خبراء التحكيم السعودي: أداء حكامنا جيد وأخطاؤهم تقديرية ونرفض التشكيك في نزاهتهم

طالبوا عبر «الشرق الأوسط» بمنح الحكام المحليين امتيازات الحكم الأجنبي

TT

طالب عدد من خبراء التحكيم السعودي لكرة القدم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» عن مستوى الحكام خلال هذا الموسم بوقف انتقادات بعض مسؤولي الأندية تجاه الحكام السعوديين، وأشاروا إلى أن التشكيك في نزاهتهم أمر مرفوض، ووصفوا مستوى الحكام هذا الموسم حتى الآن بالجيد، مقارنة بالضغوط التي يتعرضون لها، ولم يؤيدوا اعتراف الحكام بأخطائهم في وسائل الإعلام لأن ذلك ربما يأتي بنتائج عكسية، نتيجة الفهم الخاطيء من قبل البعض، وطالبوا بتكثيف الدورات لتأهيل الحكام والارتقاء بأدائهم، إلى جانب منحهم نفس امتيازات الحكام الأجانب. وبدأ الحكم الدولي السابق ومحلل القناة الرياضية السعودية والمقيم الفني على مستوى الناشئين والشباب عمر المهنا بالإشادة بالجهود التي قامت بها لجنة الحكام الحالية أو اللجان السابقة من تنظيم دورات وبرامج والاستعانة بمحاضرين دوليين من اجل تطوير أداء الحكام، واقترح أن يكون هناك تنوع سواء على مستوى المحاضرين السعوديين أو غيرهم، بحيث يتم التعاقد مع ثلاثة إلى أربعة محاضرين في مستوى الخبير جون بيكر، أو أعلى منه على اقل تقدير، ويتم توزيعهم بالمناطق الرئيسية، ومنح المقيمين الفنيين ثقة اكبر في تقيم الحكام. وقال المهنا «من خلال متابعتي لمباريات الجولات السابقة من دوري زين السعودي للمحترفين فإن أداء الحكام يتراوح من جيد إلى جيد جدا في ظل الضغوط التي تواجههم». مشيرا إلى انه لا يؤيد اعتراف الحكم بأخطائه في وسائل الإعلام، ويجب عليه القيام بذلك أمام لجنة الحكام لأنها الوحيدة التي ستصحح أخطائه وتساعده على تطوير نفسه.

وعن مدى استفادة الحكام من البرامج التحليلية في القنوات الفضائية وإن كانت تؤدي غرضها لتطوير مستوى الحكم قال المهنا «اعتقد أن الحكم الذي يريد أن يطور نفسه لا بد أن يستفيد من الحكم الأقل مستوى قبل الحكم الخبير». وأضاف «بعض مسؤولي الأندية فقدوا ثقتهم في الحكم السعودي، ولا بد أن يعرفوا أن التشكيك في نزاهته أمر مرفوض لان الأخطاء التحكيمية موجودة في أي منافسة كروية، وهم يرون أن أخطاء الحكم الأجنبي تقديرية، بينما يتهمون الحكم السعودي بالتعمد في الأخطاء وهذا غير مقبول في التحكيم». ورفض المهنا الحديث عما يتقاضاه الحكم الأجنبي مقابل إدارته للمباريات وأكد أن الاستعانة به في المسابقات السعودية قررتها أعلى سلطة رياضية ويجب احترامها، واستدرك قائلا « يجب أن نتحدث عن جميع امتيازات الحكم الأجنبي التي تفوق ما نقدمه للحكم السعودي من حيث المكافآت والدعم المعنوي والإعلامي وغيرها، وهذه بلا شك تؤثر بشكل كبير على مستوى الحكم السعودي». من جهته، وصف رئيس لجنة الحكام السابق والمقيم الفني محمد المرزوق أداء الحكام السعوديين في المباريات التي أداروها بدوري زين او في المسابقات الأخرى حتى الآن هذا الموسم بالجيد مقارنة بالضغوط التي يتعرضون لها. وأضاف «من خبرتي المتواضعة في مجال التحكيم أطالب مسؤولي الأندية بتخفيف الانتقادات المستمرة على الحكم السعودي ومنحه الثقة، لان ذلك سيؤدي إلى تطوير مستواه خاصة أن لجنة الحكام الحالية تعمل على توفير جميع الإمكانيات التي تهدف إلى تطوير التحكيم من خلال إقامة الدورات والبرامج».

