«لمسات يد» شكلت علامات فارقة في عالم كرة القدم.. على رأسها يد مارادونا

صحيفة أسترالية: هنري يرأس «قائمة الغشاشين» في تاريخ الرياضة

TT

ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» الأسترالية أمس، أن لمسة اليد التي اعترف بها المهاجم الفرنسي تييري هنري، التي قاد عن طريقها منتخب بلاده للفوز على نظيره الأيرلندي والتأهل، بالتالي، لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، رفعته على رأس «قائمة الغشاشين» الرياضيين.

وكتبت الصحيفة أن هنري «تفوق على الكثير من أكبر المحتالين والمخادعين والمتلاعبين في النتائج والخارجين، وأبرز المخالفين للوائح ليحتل مكانة واضحة في قائمة الخزي بوصفه واحدا من أكبر الغشاشين في عالم الرياضة».

وأشارت الصحيفة إلى أن لمسة يد هنري وضعته على رأس قائمتها التي تضم أسماء أبرز عشرة غشاشين في تاريخ الرياضة، التي يحتل النجم الأرجنتيني الأسطورة دييغو مارادونا مركز الوصيف فيها بهدف «يد الله» الذي أحرزه في مرمى إنجلترا ببطولة كأس العالم 1986 فيما ذهب المركز الثالث للفريق الإسباني «غير المعاق» الذي أحرز ذهبية مسابقة كرة السلة بدورة الألعاب البارالمبية (أولمبياد المعاقين) لعام 2000.

وتضمنت قائمة مشاهير الغشاشين الرياضيين كذلك بطل المبارزة الروسي بوريس أونيشينكو، الذي زور سيفه في أولمبياد 1976 إلى جانب عداء سباقات الماراثون الأميركي فريد لورز، الذي قطع جزءا من سباق الماراثون داخل سيارة خلال أولمبياد عام 1904.

ويمتلئ تاريخ كرة القدم باللحظات المثيرة للجدل التي تهدد مفهوم اللعب النظيف، واليد اليسرى للمهاجم هنري، التي تدخلت بقوة خلال مباراة منتخب بلاده أمام أيرلندا، لم تكن سوى أحدث الأمثلة الكبرى على ذلك.

ولا تزال كتب تاريخ كرة القدم تحوي عددا غير قليل من الأحداث التي ارتكب فيها خطأ لم يحتسب وتسبب ذلك في نتيجة إيجابية مثل التأهل إلى بطولة كبرى أو إلى الدور التالي في إحدى البطولات. وتبقى النقطة الأولى في سرد هذه القصص الحادثة للنجم مارادونا أسطورة كرة القدم العالمية. دييغو مارادونا أمام الأرجنتين: تواجهت الأرجنتين وإنجلترا في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 1986 في المكسيك، في مباراة شابتها أجواء حرب فوكلاند، التي نشبت بين البلدين قبل ذلك بأربعة أعوام. وكانت النتيجة لا تزال التعادل السلبي عندما ارتقى مارادونا لكرة عرضية أمام منطقة مرمى الحارس الشهير بيتر شيلتون، وحول الكرة بقبضة يده اليسرى التي تركها أمام رأسه بسنتيمترات واضعا إياها داخل المرمى. المباراة انتهت بفوز الأرجنتين 2/1، ومارادونا علق على كرته بعد المباراة بأنها كانت «يد الله».

كلاوديو غارسيا، في مرمى إندبندينتي: ريسينج وإندبندينتي يخوضان مجددا إحدى مباريات الدربي الأكثر شهرة في الأرجنتين في إياب الدور الأول لبطولة كأس أندية أميركا الجنوبية أبطال الكؤوس عام 1992. وعندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، ارتفعت ضربة ركنية من الجانب الأيمن قابلها كلاوديو غارسيا نجم ريسينغ في مرمى إندبندينتي لكن على طريقة لاعبي الكرة الطائرة، ورغم أن الكرة كانت واضحة تماما، احتسبها الحكم خوان بافا هدفا. وانتهت المباراة بفوز ريسينغ 2/1 ليتأهل إلى الدور التالي. وتذكر اللاعب الواقعة بعدها بسنوات بقوله «اعترفت بما فعلت في الاستراحة وقام بافا بطردي، لأنه شعر بالندم لما حدث».

توليو في مرمى الأرجنتين: قطبا الكرة اللاتينية البرازيل والأرجنتين يتقابلان في دور الثمانية لبطولة كوبا أميركا عام 1995 في أوروغواي. المنتخب الأرجنتيني بقيادة المدير الفني دانييل باساريلا، متقدم 2/1 قبل تسع دقائق على نهاية اللقاء. وفي تمريرة عرضية من الجانب الأيمن يوقف توليو الكرة بذراعه اليسرى الممدودة، لتنزل أمامه قبل أن يسجل بيسراه هدف التعادل في مرمى الحارس الذي خرج للقائه. وفي ضربات الترجيح يتألق الحارس الكبير كلاوديو تافاريل ويقود منتخب السامبا نحو الفوز. تبرير صاحب الهدف لم يتأخر كثيرا، حيث قال بعد المباراة «مارادونا أحرز هدفا في كأس العالم بيده ولم يقل له أحد شيئا».

راؤول غونزاليس، في مرمى ليدز يونايتد: النادي الملكي أمام ليدز يونايتد الإنجليزي في الجولة الخامسة من الدور الثاني لبطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2001/2002 في مباراة حاسمة على صدارة المجموعة. الإنجليز متقدمون بهدف في قلب ملعب سانتياغو برنابيو، قبل أن يتعادل راؤول بهدف بيده قرب المرمى. ونفى نجم الريال في البداية إحرازه هدفا غير شرعي، وفي صبيحة يوم المباراة اعترف بارتكاب خطأ غير متعمد. وفي خطوة غير مسبوقة، عاقبه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالإيقاف مباراة لارتكابه «سلوكا واضحا منافيا للرياضة». سرخيو أغويرو في مرمى ريكرياتيفو: أتلتيكو مدريد يستضيف ريكرياتيفو ويلفا في ملعب فيسنتي كالديرون في الدوري الإسباني موسم 2006/2007. وفي الدقيقة 77 والنتيجة التعادل 1/1، ارتفعت ضربة ركنية من ناحية اليمين لمسها فرناندو توريس برأسه لكن الكرة تسير في طريقها إلى الخارج بجوار القائم الأيسر قبل أن يضعها الأرجنتيني أغويرو بقبضته داخل المرمى ليفوز فريقه 2/1. وقال مهاجم التانغو الواعد «انتبهت إلى أنني لو حاولت متابعة الكرة برأسي لاصطدمت بأحد القائمين، لذا حاولت اللحاق بالكرة قدر استطاعتي». تييري هنري في مرمى أيرلندا: حلم التأهل إلى كأس العالم يواصل الابتعاد عن فرنسا، فهي تتأخر في باريس بهدف أمام أيرلندا وهي النتيجة التي تقود إلى لعب ضربات ترجيح. وفي الدقيقة 103 من الوقت الإضافي يوقف تييري هنري الكرة بيده اليسرى ويمرر الكرة لجالاس لتتعادل فرنسا وتخوض كأس العالم ويقول مهاجم برشلونة «كانت الكرة لمسة يد، لكنني لست الحكم. الأمر الأكثر أهمية هو أننا سنشارك في كأس العالم. أما صحيفة «ليكيب» الفرنسية فجاء عنوانها أمس «يد الله».