فيرارا يأبى ترك سفينة يوفنتوس الغارقة

الهزائم تتوالى.. والجماهير على وشك الانفجار.. والإدارة ما زالت متمسكة به

TT

«وقت ضائع، وأيام رياح، رياح تشير للزمن مع الأجراس». إنها كلمات أغنية لسيرجو كاماريري، المطرب المفضل لتشيرو فيرارا. وهي تلخص الفترة التي يمر بها فيرارا ونادي اليوفي، أو القبطان وسفينته التي تمر بعاصفة هوجاء. إنه الوقت الذي لم يكفِ لتكوين فريق قوي في بضعة أشهر والوقت الحالك بالنسبة للاعبين البرازيليين الذين تكلفوا 50 مليون يورو والذين ما زالوا خارج عالم اليوفي في الأداء والتصرفات.

لقد وضح الجو البارد الذي خيم على الاستاد الأولمبي الأحد الماضي أن صبر جماهير يوفنتوس قد نفد، لكن صبر مسؤولي النادي لم ينفد بعد. فرغم تحقيق الفريق لأسوأ نتائجه في السنوات الأخيرة بخسارة خمس مباريات متتالية في بطولة الدوري ودوري أبطال أوروبا لم يتعرض المدير الفني لأي حساب. لكن تقديمه لاستقالته قد يحظى بقبول من النادي الذي يبحث منذ عدة أيام عن بديله جوس هيدينك رغم نفيه لذلك مع أنه شوهد خلال الأسبوع الماضي في ميلانو. واليوم تعود إلى الأذهان كلمات فيرارا التي قالها عند توليه تدريب الفريق خلفا لرانييري: «سأطلب من اللاعبين حصد 7 نقاط في مباراتين وإذا حققوا 6 نقاط فقط فلا بأس». فهل سيطلب منهم ذلك بعد فترة التوقف وهل سيكون فيرارا هو قائد فريق اليوفي؟ لقد صرح فيرارا قائلا: «إنني بحار، ولا أترك أبدا السفينة وسط العاصفة. إن فكرة الاستقالة لم تراودني قط». والأفضل التوقف هنا لأن عبارته تذكر بالعبارة التقليدية: «القبطان يغادر السفينة الغارقة». إن المقارنة بين اليوفي الحالي واليوفي بقيادة رانييري، ست نقاط أقل و28 هدفا دخلت مرمى اليوفي الحالي مقابل 16 تحت قيادة رانييري، تثبت أن اليوفي يغرق بالفعل. وقد صرح فيرارا: «يعجبني الإبحار لكنني لا أترك السفينة. هناك مشكلات ويجب أن نعمل بجد ومعا من أجل حلها».

ويعدد فيرارا مشكلات الفريق: الدفع بدييغو وميلو، الهجوم الغائب عن التهديف، غياب التحرك بدون كرة، إلخ. ومع الهزيمة أمام بايرن ميونيخ والخروج من دوري الأبطال يواجه الفريق موقفا عصيبا يجب حله في أسرع وقت ممكن بعد فترة التوقف.

«ربما كان الفريق ليستفيد من العودة للملاعب غدا بدلا من التوقف. وقد يكون الابتعاد عن مشكلات الفريق لبضعة أيام مع العائلة مفيدا للجميع، لكن من الصعب أن يتمتع الفريق بالهدوء النفسي في ظل هذا الوضع السيئ». إن فيرارا يجب أن يكون مدربا وطبيبا نفسيا، للاعبين البرازيليين الثلاثة وأيضا للقائد ديل بييرو. وصرح فيرارا حول ذلك قائلا: «سأتحدث مع ميلو مباشرة، لكن الذنب يقع على الجميع وأنا من بينهم. لو أن هناك سببا لهذه الحالة لقمنا بحله، لكنها أشياء كثيرة معا. سنعمل من أجل إسعاد جماهيرنا ونادينا مع العام الجديد. إنني هنا من أجل الوصول بالسفينة لبر الأمان. وما ينقصنا هو طمأنينة النتائج الجيدة والفوز». وربما يحمل المستقبل السعادة لليوفي.

لقد بدأ الشعر الأبيض يظهر في رأس جان كلود بلان والسبب في ذلك هو نادي اليوفنتوس، بما حققه من نتائج طوال ثلاث سنوات: فقد صعد الفريق في السنة الأولى إلى دوري الدرجة الأولى وتأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الثانية وتوقفت الإنجازات عند هذا الحد، بل إن الإنجاز الوحيد الذي حققه النادي منذ تولي بلان رئاسة النادي هو الفوز على الإنتر. فقد خرج الفريق من بطولة أوروبا وحقق نتائج هزيلة في الدوري المحلي كان آخرها أمام متذيل جدول الدوري، وقد ظهرت خيبة الأمل واضحة على وجه بلان الأحد الماضي، وأخذ يردد أمام الكاميرات: «يجب أن نبذل المزيد من الجهد».

