مدرب الميلان في مهمة صعبة أمام مدرب كالياري اليوم

ليوناردو وأليجري يواجهان تحديا جديدا.. وكلاهما يفضل اللعب الهجومي

TT

من هو الأكثر خبرة: البرازيلي الذي يتحدث خمس لغات أم الإيطالي القادم من ليفورنو والذي لعب في بيزا؟ ليس من السهولة تحديد ذلك. لم يذهب ماسيميليانو أليجري إلى اليابان ولم يفز بألقاب إلا أنه يجيد دائما السيطرة على مجريات الأمور داخل الملعب. وبإمكاننا القول إنه أحد المدربين القليلين الذين كانت لديهم استعداد للرد على مورينهو، حيث قال: «بإمكان مورينهو أن يعمل بالتمثيل». ويعد أليجري مثالا نادرا للغاية للرجل الصارم القادم من توسكانا.

ولذا فسيكون هو صاحب اليد العليا في السيطرة على الأمور في مباراة اليوم في ظل اللعب النظيف. وقد أذهل المدير الفني للميلان جالياني، نائب رئيس النادي، (المعروف بعشقه لطريقة لعب ليوناردو، لكن دائما ما يتجاذب المتعارضان) من خلال كرة القدم الرائعة التي يقدمها فريقه وأساليبه المنفصلة. ولم يقل أبدا كلمة في غير محلها ولم يصرخ أبدا. خلاصة القول هي أن أليجري يشبه ليوناردو قليلا. وكان هناك اعتقاد بأنه قد يحل محل المدير الفني للميلان منذ بضعة أشهر. لكن تجدر الإشارة إلى أن ليوناردو يحظى بالتقدير سواء من جانب نائب رئيس النادي أو سيلفيو برلسكوني مالك الميلان. لقد تولى ليوناردو تدريب الميلان والآن يدرس في كوفرتشانو. بينما ظل أليجري في كالياري. من المقرر أن يلتقي المدربان اليوم على استاد سان سيرو، ولن تكون المباراة عبارة عن عرض أزياء، فإذا ما نحينا الأناقة جانبا نجد أن كليهما لديه الكثير ليقوله. قد يعشق المرء كرة القدم على طريقة المجانين أيضا من دون أن يجتهد ويتعب.

ويعد منتخب البرازيل الذي شارك في نهائيات كأس العالم 82 هو مصدر إلهام ليوناردو كما أن المدرب تيلي سانتانا، مدرب البرازيل حينها، يعتبر هو النموذج الذي يسير على نهجه. ومن ناحية أخرى فإن أليجري يمزج بين أسلوبي أنشيلوتي وسباليتي. ويقول عن ذلك: «الأول فيما يخص النواحي الهجومية والثاني بالنسبة لإدارته للفريق وحفظ توازنه». وتعد كلمة التوازن هي كلمة السر لدى كل منهما لكن ليوناردو انطلق من طريقة لعب متهورة والتي أطلق عليها جالياني «4 ـ 2 ـ المهارة». وعلى العكس نجد أن أليجري ليس لديه نجوم في الفريق، ويركز على اللعب بطريقة 4 ـ 3 ـ 1 ـ 2 وهي لا تختلف كثيرا عن طريقة 4 ـ 3 ـ 1 ـ 2 التي لعب بها ليوناردو والتي من الممكن أن تتحول إلى 4 ـ 4 ـ 2 من دون فقد الرغبة في الهجوم. وهذا أمر منطقي بالنسبة للاعب نشأ في فريق بيسكارا تحت قيادة جوفاني جاليوني والذي دائما ما اعتبر ماسيميليانو ابنه والذي كان يدعوه ماكس (نسبة إلى الكونت ماكس).

