انقسام في المنتخب الإيطالي حول انضمام أماوري

المهاجم البرازيلي اتخذ قراره منذ عام بأن يكون إيطاليا

TT

في البداية كانت الهمسات، وبعد ذلك جاءت أنصاف العبارات، والآن تأتي التصريحات المباشرة. مرحبا في بداية لعبة الحقيقة، والموضوع هو: أماوري في المنتخب الإيطالي. ويتعلق الأمر بمكان في تشكيلة المنتخب الإيطالي بمونديال 2010، لكن هناك مخاطرة باستبعاد فوري لمن يثيرون المشكلات، نظرا لأن ليبي ـ مثلما يهمس رجال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ـ لا يحب الجدل حول اختياراته. وهناك شيء مؤكد، يمثل هذا الموضوع نقطة جدال ساخنة بين لاعبي المنتخب الإيطالي، وبصورة خاصة منذ يوم الاثنين الماضي، عندما أعلن باتسيني عن رأيه صراحة بقوله، إن «ذلك يصيبني بالانزعاج. فهو ليس إيطاليا علي الإطلاق». وهي تصريحات تضاف أيضا للتصريحات التي أطلقها جاتوزو، منذ تسعة أشهر: «لسنا أذربيجان أو فنلندا، بل إيطاليا بطل العالم أربع مرات». باختصار، إذا كانت مجموعة لاعبي اليوفنتوس الكبيرة بصفوف المنتخب الإيطالي تقف إلى جانب زميلهم بالفريق والكثير من اللاعبين لا يكترثون للأمر، بسبب عدم تعارض مركز أماوري مع مراكزهم، فإن هناك علامات واضحة لاختلاف في المواقف بين لاعبي المنتخب (إن لم تكن علامات انقسام شديد في صفوف اللاعبين).

وفي منطقة الاختلاف ثمة الكثير من الترقب. وقد دخل جيلاردينو هذه المنطقة وأعلن: «أيها الفتيان، لقد أوضحت بالفعل موقفي في هذا الشأن. وأنتم جميعا تعرفون رأيي». وتوقف بعد ذلك عن الحديث في هذا الأمر. وقد كان رأي جيلاردينو هو التالي: «إننا كثيرون في خط الهجوم وليست هناك حاجة لضم أماوري». وأدلى أيضا جالوبا بدلوه في هذا الأمر وأقحم فيه كاسانو، عندما عبر عن رأيه بكل وضوح: «رغم أن أماوري لاعب كبير، إذا تم استدعاؤه فقد يتسبب ذلك في سلسلة من المشكلات (مع انضمام لاعبين أجانب آخرين). كاسانو؟ إذا كان لاعب في مثل موهبته خارج صفوف المنتخب فإن الأمر منوط به فقط. لقد كانت هناك مشكلات في الإدارة في نادي روما». ويتهرب جروسو وماچو وماركيتي من الحديث في هذا الموضوع «إنها اختيارات ليبي»، بينما صرح جوزيبي روسي، قائلا: «لم يشعرني زملائي قط بأنني أميركي».