وهناك شيء آخر يدور في رأس بلان. فالفريق يبدو بحالة سيئة ولا يستجيب لأي محفزات ولا حتى للمدير الفني الذي يداوم بلان على تجديد الثقة به، ربما لعدم وجود بديل له وليس لقناعته به. إن بلان يغامر بسمعته بإبقائه على فيرارا وهو يعرف ذلك: فجماهير النادي على وشك الانفجار بعد 6 هزائم متتالية، وبلان لا يقدم سوى حل واحد: «بذل المزيد من الجهد» وينصح بالاستمرار على نفس المنوال: «إن سياستنا لن تتغير، وتبقى ثقتنا في فيرارا لأنني أشاهد كل يوم كيف يعمل وأعرف أن العمل في النهاية يجلب النجاح. سنستغل فترة التوقف في التفكير بالانتقادات والمشكلات ولننظر إلى عيوبنا ولنبدأ العام الجديد ونغير ذلك الوضع. إنني أؤمن بذلك لأنني ما زلت مقتنعا بإمكانيات الفريق ولهذا لن نعقد صفقات شراء في شهر يناير (كانون الثاني). لقد سمعت ما تقوله الجماهير وأتفهم اعتراضهم: فنحن أيضا نشعر بخيبة أمل كبيرة وبالغضب والقلق بسبب النتائج. لكن ثقتي مبعثها هو إدراكي لقدرات اللاعبين: لقد قدم ميلو ودييغو في الأعوام الأخيرة مستوى أفضل مما قدموه في المباريات الأخيرة».

إن بلان يؤكد في تصريحاته على مفاهيم القدرات والعمل والاتحاد والتماسك في صفوف الفريق، رغم أن الفريق لم يظهر شيئا من هذا خلال الأسبوع الماضي. وقد صرح فيرارا بأن «فترة التوقف ربما تأتي في الوقت المناسب هذه المرة» من أجل استعادة الفريق لقدراته التي «أؤكد على وجودها، فقد أظهر الجميع خلال الصيف الماضي أننا كوننا فريقا قويا، وبالتالي يجب علينا فقط أن نجعله يلعب بشكل أفضل». إن هذا هو واجب المدرب.. «لا تسيئوا فهمي: إنني أقول ببساطة إن الفريق يحتاج لإظهار قدراته». لكن الاعتراض لم يتغير ومن المحتمل أن يستمع إليه بلان في وقت لاحق من مجلس الإدارة: وكل ما سيتمكن بلان من تقديمه هو دعم بيتيغا.

لقد عاد فريق كاتانيا من الاستاد الأولمبي بثلاث نقاط ثمينة، وكان لاعبان كفيلين بإظهار إنجاز الفريق: فقد حقق فريق كاتانيا الفوز الثاني له هذا الموسم وجاء أيضا في تورينو بعد الفوز الأول قبل 47 يوما.

«إن الفوز يساوي ثلاث نقاط لكن قيمته المعنوية أكبر بكثير من ذلك - على حد وصف ميهالوفيتش مدرب كاتانيا. ولو أنني أمتلك الخيار بين الفوز الأسبوع الماضي على ليفورنو والفوز في تورينو لما راودني الشك، رغم أنني مقتنع أنه كان بمقدورنا تحقيق الفوز على فريق ليفورنو». إن ميهالوفيتش لا يشعر بالدهشة: «لقد كنت مقتنعا أن بإمكاننا تحقيق الفوز، ونقلت هذه الثقة للاعبين طوال الأسبوع وظهرت النتيجة في الملعب. إن الفضل يعود لمجموعة اللاعبين الذين أدوا بجدية وتعاون من أجل مصلحة الفريق. وقد أصبنا اليوفي حيث سمح لنا بذلك». وهل كنت واثقا من الفوز حتى بعد تعادل اليوفي؟ «بالتأكيد. لقد قلت للاعبين بعد تعادل اليوفي أن يطمئنوا، فقد كان بوسعنا إحراز هدف آخر وبالفعل نجحنا في ذلك. واليوفي؟ «لقد رأيت فريقا خائفا، مثل فريق كاتانيا عندما توليت أنا تدريبه. فقد كان الفريق يندفع بأكمله للهجوم ولم يكن هناك أحد في الخلف للدفاع».

إن المدرب الصربي يحب استخدام الشعارات: «كلما ازدادت قوة المنافس زادت قيمة فوزنا. إنني لا أستسلم أبدا حتى عند مواجهة فرق أقوى من فريقي. لقد كنت واثقا دائما من الفوز، واليوم أدرك لاعبو فريقي ذلك». والآن يرغب سينيزا في العودة فورا إلى العمل: «إننا الآن أكثر ثقة من ذي قبل: وسنقضي عطلة أعياد الميلاد في هدوء، وسنعود يوم 28 بنفس الثقة، لأن الفوز في تورينو يجب أن يصبح نقطة انطلاق لنا. إن فريق كاتانيا يصنع 5 أو 6 فرص لكنه يجد صعوبة في التسجيل؛ وبالتالي يعتمد الأمر بدرجة كبيرة على التدريبات. لقد تدربنا كثيرة على النواحي الهجومية، علاوة على إغلاق المساحات في الدفاع: لأن من المهم التسديد على المرمي والثقة في التسجيل. إن كل شيء يبدأ دائما من تفكير اللاعبين». وبالتالي: «وبالتالي سنستمر على هذا المنوال: فلدينا 21 مباراة متبقية، وبالتالي ستمثل كل مباراة لنا نهائي بطولة». وماذا عن الـ150 مشجعا الذين ذهبوا إلى تورينو؟ «إنني أهدي الفوز لهم أيضا. ليس من السهل السفر من كاتانيا في درجة حرارة 22 والوصول لتورينو بدرجة حرارة 8 تحت الصفر». ووجه ميهالوفيتش آخر أفكاره لصديقه مانشيني: «لم أتحدث معه بعد، لكنني أتمنى له حظا طيبا».