بوابة النصر تستقبل وتودع 14 اسما تدريبيا خلال المواسم الخمسة الماضية فقط

سجل الوضع الأغرب بين أقرانه محليا وعالميا بمعدل 2.8 مدرب في الموسم الواحد

TT

سجل نادي النصر خلال الخمسة مواسم الماضية رقما قياسيا في التعاقد مع أسماء تدريبية لفريقه الكروي، وخلال تلك الأعوام القليلة أتمت إداراته المختلفة التعاقد مع 14 مدربا، أي بمعدل 2.8 مدرب خلال الموسم الواحد، وهو رقم مذهل إن أدركنا المدة الزمنية التي يحتاجها أي مدرب للتعرف على العناصر المتوفرة لديه قبل أن يفرض نهجه التدريبي عليهم، وهي في أسوأ الظروف لن تقل عن موسم كامل ولن تتجاوز الموسمين، وتبقى إدارة الأمير ممدوح بن عبد الرحمن الأكثر صبرا، كما كشفت الأرقام، على بقاء مدرب فريقها الكروي ولموسم رياضي بأكمله، وكشف تقرير «الشرق الأوسط» في هذا الشأن الكثير من الأرقام المذهلة التي وضعت النصر كأحد أغرب الأندية، وربما على مستوى العالم، في استقطاب المدربين وتسريحهم في أوقات قياسية خلال فترة زمنية لم تتخط الخمس سنوات، دون أن يتضمن التقرير ذاته الموسم الحالي والذي يبدو أنه يسير على خطى سابقه في ظل الأنباء المتسربة بقوة عن تسريح المدرب الحالي الأورغواني خورخي داسيلفا ليلحق بسابقيه.

الموسم الأول: عدد المدربين: 1 عدد الرؤساء: 1 البطولات: صفر شهد موسم 2004 - 2005 تكليف الأمير ممدوح بن عبد الرحمن كرئيس لمدة عام بعد وفاة الرئيس السابق عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله)، وتعاقدت إدارة النصر مع البلغاري ديمتار ديمتروف، ويعد هو المدرب الوحيد خلال الأربعة مواسم الأخيرة الذي استمر مع الفريق لموسم كامل انتهى بآخر مباراة خاضها الفريق أمام الاتحاد في جدة وخسرها بستة أهداف دون مقابل، وكان الفريق قد لعب طيلة ذلك الموسم دون عناصر أجنبية بعد قضية اللاعب البرازيلي كاريوكا.

الموسم الثاني: عدد المدربين:3 عدد الرؤساء 3 البطولات: صفر في موسم 2005 - 2006 تم تكليف الأمير سعد بن فيصل برئاسة النادي لمدة عام، وتم التعاقد مع البرتغالي ماريانو في الخامس عشر من أغسطس (آب) 2005، قبل أن يتقدم الرئيس المكلف الأمير سعد بن فيصل باستقالته ليعيّن نائبه فهد المشيقح رئيسا بالتكليف قبل أن يستقيل هو الآخر ويتسلم المهمة الأمير فيصل بن عبد الرحمن إلى نهاية الموسم الماضي.

وتمت إقالة المدرب البرتغالي ماريانو بعد النتائج المخيبة للآمال وتم التعاقد مع المدرب السعودي خالد القروني، وأجبرت مشاكل الفريق الداخلية والخارجية الأخير على الرحيل ليكمل المدرب السعودي يوسف خميس المهمة وليكون المدرب الثالث في ذلك الموسم حتى نهايته منهيا مهمته المؤقتة قبل أن يقدم تقريرا شاملا عن اللاعبين واحتياجات الفريق للموسم الجديد، ليشهد هذا الموسم ثلاثة مدربين وثلاثة رؤساء للنصر. الموسم الثالث: عدد المدربين: 4 استمرار الرئيس البطولات: صفر واصل الأمير فيصل بن عبد الرحمن رئاسته في موسم 2006 - 2007 وتم التعاقد مع البرتغالي جورج آرثر لمدة 3 سنوات، وأقيل بعد مباراتين فقط خاضهما الفريق، الأولى أمام الوحدة وانتهت بالتعادل 2/2 والثانية انتهت بخسارة قاسية أمام الفيصلي 4/1 وهو الفريق الصاعد حديثا لدوري الأضواء، ليعود النصر إلى يوسف خميس ليكمل مشوار البرتغالي، واستمر خميس لشهرين وأقيل بعد خسارة أخرى قاسية من الأهلي 3/0 في الرياض.

