توليدو لـ «الشرق الأوسط»: الإصابات والتوقفات أحبطتا الأهلي.. ولقب الهداف لا يهمني

المهاجم الأرجنتيني قال إن وصفه بلاعب الصندوق وقليل المهارات لا يزعجه

TT

علّق الأهلاويون آمالا كبيرة على المهاجم الأرجنتيني خافيير توليدو عند التعاقد معه هذا الموسم لدعم هجوم فريقهم الكروي الأول، وجاء اختياره بعد مفاضلة مع عدد من المهاجمين وبتأييد من مدرب الفريق السابق مواطنه غوستافو ألفارو، وتَمكّن توليدو من وضع بصمته رغم ما يعانيه الفريق من ظروف. توليدو تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تجربته مع الأهلي خلال الفترة الوجيزة السابقة، وكشف أسباب تراجع أداء الفريق رغم الإعداد القوي وعودته مرة أخرى إلى نغمة الانتصارات، والأثر الذي تركه مغادرة مواطنه ألفارو، كاشفا عن آماله شخصيا مع الفريق وما يربطه بجماهير الأهلي التي وصفها بالعاشقة لفريقها ولا تختلف كثيرا عن جماهيرية أكبر الأندية في بلاده الأرجنتين، متطرقا إلى ما لفت انتباهه في المنافسات السعودية.

* بدأتم بقوة ثم انخفض الأداء ثم عدتم إلى نغمة الانتصارات، ما الأسباب؟

- صحيح كانت بدايتنا موفقة ونجحنا في حصد عدد من الانتصارات الهامة لكل فريق يبحث عن المنافسة، ومن وجهة نظري أن هناك عدة عوامل أسهمت في هذا الأمر رغم إعدادنا القوي من خلال معسكر خارجي في ألمانيا لعبنا من خلاله عددا من المباريات القوية ووصلنا إلى درجة انسجام أعتقد أنها جيدة كان من المفترض أن تزيد مع الدخول في المباريات الرسمية والتي تعتبر المقياس لأي فريق، لكن للأسف تعرض الفريق لإصابة عدد من أهم عناصره منذ بداية المسابقة، بالإضافة إلى كثرة توقيفات المسابقة، وهو أمر مؤثر من حيث البقاء في أجواء المباريات لجميع اللاعبين، والأمر الأهم أن اللاعبين لم يستطيعوا تنفيذ ما كان يهدف إليه المدرب ألفارو خلال التدريبات وتطبيقه في أثناء المباريات.

* هل أثر اعتذار ألفارو عن عدم إكمال المهمة على أداء الفريق؟

- ما أثر على الفريق فعلا هو تغيير التكتيكات من مدرب إلى آخر، ونحن كلاعبين نسعى لتطبيق كل ما يطلبه منا الجهاز المشرف داخل الملعب، أما اعتذار ألفارو عن عدم الاستمرار مع الفريق فهذا الأمر يعود إليه نتيجة لظروفه الأسرية، وأنا من جهتي أسعى لخدمة الفريق بكل ما أملك من جهد وخبرة فأنا لاعب محترف أعرف واجباتي جيدا خارج وداخل الملعب لكن الجميع يعلم أن ألفارو اسم كبير في عالم التدريب في الأرجنتين وكان وداع لاعبي الأهلي له مؤثرا في آخر تدريب.

* كيف وجدت تعامل لاعبي الأهلي خلال الفترة الماضية؟

- رائعين جدا، ونعمل كلنا كفريق وكتلة واحدة للوصول إلى مراكز متقدمة والمنافسة على البطولات. صحيح أن الفريق خسر عددا من النقاط التي أبعدتنا كثيرا عن المنافسة عن صدارة الدوري لكننا قادرون على تحسين صورة الفريق في المباريات والبطولات المقبلة والتقدم في سلم الترتيب، وأعتقد أن فوزنا في الجولتين الأخيرتين دليل على أن الفريق يتحسن على صعيد الترتيب وكذلك على الصعيد الفني وهذا هو الأهم في نظري.

