فرنسا تتقدم نحو النهائيات.. والبرتغال وروسيا واليونان في موقف صعب

منتخبات البوسنة وسلوفينيا وأوكرانيا تحتفظ بحظوظها في الملحق الأوروبي المؤهل للمونديال

TT

انتهت الجولة الأولى من مباريات الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، بفوز ثمين لمنتخب فرنسا على مضيفه المنتخب الأيرلندي (1ـ صفر)، بينما حققت كل من البرتغال وروسيا فوزين غير مطمئنين على كل من البوسنة وسلوفينيا (1ـ صفر) و(2ـ1).. فيما خرجت أوكرانيا بتعادل مهم أمام اليونان على أرض الأخيرة في مرحلة الذهاب.. وبقيت مرحلة الحسم يوم الأربعاء في الإياب.

في مدينة دبلن، خطا نيكولا أنيلكا بمنتخب بلاده فرنسا خطوة كبيرة نحو التأهل إلى النهائيات للمرة الثالثة عشرة في تاريخه المتوج بلقب 1998، بعدما سجل هدف الفوز على المنتخب الأيرلندي (1ـ صفر)، موجها الصدمة لنحو 74 ألف متفرج أيرلندي.

وأصبح منتخب «الديوك» في وضع جيد قبل مباراة الإياب التي يستضيفها الأربعاء المقبل على استاد فرنسا الدولي في باريس، فيما تعقدت مهمة المنتخب الأيرلندي ومدربه الفذ الإيطالي جيوفاني تراباتوني، وأصبح مطالبا بالفوز بفارق هدفين للتأهل إلى العرس الكروي للمرة الرابعة بعد 1990 (ربع النهائي)، و1994 و2002 (الدور الثاني). وهذه هي الخسارة الأولى لجمهورية أيرلندا بقيادة تراباتوني في مباراة رسمية. وكانت فرنسا وصيفة مونديال ألمانيا 2006 حلت ثانية في مجموعتها في التصفيات خلف صربيا التي حصلت على بطاقة التأهل المباشر، فيما نال المنتخب الأيرلندي مركز الوصيف في مجموعته خلف إيطاليا بطلة العالم.

وعلى الرغم من الفوز الثمين للمنتخب الفرنسي، فإن القلق ما زال يسيطر على الفريق قبل لقاء الإياب. وقال اللاعب إيريك أبيدال «ما زال هدفنا هو الوصول لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا وليس الفوز على أيرلندا.. نرى الضوء في نهاية النفق، ولنقل إن شيئا خافتا يبدو بعيدا».

أما أنيلكا الذي سجل الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 72 فقال إن فرص المنتخب الفرنسي في الوصول للنهائيات «ارتفعت بالطبع»، ولكنه حذر من الاحتفال مبكرا. وقال أنيلكا «يجب أن نكون في تركيزنا التام يوم الأربعاء لأن المنتخب الأيرلندي يتميز بالأداء البدني الرائع.. ونعلم أن مباراة الإياب ستكون مواجهة صعبة أيضا». وحذر زميله المهاجم تييري هنري نجم برشلونة الإسباني قائلا «من الأفضل أن نخوض مباراة الإياب في ظل هذه الظروف (التقدم 1ـ صفر ذهابا) ولكننا نعلم أن المنتخب الأيرلندي قد يكون خطيرا».

وعلى الرغم من ذلك، فإن التقارير الإعلامية الصادرة عقب نهاية المباراة أفسدت فرحة الفريق بالفوز، حيث أشارت مجددا إلى أن هنري والمدرب ريمون دومينيك المدير الفني للفريق تشاجرا حول خطة المباراة. وأوضحت صحيفتا «لو باريزيان» و«ليكيب» (الرياضية المتخصصة) أن هنري ودومينيك دخلا في نقاش بصوت عال في بهو الفندق الذي أقامت به بعثة الفريق في دبلن بسبب عدم استدعاء دومينيك للاعب خط الوسط المخضرم باتريك فييرا ليحل مكان اللاعب المصاب جيرمي تولالان. ولدى سؤاله عن الواقعة، قال دومينيك إنه وهنري «تناقشنا مثلما نفعل دائما بصفته قائدا للفريق». ورددت التقارير الإعلامية في وقت سابق أن هنري ودومينيك دخلا في نقاش حاد بشأن طريقة إدارة دومينيك للفريق خلال أحد التجمعات قبل مباراته أمام رومانيا في سبتمبر (أيلول) الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أيضا.

