طفل يقنع والده بحضور المهرجان.. ونواف يتفاخر باسمه في «الدرة»

الجماهير تتقاطر إلى الملعب منذ ساعات الصباح لتوديع التمياط في ليلة اعتزاله

TT

توافدت الجماهير المحبة للفتى الذهبي نواف التمياط يوم اعتزاله بمختلف ميولها، ومناطقها، وأعمارها، منذ وقت مبكر جدا، بدءا من الحادية عشرة قبل الظهر وحتى ساعة قبل انطلاق الحفل. وتحمل البعض أعباء السفر من أماكن بعيدة، والبعض الآخر عطل مصالحه، مثل طالب ترك الامتحان الدوري، وموظف خرج من عمله مبكرا، وطفل ألح على والده لاصطحابه لمهرجان الاعتزال، ومشجع آخر تفاخر باسمه «نواف» بين أقرانه، في إشارة إلى اسم اللاعب المحتفى به والذي يطابق اسمه الأول..! وشهدت بوابات ملعب الملك فهد الدولي بالرياض أمس حضورا حاشدا، قابله جدار من الحماية الأمنية من رجال الأمن الموجودين على مداخل البوابات، الذين منعوا الصور واللافتات، رغم أن بعضهم استطاع اختراق ذلك الطوق الأمني الكبير الذي فرض على مداخل بوابات درة الملاعب.

وتواجدت مبكرا «الشرق الأوسط»، حيث التقت بالجماهير الحاضرة من عدة أحياء ومدن ومناطق، حيث أكد الثلاثي القادم من مدينة الجبيل (شرق السعودية) قاطعين نحو 500 كم برا ليواكبوا هذا المهرجان الكبير حسب تعبيرهم. وقال طلال الزهراني (هلالي) «حضرنا إلى ملعب الملك فهد منذ وقت مبكر نحو الساعة 1:30 ظهرا، وكان حضورنا للرياض قادمين من الجبيل منذ الصباح، واتفقنا على حضور مباراة الاعتزال متزينين بالشعر المستعار الملون بالأزرق والأبيض تعبيرا على حبنا للنجم الكبير نواف التمياط رغم اختلاف ميولنا». وأضاف «لكن مع الأسف الشديد لم تكتمل فرحتنا، حيث منعنا رجال الأمن من الدخول، وحاولنا جاهدين لنحو الساعتين ومع كل بوابة، آملين الدخول، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل».

فيما عبر زميله مطلق السبيعي (مشجع للنصر) «كنت أتمنى حضور اللقاء والاستمتاع بما اتفقنا عليه بالحضور بالشعر المستعار لأننا نعتبر هذا الأمر تعبيرا عن حبنا الكبير لهذا النجم، لكننا منعنا ولا ندري ما السبب». فيما عبر عبد الله الخالدي (اتفاقي) عن سروره لتحقق حلمه بحضور لقاء الاعتزال ليشاهد نجمه المفضل عن قرب، وقال «رغم المنع إلا أنني مسرور لحضور هذا اللقاء الكبير، وأشاهد نجمي المفضل على الطبيعة في يوم وداعه وتكريمه، وكنت أتمنى أن أقدم أي شيء لهذا النجم الخلوق، كما أعتبر حضور لقاء يكون الإنتر ميلان طرفا فيه ضربا من الخيال وقد تحقق، ويضاف ذلك لتاريخ أي مشجع حضر اللقاء».

واضطر والد الطفل الهلالي نواف الشهراني إلى الخروج مبكرا من عمله الحكومي حتى يتسنى له الاستعداد مبكرا لحضور مباراة الاعتزال، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن ابنه أصر على حضور المباراة منذ 3 أيام، وأنهم حصلوا على تذاكر المباراة، «وأمس منذ وقت مبكر قدمت إذنا في عملي الحكومي للعودة إلى المنزل، ووجدت الابن نواف (7 سنوات) بميوله ينتظرني وقد توشح بشعار الهلال»، فيما عبر الطفل نواف عن فخره واعتزازه بأن يكون المحتفى به يحمل نفس اسمه، آملا أن يكون خليفة لنواف التمياط في المستقبل. وقال «أنا أحب اللاعب نواف التمياط لان اسمه مثل اسمي، ودائما أفتخر بهذا عند زملائي، واليوم وجدتها فرصة لحضور حفل الاعتزال، وكنت أتمنى أن ألتقي به لأعرفه باسمي وأنني أحبه جدا».

وعبر والده عن سروره بحضور هذا الاعتزال الكبير نزولا على رغبة ابنه نواف، الذي طالبه بإلحاح بضرورة حضور اللقاء، «وأنا أيضا أستمتع في هذه الليلة (أمس) الجميلة بمشاهدة فريق كبير يلعب هنا أمامنا ونشاهده على الطبيعة، وهذا أمر بالتأكيد لا يمكن إلا في مثل هذه المناسبات، فأتمنى لنواف حياة طيبة بعد اعتزاله، كما أتمنى أن تتحقق أمنية ابني نواف بأن يكون لاعبا مثله».

وفي شأن مماثل، لم يجد ما يقدمه المشجع الهلالي القادم من وسط الرياض عساف المحيا سوى عمل لوحة تذكارية أحضرها معه للملعب، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه استغرق نحو ساعتين مساء الأمس ليخرج لوحة حملت شعار الهلال والفريق الضيف وصورة للمحتفى به، وقد كتب عليها عبارة «نواف.. هل ستبقى قصة، أم رواية؟.. لكن الأكيد كما وصفتك.. تاريخ في وطن.. ودعتك الله»، مؤكدا أن هذه اللوحة ستبقى تذكارا يحتفظ به في منزله حتى يخلد ذكرى هذا اللاعب.