نواف بن فيصل لـ «الشرق الأوسط»: دعم خادم الحرمين الشريفين لمشروع السلام الكشفي العالمي دلالة على اهتمام السعودية بالسلام العالمي

خدمة الكشافة للحجاج فخر لنا.. والأندية ليست حكراً على المنافسات بل تشمل كل الأنشطة الشبابية

TT

أكد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد على أن ما يقدمه شباب الكشافة في السعودية من خدمات جليلة لضيوف بيت الله الحرام في كل عام هو مصدر فخر واعتزاز للجميع، مشددا على ضرورة الحرص على الاستمرار في ذلك بما يعكس الصورة الناصعة عن الشباب السعودي، مشيرا إلى أن كشافة الرئاسة العامة هم كسائر أقرانهم المنتمين للقطاعات الكشفية في السعودية.

وأشار إلى دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين لمشروع السلام الكشفي العالمي.. وانعكاسات هذا الدور على المستويين العالمي والمحلي، وما يخص الكشافة نفسها.

وأهاب نائب الرئيس العام بعد انطلاق أعمال المركز الكشفي لخدمة الحجيج التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب ومخيمات الخدمة داخل المشاعر المقدسة أو تلك التي سبقتها في المنافذ الحدودية بأبنائه كشافة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بضرورة الحرص على الاستفادة من البرامج الكشفية المنفذة في الأندية وبيوت الشباب بالشكل المطلوب، جاء ذلك خلال حواره الخاص بـ«الشرق الأوسط»، الذي تضمن أمورا مختلفة بعيدا عن الرياضة، وإليكم تفاصيل الحوار:

> تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتبرع لمشروع السلام الكشفي العالمي وهو مشروع عالمي يحمل اسمه واسم السعودية، ما دلالة هذا الدعم، على المستويين المحلي والعالمي، وما دلالة الاسم الذي يحمله المشروع من جهة أخرى، وما مدى تأثير البرنامج على أنحاء العالم ؟ - إن دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمشروع السلام الكشفي العالمي يدل دلالة واضحة على اهتمامه شخصيا ودعم حكومة المملكة العربية السعودية للسلام العالمي بكل أشكاله، وهو غير مستغرب على قادة هذه البلاد، وسخاؤهم مشهود في كل باب خير، ودلالة الدعم على المستوى المحلي هو امتداد لما تقدمه السعودية حكومة وشعبا من دعم لكل الأعمال الخيرية بأشكالها وأهدافها، ودلالة الاسم الذي يحمل هذا المشروع العالمي العملاق هو التوجه السلمي لدى السعودية كبلد محب للسلام، وهي تعبر عن شخصية خادم الحرمين الشريفين السلمية التي يتصف بها، وهي تجسيد لشخصية ملك الإنسانية، وهذا البرنامج له تأثير كبير على العالم كله، لأن السلام بات مطلبا في كل العالم بسبب ما يعانيه من حروب وصراعات، لذلك فالمشروع يجد القبول في كل الأنحاء. >  ما انعكاسات المشاركة في المخيمات العالمية على مستوى الكشافة السعودية، وإلى أي مدى تسهم تلك المخيمات في نشر مفهوم السلام العالمي والتسامح بين الشعوب؟ - إن مشاركة الكشافة السعودية في المخيمات العالمية لها انعكاسات كبيرة تتمثل في الفائدة التي تعود على الشباب المنتمين للكشافة، حيث إن الكشافة هم، كما تفضل خادم الحرمين الشريفين، رسل سلام للعالم، فهم محبون للخير معينون عليه، وهذا شأن الكشافة.. والكشافة السعودية عندما يشاركون قرناءهم في العالم والبالغ عددهم نحو 28 مليون كشاف، فإن ذلك بالتأكيد سيثري ثقافة الحوار والمشاركة وتبادل المعرفة والثقافة مع غيرهم، وإعطاء الصورة الناصعة عن إنسان هذه البلاد حرسها الله، بأقل جهد وبأفضل مستوى، وتلك المعسكرات الدولية تسهم وبشكل كبير في نشر وتأصيل مفهوم السلام العالمي والتسامح بين شعوب الأرض قاطبة، بمشاركة الكشافة في العالم يجسد روح التسامح والتعايش بين الشعوب، فكل كشاف مشارك في أي تجمع يضم كشافة العالم هو يمثل شعبه وثقافة بلاده، ومن ثم يسهل التعارف والتعايش، والهدف من المعسكرات الدولية توجيه الكشافة للعمل في مجتمعاتهم من خلال التربية السليمة، وتخفيف التنافر بين الجماعات المتباينة وبناء الجسور بين الثقافات، وهذه مجتمعة تسهم دائما في نشر السلام العالمي بين الشعوب. >  قامت جمعية الكشافة العربية السعودية بتكريم المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز بالقلادة الكشفية الذهبية، كيف ترى هذا التكريم بأرفع الأوسمة الكشفية؟ - هو تكريم كبير واعتراف وعرفان من جمعية الكشافة نحو ما قدمه المغفور له بإذن الله، وفي علمي أن هذا الوسام يمنح لمن خدم الحركة الكشفية في مركز قيادي واحد أو أكثر، والأمير فيصل بن فهد غني عن التعريف، وخدمته للشباب عامة وللكشافة على وجه الخصوص، معلومة للجميع، وهذا التقدير والعرفان من الجمعية هو تأكيد لما قدمه من عطاءات كبيرة في خدمة العمل الكشفي بصفة عامة والعمل الشبابي بصفة خاصة على الصعيدين المحلي والخارجي، وبهذه المناسبة يسرني أن أشكر جمعية الكشافة السعودية بقيادة الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم رئيس مجلس إدارة الجمعية، على جهودهم الواضحة في خدمة أهداف العمل الكشفي وتفعيل برامج وأنشطة الحركة الكشفية في المملكة وتعزيز الدور الذي ينهض به الكشاف السعودي على الصعيدين المحلي والخارجي، وهذا التكريم يمثل جزءا من عملهم الكبير. >  تولى الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم زمام رئاسة جمعية الكشافة، وشارك في حدثين عالميين، أحدهما في السعودية حول حماية البيئة، والثاني في بوسطن أثناء تقديم وقف خادم الحرمين، رسالتكم لوزير التربية رئيس الجمعية حول برامج أنشطة الكشافة؟ - تولي الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم لزمام القيادة في جمعية الكشافة السعودية يعد أحد أهم مكاسب الجمعية في الفترة الأخيرة, وأنا شخصيا أتوقع أن تحقق الجمعية مزيدا من القفزات والتطوير في برامجها حين يرأسها رجل يملك الرؤية السليمة والطموح، وأنا بدوري أرحب به بتوليه المسؤولية في هذا القطاع الهام الذي يخدم شريحة كبيرة من الشباب السعودي، ونجدد الترحيب به وبالجمعية، ونشير إلى أن منشآت الرئاسة في الأندية وبيوت الشباب والمدن الرياضية والساحلية في السعودية ستشرع أبوابها من أجل خدمة أهداف وبرامج الجمعية. >  ما برامج الرئاسة العامة لرعاية الشباب المستقبلية فيما يخص الأنشطة الشبابية؟ وكيف ترى حضور الكشافة السعودية على مستوى الساحة الكشفية العالمية؟ - الأنشطة الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحظى باهتمام ومتابعة مباشرة من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، وهذا الاهتمام والدعم يأتي امتدادا لما تلقاه الرئاسة من دعم قيادة هذا البلد، وهذا الاهتمام انعكس على نوعية البرامج الشبابية بالرئاسة، ليستفيد منها شباب هذا الوطن فهي برامج تواكب اهتمام الدولة بقطاع الشباب، فكل الأنشطة التي تنفذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب رياضية وشبابية أو اجتماعية وثقافية إنما هي من أجل خدمة الشباب في السعودية، ومن المؤكد أن التطور الذي نعيشه جعلنا نعمل بصفة مستمرة على تطوير برامجنا الشبابية بما يتواكب وحاجة الشباب في ظل التطور المحيط بهم، وبرامج الرئاسة المستقبلية بالنسبة لأنشطة الشباب هي برامج متنوعة وضعت بطريقة علمية ليستفيد منها الشباب عبر المنشآت الرياضية والشبابية التابعة للرئاسة في مدن ومناطق السعودية، وحضور الكشافة السعودية على المستوى الدولي هو جزء من أنشطة وبرامج الرئاسة، فمشاركة الكشافة السعودية على المستوى الدولي متميزة وتعطي مؤشرا جيدا على سلامة برامجنا الداخلية، والحضور الدولي للكشافة السعودية في الأعوام الأخيرة بات لافتا للنظر ويستحق الإشادة به، لما أعطى هذا الحضور من صورة ناصعة عن شباب المملكة العربية السعودية. >  متى يمكن أن نرى منشأة كشفية توازي القائم الآن من مشاريع رعاية الشباب، أو تتفوق على المنشآت العربية والعالمية؟ - هناك تسخير لكل المنشآت التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في المدن الرياضية أو بيوت الشباب أو الأندية الرياضية لاحتضان كل الأنشطة الكشفية التابعة لكشافة الرئاسة أو استضافة بعض برامج وأنشطة جمعية الكشافة العربية السعودية أو القطاعات التابعة لها، ونحن لدينا المعسكر الدائم في مدينة الطائف وهو منشأة عملاقة تضاهي المنشآت العربية والعالمية، وكذلك المعسكرات الكشفية في مدن السعودية المختلفة، كما أن ما يزمع إقامته من منشآت في المرحلة القادمة هو أيضا يسخر لكل الأنشطة الشبابية والكشفية، ولدينا تطلع بإقامة المزيد من المنشآت المماثلة لما هو قائم الآن لتعم فائدة للشباب في السعودية، والكشافة جزء من شباب هذا الوطن وهم في مسؤولية الرئاسة ومن أول اهتماماتها حاضرا ومستقبلا. > تزخر الكشافة السعودية وفي رعاية الشباب بالتحديد بالعديد من القيادات المتميزة والخبيرة وتمتلك الرئاسة كل وسائل النجاح ومع ذلك لا نرى الرئاسة تطلب استضافة البرامج الكشفية العربية أو العالمية، كما هي في جميع مناشطها الأخرى؟ - لدينا إمكانات مادية وبشرية مشهود لها بالكفاءة خلال مشاركتنا وتواجدنا على المستوى العربي أو العالمي، وهذا في اعتقادي أمر مهم ودلالة على تحقيق أهدافنا في إعداد شباب السعودية ليكون لهم أثر على الخارطة الدولية، والرئاسة العامة استضافت العديد من البرامج والأنشطة الكشفية والشبابية على المستويين الخليجي والعربي، وستتم استضافة برامج عالمية مستقبلاً.

