«النيراتزوري».. تواضع في بداية التسعينات وقمة في الألفية الجديدة

ولد منشقا عن جاره الميلان بسبب حزن مؤسسيه الأجانب تجاه عنصرية الإيطاليين

TT

يقبع نادي إنتر ميلان الإيطالي في مدينة ميلانو في إقليم لومبارديا في إيطاليا، ويعود تأسيس هذا النادي لتاريخ 9 مارس (آذار) 1908 بعد انشقاقه عن نادي ميلان الإيطالي، حيث قرر مجموعة من الشباب تأسيس ناد جديد في اجتماع جرى في مطعم يسمى «أوريلو»، وبعد ذلك تم تكوين نادي إنترناسيونال تحت رئاسة جيوفاني بارميثوتي، وأسندت الكابتنة للسويدي هيرنست مانتكل، وكان الفريق يتكون من مجموعة من الإيطاليين والسويسريين الذين أبدوا حزنهم لعنصرية الإيطاليين في فريق إيه سي ميلان، ليقرروا بعدها الانفصال وتأسيس هذا النادي «إنتر ميلان».

وظفر «النيراتزوري»، وهو اللقب الذي اشتهر به الإنتر، بأول ألقابه وكان في بطولة الدوري، وذلك في موسم 1910، وليستمر بعدها لمدة 10 سنوات دون أي بطولة وذلك حتى موسم 1920 الموسم الذي عاد فيه النادي لتكرار هذا الإنجاز، وذلك بخطف بطولة الدوري، وكان الحاكم في إيطاليا في ذلك الوقت الديكتاتور موسوليني الذي كان لا يحب الأجانب ومن أفكاره طرد كل الأجانب في إيطاليا لتكون إيطاليا للإيطاليين فقط، لذلك واجه الإنتر بعض المشاكل، ومنها أن تم دمج النادي مع ناد آخر وسمي باسم أمبروزيانا، وحتى مع تغيير الاسم والدمج أحرز الفريق بطولة الدوري في عام 1930 ليكون اللقب الثالث، وللمصادفة أن كل بطولة كانت تفرق 10 سنوات عن الأخرى 1910 و1920 و1930، وفي تلك الفترة ظهر اسم لاعب جديد وهو جوزيبي مياتزا الذي يسمى باسمه ملعب سان سيرو الآن، حيث أحرز لقب الدوري 3 مرات وكاس إيطاليا، بالإضافة إلى بطولتين لكأس العالم مع المنتخب الإيطالي في عامي 34 و38، ولعب أيضا للغريم التقليدي ميلان ولكنه لم يحقق النجاح الكبير، لذلك يعتبر هو رمز الإنتر، وفي عام 1942 عاد أمبروزيانا إلى اسمه الأصلي إنترناسيونالي ميلانو.

في عام 1990 فقد الفريق هيبته بشكل كبير بعد أن غاب عن البطولات ولم يحقق سوى ثلاث بطولات لم تكن كافية لرد ولو جزء بسيط من مما دفعه رئيس النادي آنذاك ماسيمو موراتي ابن أنغلو موراتي رئيس النادي في الفترة الذهبية، وأصيب موراتي بخيبة أمل كبيرة بعد أن صرف على الفريق قرابة 500 مليون دولار. ووسط هذه الضغوطات تخلى موراتي عن الرئاسة وذلك موسم 2004 ليتسلمها جاشينتو فاكيتي أسطورة الفريق الذي أسند مهمة التدريب للشاب روبيرتو مانشيني، ليعود الفريق بعدها للبطولات حيث حقق كأس إيطاليا عامي 2005 و2006، إضافة إلى لقبين لكأس السوبر الإيطالية، حتى منحته المحكمة الرياضية بطولة الدوري بعد غياب دام 17 سنة إثر فضيحة التلاعب التي شملت ناديي يوفنتوس وميلان الأول والثاني وغيرهما في موسم 2006، ليستمر لعامين متتاليين في خطف هذه البطولة. ويعتبر إنتر ميلان هو النادي الإيطالي الوحيد الذي لم يهبط للدرجة الثانية.

لعب للإنتر عدد كبير من عظماء اللاعبين في العالم، يأتي أبرزهم جوزيبي مياتزا المهاجم العظيم الذي لعب 365 مباراة في الدوري سجل خلالها 246 هدفا، وهو الهداف التاريخي للفريق، كذلك جاشينتو فاكيتي المدافع العظيم وقائد المنتخب ويعتبر رمزا من رموز الإنتر وكان في الحقبة الذهبية في الستينات ولعب 549 مباراة في كل المسابقات، أيضا المدافع جوزيبي برغومي الذي لعب في فترة الثمانينات والتسعينات ويعد أكثر اللاعبين مشاركة في الفريق حيث لعب 629 مباراة، وعدد كبير من اللاعبين كالمهاجم التوبيللي والحارس زنغا والبرازيلي رونالدو والألماني ماتيوس وبريمة وكلينسمان والهولندي بيركامب.

يدرب الفريق حاليا البرتغالي جوزيه مورينهو الذي التحق بعالم التدريب موسم 2000 وذلك عندما تولى تدريب نادي بنفيكا البرتغالي، ليستطيع مورينيو خلال هذه الفترة القصيرة صناعة اسمه كأعظم مدربي العالم في الفترة الحالية، ويملك الإنتر حاليا في صفوفه عددا من أبرز لاعبي العالم، يأتي في مقدمتهم الأرجنتيني خافيير زانتي قائد الفريق الذي لعب للفريق أكثر من 10 سنوات وما زال يواصل الركض، ولعب زانتي قرابة 522 مباراة مع فريقه، كذلك الحارس العملاق البرازيلي خوليو سيزار، وأيضا المنتقل حديثا لصفوف الإنتر الهداف الكاميروني صامويل إيتو، كذلك المدافع الروماني كريستيان تشيفو ولاعب الوسط الهولندي ويسلي شنايدر والظهير الطائر البرازيلي مايكون والفرنسي باتريك فييرا، كذلك المهاجم الهداف الأرجنتيني دييغو ميليتو، ولاعب الوسط البرتغالي ريكاردو كواريزما، وانضم له أيضا هذا العام قائد المنتخب البرازيلي لوسيو.

ويحتل الإنتر صدارة الدوري الإيطالي برصيد «39 نقطة»، وبفارق ثماني نقاط عن أقرب ملاحقيه ميلان، وتنتظر الفريق مباراة مهمة يوم الأربعاء 6 يناير (كانون الثاني) المقبل أمام كييفو فيرونا.