فيرارا في مهب الريح.. والفوز على ميلان أمله الوحيد في النجاة

أزمة في يوفنتوس تشير إلى تغييرات جذرية.. وأنباء عن التفاوض مع هيدنيك

TT

يشهد يوفنتوس لحظات حاسمة في تاريخه، حيث بدأت عملية العد التنازلي للمدير الفني شيرو فيرارا الذي أصبح مصيره مع الفريق يتوقف على النتائج المقبلة، وخاصة المواجهة مع ميلان. وفي هذه الأثناء لا يزال فيرارا، مهاجم اليوفي الأسبق ذو الشعر الأبيض، يقف هناك وحيدا، في انتظار اللحظة المناسبة للقيام بدوره الجديد في جبهة الدفاع، وفقا للتكتيك الجديد الذي فرضه على الجميع. لم تكن التغييرات التي أجراها روبرتو بيتيجا، بصفته نائب المدير العام في يوفنتوس، ذات تأثير ملحوظ على الأقل حتى الآن، فكل ما قام بتغييره هو لون الوشاح الذي يرتديه من الأزرق إلى الأبيض المائل للصفرة.

وتعد المباراة المقبلة أمام الميلان هي نقطة الفصل في مسيرة فيرارا مع اليوفي، ومن ثم يبذل المدير الفني قصارى جهده أملا في النجاة من هذا المأزق والتغلب على أزمة النتائج، معلقا آماله على لاعبيه ومن بينهم فيليبي ميلو الذي صرح قائلا: «سأجتهد من أجل المدير الفني»، وعلى الرغم من الوقع الذي تركته هذه الكلمات في نفوس الجميع، فإن البرازيلي يعلم جيدا أن هناك بعض الأطراف التي تسعى لـ«طبخ» المدير الفني على نار هادئة.

وجدير بالذكر أن إدارة اليوفي كانت هي المصدر الرئيسي لهذه الشرارة الأولى التي دفعت بفيرارا في مهب الريح، حيث أجمع أعضاء مجلس إدارة النادي في الاجتماع الذي عقد في 21 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي على سحب الثقة من المدير الفني في حال إخفاقه في تجاوز عقبة الميلان وبارما. من ناحية أخرى، جاءت نصائح المستشارين الرياضيين في النادي واضحة ومحددة، وتوصلوا إلى أن الطريق الوحيد للنجاة هو استغلال فترة التوقف في نهاية الموسم بهدف تهيئة المناخ للاستعانة بمدير فني جديد، وعليه أسندت إدارة النادي إلى بيتيجا مهمة البحث عن مدرب جديد لخلافة فيرارا، غير أنه لم يجد بدا من الانتظار قليلا إلى حين اتضاح الرؤية. ومن جانبه، بدأ نائب مدير النادي في التفاوض مع الهولندي غوس هيدنيك الذي لن يقبل بأن يكون مجرد وسيلة للعبور لبر الأمان، وعليه اشترط الهولندي ألا تقل مدة التعاقد عن عامين ونصف العام، أي حتى يونيو (حزيران) 2012، وهو تاريخ انتهاء التعاقد مع بيتيجا نفسه، ويبدو أن هناك ارتباطا وثيقا بين مصيرهما.

على صعيد آخر، استعاد الفريق خدمات كل من كيلليني وجيجي بوفون بعد تعافيهما من الإصابة. وفي الوقت الذي فضل فيه الأول العمل في صمت، قرر بوفون الاحتفال بعودته إلى أرض الملعب بعد خضوعه لعملية جراحية في الغضروف حيث قال: «لن يكون من السهل علينا الخروج من ملعب تارديني من دون الثلاث نقاط، ولكنني أعرف جيدا أن لاعبي الفريق سيبذلون قصارى جهدهم في هذه المباراة وآمل أن ننجح في إنهائها لصالحنا. ستكون هذه المباراة هي أفضل الطرق لبداية عام 2010 بشكل صحيح بعد الفترة العصيبة التي شهدها الفريق في نهاية عام 2009. علينا أن نعود لمستوانا السابق الذي يليق باليوفي». ومن جانبه، كان فيرارا قد طالب بأداء التدريبات من دون جماهير بعد عودة الفريق من الجزيرة العربية، وتم فتح الأبواب أمام الجماهير، وكان بيتيجا يقف في المقدمة مرتديا وشاحه الجديد، وكان الجميع يتحدثون عن وصول هيدنيك المرتقب.

وإذا كانت الإدارة الفنية لليوفي هي المهددة، فهناك لاعبون أيضا مهددون بالرحيل أو الإبعاد في الفترة المقبلة.

وجاءت كلمات جان كلود بلان، رئيس اليوفي، واضحة وصريحة حين تطرق إلى مستقبل الفريق، قائلا إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإعادة تنظيم صفوف الفريق ورسم الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة. وخلت تصريحات الرئيس الجديد في يوفنتوس من المرونة حيث قال: «في نهاية هذا الموسم، سوف نقوم بتقييم اللاعبين حتى نعرف من منهم كان على قدر اليوفي». وظهر الأمر وكأنه يطلق أجراس الإنذار في آذان الطاقم الفني ولاعبي الفريق في هذا التوقيت الحاسم من بطولة الدوري المحلي وبداية سوق الانتقالات الشتوية، ومن يقدر له البقاء في يناير (كانون الثاني)، عليه ألا يستبعد الرحيل في يونيو (حزيران). وتعج قائمة اليوفي بالعديد من الأسماء التي يتم تصنيفها وفقا لمنظور ورؤية إدارة النادي، فهناك قائمة «للطيبين» وقائمة «للأشرار» حيث ازدادت الأمور تعقيدا بعد خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا، فيما يواجه فيرارا ولاعبوه صعوبات عدة في منافسة الدوري المحلي. ويشعر المدير الفني بشيء من القلق حيال مسألة ارتفاع معدل أعمار اللاعبين، حيث يضم الفريق ما يقرب من 11 لاعبا تجاوزوا الثلاثين عاما. واليوفي ليس فريقا عاديا، فهو مطالب بالفوز في كل مكان وزمان، مما دفع إدارة النادي لإنفاق أكثر من 90 مليون يورو خلال ثلاثة أعوام وتغيير ثلاثة مديرين فنيين من أجل الحصول على أحد المراكز الأولى في الدوري المحلي.

وعلى صع يد آخر، جاء أماوري وزبينا على رأس قائمة اللاعبين المرشحين للرحيل عن يوفنتوس في سوق الانتقالات المقبلة، فيما تضم القائمة ثمانية لاعبين آخرين، أعد بعضهم حقائبه للرحيل، في حين ينتظر الآخرون لدراسة العروض الجديدة. لقد خاض أماوري عاما عصيبا مع اليوفي حيث عاش على هامش الفريق لفترة طويلة. وفي الآونة الأخيرة، انتشرت بعض الشائعات التي تؤكد رغبته في العودة إلى ناديه المفضل باليرمو، بيد أن هذه الشائعات لم تستبعد رحيله إلى ميلان وروما في يونيو المقبل.

من ناحية أخرى، لا يخفى على أحد أن مدة التعاقد مع كنافارو وزبينا وكامورينزي قصيرة للغاية وتنتهي بنهاية الموسم في 2010، بالإضافة إلى انتهاء تعاقد القائد ديل بييرو، ولكنه سيحصل على وظيفة إدارية مع الفريق. في الوقت نفسه، يعاني اليوفي من كثرة عدد الإصابات حيث وصل عددها إلى 70 إصابة في الموسم الماضي مما يؤدي إلى انهيار مستوى الفريق بشكل مفاجئ.