يوفنتوس وميلان يلهثان وراء الإنتر

مباريات سهلة لمورينهو تضمن استمراره في الصدارة بالدوري الإيطالي

TT

من الناحية الفنية بعد فترة التوقف، سيعطي جدول الدوري ثلاث نقاط لكل فرقة من الفرق الثلاثة التي تنافس على الدرع: فسيلعب الإنتر في بولونيا (وثمة فارق واضح في المستوى بين الفريقين) وسيستضيف يوفنتوس فريق أودينيزي (وهناك فارق واضح في الدوافع بين الناديين) بينما يستضيف الميلان فريق كالياري (وهناك فارق واضح في المستوى). وإذا تركنا الحديث النظري وذهبنا إلى الملعب، فإن جميع الأمور المؤكدة تبدأ في التلاشي. ففي آخر ثلاث مباريات حقق فريق بولونيا فوزين، على أرضه، وخسر مباراة واحدة أمام فريق روما في آخر المباراة، وأمام الفريقين الكبيرين الآخرين أدى مباراتين جيدتين، بتعادله في الدقيقة 90 على أرض اليوفي، وهزيمته في نهاية المباراة على أرض الميلان، وفي الموسم الماضي خسر فريق بولونيا مباراتيه أمام الإنتر بنتيجة 2 ـ 1، بهدف رائع بالكعب أحرزه إبراهيموفيتش وقذيفة عابرة للقارات لبالوتيللي.

إن فريق أودينيزي يأتي دائما بالأعاجيب على أرض اليوفي، بدءا من الفوز بقيادة زاكيروني بنتيجة 3 ـ 0 وهو يلعب بعشرة لاعبين عام 1997 ووصولا إلى الفوز بنتيجة 1 ـ 0 بتوقيع دي ناتالي عام 2007. وداغوستينو الذي تمت التضحية به في الصيف في مذبح فيليب ميلو، الذي لا يرحم، ألن يرغب في الثأر من اليوفي؟ كلا، إنه سيرغب في التهام فريق اليوفي. ويأتي فريق كالياري من أربعة انتصارات متتالية ـ وهو ما لم يحدث مع الفريق من قبل في دوري الدرجة الأولى ـ فقد حقق الفوز ثلاث مرات خارج أرضه ومنذ تولي اليجري تدريب الفريق لا يرتجف في ملاعب الكبار: ففي الموسم الماضي فاز في تورينو وتعادل وكان يستحق الفوز في سان سيرو أمام الإنتر وخسر وكان يستحق التعادل في سان سيرو أمام الميلان. وبالنظر إلى الأمور من هذه الزاوية فإن مباريات الكبار غير مضمونة النتائج علي الإطلاق.

ولنوسع إذن الحديث ليشمل الجولات السبع التي تفصلنا عن نهاية الدور الأول. وبالمنطق لا يوجد أي شك في أن اليوفي سيكون بطل الفترة الشتوية في بطولة الدوري: فهو لا يتقدم فقط بفارق خمس نقاط عن اليوفي وسبع نقاط عن الميلان، بل تنتظره أيضا مباريات أكثر سهولة بشكل قاطع. لقد استمتعنا بجمع نقاط المنافسين السبعة للإنتر واليوفي والميلان من الآن وحتي نهاية الدور الأول: «فسيواجه» الإنتر 98 نقطة واليوفي 131 نقطة والميلان 129 نقطة. إن الوضع شديد الوضوح من الناحية النظرية، فالإنتر يجب عليه أن يبدي أقصى درجات الالتزام على أرضه أمام فريق فيورنتينا خلال أسبوعين وفي الصدام المباشر مع اليوفي في تورينو يوم 5 ديسمبر، لكنه في المباريات الأخرى سيواجه منافسين من مؤخرة جدول ترتيب الدوري: بولونيا وأتلانتا ولاتسيو وكييفو وسيينا.

ولنعيد الآن شرح جداول مباريات الفرق الثلاثة على ضوء الفرص التي تمنحها هذه الجداول. سيواجه اليوفي أكبر عدد من النقاط لأن الصدامين المباشرين ينتظرانه: أمام الإنتر أولا وبعد ذلك أمام الميلان، وسيجرى اللقاءان في تورينو. هل تتخيلوا مدى الحماس الذي قد يكتسبه الفريق إذا فاز على الإنتر؟ إن مثل هذا الحماس كفيل بجعل الفريق يطير حتى مباراة الميلان، رغم أن منافسيه الآخرين ـ باري خارج ملعبه وكاتانيا على ملعبه وبارما خارج ملعبه ـ لا يمنحونه الثقة في الفوز بجميع المباريات الأخرى. ويتمثل الوجه الآخر للعملة في أن اليوفي بنهاية الدور الأول سيكون قد استنفد ميزة لعب مباراتي الصدام المباشر على أرضه: وإذا كان الفريق حينها ما زال بعيدا عن القمة فإن إمكانية التعويض عندما يلعب مرتين باستاد سان سيرو في الدور الثاني تشبه إمكانية صعود قمة إيفرست.

إن الميلان هو أحدث المنضمين لسباق الفوز بالدرع ـ لنتعرف بالأمر ـ أقلهم ترشيحا للوصول لقمة الدوري. وتأكدت بوضوح مهارة ليوناردو في استخدام فريق غالياني لحمايته عندما كانت السفينة تبدو على وشك الغرق، والآن يمكننا أن نضيف أن جدول المباريات قد ابتسم للميلان عندما وضع في طريقه خصوما يسهل التغلب عليهم (فرق سيينا وليفورنو وبولونيا وباري وأتالانتا وكييفو ولاتسيو في مقابل خصمين عنيدين فقط هما فريقي الإنتر وروما) في مرحلة بناء الفريق والخصوم الأصعب الآن بعد أن استعاد الميلان قوته. وبعد المباراة الصعبة للميلان على أرضه أمام فريق كالياري، تنتظر الفريق مباراة سهلة خارج أرضه في كاتانيا ومباراتين على أرضه أمام فريقين يعانيان من انحدار في مستواهما: سامبدوريا وباليرمو. وإذا امتلك الميلان النفس الطويل الذي يمكنه من الركض فإن الطريق لن يزداد وعورة. والأمر الوحيد الذي قد يؤثر على مسيرة الفرق الثلاثة هو تأثير بطولة دوري البطال أوروبا: فقبل المباريات الأوروبية جمع الإنتر 12 نقطة بينما لم يجمع اليوفي سوى 5 نقاط. وبالنظر إلى أن الصدام المباشر بين الفريقين يأتي قبل الجولة السادسة من بطولة دوري أبطال أوروبا يتضح أنه من الأفضل لفريق اليوفي حسم مسألة التأهل في دوري الأبطال من مباراة بوردو.