وتمت الاستعانة بمدرب فريق درجة الشباب بالنصر، الأرجنتيني هايبكر ليكون البديل الثاني والمدرب الثالث في الموسم، أعيد بعدها هايبكر للفئات السنية بعد أن تمت الاستعانة بالمدرب البرازيلي باتريسيو كمدرب رابع أكمل مهمته إلى نهاية الموسم بإنقاذ النصر من الهبوط إلى مصاف الدرجة الأولى.

الموسم الرابع: عدد المدربين: 3 استمرار الرئيس البطولات: 1 في موسم 2007 - 2008 تعاقد الأمير فيصل بن عبد الرحمن الذي استمر في رئاسة النادي، مع المدرب الهولندي فوكي بوي في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) 2007، وكان فوكي بوي ضمن قائمة أفضل ثلاثة مدربين هولنديين خلال الأعوام الثلاثة التي سبقت التعاقد معه، بجانب كويمان وهيدنيك، ويعد أفضل مدرب في تاريخ نادي اوتريخت ونال لقب أفضل مدرب في الدوري الهولندي 2006 - 2007.

واستقال فوكي بوي وسلمت المهمة لمساعده ومواطنه فان دايك في مباراة واحدة كانت أمام الاتفاق وانتهت بفوز النصر 4/1، بعدها تمت الاستعانة بالأرجنتيني دانيال أساد إلى نهاية الموسم، وحقق مع الفريق لقب مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، ولتكون الحصيلة النهائية 3 مدربين.

الموسم الخامس: عدد المدربين: 3 استمرار الرئيس البطولات: صفر تعاقد الأمير فيصل بن عبد الرحمن في موسم 2008 - 2009 مع المدرب الكرواتي رادان، وبعد نهائي بطولة الخليج التي خسرها الفريق أمام الأهلي، تمت إقالته وتسلم مدرب درجة الشباب ادجار المهمة لمدة شهرين حتى تم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ادقاردوا باوزا الذي اعتذر عن مواصلة المشوار بنهاية الموسم الماضي، ولتكون الحصيلة في هذا الموسم 3 مدربين أيضا.