ولم يحبذ المرزوق أن يقوم الحكم بالاعتراف عن أخطائه في أي مباراة يديرها، مشيرا إلى ان ما حصل من الحكم الدولي خليل جلال خلال مباراة الهلال والنصر في كأس الأمير فيصل بن فهد عندما منح لاعب الهلال عبد العزيز الدوسري بطاقة حمراء لا يعتبر خطأ فنيا، وإنما إداريا، واعترافه لا بأس به، مبينا أن ذلك لن يؤثر في مسيرته، وهو عكس ما قام به الحكم سعد الكثيري في مباراة الهلال والنصر في الموسم قبل الماضي عندما منح النصر ضربة جزاء بعد أن احتك مدافع الهلال السابق البرازيلي تفاريس بمهاجم النصر محمد الشهراني، لكنه بعد ان شاهد المباراة في التلفزيون اعترف بخطئه. وأوضح المرزوق أن البرامج التحليلية التي يتابعها الحكام بالقنوات الرياضية فيها السلبي والايجابي. وقال المرزوق «لا نقبل التشكيك في نزاهة حكامنا مهما كثرت أخطاؤهم لان الحكم السعودي تربى على المصداقية، لكنه للأسف افتقد الثقة في نفسه واهتز أداؤه نتيجة للضغوط الإعلامية المتتالية، كما أنه تأثر بوجود الحكم الأجنبي، وسبق أن نبهت بأن الاستعانة بالحكم الأجنبي ستؤثر سلبا على معنويات الحكم السعودي، وطالبت بعدم الاستعانة به ومنح الحكم السعودي الثقة الكاملة خاصة من بعض مسؤولي الأندية الذين لهم دور كبير ومؤثر في هز ثقة الحكم بنفسه بسبب الانتقادات التي ليست في محلها».

ورأى الحكم الدولي المعتزل والمقيم الفني عبد الرحمن الجروان ان المستوى العام للحكام جيد، ودعا لإقامة الدورات وتكثيف البرامج التنشيطية البعيدة عن الروتين وأن تقوم لجنة الحكام بتنفيذ برامجها بصورة فعلية وليست «تنظيرية»، إضافة إلى ذلك لا بد من دعم الحكم ماديا ومعنويا بحيث يتم تسديد مكافآته مباشرة دون أي تأخير، بحيث تكون هناك ميزانية ثابتة للجنة الحكام. وأضاف الجروان « أنا لا أؤيد اعترافات الحكم بأخطائه عبر وسائل الإعلام لان كرة القدم لعبة الأخطاء، ولا بد أن يخطئ الحكم مهما كانت درجة متابعته». وأوضح ان اعترافات الحكم بأخطائه ستؤثر على مسيرة التحكيم لأن بعض الإعلاميين غير ملمين بقوانينه وربما يفسرون ذلك خطا ويتهمون الحكم بتشجيع فريق على حساب آخر». وهاجم الجروان البرامج التحليلية بالقنوات الرياضية التي تعرض أخطاء الحكام. مشيرا إلى أنها لا تخدم التحكيم وأصبحت تثير الفتنة أكثر من أنها تطور وتثقف الحكام. رافضا التشكيك في نزاهة الحكام. وقال «لن يتوقف ذلك في ظل ما نشاهده حاليا من انتقادات وهجوم غير مبرر على الحكام، ويمكن القول انها هي الطامة الكبرى أو القشة التي قصمت ظهر البعير، وهنالك كثير من الحكام شككوا في نزاهتهم والكثير منهم تعايشوا مع هذا الوضع، وأنا منهم». وعن الامتيازات التي ينالها الحكم الأجنبي مقارنة بنظيره الحكم السعودي قال الجروان «هناك اختلاف كبير في الامتيازات، حيث لا تتعدى مكافأة الحكم السعودي لأي مباراة يديرها 1800 ريال سعودي، في حين يتقاضى الحكم الأجنبي 30 ألف ريال، خلاف الامتيازات الأخرى مثل السكن في «فندق خمس نجوم» إلى جانب تذكرتي سفر ذهاب وعودة بالدرجة الأولى، واذكر انه في إحدى المباريات التي أقيمت بمدينة جدة كانت مكافأة زميلنا الدولي خليل جلال 460 ريالا، بينما تقاضى الحكم الأجنبي الذي أدار اللقاء 10 آلاف دولار، ومثل هذه الأشياء تؤثر في نفسيات الحكم السعودي».

من جانبه وصف حكم دولي معتزل تقلد العديد من المناصب في لجنة الحكام الرئيسية «رفض ذكر اسمه» أداء الحكم السعودي بالجيد، وانه أفضل بكثير من أداء الحكم الأجنبي خاصة في المباريات التي أدارها بالجولات الماضية من دوري زين السعودي للمحترفين. وأشار إلى أن الحكم السعودي غير مرغوب فيه مهما وصلت درجة كفاءته او كما يقول المثل «زامر الحي لا يطرب»، وانتقد تصاريح بعض مسؤولي الأندية حول نزاهة الحكم السعودي. وعن المكافآت التي ينالها الحكم الأجنبي مقارنة بالحكم السعودي أشار إلى أنها لا تحتاج إلى تفصيل، حيث أن مايتقاضاه الحكم الأجنبي لا يقارن بالمكافأة التي تمنح للحكم السعودي، أما البرامج التطويرية التي تساهم في ارتقاء التحكيم السعودي لا تحتاج أيضا إلى حديث كونها معروفة بحكم أن كل لجنة تسعى لتطوير برامجها ودوراتها من اجل إعداد الحكام بالشكل المناسب، لكن ما الفائدة من كل هذا، والحكم السعودي يظل هو الشماعة التي يعلق عليها كل فريق هزائمه؟!».