضعنا، نحن حراس المرمى، في موقف صعب بالنسبة للتسديدات البعيدة. صحيح أن الملعب كان جميلا إلا أن الكرة كانت تتقافز». أما مونتاري فقد استرجع ذاكرة الأهداف وإعجاب الجمهور في سان سيرو، وعن ذلك يقول: «من الجميل أن تسمع تصفيقا وصافرات إعجاب الجمهور، بيد أني أسعى دائما لأداء واجبي في الملعب. لقد كنت محظوظا في الهدف الذي أحرزته من خلال تمريرة عرضية، وأنا أهديه لزوجتي التي تمر بوعكة صحية حاليا». وأخيرا يختتم جوليو سيزار الحديث قائلا: «والآن، فلنتمنى أن يصادف اليوفينتوس حظ عاثر».