وفي لشبونة، أقر لاعبو المنتخب البرتغالي بأن الفوز الذي حققه الفريق على ضيفه البوسني (1ـ صفر) في ذهاب الملحق الفاصل غير مرض، لكنهم أبرزوا عدم اهتزاز شباك الفريق قبل لقاء الإياب. ويدين المنتخب البرتغالي الذي افتقد نجمه كريستيانو رونالدو بسبب الإصابة، بفوزه إلى برونو ألفيس، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 31، بعدما تلقى كرة عرضية جاءت من الجهة اليمنى عبر لويس ناني ووضعها برأسه «سابحا» داخل شباك الحارس كينان هازاغيتش.

وقال المدافع برونو ألفيس صاحب هدف اللقاء الوحيد «حاولنا تحقيق نتيجة أكثر إراحة للأعصاب، عملنا كثيرا من أجل ذلك، لكننا لم نفعل لأن البوسنة ليست بالمنتخب السهل، إنهم فريق منظم بشكل جيد». وأكد لاعب بورتو أن «المباراة هناك (في زينيتشا يوم الأربعاء المقبل) ستكون صعبة للغاية، أكثر صعوبة من مباراة الذهاب»، لكنه أعرب عن سعادته لعدم اهتزاز شباك الفريق.

كما أثنى سيماو سابروسا على أداء المنتخب البوسني بقوله «إنهم يلعبون كرة القدم بشكل جيد». واعتبر قائد المنتخب البرتغالي أن لاعبي فريقه كانوا سيصبحون «أكثر اطمئنانا بكثير لو كنا قد سجلنا المزيد من الأهداف»، لكنه أبرز أنه «ليس من الممكن دائما الفوز بهدفين أو ثلاثة».

كما أكد لاعب وسط أتليتكو مدريد الإسباني أنه في مباراة الإياب ستكون أمام البرتغال فرصة الاستفادة من عدم اهتزاز شباكها خلال لقاء الذهاب، مؤكدا في الوقت نفسه أن فريقه لن يكتفي بالدفاع عن الهدف الذي سجله وقال «سننزل الملعب لتقديم كرتنا المعتادة».

من جانبه، اعترف لاعب الوسط المخضرم ديكو بأن البرتغال كانت «محظوظة بعض الشيء» في نهاية اللقاء، عندما اصطدمت تسديدتان من لاعبي البوسنة بالقائم مرتين في الهجمة نفسها، فيما وعد الحارس إدواردو الجماهير بخوض مباراة الإياب «بروح المحاربين».

في المقابل، توعد منتخب البوسنة نظيره البرتغالي في الإياب.. وتحت عنوان «نراكم في زينيتشا» كتبت صحيفة «أوسولبوديني» البوسنية أمس في إشارة إلى قدرتهم على تحقيق الفوز بفارق هدفين.

ونقلت الصحيفة عن المدرب الكرواتي ميروسلاف بلازيفيتش المدير الفني للمنتخب البوسني قوله «لم أر حظا أسوأ من هذا».

