الرئيس السابق سعود بن تركي: حقبة عبد الله بن مساعد أسست للمرحلة الهلالية الحديثة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن مونديال الأندية وحسين العلي ما زالا في ذاكرته

TT

لم تكن الفترة التي تولى فيها الأمير سعود بن تركي رئاسة نادي الهلال بالطويلة (2001 وحتى نهاية 2002)، ولكنه صاحب الرقم القياسي على المستوى المحلي والعربي وربما العالمي في تحقيق أكبر قدر ممكن من البطولات في فترة قياسية ولم تكن الفرق المنافسة في عهده بالسهلة، ولكنه تفوق عليهم جميعا ففي أقل من موسمين حقق ست بطولات منها خمس بطولات خارجية وواحدة محلية. ضيفنا تحدث عن رأيه في الهلال هذا الموسم، وأمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار الممتع معه:

> لماذا أنت مبتعد عن نادي الهلال؟

- لست بعيدا عن الهلال، فأنا أحضر وأزور النادي كلما سنحت الفرصة، وأتابع أخباره باستمرار، وأنا دائما على اتصال مستمر مع رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد. > بصفتك عضو شرف، هل أنت راضٍ عما يقدمه فريق الهلال هذا الموسم؟

- لا شك أنا سعيد بما يقدمه الفريق الكروي الأول من مستويات رائعة، فالفريق يتقدم فرق الدوري بفارق كبير من النقاط، ويتصدر نسبة التهديف الأعلى (40 هدفا) حتى الآن، وأقل الفرق تسجيلا في مرماه بواقع «11 هدفا» فقط، ويتقدم لاعبوه ترتيب هدافي الدوري، من خلال الشلهوب (10 أهداف) ونيفيز (8 أهداف) وويلي(7 أهداف)، وكذلك ياسر، والهلال بات حاليا الفريق الأكثر إمتاعا بين فرق الدوري، وأتمنى أن يكتمل عقد المتعة التي يقدمها فريقنا وذلك بتحقيق البطولات، وعلى رأسها بطولة دوري «زين» للمحترفين التي يسير الفريق فيها بشكل ممتاز.

> ما الذي أعجبك في الفريق بشكل خاص؟

- بصراحة الهلال الآن بات فريقا مكتملا في جميع خطوطه، وأعتقد أن وسط الهلال مميز للغاية وهو فرس الرهان في الفريق، وهناك عدد كبير من النجوم البارزين جعلوا خيارات المدرب متعددة في المحاور وصناع اللعب والوسط الأيمن والأيسر، ولعلك تلاحظ الآن أن محمد الشلهوب يتصدر هدافي للدوري، وكذلك جميع لاعبي الوسط سجلوا عددا من الأهداف.

> عاد الفريق إلى أسلوب اللعب الهجومي في عهد المدرب غيريتس، ومع ذلك رغم تعدد خططه بين الدفاع والهجوم فإن الهلال لا يغيب عن البطولات، فما السر؟

- ليس هناك سر، فالهلال منذ أكثر من ثلاثين عاما لا يغيب عن البطولات، وقد حقق البطولات مع كل المدربين بخططهم المختلفة، وأعتقد أن الكرة الهجومية كان آخر عهد الهلال بها خلال فترة المدرب الكولومبي ماتورانا إبان فترة رئاستي للنادي، وحققنا وقتها كأس الكؤوس الآسيوية، وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وبعده جاء المدربان بلاتشي واديموس وكان يعتمدان على اللعب الدفاعي حتى فترتي باكيتا وكوزمين اللذين اعتمدا على قفل المنطقة، ومع المدرب غيريتس عاد الهلال للعب الهجومي الشامل، والذي ساعده على ذلك وجود نخبة من أبرز نجوم الكرة المحلية، ومحترفين أجانب على مستوى عالٍ.

> هل تعتقد أن المدرب البلجيكي غيريتس يستحق هذه الهالة الإعلامية الكبيرة له في هذا الموسم؟

- نعم، يستحق ذلك، وهو مدرب عالمي كبير وفقت إدارة الهلال في التعاقد معه واستطاع أن يُحدِث نقله للفريق في مسيرته في الدوري هذا الموسم، ونتائجه مع الزعيم تتحدث عنه، وأتوقع له نجاحا كبيرا، وأعتقد أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد وُفق كثيرا في جلب هذا المدرب، وأتوقع أنه سيبقى فتره أطول مع الهلال نظير ما يقدمه من عمل واضح وملموس.

> وماذا عن اللاعبين الأجانب الذين يلعبون حاليا في الهلال؟

- أعتقد أن اللاعبين الأربعة رادوي، وويلي، ولي يونغ، ونيفيز هم الأغلى كقيمه في الدوري، وهم يقدمون مستويات رائعة مع الفريق، وأرى بأن جمهور الهلال راضي عنهم كثيرا، بل لو وضعت استفتاء بين جماهير الهلال عن اللاعب الأفضل سيختلفون في ما بينهم، وطبعا الفضل بعد الله يعود للأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي أحضر أربعة لاعبين أجانب من العيار الثقيل أحدثوا الفرق في الفريق هذا الموسم، مع بقية عناصر النجاح من اللاعبين المحليين.

