مصر والجزائر حشدتا جهودهما الرسمية والشعبية لمباراة الحسم بالسودان الأربعاء

جسر جوي لنقل المصريين إلى الخرطوم.. وبوتفليقة يأمر بنقل 10 آلاف جزائري

TT

لم تمر دقائق على انتهاء مباراة مصر والجزائر بفوز مصر بهدفين للاشيء للجزائر، حتى تحركت كل الجهات الرسمية والشعبية في البلدين للإعداد للمباراة الفاصلة على بطاقة التأهل لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا، المقرر إقامتها «الأربعاء» بالعاصمة السودانية «الخرطوم»، حيث سيكون الفريق الفائز منهما هو المنتخب الأفريقي السادس في هذه البطولة والمنتخب العربي الوحيد فيها.

في مصر، قرر المسؤولون إقامة جسر جوي لنقل أكبر عدد ممكن من المشجعين إلى السودان، فيما أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس بنقل عشرة آلاف من مشجعي منتخب بلاده إلى العاصمة السودانية الخرطوم حتى يتسنى لهم متابعة المباراة الفاصلة.

في القاهرة، خصص عدد من الهيئات طائرات خاصة لنقل الجماهير، حيث قرر الحزب الوطني الحاكم تحمل نفقات سفر ألفي مشجع، وقال محمد هيبة أمين شباب الوطني إنهم أعدوا رحلة تضم روابط تشجيع الفرق المختلفة، بالإضافة إلى الشباب والفتيات من أعضاء الحزب، مشيرا إلى أن الحزب سيوفر قمصانا عليها علم مصر، بالإضافة إلى تصنيع 10 آلاف علم لتوزيعها مجانا على المشجعين المصريين بالخرطوم.

وخصصت وزارة الإعلام طائرة لنقل الإعلاميين والفنانين إلى الخرطوم، كما أعلنت وزارات الإنتاج الحربي والاتصالات والبترول أنها سترسل 5 طائرات تقل مشجعين مصريين إلى السودان لحضور المباراة.

ويستفيد المصريون من الاتفاقيات والمواثيق التي تنظم العلاقات المصرية السودانية، إذ يدخل المصريون السودان بدون تأشيرة مسبقة، وذلك في إطار اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين البلدين، ومن بينها حرية السفر والتنقل.

ولم تقتصر استعدادات تلك المباراة على الفريقين المشاركين بها، إنما امتدت إلى الجانب السوداني المضيف، حيث أعرب السفير بلال قسم الله الصديق القنصل العام لجمهورية السودان بمدينة أسوان المصرية عن ترحيب القيادة السياسية بالسودان باستضافة اللقاء المرتقب بين منتخبي مصر والجزائر باستاد المريخ الذي يسع 40 ألف متفرج.

وأوضح أن هناك ترتيبات وتنسيقا تاما بين القنصلية السودانية بأسوان وسفارة السودان بالقاهرة لنقل الجماهير المصرية من مختلف محافظات الجمهورية للسودان لمؤازرة منتخبهم الوطني، حيث إن هناك تسهيلات في عمليات النقل للمواطنين المصريين بالسودان.

وبدأت سلطات مطار القاهرة الدولي في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لسفر المشجعين.. وأكد الدكتور حسن شعبان، مدير عام الحجر الصحي بمطار القاهرة، أن سلطات المطار ستوفر التطعيمات اللازمة قبل سفر مشجعي المنتخب، وهي تطعيمات ضد الحمى الصفراء والالتهاب السحائي والكوليرا، وذلك مقابل 136 جنيها مصريا (نحو 25 دولارا).

في المقابل، صرح وحيد بوعبد الله، مدير عام الخطوط الجوية الجزائرية، في مؤتمر صحافي أمس، بأنه تلقى تعليمات من الرئيس بوتفليقة بتخفيض ثمن تذاكر السفر إلى السودان إلى أقصى درجة ممكنة، لإتاحة الفرصة لآلاف الجزائريين لمؤازرة منتخبهم. وقد أخذت الدولة على عاتقها دفع نفقات الدخول إلى ملعب الخرطوم الذي يتسع لنحو 40 آلف متفرج. وذكر بوعبد الله أن الرئيس أمره بتوفير رحلات خاصة إلى السودان، على أن يخفض ثمن التذكرة المحدد رسميا بألف دولار، إلى 130 دولارا.