يذكر أن مانشستر يونايتد الإنجليزي ومنذ عام 1986 أي طوال 24 سنة، أبقى الأمور الفنية في يد مدرب وحيد هو الاسكوتلندي اليكس فيرغسون، بينما بقي الفرنسي آرسن فينغر مدربا لآرسنال الانجليزي طوال 13 عاما وما زال في منصبه، ويبقى الرقم القياسي العالمي للمدرب الفرنسي العجوز جي رو الذي درب أوكسير الفرنسي ثلاثا وأربعين سنة ليعتزل المهنة عام 2004، وبالعودة إلى النصر يتساءل المتابع عن سر غياب الاستقرار على اسم تدريبي واحد لأكثر من موسم، بل أحيانا لأكثر من مباراتين، وهل المشكلة تتمثل في اختيار المدرب الكفء للفريق، أم المشاكل الإدارية في الفريق وعدم الاحترافية في التعامل مع المدربين، أم الاثنين معا؟ وبحثا عن إجابة شافية، توجهت «الشرق الأوسط» لأحد الأسماء التدريبية التي عايشت هذه الفترة في النصر، وهو المدرب السعودي خالد القروني الذي بدأ بتأكيد أن الإدارة هي من ترسم الخطط، وتابع «خلال الفترة التي قضيتها في النصر تناوب ثلاثة على رئاسة مجلس إدارة النادي، فكيف يستقر الوضع التدريبي في الفريق؟ وإذا تمت إقالة المدرب، من سيقيم عمله الفني؟ من المفترض أن يكون هناك شخص أو مجموعة أشخاص يفقهون في العمل الفني، وهنا بصورة عامة تبقى النتائج لها دور كبير، بجانب تأثير الجمهور والإعلام، فالفريق قد يحتاج لغربلة ولتغيير، والبناء يحتاج لوقت والإدارات ليس لديها الصبر بسبب ضغوط الإعلام وأعضاء الشرف والجماهير، وبصفة عامة فالإدارات غالبا ما تبحث عن النتائج الوقتية دون وضع استراتيجية في العمل وهدف ومراقبة عمل المدرب وما إذا كان يناسب الفريق وتطلعاته»، وأضاف القروني «لا مانع من إبعاد المدرب بغض النظر عن النتائج، فقد تكون جيدة ولكن عمله الفني غير جيد، وأحيانا ينافس الفريق على الهبوط ونتائجه مخيبة ولكن عمل المدرب ممتاز والاستمرارية هي التي تجلب الفارق في المستويات بشكل عام»، وأكد أن القريب من النادي والخبير فنيا ويتابع المدرب هو من يعلم إذا ما كان المدرب مناسبا أم لا، وإن كان يجب الاستغناء عنه ولماذا ؟وهل تم الحديث مع المدرب بخصوص أخطائه؟ وهل استقطاب بديل هو الأفضل أم أن بقاءه هو الأجدى؟»، واختتم القروني حديثه بتأكيد أن «اختيار المدرب لا بد أن يرتكز على أسس، فكل مدرب له مرحلته، هناك مدرب بناء وتطوير وهناك مدرب لإحراز البطولات، ولا يشترط أن أتعاقد مع مدرب لمجرد التعاقد بل يجب أن يُختار لكفاءته ولقدرته على التوافق مع الفريق وأن يكون هناك تأنٍ في الاختيار أيضا حتى يستمر مع الفريق ويتحقق الاستقرار» من جهته، علق المدرب المحلي ولاعب النصر السابق علي كميخ، على التغيير كظاهرة عامة في الأندية وفي النصر خاصة، كما تحدث عن الفترة السابقة والحالية للفريق وماذا يحتاج مستقبلا، حيث قال «مرحلة البناء ومن ثم عودة الأمجاد تتطلب الجهد والعمل المضاعف، واختيار المدرب يعد جزءا كبيرا من النجاح، ويجب أن يتم بتأن حتى نستطيع الحصول على المدرب المناسب للفريق»، وتابع «انتدابات اللاعبين الجدد وكثرة التغيير في المدربين ألقت بظلالها على لاعبي النصر، فكل مدرب له نهجه ووجهة نظره الخاصة، وعملية البناء والتجديد أثرت على النصر، وهذا الموسم تحديدا لم يبق من العناصر السابقة سوى سعد الحارثي تقريبا، بينما تغير اللاعبون والمدربون والأجانب وهذا ما شتت الفريق»، لافتا إلى أن أحد أهم المشاكل في النصر تتمثل في «عدم الاستقرار الإداري إضافةً إلى أن كل إدارة تأتي تبحث عن التجديد ولا تبحث عن إكمال العمل الذي قامت به سابقتها، وتفضل أن تبدأ من الصفر بالبحث عن مدرب جديد، ولا ننسى أن النتائج أيضا لم تساعد الفريق ولم تخدمه»، وتطرق كميخ للحديث عن الفريق في الفترتين الحالية والقادمة «الرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي تصرف جيدا بالوقوف مع الجميع وأعطى الثقة للاعبين والمدرب والجهاز الإداري حتى يجد الكل فرصة تصحيح الأخطاء، وإذا تم ترشيحه للمرحلة القادمة بجانب الدعم الجماهيري والشرفي سيكون مستقبل النصر مشرقا، ورغم ظروف الفريق في هذه المرحلة فإن النصر لا يخسر إلا بصعوبة وهذا بحد ذاته شيء مميز، وعلى إدارة النادي أن تهتم بتطوير أداء اللاعبين الشباب وتزج بهم وحينها سيصفق الجمهور حتى لو خسر الفريق»، وأشار إلى أن «سلمان القريني خبرة إدارية وإضافة للنصر ولكنه يحتاج لمشرف يخفف الضغط الإعلامي عنه، فالفريق الأول في ناد جماهيري وكبير مثل النصر يحتاج لجهد كبير وعمل جبار، والتنظيم الجديد في النصر بفصل القطاع السني أراح القريني كثيرا للتركيز على الفريق الأول»، وأوضح كميخ أنه مع استمرار المدرب داسيلفا مع الفريق لعدم توفر الوقت الملائم لخطوة تغيير، والثقة هي المطلوبة في هذا الوقت ويجب أن يكون هناك تدخل إداري لجلب لاعب أو لاعبين أجنبيين على مستوى عال، وسيسير الفريق بشكل جيد، دون أن ننسى أهمية منح فرصة أكبر للشباب»، وأردف «داسيلفا يحتاج لمساعد مدرب وطني مثل توفيق المقرن أو إبراهيم العيسى أو بندر العمران أو صالح المطلق، فمساعد المدرب الوطني قد يوصل أفكار الإداريين إلى المدرب وهذا أفضل من التوجيهات الإدارية المباشرة للمدرب، فبعض المدربين لا يحب تلقي الآراء من الإداريين»، وأضاف «النصر يحتاج أيضا لأبنائه أمثال ماجد عبد الله ويوسف خميس وغيرهم من المجتهدين ليدعموا النادي بالحلول الفنية مع منحهم رواتب مجزية نظير جهدهم وتفرغهم»، وتابع «يفترض أيضا على القريني بحكم خبرته أن يتحدث مع المدرب لفرض تدريبات خاصة لتطوير اللاعبين الأساسيين والشباب، فالمدرب السابق الشهير بروشتش فرض تدريبات خاصة لماجد عبد الله حتى أصبح أبرز لاعب في آسيا في الكرات العرضية والفردية رغم أن الملاعب كانت محدودة، والهولندي فوكي بوي من المدربين القلائل الذين حضروا لتطوير اللاعب السعودي وتطوير قدراته»، مختتما «أنا مع تقسيم التدريبات إلى ثلاثة أقسام: إحماء وتدريبات جماعية وتدريبات خاصة لتطوير النواقص لدى الأساسيين على الأقل، وهذا ما يحتاجه النصر وأيضا الأندية الأخرى، فالنصر يملك لاعبين شبانا يحتاجون لمدرب يفرض عليهم تدريبات خاصة لتطوير أدائهم، فمثلا لاعب درجة الشباب ناصر السبيعي لو نال فرصة اللعب بجانب إبراهيم غالب سيكون خالد عزيز آخر، وأنا أراهن على ذلك».