> بحكم قربك من الأمير عبد الرحمن بن مساعد ما الذي تعرفه عنه ولا يعرفه الآخرين؟

- أبو فيصل أنا أعرفه من السابق، إذا أراد أن يعمل عملا فإنه يحب أن يأخذ العلامة الكاملة ولا يرضى بنسبة نجاح 99%، فإن لم يحقق النجاح بنسبة 100% فإنه يعتبر أنه مقصر، وطبعا العمل الجبار الذي يقوم الأمير عبد الرحمن محل تقدير من قِبل أعضاء الشرف وجماهير الهلال، وهو لا ينقصه لتحقيق النجاح الذي ينشده إلا التوفيق، والإنسان يمكن أن يبذل ويقدم جهدا خرافيا ولا يكون حليفه التوفيق، وإن شاء الله ما قام به من جهد لا يذهب هدرا، وأنا متفائل بموسم هلالي استثنائي هذا العام.

> لكن الأمير عبد الرحمن بن مساعد المعروف بأخلاقياته ومثاليته يبدو أنه صدم بالوسط الرياضي؟ - هذا صحيح، وبصراحة أنا أعتقد أنه أحبط مما يجري في وسطنا الرياضي، وأنا شخصيا مقلّ في ظهوري الإعلامي لأن المجتمع الرياضي موعود بشحن زائد وتوتر أكثر من اللازم، والأسباب أتركها للمختصين وحتى المنتمين إلى الإعلام، لا سيما وأنني لا أرغب في أن أكون طرفا في الحوارات المشبعة بالتوتر والشحن الزائد.

> شهد الهلال بعد فترة رئاستك ظروفا صعبة قبل أن يتسلم الأمير عبد الله بن مساعد بكل شجاعة مهمة إنقاذ الزعيم في مرحله صعبه مر بها النادي؟

- خلال ستة الأشهر التي تلت فترة رئاستي، أعتقد أن كبرى الصعوبات تمثلت في رحيل واعتزال جيل كامل من النجوم الكبار، على سبيل المثال اعتزل يوسف الثنيان، وفيصل أبو ثنين وخالد التيماوي، وكان سامي الجابر وعبد الله الشريدة وأحمد خليل على مشارف الاعتزال.

والحقيقة أن تسلم الأمير عبد الله بن مساعد تمثل من وجهة نظري فترة انتقال نوعية للهلال، فقد قدم جهدا خرافيا في إعادة صياغة وتنظيم العمل الإداري في النادي، وجدد عقود عدد من اللاعبين الكبار والصاعدين الذي تجاوز عددهم أكثر من عشرة لاعبين دفعة واحدة خلال موسم واحد، وتم الاعتماد عليهم في الفريق الأول في ما بعد، ومن بعده أكمل العمل الرئيس الذهبي الأمير محمد بن فيصل الذي قدم الجهد والمال، وكانت فترته عامره بالبطولات إلى فتره التميز الحالية بقيادة رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد، ونائبه الأمير نواف بن سعد.

> ماذا تحمل ذاكرتك من ذكريات جميلة خلال فترة رئاستك في فتره سابقة؟

- طبعا لا يمكن أن أنسى تلك الفترة الأجمل في حياتي، وبالفعل ذاكرتي تحمل الكثير من الذكريات الجميلة إبان رئاستي للزعيم، وأتذكر الإنجازات والبطولات والسفريات مع الفريق داخل السعودية وخارجها كما أن صورة الكثير ممن عملوا معي بكل إخلاصي لا تفارقني، والحقيقة أنا سعيد بتلك الفترة، ولا يمكن أن أنسى تشرفي بالسلام على الملك فهد (يرحمه الله)، وكانت لحظات معبرة لا تفارق ذاكرتي بعد أن حققنا كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وهي الكأس الأغلى من بين البطولات التي تحققت في عهد رئاستي، كما لا يزال هدف المهاجم حسين العلي يدور في ذاكرتي، وهو الهدف الثاني أمام فريق هيونداي الكوري الجنوبي في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية في الدوحة لأنه آخر هدف حقق للهلال بطولة في رئاستي.

> تعتبر من أكثر رؤساء الأندية الذين حققوا أكبر عدد من البطولات في أقصر مدة عندما حصل الهلال على ست بطولات في عام واحد تقريبا، فما البطولة الأغلى من بين تلك البطولات؟

- الأغلى طبعا بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، والأهم كانت كأس السوبر الآسيوي التي أهلتنا لبطولة كأس العالم للأندية في إسبانيا والتي لا يعني إلغاؤها أن الهلال لم يتأهل للمونديال لأن الجميع يعرف أن القرعة أقيمت ووضعت الهلال في المجموعة الثانية التي تقام مبارياتها في العاصمة مدريد إلى جانب أندية غلطة سراي التركي وبالميراس البرازيلي وأولمبيا الهندوراسي، ولكن ظروف الشركة الراعية وإفلاسها جعلت الاتحاد الدولي يعوض الأندية بمبالغ مالية كبيرة.