>  كيف ترون دور الأنشط الكشفية في خدمة المجتمع وإعداد المواطن الصالح؟ وما مرئياتكم للمساحة التي ينبغي أن تمنحها الرئاسة العامة للأنشطة الكشفية في الأندية الرياضية وبيوت الشباب؟ - الكشافة نظام تربوي يهتم بنشأة صالحة تغرس في نفوس الشباب والناشئة الإيمان وتشحذ هممهم لتطوير ذاتهم وترقيتها في سلم الإعداد العلمي والأخلاقي واكتساب المهارات لخدمة أنفسهم ودينهم ووطنهم، لذلك فدور الأنشطة الكشفية في خدمة المجتمع دور كبير وملموس، فهي من خلال اهتمامها بالفرد تسهم في تكوين المواطن الصالح، وأنا أرى أن تولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب بصفتها الجهة المعنية بالاهتمام بالشباب، والتي تعمل برامجها على إعداد الشباب بدنيا وسلوكيا، ليكونوا مواطنين صالحين يسهمون في بناء وطنهم، مساحة أكبر من أي مؤسسة تعنى بالشباب، ولزاما عليها وضع العديد من البرامج المفيدة للشباب عامة، وخصوصا الشباب المنتمين للنشاط الكشفي، كما تضاعف الرئاسة في برامجها الموجهة للشباب عبر الأندية الرياضية وبيوت الشباب والساحات الشعبية والمدن الساحلية والمدن الرياضية المنتشرة.