وأجمعت كل الصحف البوسنية الصادرة أمس على أن المنتخب البوسني واجه حظا عاثرا في هذه المباراة، حيث مني بالهزيمة رغم تصويباته الكثيرة على المرمى البرتغالي. وكتبت صحيفة «دنيفني أفاز» في عنوانها «الحظ أدار ظهره» بينما ذكرت صحيفة «نيزافيسن نوفين» في عنوانها «الحظ كان حليفا للبرتغال». وأوضحت الصحف البوسنية أن المنتخب البرتغالي الذي خاض هذه المواجهة وهو المرشح الأقوى للفوز والتأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بعد فوزه بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم الماضية عام 2006 بألمانيا «سيواجه جحيما حقيقيا» في لقاء الإياب.

وفي موسكو، حقق المنتخب الروسي فوزا غير مطمئن على ضيفه منتخب سلوفينيا (2ـ1). وبدا المنتخب الروسي المرشح الأوفر حظا في التأهل إلى النهائيات عندما تقدم بهدفين سجلهما دينيار بيلياليتدينوف مهاجم نادي إيفرتون الإنجليزي في الدقيقتين 40 و51، لتبدو فرصة الفريق سهلة في حسم بطاقة التأهل، لكن اللاعب السلوفيني البديل بيكنيك جدد آمال بلاده بهدف قبل دقيقتين فقط من نهاية مباراة الذهاب.

بدأ المنتخب السلوفيني المباراة بشكل جيد، وكاد فالتر بيرسا أن يفتتح التسجيل مبكرا في شباك الحارس إيغور أكينفيف لكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة. وتبدو الأمور صعبة على المنتخب الروسي الذي كان في طريقه لقطع أكثر من نصف الطريق نحو التأهل إلى النهائيات للمرة الثالثة منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي، أي بعد مونديالي 1994 في الولايات المتحدة و2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وقد خرج في المشاركتين من الدور الأول.

يذكر أن روسيا تشارك في الملحق بعد احتلالها المركز الثاني في مجموعتها الأوروبية الرابعة خلف ألمانيا التي تأهلت مباشرة، فيما حلت سلوفاكيا ثانية في المجموعة الثالثة التي توجت سلوفاكيا بطلة لها وتأهلت مباشرة إلى النهائيات.

وبقي باب التأهل مفتوحا على مصراعيه في مباراة الإياب التي ستقام الأربعاء المقبل، ويملك المنتخب السلوفيني فرصة جيدة للتأهل إلى النهائيات للمرة الثانية بعد عام 2002 عندما خرج من الدور الأول.

وفي المقابل، يأمل مدرب منتخب روسيا الهولندي غوس هيدنيك أن ينجح رجاله في التأهل إلى النهائيات لكي يحقق إنجازا جديدا يضيفه إلى سجله المميز، لأنه سيتواجد في النهائيات مع رابع منتخب، بعد أن قاد هولندا (1998) وكوريا الجنوبية (2002) وأستراليا (2006) إلى العرس الكروي.

وفي أثينا، حصد منتخب أوكرانيا نقطة ثمينة بالتعادل مع مضيفه اليوناني (صفر ـ صفر). وتعتبر هذه النتيجة إيجابية بالنسبة لأندريه شيفشنكو وزملائه، إذ إنهم بحاجة للفوز بفارق هدف وحيد في مباراة الإياب الأربعاء المقبل على أرضهم وبين جماهيرهم من أجل التأهل إلى العرس الكروي للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخهم بعد أن وصلوا إلى ربع نهائي مونديال ألمانيا 2006 في أول مشاركة لهم، قبل أن يخسروا أمام إيطاليا التي توجت باللقب لاحقا. وفي المقابل، سيكون المنتخب اليوناني الساعي للتواجد في النهائيات للمرة الثانية أيضا، بعد 1994 عندما خسر جميع مبارياته في الدور الأول من دون أن يسجل أي هدف، أمام مهمة صعبة على الأرض الأوكرانية لكنها ليست مستحيلة لأن التعادل الإيجابي سيكون كافيا لتأهله.

وحلت أوكرانيا ثانية في المجموعة السادسة خلف إنجلترا، فيما كانت اليونان وصيفة سويسرا في المجموعة السابعة.