فيرارا يشيد بأداء لاعبيه.. وكونتي يبكي هزيمته

يوفنتوس يسحق أتالانتا بخماسية.. وتريزيغيه يسجل هدفه الـ 167 معادلا رقم سيفوري

TT

ما زالت المنافسة قائمة على أشدها بين الإنتر ويوفنتوس على قمة الدوري الإيطالي، وكأنها حرب شرسة تحمل الجميع على النضال من أجل الفوز بها بداية من جون إلكان مالك النادي إلى جين كلاود بلان الرئيس والمدير الفني المكلف بتنفيذ المهمة شيرو فيرارا. لقد حقق اليوفي فوزا ثمينا على مضيفه أتالانتا بخماسية قاتلة أعادت إلى الأذهان فوزه الأخير على سمبدوريا، وبذلك يتقلص الفارق بينه وبين منافسه اللدود إنتر ميلان، وهو ما يعقب عليه المدير الفني في اليوفي قائلا «علينا أن نفكر بعمق في هذه المنافسة وأن نبذل قصارى جهدنا إلى اللحظة الأخيرة حتى إن لم يكن الأمر سهلا». بدت المباراة وكأنها عرس كروي ساحر، شاركت به جماهير فريق السيدة العجوز التي أعربت عن ولائها وشغفها الشديد بأحد نجوم العصر الذهبي في اليوفي، مقدمة له أجمل العبارات وأعذبها «أنطونيو كونتي أحد أبطالنا»، ومتجاهلة المدير الفني الحالي للفريق. تجدر الإشارة إلى أن قرار إدارة النادي بتعيين شيرو فيرارا مديرا فنيا للفريق، كان قد أثار حالة من الجدل بسبب رفض الجماهير. ولم تكن هذه اللافتات هي الشيء الوحيد الذي عكر صفو فيرارا، حيث تجاهله كامورينيزي أيضا عند احتفاله بهدفه الثاني، حين جرى مسرعا لمعانقة أعضاء الطاقم الفني ولاعبي الفريق الجالسين على مقعد البدلاء وكذلك نائب المدير الفني مادالونيو. وفي أعقاب المباراة، بدا شيرو فيرارا هادئا وأخذ يهنئ الجميع بهذا الفوز قائلا «إن ميلو يتمتع بقدرات كبيرة وأنتظر منه المزيد، لقد تحدثت إليه منذ بعض الوقت ولا أعلم هل استفاد من هذا الحديث أم لا ولكنه أدى مهمته الدفاعية على أفضل نحو بفضل مساعدة رفاقه له، أما بالنسبة لكامورينيزي، فقد نجح في تسجيل هذين الهدفين بعد أن أغضبني أداؤه طوال الأسبوع الماضي». ويستأنف «لقد قمنا بتغيير خطة اللعب مقارنة بالخطة السابقة، كما أن مهاجمي الفريق تعلموا كيف يهبون للدفاع عند انطلاق لاعبي الفريق المنافس بالكرة كما حدث أمام أتالانتا، وعليه أعتقد أنه سيكون من السهل عليهم تطبيق الخطة الجديدة مع تقديم المزيد من التضحيات». وعن عناقه الطويل لمدرب أتالانتا أنطونيو كونتي يقول فيرارا «إنني أحترم أنطونيو وسعدت بلقائه وبهزيمته أيضا».. ثم يبتسم ويعلق على الهدفين اللذين اخترقا شباك جيجي بوفون.. «ولكنهما كانتا الهجمتين الوحيدتين لأتالانتا». كانت النتيجة 2/1 حين أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول وهو ما ساعد على تلاشي ذلك الكابوس الذي كان يطارد لاعبي اليوفي منذ هزيمتهم أمام نابولي، ويعقب المدير الفني قائلا «لم أكن خائفا، كما أن انتهاء الشوط الأول بهذه النتيجة ساعد على بث الطمأنينة بداخلنا. لا شك أن أهداف أتالانتا أزعجتنا ولكن اليوفي كان قويا وهادئا وتمكن من الاستمرار بنجاح بعد هذه الأهداف. آمل أن نستعيد ديل بييرو بعد انتهاء فترة التوقف وكذلك سيكوكو وماركيزيو، لأن مشاركة هؤلاء اللاعبين تشعرني بالراحة والهدوء». علي صعيد آخر، سادت حالة من الصمت في البورصات العالمية في أسوأ الأيام الاقتصادية على الإطلاق حيث أعلنت أكثر من 68 هيئة مالية عن سقوطها في خمسين ثانية، في الوقت الذي تلقي فيه أنطونيو كونتي خماسية قاسية من اليوفي وهي النتيجة التي كان يسعى لتجنبها بأي شكل من الأشكال. فقد نجح أتالانتا في السيطرة على مجرى الأمور لمدة نصف ساعة، بيد أن هذه القوة لم تدم حتى النهاية. افتتح فالديز الشباك في الشوط الثاني من المباراة، بيد أن ميلو أدركه بالهدف الثالث لليوفي، ولم تفلح محاولات شيرفالو في إيقاف مقطورة اليوفي. وأخيرا صرح كونتي قائلا «كنت أرغب