وأعلن محمد عبد العال هارون، القائم بالأعمال بسفارة الجمهورية السودانية بالجزائر، للصحافة أمس، أن التأشيرات ستقدم مجانا لكل راغب في السفر إلى الخرطوم، وقال إن «القرار اتخذ تقديرا للعلاقات الطيبة التي تجمع الشعبين الجزائري والسوداني، ولموقف الجزائر الثابت والداعم للسودان سواء في المحافل الإقليمية أو الدولية».. مشيرا إلى أن أنصار منتخب الجزائر مدعوون لتقديم جوازات السفر وصورتين شمسيتين لكل متفرج، وأن كل سفارات السودان عبر العالم على استعداد لتسهيل سفر الجزائريين الراغبين في متابعة المباراة.. وقد تم تشكيل لجنة متخصصة بهذا الأجانب. وكشفت الإذاعة الجزائرية أن تسهيلات اتخذت لتسهيل نقل المشجعين إلى السودان، كتسجيل التأشيرات على جوازات السفر مباشرة بمطار الخرطوم.

وعلى صعيد الاستعدادات الفنية، فقد عمل المنتخبان المصري والجزائري على التوجه المباشر إلى السودان أمس لإتاحة الفرصة للاعبيهم للاعتياد على أجواء الخرطوم قبل المباراة.

وبعد اجتماع مع المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر، مع سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وحسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب مصر للعبة، توجه الفريق أمس إلى السودان على متن طائرة خاصة.

واكتملت صفوف المنتخب المصري بعودة مدافعه المخضرم وائل جمعة بعد انتهاء الإيقاف، كما شفي زميله حسني عبد ربه نجم وسط الفريق من الإصابة التي لحقت به خلال مشاركته مع فريقه أهلي دبي الإماراتي وحرمته من المشاركة في لقاء السبت، وأصبح لائقا تماما من الناحية الطبية للمشاركة في مباراة الأربعاء.

وأكد شوقي غريب، المدرب العام للمنتخب المصري، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن قرار عدم الدفع بعبد ربه في مباراة الجزائر كان لأسباب فنية بحتة، لأنه كان في دائرة حسابات الجهاز الفني، لكن مجريات المباراة دفعت الجهاز الفني إلى عدم الاستعانة به أمس.

وأضاف أن غياب عبد ربه عن المباريات في الفترة الماضية من الممكن أن يجعله غير جاهز فنيا، ولذلك فضل الجهاز الفني منحه راحة من المباراة حتى لا تعاوده الإصابة وكذلك لمنحه فرصة أكبر للاستعداد.

وكانت بعثة المنتخب الجزائري قد سبقت المنتخب المصري في الوصول إلى العاصمة السودانية الخرطوم أمس. وأكد معتصم جعفر، نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، وصول المنتخب الجزائري على متن طائرة خاصة، وأنه سيتدرب على ملعب المباراة اليوم.

وكشف جعفر عن تكوين لجنة عليا للمباراة، وقال «الاستعدادات تجري على قدم وساق لاستضافة المباراة وتجهيز الملعب، وستعقد اللجنة العليا اجتماعا لوضع الترتيبات الخاصة باللقاء والإعلان عن طرح التذاكر».

وكان محمد مسرار، نائب رئيس الاتحاد الجزائري، زار السودان الخميس الماضي، وأكمل التجهيزات الخاصة باستقبال البعثة وحجز الفنادق والملاعب، وسجل مسرار زيارة إلى ملعب استاد المريخ الذي سيحتضن المباراة.

ووعد رابح سعدان، المدير الفني للمنتخب الجزائري، جمهور بلاده بانتزاع تأشيرة التأهل إلى النهائيات من خلال الفوز على المنتخب المصري خلال المباراة الفاصلة. وقال سعدان في تصريحات نشرت أمس بالصحف الجزائرية «المكتوب أراد أن نجلب ورقة التأهل من الخرطوم»، موضحا أنه سيعيد النظر في الخطة التي لعب بها في مباراة بالقاهرة، وأنه سيستعين بلاعبين جدد، في إشارة إلى حسن يبدة لاعب بورتسموث وجمال عبدون لاعب نانت الفرنسي اللذين لم يشاركا في مباراة السبت.

ويغيب عن منتخب الجزائر في المباراة الفاصلة حارس المرمى الوناس جواوي، ولاعب خط الوسط خالد لموشيه للإيقاف بعد حصول كل منهما على الإنذار الثاني له في مباراة السبت، ورفيق حليش للإصابة، وربما رفيق صايفي وعنتر يحيى للإصابة أيضا.

وعاد سعدان إلى موقعة القاهرة، وأشار إلى أن لاعبيه عرفوا كيف يسيرون المباراة رغم تلقيهم هدفين قاتلين في أوقات حساسة جدا، مشيرا إلى أن منطق كرة القدم هو الذي حرم منتخبه من حسم التأهل مبكرا.

وبدا الوفد الحكومي الجزائري العائد من القاهرة مستاء من الظروف التي أحاطت بفترة إقامة المنتخب الجزائري ومناصريه. وقال وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار للصحافة إن ظروف إقامة «الخضر» كانت «سيئة للغاية»، في إشارة إلى جرح بعض من اللاعبين في حادثة رشق حافلة المنتخب بالحجارة.