من جهته، أيد المدرب الوطني ولاعب النصر السابق صالح المطلق تغيير المدربين، مشترطا ذلك بعدم جدوى المدرب فنيا، وقال «ليس من المعقول الإصرار على بقائه بغرض إثبات الاستقرار، فالاستقرار يتطلب وجود توافق في جميع النواحي، واستمرار المدرب أربع أو خمس سنوات لا يعني استقرارا إذا لم يكن مدربا مميزا، وعدم كفاءة المدرب تسبب التغيير دائما»، وأضاف «نلتمس العذر أحيانا لإدارات الأندية في إقالة المدرب خاصة إن وفرت له متطلبات النجاح، والعلاقة بين الطرفين مهمة، فلا نحكم على الأمور دون معرفة أسبابها، صحيح أن هناك استفهامات كثيرة حول الإقالة ولكن من المستحيل أن تستغني الإدارة عن مدرب متميز وكفء»، وطالب المطلق بوجود مدير فني وهو نظام سيفرضه الاتحاد الآسيوي مستقبلا «الإدارات يجب أن تعمل على اختيار مدير فني يملك الخبرة والدراية الكافية، كماجد عبد الله في النصر، وتكون من صلاحيته اختيار المدرب في جميع فئات كرة القدم في النادي، ومن مهامه مناقشة المدرب ومتابعته وبقاؤه وعزله.. ما يحدث الآن أنه يتم اختيار مدرب ما بسبب تحقيقه للقب دوري أو أي بطولة أخرى، وهذا ليس مقياسا، وفي الفترة السابقة التي لعبت خلالها للنصر تم التعاقد مع البرازيلي جويل سانتانا وكان يدرب في الفئات السنية في الوصل الإماراتي ولم يحقق بطولات تذكر، وجاء للنصر وكان من أفضل المدربين، وهو ما يثبت أن الأمر ليس سجلا تدريبيا ممتازا فقط أو أن هذا المدرب إن حقق بطولات مع فريق آخر سيحقق معي بطولة، هذا غير صحيح أبدا وهذه مشكلة واضحة في منطقة الشرق الأوسط»، واختتم المطلق بتأكيد أن وضع المدرب الأوروبي واستقراره مع فريق ما يختلف باختلاف الظروف عن منطقتنا «المدرب في أوروبا يتجاوز دوره مسألة تدريب الفريق، بل هو من يختار شخصيا اللاعبين وهو من يحدد قيمتهم التعاقدية ويملك أحيانا حصته في أسهم النادي نفسه، وهذه أمور تشجعه أكثر على الاستقرار والبقاء في النادي لأطول مدة ممكنة».