في الفوز بهذه المباراة. لقد نجحنا في اختراق شباك اليوفي بعد أن قضت ثنائية كامورينيزي على كل آمالنا، ولكنني رأيت فريقا حيا وأكثر هدوءا مقارنة بمباراة ليفورنو وكالياري، كما وجدت روحا جماعية وردود أفعال قوية من جانب اللاعبين. لا شك أنها خماسية ثقيلة ولكننا عانينا من غياب العديد من لاعبينا، والمهم هو خوض المباريات بشجاعة، كما أننا كنا نشكل تهديدا عليهم من ناحية الأجناب». وشهد اللقاء تحقيق إنجاز جديد لدافيد تريزيغيه الذي استطاع إحراز هدفه الـ 167 في مسيرته مع يوفنتوس ليعادل رقم الأرجنتيني الشهير عمر سيفوري لاعب اليوفي السابق، وهذا يعني أن الفرنسي الذي نجح في التسجيل خلال مباراة الفريق الأخيرة أمام مكابي حيفا ضمن منافسات دوري الأبطال وشارك لفترة قصيرة من المباراة ومن ثم فلم يكن ممكنا أن يطالبه أحد بإحراز هدف. لكنه نجح في هز شباك أتالانتا، محرزا الهدف الأخير لخماسية اليوفي. جاء هدف تريزيغيه بعد مرور 88 دقيقة، ليعادل رقم سيفوري الذي يراه النجم الفرنسي دائما بطلا أرجنتينيا، والوصول إلى رصيده من الأهداف يعني بالنسبة له أنه أصبح كبير هدافي اليوفي الأجانب على مدار تاريخه، وقد سجل دافيد عددا هائلا من الأهداف، وسطر اسمه في ذاكرة تاريخ النادي. بدأت رحلة اللاعب الفرنسي مع الأهداف بعد انضمامه لليوفي في 19 سبتمبر (أيلول) 2000، في مباراة دوري الأبطال أمام باناثينايكوس اليوناني، والتي انتهت 2 ـ 1 لصالح الأول. بينما شهدت مباراة فريقه أمام الميلان في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2000 هدفه الأول في الدوري الإيطالي وانتهت بنتيجة 2 ـ 2. أما الهدف الآخر لليوفي فكان بتوقيع كونتي، قائد الفريق حينها. واليوم فهو مدرب أتالانتا. أحداث التاريخ تتداخل مع بعضها، لكنها لا تتوقف أبدا. فاللاعب الفرنسي الذي يحمل الجنسية الأرجنتينية أيضا ليست لديه أي شكوك في ذلك، حيث يقول «لقد وصلت لغايتي، إلا أن الموسم ما زال طويلا لإحراز المزيد من الأهداف. إنني سعيد للغاية، ووصلت لهدف شخصي مهم للغاية، كما أن معادلة رقم سيفوري يعد شيئا لم أكن أتوقعه حينما قدمت إلى اليوفي، لكن الشيء الأهم هو أننا أدينا مباراة رائعة، وأظهرنا أننا عثرنا على الرغبة في الفوز من جديد وأن الفريق بات قويا للغاية. إننا مجهدون للغاية، لأن المباراة لم تكن سهلة، لكن في النهاية تمكنا من حسم مباراة مهمة جدا بالنسبة لنا». كان الهدف مهما لكسر الرقم القياسي وأيضا من أجل التقدم في تصنيف هدافي الدوري الإيطالي. والآن فقد وصل رصيده منذ بداية الموسم إلى 6 أهداف، ومن ثم فهو هداف اليوفي إلى الآن، وعن ذلك يضيف اللاعب «أعددت نفسي على أفضل وجه في الصيف الماضي، وللأسف كانت هناك بعض الإصابات التي تعرض لها بعض زملائي، بالإضافة إلى أنني حزت على ثقة المدير الفني. إن الأمر يعد بمثابة عودة من جديد بعد الفترة التي عشتها في الموسم الماضي، حيث الإصابة، والاختيارات التي بسببها لم أكن أشارك مع الفريق. ويعد هذا العام بالنسبة لي هو عودتي للتألق من جديد، وأنا سعيد للغاية لأنني بحالة جيدة ولدينا فريق قوي للغاية». تعد خمسة أهداف، وهو رقم قياسي، دافعا نحو مواصلة السباق والإيمان بأن المنافسة على اللقب قد بدأت لتوها، وهذا ما يؤكده تريزيغيه، حيث استأنف حديثه قائلا «إنني مؤمن بذلك، فالآن عثرنا على الاستمرارية والثبات في الأداء، وأمامنا 15 يوما للتحسين من أنفسنا مع عودة بعض اللاعبين من الإصابة، وبعد ذلك ستبدأ مرحلة حاسمة من البطولة بالنسبة لنا. لكن الشيء الأكثر أهمية هي أننا أظهرنا اليوم عودتنا من جديد». وفي النهاية أطلق تريزيغيه الصرخة تعبيرا عن فرحته ببزوغ نجم اليوفي من جديد، وأيضا لأنه تمكن من معادلة عدد الأهداف التي سجلها سيفوري مع اليوفي.