رغبة مورينهو في العودة إلى إنجلترا تفجر أزمة داخل الإنتر

تصريحات المدير الفني في لندن تثير حالة من الجدل في إيطاليا

TT

بدت متناقضة بعض الشيء تلك التصريحات التي أدلى بها المدير الفني للإنتر خوسيه مورينهو بشأن مستقبله مع الفريق في الأيام العشرة الأخيرة. لقد جاءت كلمات البرتغالي متباينة بشدة، حيث أكد للصحافة الإيطالية على بقائه مع الفريق حتى نهاية التعاقد المبرم بينه وبين إدارة رئيس الإنتر ماسيمو موراتي، قائلا: «ينتهي تعاقدي مع الإنتر في 2012، ولا بد من احترام هذا العقد سواء من جانبي أو من قبل الإدارة». وبعد أيام قليلة جاءت تصريحات البرتغالي في لندن على النحو التالي: «إنه تعاقد جاد بين أطراف أمينة للغاية، بيد أن بإمكاننا حله قبل أوانه». وأخيرا، تطرق مورينهو في حواره مع جريدة «الصن» الإنجليزية إلى الحديث عن عودته القريبة إلى الدوري الإنجليزي حيث قال: «سأعود إلى إنجلترا يوما ما، ولكن ليس قبل شهر يونيو (حزيران) المقبل».

قلق الإنتر جاء من تكرار مورينهو لهذه التصريحات، لقد قال: «إنني أرغب في العودة إلى إنجلترا، ولست ممن يخفون نواياهم، فقد صرحت بذلك من قبل وأكرره: يروق لي الحضور هنا». وكرر هذه العبارة 3 مرات، وهي عبارة لم تحظ بقبول رجال الإنتر.

نفس الصحيفة الإنجليزية هي التي أعلنت في السابق عن وجود مورينهو في استاد ستامفورد بريدج من أجل متابعة مباراة الدربي بين فريقي تشيلسي وفولهام، وأوضح المدرب البرتغالي أنه لم يعد يطيق البقاء في إيطاليا وأنه يحلم بالعودة إلى الدوري الإنجليزي. وعند هذه النقطة، أكثر من كونها عطلة يقضيها في لندن لدراسة منافسه القادم في بطولة دوري الأبطال (في استاد سان سيرو يوم 24 فبراير«شباط» القادم)، يبدو الظهور الإعلامي لمورينهو في استاد ستامفورد بريدج بعد 3 سنوات من رحيله عنه كمقدمة لزيارات أكثر، ربما كمنافس في الدوري الإنجليزي، فأندية ليفربول ومانشستر يونايتد، إذا قرر فيرغسون الرحيل عنه، وأيضا مانشستر سيتي، إذا فشل مانشيني في تحقيق أهدافه، مستعدة جميعها لاستقباله بالترحيب لتدريبها.

قال مورينهو: «لقد رأيت الكثير من أصدقائي القدامى، وتحدثت مع تيري هنري ولامبارد، وكان أمرا رائعا». وجاء أيضا ليكتب ملحوظاته حول منافسيه التاليين ولتقديم التهنئة، وعلق على منافسات الدوري الإنجليزي بقوله: «أعتقد أن نادي تشيلسي قادر على الفوز باللقب، ويبدو لي نادي ليفربول بالفعل خارج الحسابات، ولم يعد نادي مانشستر يونايتد كما هو بعد رحيل رونالدو، وهناك دائما شيء غير سليم في نادي أرسنال».

وقال مورينهو: «لقد حققت الفوز بلقبين في بطولة الدوري الإنجليزي وبالكأس عدة مرات في 3 سنوات، لقد كنت مدربا ناجحا هنا ومن الطبيعي أن تسعى فرق كثيرة للتعاقد معي. لقد فزت ببطولة الدوري مرتين مع نادي بورتو، وبعد ذلك فزت به مرتين مع نادي تشيلسي، والآن أريد أن أفوز به مرة أخرى مع الإنتر لكي أحقق ثاني بطولة دوري إيطالي».

وعن مستقبله صرح مورينهو: «سأعود ذات يوم إلى هنا في إنجلترا.. ليس الآن، فلست معتادا على ترك نادٍ في منتصف الموسم لتدريب نادٍ آخر، وبالتالي ليس هناك أي إمكانية لذلك حتى شهر يونيو (حزيران) القادم».

وبعيدا عن الضجة الإعلامية التي أثارتها هذه التصريحات نظرا لاهتمام الصحف الإنجليزية بها بشكل مبالغ فيه، بدت المسألة وكأنها مسلسل قديم يعرفه الجميع. فلم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعرب فيها مدير فني أو لاعب كرة قدم عن ولعه الشديد واهتمامه بالدوري الإنجليزي، بل ورغبته في الذهاب إلى بريطانيا سواء بعد ستة أشهر أو بعد عامين.

إذن لم يعد عامل الوقت هو المحور الأساسي في هذا الأمر، بل إن فكرة العودة في حد ذاتها هي التي تشغل بال مورينهو. وفي الوقت نفسه لم يكن مورينهو هو الوحيد الذي تطرق إلى الفكرة المعهودة المتمثلة في «ليس هناك مستحيل» عند الحديث عن المستقبل البعيد. ويبدو جليا أن التجربة التي خاضها مع تشيلسي والطلاق المبكر بينهما كان قد ترك أثرا كبيرا في نفس البرتغالي، وتعلم منها درسا هاما فحواه أن الشيء الذي يراه مضمونا اليوم لن يبقى بين يديه غدا أو بعد غد، وأن الأمور لا تسير دائما وفقا لقراراته الشخصية. من ناحية أخرى، يمكننا القول إن تصريحات مورينهو للجريدة الإنجليزية جاءت ردا على الإشاعات التي أقحمته في منافسة مشتعلة ومباشرة من أجل الوصول إلى عجلة قيادة ليفربول ومانشستر سيتي (قبل وصول مانشيني)، غير أن المدير الفني أراد درء هذه الإشاعات مؤكدا أنه لن يترك العمل في منتصف الطريق. وفي نهاية هذا الموسم لن يتوقف القرار على مورينهو وحده، بل ستلعب إدارة النادي دورا أساسيا وعلى رأسها ماسيمو موراتي، وكما قال البرتغالي من قبل إنه تعاقد مبرم بين طرفين يتمتعان بقدر كبير من الأمانة. ومما لا شك فيه أن نتائج الفريق ستكون هي المعيار الأساسي لدى موراتي، ولا سيما دوري الأبطال، وهي المنافسة التي تمثل محورا أساسيا في مشروع الإنتر لهذا الموسم.