>  ما مرئياتكم لآفاق التعاون بين جمعية الكشافة والقطاعات الحكومية، ومن ضمنها الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟  - هناك تعاون كبير بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الكشافة العربية السعودية، إذ تشارك الرئاسة في أنشطة وبرامج الجمعية بصفتها أحد القطاعات الكشفية السعودية، ونحن نثمن التواصل الدائم والمستمر من قبل الجمعية مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال الإدارة المختصة بالرئاسة، والجمعية تقدم دورا رياديا في ربط أواصر التعاون بين القطاعات الكشفية المختلفة، وهذا التعاون له آفاق مستقبلية بما يتوافق وطموح كل جهة من تطوير وعمل يخدم شباب الكشافة السعودية. > رعيتم الفرق الكشفية وأنشطتها في الرئاسة العامة بصورة أحدثت قفزة نوعية، هل من جديد للقيادات الكشفية و الكشافة بصفة عامة؟   - هو ككل أنشطة وبرامج الرئاسة التي تخدم الشباب في السعودية، أخذت وتأخذ حيزا كبيرا من التطوير والتجديد بما يتوافق مع متطلبات العصر، والمركز الكشفي التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمشاعر المقدسة يشهد تطورا ملحوظا خلال الأعوام الأخيرة، وهو لا شك سيشهد الكثير من التطوير في الأعوام القادمة، وهناك دراسة جادة نحو إدخال الكثير من التطوير والتغيير على مستوى المركز ليواكب حجم ومكانة ما تقدمه كشافة الرئاسة من خدمة لحجاج بيت الله الحرام جنبا إلى جنب مع إخوانهم كشافة القطاعات الأخرى في جمعية الكشافة، سواء في مكة المكرمة أو المنافذ الحدودية التي تتشرف فيها كشافة الرئاسة بتقديم الخدمة للحجاج القادمين إلى المملكة العربية السعودية عبر كل منافذها. >  يرى المتابعون أن الرئاسة العامة تملك مقومات التوأمة بين الأندية الرياضية والأنشطة الكشفية، هل من رؤية لكم في هذا الصدد؟ - الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحكم الاختصاص تملك مقومات التوأمة، ليس بين الأندية الرياضية والأنشطة الكشفية فحسب، بل تعمل من أجل التوأمة بين الأندية الرياضية والمجتمع بصفة عامة، وتعمل من أجل الاستفادة من برامجها وأنشطتها ومنشآتها، وهذا أمر قائم على الواقع، لأن الأندية الرياضية ليست حكرا على ممارسة الرياضة، بل هي شاملة كل الأنشطة الشبابية الأخرى التي يمتد أثرها على الفرد والمجتمع، والعمل في الفترة القادمة في الأندية الرياضية يتيح فرصا أكبر للشباب للاستفادة من برامجها وأنشطتها. >  هل سبق لكم المشاركة في أنشطة الكشافة، وهل ينتظر أبناؤكم الكشافون مشاركتكم مستقبلا في ظل الرعاية التي تحظى بها الكشافة من القيادة الرشيدة والتواجد العالمي والإقليمي المميز للكشافة السعودية؟ - الأنشطة الكشفية هي من أفضل البرامج الخاصة بالشباب وتحظى بإقبال كبير من الشباب، ولنا متابعة لأنشطتهم على الصعيدين المحلي والدولي، وأعجب كثيرا بما ينفذ من برامج محليا ودوليا، وعندما تحين الفرصة المناسبة أتشرف بالمشاركة في أي نشاط سواء على المستويين المحلي أو الدولي، واهتمام ورعاية القيادة الرشيدة يجعلنا جميعا نشعر بالفخر والاعتزاز في الانتماء لبرامج وأنشطة الكشافة. > كيف ترون المواكبة الإعلامية لأنشطة وبرامج نشاط الكشافة السعودية؟ - إن ما تقدمه الكشافة من أعمال جليلة خصوصا في خدمة ضيوف الرحمن، وما تتركه هذه الخدمة من صدى واسع على المستويين المحلي والدولي، وما يشمل أنشطتها وبرامجها المتنوعة جدير بالاهتمام الإعلامي، وما تجده الأنشطة الكشفية من مواكبة في رأيي لم يرتق لمستوى المأمول، ونأمل أن تأخذ حيزا أكبر من الاهتمام لتكون بحجم ما يقدمونه من عطاء خصوصا في خدمة الحاج والمعتمر، والمشاريع والأنشطة الدولية التي يشاركون فيها. >  كلمة توجهونها لأبنائكم الكشافة السعودية، وخصوصا المنتمين للرئاسة العامة لرعاية الشباب وهم قد أقاموا معسكراتهم لخدمة الحجيج؟ - إن ما تقدمونه من خدمة جليلة لضيوف بيت الله الحرام في كل عام هو مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا، وأهيب بالجميع على ضرورة الحرص على الاستمرار بما يعكس الصورة الناصعة عن الشباب السعودي، وكشافة الرئاسة العامة هم كسائر الكشافة المنتمين للقطاعات الكشفية في المملكة العربية السعودية، وأهيب بهم بضرورة الحرص على الاستفادة من البرامج الكشفية المنفذة في الأندية وبيوت الشباب بالشكل المطلوب.