طعنة السكين تقتل طموح أسطورة السكواش المصري برادة

TT

اجبرت السكين الغادرة فرعون السكواش المصري احمد برادة على الاعتزال. وجاءت الطعنة التي اصابت النجم العالمي في ابريل (نيسان) الماضي، لتقتل احلام وطموحات البطل الذي لم يبلغ من العمر 24 عاما، اذ كان برادة يحلم باعتلاء قمة لاعبي السكواش في العالم، وبات على بعد درجة واحدة من هذا الحلم بعد ان جاء ثانيا في التصنيف العالمي. فبينما كان اللاعب في طريق عودته الى منزله ليلا فوجئ بطعنة سكين في ظهره، ولم يشعر بنفسه الا وهو في المستشفى، وحاول برادة استعادة قوته وتاريخه اللامع رغم صغر سنه الا ان الطعنة كانت قوية فقطعت طريق الامل وتراجعت باللاعب وابعدته عن التصنيف، بل وحرمته من المشاركة في ابسط البطولات، الامر الذي دفعه للقرار الذي نزل على الجميع كالصاعقة وهو قرار الاعتزال لا سيما ان العمر لا يزال طويلا امامه ويستطيع ان يحصل على فترة كافية من الراحة ثم العلاج السليم ويعود للملاعب. ولكن برادة تكلم والدموع تسبقه وقال انه لم يعد يتحمل نظرات جماهيره ومحبيه تطالبه بالعودة وتستعجله في حصد البطولات.

قال برادة انه بذل مجهودا جبارا خلال الايام الماضية وطار الى المانيا وفرنسا للعلاج ولكن الطعنة اصابت فقرتين من عاموده الفقري واصبحت العودة الى الحلم غاية صعبة لانه لن يستطيع ان يلعب دون وجود حلم وطموح يدفعانه للعطاء.

اضاف برادة الذي يعد اول ناشئ مصري يفوز ببطولة العالم تحت 19 سنة، ان قرار الاعتزال ليس بالسهولة التي يتصورها البعض بل ان هذا القرار وهو في هذه السن يشبه الذبح بسكين يفوق عنف السكين التي طالته من قبل.

وارجع برادة سبب اعتزاله وهو لا يزال في سن صغيرة لعدم قدرته على استعادة مستواه السابق الذي اهله لاحتلال المركز الثاني في التصنيف العالمي للاعبي السكواش. ولا يزال برادة يعاني على الرغم من العلاج الطبيعي من آلام مبرحة في الظهر وسيطير الى فرنسا الاسبوع المقبل ليخضع لفحص جديد. وبدا واضحا ان شعور برادة بعدم القدرة على الاستمرار في تحقيق الانجازات هو الذي دفعه الى الاعتزال المفاجئ على الرغم من ان مدربيه اكدوا قدرته على استعادة مكانه في فترة ليست طويلة، لكن برادة اكد في تصريح: «اعتزل لاحتفظ بصورتي الجميلة في عيون جمهوري». واضاف «اللعب في حد ذاته متعة شخصية لكنه في البطولات لا بد ان يرتبط بالانجازات والجمهور لن يرضى ولن يقبل سوى ما عودته عليه».

وكان برادة ارتبط بجمهور السكواش المصري منذ ان بدأ اللعب اواخر الثمانينات وحصده البطولات المصرية تباعا في سن مبكرة، ثم بزغ نجمه بعد فوزه ببطولة اوروبا للناشئين في المراحل السنية 14 و16 و19 عاما، وتألق عالميا بفوزه ببطولة العالم للناشئين دون 19 عاما في الفردي والفرق.

وتوالت انتصاراته وارتبط اسمه مع بطولة الاهرام الدولية التي تعد اغلى بطولة في العالم وتقدر جوائزها بـ120 الف دولار، وقد شهدت هذه البطولة منافسة مثيرة بين برادة ونجمي اللعبة، الباكستاني الشهير جانشير خان والاسترالي بيتر نيكول.

وساهم نجاحه في احتلال المركز الثاني في التصنيف العالمي وهو انجاز غير مسبوق للاعب مصري او عربي او افريقي. ويقول برادة في هذا الصدد: «انه انجاز يشرفني رغم انني لم العب طويلا».

ولم يخف برادة حزنه لعدم مواصلة اللعب وقال «كنت اتمنى الاستمرار وتحقيق حلمي الكبير باعتلاء قائمة التصنيف العالمي لكن اصابتي حالت دون ذلك».

واكد: «اعتزل وانا مطمئن على مستقبل اللعبة في مصر بوجود عناصر جيدة ينتظرها مستقبل كبير واتمنى لهم التوفيق في بطولات العالم المقبلة». وتابع «تشهد اللعبة في مصر دعما كبيرا ليس فقط على مستوى الرجال ولكن بل على مستوى السيدات اللواتي بزغن واثبتن جدارتهن في البطولات العالمية واخرها في انجلترا الشهر الماضي». وختم برادة بانه سيتزوج بعد الاعتزال وسيتفرغ لاسرته وعائلته بعد الترحال الذي ابعده كثيرا عنها.