الأمير نواف بن محمد.. رجل المهام الصعبة

«عرّاب» أمّ الألعاب.. ومحل ثقة الراحل فيصل بن فهد

TT

صنف «الهلاليون» وعشاق أم الألعاب «ألعاب القوى» الأمير نواف بن محمد على أنه رجل المهام الصعبة على اعتبار الإمكانات الهائلة التي يملكها على الصعيد الإداري والرياضي والتسويقي. وحينما هدد مهرجان اعتزال نجم المنتخب السعودي ولاعب فريق الهلال، نواف التمياط، بالفشل وعدم الإقامة انبرى له العضو الشرفي المؤثر الأمير نواف بن محمد ليقوم بدوره، ليبدو المهرجان الاحتفائي الذي أقيم على ملعب درة الملاعب «ملعب الملك فهد» كأفضل ثالث مهرجان اعتزال يجرى لنجم سعودي مع حفلي ماجد عبد الله وسامي الجابر.

ليس غريبا أن يكون النجاح الإداري حليفا لنجم كبير مثل الأمير نواف بن محمد، فتاريخه يقول إنه خريج بكالوريوس إدارة أعمال في جامعة «شامبان» في كاليفورنيا، كما أن سيرته التاريخية توحي إلى جميع المتابعين الرياضيين أنه رجل «توفيقي» لا يحب الشتات ويسعى دائما «مع الجماعة»، ويكفي أنه هو من نجح في جمع أعضاء شرف نادي الهلال في منزله قبل عامين تقريبا لاختيار رئيس جديد بعد مرحلة الأمير محمد بن فيصل ليتم الإجماع على اختيار الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد الرئيس الحالي للنادي الأزرق بعد أن كانت الأمور تتجه لتنافس قد لا يكون محمودا في تاريخ الهلال.

نجاحاته منذ مطلع الثمانينات خلال القرن الماضي جعلت «الهلاليين» يعلقون عليه آمالا واسعة في كثير من المناشط الرئيسية التي كان يقوم بها النادي أو الفريق الكروي الأول في فترات مختلفة ومتعددة، إذ كان له دور واضح في تحقيق الأزرق لأول بطولة خارجية، وكان ذلك في عام 1986 حيث ظفر الفريق ببطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري التي اشتهرت ببطولة «المطر» من أمام منافس عنيد وعريق في تلك الحقبة الزمنية، وهو العربي الكويتي.

نظرة الرمز الرياضي الراحل، الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز (يرحمه الله)، وحكمته واكتشافه للأبطال من الإداريين والرياضيين هي التي جعلت الأمير نواف بن محمد حاضرا كرئيس للاتحاد السعودي لألعاب القوى عام 1992. فالرمز الكبير كان يريد نهضة شاملة إلى أم الألعاب ولم يكن يعتقد أن أحدا قادر على القيام بمثل هذا الدور سوى «رجل المهمات الصعبة» ليعلن اختياره بين العديد من المتنافسين الطامحين إلى ذلك المنصب وتبدأ بعدها حقبة ذهبية طويلة كان نتاجها بعد أقل من عام حينما حازت السعودية ميداليتين ذهبيتين آسيويتين عام 1993 للمرة الأولى في تاريخها الرياضي بواسطة سعد شداد وعليان القحطاني لتتوالى بعد ذلك الإنجازات لتصل إلى القمة في أولمبياد سيدني عام 2000 حيث تم تتويج ألعاب القوى السعودية بميدالية فضية في سباق 400 متر حواجز لتكون أول ميدالية أولمبية في تاريخ البلاد.

الأمير نواف بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود المولود في جدة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عام 1955 «سني عمره قاربت على 55 عاما»، يؤمن بالرأي والرأي الآخر، ويعتبر من الرؤساء المعروفين بالحيوية والنشاط وسرعة إنهاء أي أمور عالقة تخص الجهاز الذي يعمل معه ولا يتوانى على الإطلاق في الاعتراف بأي خطأ أو تقصير يظهر من اتحاده حينما يحدث ويبدو هو أكثر المعنيين حينما يكشف عن ذلك ويبادر فورا بالتصحيح.

السعوديون يدركون جيدا أن لهذا الرجل فضلا كبيرا على أم الألعاب، فهو يعمل ليل نهار من أجل التطوير والارتقاء بأهم لعبة في نظر الأميركيين وبعض الدول الأوربية، ويصر دائما على أن يطرح الآخر رؤيته دون تقليل من قيمة شخص أو سخرية بعمل ما، لذا كان دائم التوهج في مسيرة اتحاد العاب القوى السعودي.

ليس الأمر مقتصرا فقط على اتحاد العاب القوى بل يمتد إلى علاقاته الواسعة بالاتحادات الإقليمية والقارية والدولية في كل الألعاب وكذلك علاقاته بمسؤولي وكبار مسيري الأندية من شرفيين وغيرهم فعلاقاته وطيدة حتى بمسؤولي كرة القدم على اعتبار أنه «عرّاب الهلاليين» في كثير من السنوات التي احتاجوا فيها إلى إداري محنك يدير فريقهم بعد إحباطات معينة تأتي في سنوات محددة كما حدث في عام 1992 حينما حقق الهلال أول بطولة آسيوية لأبطال الدوري وسط لجنة رباعية كان نواف بن محمد أحد أبطالها وقيادييها وكذلك الحال حينما توج الأزرق ببطولات متعددة الأصناف في منتصف التسعينات وكان وراءها «عرابهم الأزرق».

ويبدو المستقبل زاهرا بالنسبة إلى اتحاد ألعاب القوى وكذلك إلى الهلاليين في ظل الحضور القوي للأمير نواف بن محمد والرغبة الجادة في تحقيق تطلعاته المقبلة رغم أنه كثيرا ما يقول إنه «حان الوقت للراحة» بعد عطاء سنوات بهدف ارتقاء بلاده في مصاف الدول الكبرى في أم الألعاب وفي كرة القدم.