يودع نادي الهلال والوطن وقبل ذلك آسيا بأسرها مساء اليوم السبت لاعب المنتخب السعودي والهلال السابق نواف التمياط، في مهرجان ضخم يرعاه نيابة عن الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، بحضور نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز في مباراة تكريمية تجمع فريقي الهلال السعودي وإنتر ميلان الإيطالي.
ويمثل نواف التمياط أحد أفضل لاعبي القارة الصفراء على الإطلاق في العقد الأول من الألفية الحالية، ومن المنتظر أن يتقاطر ما لا يقل عن ستين ألف متفرج سعودي أولا وهلالي ثانيا إلى بوابات ملعب الملك فهد الدولي شرق العاصمة الرياض في تمام الساعة 7:40 مساء بالتوقيت المحلي لمكة المكرمة، من أجل أخذ مقاعدهم لرؤية التمياط للمرة الأخيرة وهو يشعل أرضية الملعب الخضراء بتعابيره الكروية البالغة الحسن أمام إنتر ميلان الإيطالي متصدر الكالشيو الإيطالي والحائز للقبه لأربع مرات متتالية، والذي اعترف مديره الفني البرتغالي المحنك جوزيه مورينهو بأنهم بصدد لعب مباراة صعبة أمام منافس لن يكون سهلا، وسيستميت لاعبوه في سبيل مجاراة «النيراتزوري»، وهو ما أكده البلجيكي المحنك الآخر إيريك غيريتس، المدير الفني لنادي الهلال، والذي شدد على أن الأزرق سيلعب هذا المساء لقاء جادا، وهو ما سيضفي على أحداث اللقاء الفنية رونقا تنافسيا من شأنه زيادة جرعة متعة كرة القدم التي ستكون حاضرة بين أقدام نجوم الإنتر والذين يشكلون مزيجا رائعا من مختلف قارات العالم. فالبرازيليون، الحارس خوليو سيزار والمدافعون لوسيو ومايكون ومانسيني، سيصطفون جنبا إلى جنب مع رفقائهم الأرجنتينيين، المدافع والتر صامويل واللاعب المحوري استيبان كامبياسو والقناص دييغو ميليتو، وكذلك الحال للكولومبي إيفان كوردوبا، من أجل صناعة خليط لاتيني فيه من سحر إيقاع السامبا والتانغو الشيء الكثير، والذي ستضاف إليه القوة الأفريقية الممتزجة بالإصرار والقتال الفني من خلال الغاني سولي مونتاري والكاميروني الخطير صامويل إيتو، إضافة إلى رصانة الأنيق الروماني كريستيان تشيفو، وانسيابية الخبير الفرنسي باتريك فييرا، وجدية الصربي ديغان ستانكوفيتش، وإلهام الهولندي ويسلي شنايدر والذي سيكون حاضرا هذا المساء، مع مراوغات الجناح البرتغالي ريكاردو كواريزما، وعنفوان المهاجم الشاب الإيطالي الأسمر ماريو بالوتيللي، ليشكل هؤلاء شموخ الإنتر العريق الذي سيكون على المحك أمام تألق أزرق متوقع أن يقدمه نجوم الهلال الذين عادة ما يقدمون مثله بشكل استثنائي في الأحداث الكبيرة ولقاء هذا المساء أحدها بلا أدنى شك.
ومن المؤكد أن لاعبي الهلال سيحرصون وبشدة على إحراج الإنتر ونجومه، وفي مقدمتهم الثنائي محمد الشلهوب، الذي سيحاول إظهار براعته من أجل رفيقه التمياط، وياسر القحطاني، الذي يتلهف من أجل مواصلة عادته في هز شباك الأندية الأوروبية العريقة ومواصلة حضوره المميز في مهرجانات اعتزال نجوم فريقه الهلال، وهما، أي الشلهوب والقحطاني، من تعهدا للتمياط بالتسجيل في شباك الإنتر. في حين لن يكون غريبا أن يطل الدعيع بعملقته المعتادة في مناسبة كهذه ينتظر أن يواصل فيها أسامة هوساوي حضوره اللافت هذا الموسم برفقة زملائه، وبالأخص الرباعي الأجنبي المتمرس بداية من الكوري الجنوبي الخبير لي يونغ، والروماني الواثق ميريل رادوي، والسويدي الطائر كريستيان فيلهامسون، والبرازيلي تياغو نيفيز الذي يمني نفسه بإلقاء نظرة تهديفية على شباك مواطنه سيزار، بجانب المحياني الذي لن يفوت أي سانحة لحفر اسمه تهديفيا.
هذا اللقاء الواعد بالإثارة لن يكون صانعو الحدث فيه لاعبو الإنتر والهلال فحسب، فالسداسي طارق التايب لاعب الهلال السابق والشباب الحالي وسعد الحارثي ومحمد نور وأحمد عطيف ومالك معاذ وكامل الموسى سيظهرون هذا المساء على مسرح الحدث لتقديم أنفسهم فنيا بالشكل اللائق، وقبل ذلك تقديم شكرهم للدعوة التي وجهها لهم التمياط خصيصا من خلال إخراج ما في جعبتهم من فنون كروية لنثرها على أرضية الميدان الذي سيشهد مشاركة التمياط عريس هذا المساء لخمس وخمسين دقيقة ستكون هي الأخيرة في مسيرة اللاعب الذهبي في الهلال والأخضر السعودي، الذي لن يفوت هذا المساء من دون أن يضع بصمته الخاصة عليه كما اعتاد أن يفعل طيلة مشواره الحافل بالمنجزات. لذا لا ينبغي أن يتفاجأ من سيكون شاهد عيان على أحداث اللقاء بلمسة كعب فارهة أو تمريرة أنيقة أو مراوغة ساحرة أو تسديدة مؤثرة أو لعبة عبقرية أو غير ذلك من التفاصيل الفنية المبهرة التي من المنتظر أن يقدمها التمياط للمرة الأخيرة هذا المساء، والذي بنهايته سيكتب الفصل الأخير من قصة كروي سعودي بمواصفات أوروبية قدم الإخلاص والإبداع فنال الوفاء والتكريم من الجميع.