* سجلت 8 أهداف في المسابقة ثم توقفت رغم بحث الأهلي عن الأهداف.

- لقب الهداف لا يهمني بقدر حرصي أن يكسب الأهلي أي مباراة والاستمرار في ذلك لجمع أكبر عدد من النقاط، صحيح أن مسؤولي الأهلي تعاقدوا معي من أجل مساعدة الفريق من خلال تسجيل الأهداف لكن هذا لا يمنع أن أسهم في تسجيل أي لاعب لهدف يحقق للفريق الانتصار كتتويج للجهد، وهو ما نبحث عنه كلاعبين.

* قدمت أداءات متذبذبة: في بداية مشاركتك كانت جيدة ثم تراجع أداؤك والآن بدأت في العودة، تُرى ما الأسباب؟

- أي لاعب يتعرض لهبوط في أدائه خلال بعض الفترات، وهو أمر له عدة أسباب، وفي ما يخصني فإن سبب انخفاض أدائي يعود إلى كثرة التوقفات في مسابقة الدوري، بالإضافة إلى بعدي عن المشاركة في مباريات عدة للأهلي مثل مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد وعدم الاستقرار على تشكيل معين في المباريات الماضية لكنني أجد نفسي قادر على العودة للمستوى الذي يُرضي مسؤولي الفريق ويسعد جماهير الأهلي من خلال المثابرة في التدريبات وكثرة المشاركة في المباريات، وسأترك الحكم لكم في المباريات القادمة.

* طالبَت جماهير الأهلي بتمديد فترة بقائك، ما تعليقك؟

- جماهير الأهلي قبل كل شيء عاشقة لفريقها ولا تختلف كثيرا عن جماهير أكبر الأندية الأرجنتينية وتحرص على دعمها الكبير من خلال المباريات ومساندة اللاعبين، ومن جهتي أحرص على إرضاء الجميع وتحقيق الإنجازات للفريق، فهو الأمر الوحيد الذي يرضيني ويسعد محبي النادي ويجعل توليدو مطلوبا كلاعب محترف في الفريق، وبقائي مرهون بمساعدة الفريق للأفضل، فعقدي الاحترافي مع الأهلي لمدة موسم قابل للتجديد والأفضلية للنادي الأهلي، فجماهيره غمرتني بحبها وسأسعى لإسعادها بكل ما أملك.

* ماذا ينقص الأهلي حتى يكون قادرا على المنافسة بقوة؟

- يجب أن يضع محبو الأهلي في الاعتبار أن معدل أعمار لاعبي الفريق بين 22 و23 سنة، والفريق يملك لاعبين شبابا كثرا، ويحتاج إلى مزيد من الخبرة ويملك الفريق إمكانيات فنية كبيرة تحتاج المزيد من الجهد والصقل، وأعتقد أن الفريق قادر على المنافسة بعناصر قادرة على خدمة الأهلي لعشر سنوات قادمة.

* أطلق عليك من بعض النقاد «لاعب الصندوق» الذي لا يمتلك المهارة.

- حسنا، هذا وصف لا يزعجني، فأنا أسعى لتسجيل الأهداف، أما من ناحية عدم امتلاكي المهارة فالملعب هو الحكم وأنا لاعب كرة قدم ودائما أسعى لتنفيذ كل ما يطلبه مني الجهاز الفني سواء بالتحرك خارج الصندوق أو غيرها من المهام الفنية داخل الملعب لكن ليعلم الجميع أنني أسعد بتسجيل الأهداف وأعشق هز الشباك منذ الصغر ونجحت أن أسجل في آخر فريق لعبت له في الأرجنتين 18 هدفا خلال موسم واحد، وهي نسبة جيدة وضعتني على قائمة الهدافين.

