نجوم الكرة يلجأون إلى الأندية الإسبانية لدفع ضرائب أقل

انقسامات في إسبانيا حول النظام الضرائبي.. واحتجاجات من الدول الأوروبية الأخرى

TT

رغم ارتفاع نسبة الضريبة التي يسددها نجوم كرة القدم في إسبانيا إلى 24 في المائة مما يحصلون عليه من دخل، لا تزال هذه النسبة أقل من نظيرتها في باقي الدول الأوروبية، مما أسفر عن انقسامات داخل إسبانيا حول نسبة هذه الضريبة، وما يجب أن يسدده نجوم الدوري الإسباني، سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب.

ومنذ سبعينات القرن الماضي، يتقاضى اللاعبون المحترفون في الدوري الإسباني، وهم من أفضل نجوم العالم، رواتب جيدة للغاية، ولكنهم لا يسددون نفس نسبة الضريبة التي يسددها باقي المحترفين في البلدان الأوروبية الأخرى. واستمتع كبار نجوم الكرة، وبينهم يوهان كرويف، ودييغو مارادونا، وهوغو سانشيز، وبيرند شوستر، ورونالد كومان، وروماريو، ورونالدو، وريفالدو، ورونالدينهو، وليونيل ميسي، بشمس إسبانيا وطعامها وأسلوب الحياة السعيد فيها، لكنهم سددوا نسبة ضرائب تقل عن نظيرتها في الكثير من الدول الأخرى.

الحقيقة أن أندية كرة القدم في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا أعربت عن شكواها من هذا التناقض الذي يمنح الأندية الإسبانية أفضلية واضحة لدى التعاقد مع اللاعبين الأجانب. وفي صيف هذا العام، أنفق ريال مدريد الإسباني ببذخ على التعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي كاكا، والفرنسي كريم بنزيمة، كما أنفق برشلونة الإسباني مبلغا كبيرا للغاية من أجل التعاقد مع المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

كانت الحكومة الإسبانية برئاسة خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو بدأت دراسة فكرة زيادة نسبة الضرائب من 24 إلى 43 في المائة على كل من يزيد دخله على 600 ألف يورو (883 ألف و720 دولارا) سنويا. ورفع ثاباتيرو نسبة ضرائب أخرى كثيرة في محاولة صعبة لتقليص حجم العجز في ميزانية البلاد، والاستمرار في الإنفاق على ضحايا البطالة، وكذلك في باقي مظاهر الرفاهية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.

وجاءت ردود الفعل متباينة إزاء هذه المقترحات الحكومية. ودافعت صحيفة «بابليكو» الإسبانية الثلاثاء الماضي عن خطط الحكومة «في فترة المشكلات والصعاب القومية».

وقال خوسيه أنطونيو ألونسو، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الحاكم في البرلمان الإسباني، الأربعاء الماضي «على الجميع، وبينهم نجوم كرة القدم، ربط الأحزمة في الوقت الحالي». وأضاف: «يجب اتباع ذلك من أجل المساواة والتكافل والعدالة المالية».

ورغم ذلك، انتقدت صحيفتا «آس» و«ماركا» الإسبانيتان الرياضيتان هذه الاقتراحات وأشارتا إلى أنها قد تسفر عن هجرة اللاعبين الأجانب من الدوري الإسباني. وقال خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة حامل لقب دوري أبطال أوروبا، يوم الأربعاء الماضي، إن تغيير نسبة الضرائب «سيكون عقبة قوية ضد قدرة الكرة الإسبانية على المنافسة».

كما انتقد لابورتا الحكومة الإسبانية على عدم التشاور بشأن هذه الخطط. وقال: «يبدو أنه من غير الملائم الترويج لهذه الإجراءات دون التشاور مع القائمين على كرة القدم».

وأوضح لابورتا أن نظام نسبة الضرائب المنخفضة «أظهر مدى فائدته على مستوى المنتخب، وعلى مستوى المنافسة في بطولات الأندية الأوروبية». كما أدان خوسيه لويس أستيازاران، رئيس رابطة الأندية المحترفة في إسبانيا التغييرات المقترحة، مشيرا إلى أن الأندية قد تفكر أيضا في الإضراب في حالة تطبيق هذه التغييرات».

وأضاف: «إذا طبقت هذه الإجراءات، سيكون من الضروري اتخاذ الأسلوب اللازم لمواجهتها، حتى بإيقاف مسابقة الدوري، في حال لزم الأمر».

وحاولت وزيرة الاقتصاد، إيلينا سالغادو، تهدئة هذه الموجة من الانتقادات الموجهة للحكومة، حيث أوضحت أن العقود الموقعة حاليا مع اللاعبين ستحترم ولن تتعرض للتغيير. وقالت: «ستستمر العقود التي وقعت حتى الآن، كما هي بنفس الشروط في السنوات القليلة المقبلة». وأضافت أنها «اندهشت» من تهديدات أريستيازاران بشأن الإضراب. وأوضحت سالغادو أن النظام الحالي «ليس عقلانيا للغاية» لأنه صمم من أجل جذب العلماء والمقاولين الأجانب إلى إسبانيا «أكثر من جذب لاعبي كرة القدم».