كثيرا ما يتحدث ليوناردو مع أنشيلوتي، أما أليجري فقد حافظ على علاقته الوطيدة بمعلمه القديم جاليوني. لكن شيئا ما قد تغير بمرور الوقت، وقد أصبح كمدرب أكثر صرامة بشأن المواعيد ولا يدخر تدريبات للاعبيه ولا حتى بالنسبة للتدريبات الصباحية وهي عادة تم إدخالها من جديد من جانب ليوناردو بعد سنوات طوال من الجلسات التي تقام عصرا. ومع المدرب البرازيلي تجري التدريبات صباحا في ميلانيللو وهو مركز التدريب الخاص بالميلان، وكذلك العودة ليلا بعد مباريات دوري أبطال أوروبا. كان ساكي هو الذي أدخل هذا النظام ثم ألغاه أنشيلوتي، والسبب وراء ذلك هو أن ليوناردو، أيضا علاوة على فكرة الاستمرارية، قد غير العديد من التفاصيل الصغيرة، وعلى سبيل المثال فإنه لا يصرح بالتشكيل مبكرا. إن الجهل بالأشياء لا يروق للكثيرين.

ويقول أليجري عن نفسه: «إنني لا أعرف المزاح في العمل». ويضيف: «كنت لاعبا متوسطا وأتمنى ألا أفعل نفس الشيء كمدرب». يتميز المدير الفني لكالياري بالإصرار والدقة، كما أنه يذاكر ويعيد مشاهدة المباراة مائة مرة. لقد بدأ مسيرته التدريبية من دوري الدرجة الثالثة الإيطالي قبل أن يصبح أحد المدربين الشباب الجدد. وقد تجاوز ليوناردو بطل العالم في 1994 كافة الأدوار التمهيدية، فبعد دوري أبطال أوروبا مباشرة حيث كان يعمل إداريا في الفريق إلى جانب أنشيلوتي بدأ مسيرته التدريبية والتي كانت بدايتها غير مبشرة. وبعد ذلك كان توهج طريقة اللعب الجديدة. وتقول حكمة أليجري: «لا بد من المغامرة في الحياة». ومن الممكن أن يصبح الاثنان أصدقاء شيئا فشيئا.

ومن ناحية أخرى يتعين على رونالدينهو الذي اجتهد في الأيام الماضية أن يستعيد لياقته للحاق مباراة اليوم، كما أنه لم يتدرب الأول من أمس مع رفاقه، حيث كان يعاني من بعض الحمى وظل يمارس التمارين بمفرده بالصالة الرياضية لتجنب تدهور الموقف. وسعى ليوناردو لإيجاد حلول بديلة، فقد يشرك إنزاغي إلى جانب باتو وبورييللو. وإذا ما كان هذا هو الحل فمن المنطقي أن ينتقل بورييللو للعب في الجهة اليسرى ويصبح إنزاغي هو قلب الهجوم.

لكن من الوارد أن يستعيد رونالدينهو عافيته، فمنذ أسبوعين كان اللاعب البرازيلي يبدو بعيدا عن المشاركة بسبب إصابة خفيفة وعلى العكس فقد لعب المباراة كأن شيئا لم يكن. وقد يسعى ليوناردو لتجنب أكبر قد من التغييرات التي يدخلها على التشكيلة الأساسية للفريق. ومن جهة أخرى التقى رونالدينهو بالمذيعة اللامعة سيمونا فينتورا وسيتم إذاعة الحوار اليوم قبل مباراة الميلان وكالياري. وقال اللاعب في حواره: «من السهل العمل مع ليوناردو، لأنه يعرف كيف يروق لي التدرب وكيف يروق لي اللعب».

وبشأن اتفاق الطاولة الشهير الذي أثار فضول فينتورا حاول رونالدينهو عدم التعرض لهذا الموضوع: «إنني لا أتحدث أبدا عما يجري داخل غرفة خلع الملابس»، وهو الأمر ذاته الذي فعله حينما سئل عن احتمالية حصول الميلان على لقب الدوري هذا العام وأضاف: «إنه أمر صعب للغاية لكنني إذا كنت سعيدا فكل الأمور ستسير بسهولة ويسر». وحنما سألته مقدمة البرنامج: «هل أنت سعيد؟» أجاب قائلا: «جدا».