* كيف وجدت تعامل إدارة النادي الأهلي؟

- تعامل راق سواء من جهاز مشرف ممثل في شخص الأمير فهد بن خالد وإدارة النادي ممثل في رئيس النادي عبد العزيز العنقري وباقي أعضاء الجهاز الإداري المؤلف من أناس مخلصين ومحبين للنادي كغرم العمري وخالد بدرة الذي عرفت أنه سبق له اللعب للفريق في فترة سابقة، وحقق إنجازات كبيرة وله مكانة كبيرة لدي محبي الأهلي، لكن هناك شخصية لا يمكن أن أتحدث عنها ببساطة، الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الذي يبهرني بكلامه كرجل خبير ورياضي من طراز نادر وله تأثير كبير على عناصر الفريق، لكن الذي أحب أن أشير إليه هو العمل المنظم الذي يقوم به للفئات السنية وأكاديمية النادي التي لا نجد لها مثيل في دول أخرى وسيكون مردودها كبيرا ومميزا للكرة السعودية عموما وليس الأهلي فقط، من إخراج لاعبين مؤهلين فنيا وعلميا، فوجودي بالقرب من النادي منحني فرصة مشاهدة العمل الاحترافي الكبير الذي يقوم به الأمير خالد بن عبد الله.

* هل وجدت صعوبة في التأقلم مع أجواء جدة؟ - على العكس، فمحافظة جدة رائعة وجميلة وأناسها طيبون والشعب السعودي ودود، وقبل حضوري إلى هنا أخذت معلومات كاملة عن السعودية ومدينة جدة خصوصا، ووجود عدد من أبناء جلدتي الممثل في الجهاز الفني وزميلي سباستيان سهّل على كثيرا من الأمور في اندماجي مع المجتمع ولكن أحب أن أشير إلى أمر أذهلني هو أن نجم الأرجنتين السابق ومدربها الحالي مارادونا قد سبقت له زيارة جدة بدعوة من النادي الأهلي وشارك معه في مباراة خلال احتفالات خاصة بالنادي عام 1987 وهو في قمة نجوميته بعد أن قاد الأرجنتين لتحقيق كأس العالم عام 1986 بالمكسيك، وهو دليل على ما يحمله النادي الأهلي من تاريخ رياضي ومكانة كبيرة، فقد سبق أن زاره وشارك في صفوفه نجوم عالميون كبار على فترات زمنية مختلفة.

* كيف وجدت المنافسة السعودية بعد انقضاء الدور الأول من مسابقة الدوري؟

- في الحقيقة منافسة قوية وشرسة بين أنديته، وبدأت منذ انطلاق المسابقة مبكرا واستمرت حتى هذه الجولات، وأعتقد أنها ستستمر حتى جولات متأخرة من المسابقة، وأتوقع أن يكون التنافس قويا في الجولات القادمة لحرص الفرق على احتلال مراكز الصدارة وكذلك هروب أخرى من مراكز المؤخرة.

* بعد انقضاء الدور الأول لمسابقة الدوري، في رأيك مَا الفريق المميز والأقرب إلى تحقيق اللقب؟

- من خلال مشاهدتي لفرق الدوري خلال الفترة الماضية أرى أن الهلال هو من أكثر الفرق تميزا ونجمه ساطع نحو المنافسة حتى الآن، فهو يملك لاعبين مميزين يملكون خبرة كبيرة وكذلك عناصر أجنبية مميزة وجهازا فنيا معروفا، وهو يقدم مستوى ثابتا طوال الجولات الماضية، وأعتقد أنه أقرب الفرق إلى تحقيق اللقب إذا ما استمر على العطاء الذي يقدمه حتى اللحظة.

* هل تود قول شيء في النهاية؟

- أحب أن أشكركم على هذه الاستضافة في صحيفتكم وأطالب محبي الأهلي بمواصلة دعمهم للاعبين من خلال المباريات المقبلة، وأعدهم ببذل جهدنا لإسعادهم وليثقوا أن هناك أناسا يعملون باجتهاد لإعلاء اسم الأهلي في جميع المشاركات التي تنتظر الفريق الكروي، وأشكر كذلك الجماهير الأهلاوية على مشاعرها الجميلة تجاه توليدو رغم وجودي لفترة قصيرة، مما أشعرني بأنني موجود في الأهلي منذ فترة طويلة.