وتبدو أكثر تنظيما أفكار اثنين من لاعبي اليوفي. وقد بدأ كيلليني بعرض رأيه في الأمر، إن «الحديث عن الغائبين أمر سيء للغاية. وإذا كنا لا نتحدث عن أماوري وكاسانو وتوتي، فإننا لا نفعل احتراما للاعبين. لا توجد أحزاب في صفوف المنتخب. ولعل باتسيني قد تحدث بهذا الشكل لأنه يلعب في مركز أماوري نفسه. إننا سنحسن استقبال كل من ينضم لصفوف المنتخب. وأماوري فتي مهذب. النشيد الوطني؟ حتى إن كان لا يحفظه، لقد حفظه كامورانيزي وسيحفظه أيضا أماوري». وأضاف ليجروتالي: «إننا نحترم آراء باتسيني لكنه أيضا يجب أن يحترم قرارات ليبي. إن الجماعة أهم من الفرد. والجماهير في الاستادات تطالب بضم كاسانو، لأنهم يسمعون الكثير من الحديث عنه، حتي لو كان المرء منهم لا يفقه شيئا في كرة القدم. وبالنسبة لي فإن أماوري ليس إيطاليا أو برازيليا: إنه زميل». إن هذا صحيح، لكن عندما سئل ليجروتالي، هل يقبل بعدم المشاركة في المونديال ليترك مكانه لتياغو سيلفا، فإنه أجاب بصراحة: «قد أتقبل ذلك لكنه سيحزنني». لقد أصبح كل شيء أكثر وضوحا الآن، أليس كذلك؟ وإذا تركنا الجانب الإيطالي وحاولنا التعرف على مشاعر أو رغبات أماوري، نجد أن اللاعب الذي ما زال يحمل الجنسية البرازيلية، لا يعرف الكثير عن بلاده الأصلية. ولذلك قد يكون المهاجم البرازيلي قرر أن يحيا في إيطاليا: حيث الجنسية الإيطالية متاحة ويلعب في واحد من أعرق الأندية الإيطالية، اليوفنتوس، وهناك أيضا المنتخب الإيطالي إضافة إلى مستقبل في تورينو بعد اعتزاله اللعب. لقد وصل مهاجم اليوفي إلى «ريجينا بالاس» في ستريزا وقت تناول العشاء، بعدما توج من جانب نادي اليوفنتوس بجائزة «الكستناء الذهبية» التقليدية في نسختها الخامسة والعشرين.

لا فائدة من المناورة، فبعد كاسانو جاء أماوري ليصبح هو الحالة الشائكة الأخرى قبل مونديال جنوب أفريقيا. فسيحصل اللاعب على الجنسية الإيطالية من وزارة الداخلية بعد الثالث من مارس بعد استكمال الإجراءات وسيصبح بالتالي من الممكن استدعاؤه لصفوف المنتخب الإيطالي. لكن هل يمكن اعتبار لاعب يحمل لقب كارفالهو دي أوليفيرا وولد في كارابيكويبا إيطاليا؟ وقد أعرب زملاؤه المحتملون في صفوف المنتخب عن استيائهم من انضمامه لهم وتنظر الجماهير للأمر بالكثير من الشكوك، ولنا بالتالي أن نتخيل المنافسة. وجاءت تصريحات جامباولو باتسيني، واضحة وقاطعة في هذا الصدد: «هناك الكثيرون ممن يفكرون مثله في المنتخب. إن اللاعب البرازيلي يشعر بأنه محاصر، لكن وهو على بعد خطوتين من تحقيق حلمه، فإنه لا ينوي إخفاء مخالبه، بل هو مستعد للقتال على جميع الجبهات.

وقد صرح أماوري قائلا: «لقد اتخذت قراري منذ عام كامل، فأنا نشأت كرويا في هذا البلد وطلبت الحصول على الجنسية الإيطالية وأشعر أنني إيطالي». لكن هناك من لا يوافق على ذلك مثل مهاجم نادي سامبدوريا، الذي لم يخف رأيه في هذا الصدد. هل يشعر بالضيق أو بالانزعاج؟

إن الكثيرين يحلمون بمكان في صفوف المنتخب الإيطالي بجنوب أفريقيا 2010، ومن بينهم أيضا زميله في الفريق ديل بييرو. «وهو يحسن صنعا بتطلعه للمشاركة مع المنتخب، فالمونديال هو هدف كل لاعب كرة قدم، وليس هو فقط من يأمل في المشاركة في المونديال، فنحن ثلاثة مهاجمين في نادي اليوفنتوس، وجميعنا نتمتع بمستوى جيد ونتنافس فيما بيننا، لكننا جميعا نلعب من أجل مصلحة اليوفي، وهو أهم هدف بالنسبة لنا».

وفيما يتعلق باليوفي ستبدأ يوم الأحد مجددا مطاردة الفريق للإنتر: «ما هي حالتي؟ لقد تغيبت فقط بسبب الإيقاف لكنني في حالة ممتازة وسأبدأ من الثنائية التي أحرزتها في مرمي فريق سامبدوريا».