مورينهو: لقد كنا محظوظين.. ولا نستحق الفوز

الإنتر يحول تأخره إلى فوز كبير على سيينا بفضل هدفي شنايدر وصامويل في الدقائق الأخيرة

TT

انتزع فريق إنتر ميلان فوزا صعبا من ضيفه سيينا (4/3) في المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، بعدما ظل الفريق متأخرا (2/3) حتى قبل دقيقتين من نهاية المباراة، ولكن ويسلي شنايدر ووالتر صامويل سجلا هدفين قاتلين ليقودا الفريق لتعزيز موقعه في الصدارة.

أي شخص طبيعي قد يرضى بالخروج بالتعادل في مباراة مجنونة وصعبة كهذه، إلا أن المدرب جوزيه مورينهو ليس شخصا طبيعيا، ولم يحتفل حتى بهدف التعادل (3/3) الذي أحرزه شنايدر في الدقيقة 87، لكنه دعا كل اللاعبين للركض إلى وسط الملعب من أجل محاولة تحقيق الفوز، وعندما سجل صامويل الهدف الرابع في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع نزل إلى الملعب محتفلا بالفوز، وهو المشهد الذي رأيناه من قبل أيضا في سيينا العام الماضي، وفي كييف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وها هو من خلال هذه الأفعال المجنونة يصل إلى المباراة رقم 154 على أرضه بلا هزيمة في البطولات المحلية الإيطالية (127 منها في الدوري). لم يخسر مدرب الإنتر أي مباراة على ملعبه منذ 23 فبراير (شباط) 2002، حيث كانت مباراة بورتو وبيرامار والتي انتهت لصالح الأخير (3/2)، من خلال ثنائية للاعب السنغالي فاري فايي. وفي المباراة أمام سيينا كان يبدو أن ماسيمو ماكاروني لاعب الأخير المنحدر من نوفارا قد دق مسمارين في نعش الرقم القياسي للمدير الفني البرتغالي. وعلى العكس حدث ما لا يصدقه عقل، بما في ذلك المدرب البرتغالي الذي سار بين زانيتي قائد الإنتر وماليزاني مدرب سيينا في الممر المؤدي إلى غرفة خلع الملابس.

وشرح مورينهو على طريقة نابليون «من الأفضل كثيرا أن يكون لديك مدرب محظوظ أكثر من أن يكون بارعا، لقد لعب سيينا أفضل منا، وكان أسرع وأهدأ، بينما كنا نحن مرهقين وغير متألقين تماما من الناحية الخططية. وكنت أرغب بين شوطي المباراة في منح ثقل في وسط الملعب من خلال العودة لطريقة المعين (4-3-1-2)، إلا أن ستانكوفيتش أصيب في ربلة الساق (السمانة) بينما كان عائدا إلى الملعب. لقد حالفنا الحظ، إلا أننا أظهرنا طباعا لا تصدق. لم يكن ماتيراتزي موجودا، واعتمدت على صامويل كلاعب بإمكانه التقدم للأمام وتسجيل الأهداف، وبالفعل حصل على الخطأ الذي جاء منه هدف التعادل (3/3)، ثم سجل هدف الفوز بعد ذلك، وهو الهدف الذي أعتقد أن بعده مباشرة هناك بعض أجهزة التلفاز في معسكري اليوفي والميلان قد صارت حطاما.. هل تسألونني فيما فكرت بعد هدف سيينا الثالث بعدما كنا متعادلين (2/2)؟ اعتقدت أن سلسلة من السنوات تنكسر، لكن ذلك كان يحدث أمام مدرب وفريق كانا طيبين معي. وقد وعدت ماليزاني بأنه إذا كان الخطأ المرتكب غير صحيح بحق فإنني سأقر بذلك أمام كاميرات التلفاز، والآن وبعد أن رأيت الكرة مرة أخرى أقول إن الضربة المباشرة كانت غير مؤثرة، إلا أن شنايدر الكبير جعلها حاسمة. هل نحن في حاجة لمهاجم من العيار الثقيل؟ من خلال وسط ملعب مرتفع فنيا فإن الأهداف تأتي من أكثر من جانب، كما أن هدف صامويل مثل هدف تياغو موتا في الديربي. وعلاوة على لاعب في مركز قلب الدفاع فإنني أفضل ضم ظهير أيسر ولاعب وسط.

كان الرئيس ماسيمو موراتي قد صرح قبل المباراة قائلا «أعتقد أن طريقة (4-2-3-1) قد تكون بسبب أنه ينقصنا الكثير من لاعبي خط الوسط، وكنت منتظرا أن يستجيب بانديف على الفور، وأراه دائما يلعب بإيجابية. من المؤكد أنه لم يكن سهلا إشراكه في المباراة الأولى، لكنه لاعب ممتاز، وبالتالي فأعتقد أنه سيبلي بلاء حسنا دائما».

وبالنسبة للاعبي الإنتر وصانعي الانتصار فالمباراة لم تكن سهلة بالمرة، فصامويل يحرز هدف الفوز في النفس الأخير من عمر المباراة، ويقلب الإنتر مجريات المباراة، ويدخل الجهاز الفني واحتياطي الإنتر إلى الملعب بجنون، واستاد مياتزا شبه الخالي يهتف بصوت مرتفع كما لو كان هناك 80 ألف متفرج، ويصرخ زانيتي في جماهير الدرجة الأولى فرحا، ربما لأنهم وقفوا إلى جانب الفريق في أصعب لحظات المباراة. وقد كان مورينهو محقا حينما قال إن فريقه يظهر أفضل ما لديه في الأزمات لكنه لا يموت أبدا. وبالفعل كان الإنتر في قبضة سيينا في اللحظة التي جاء فيها هدف التعادل بقدم شنايدر. ومن ناحية أخري، فإن نصف الفريق تقريبا كان غير موجود، كما أن كواريزما لم يكن موفقا في هذه المباراة، علاوة على إصابة ستانكوفيتش قبل دقائق قليلة من انطلاق الشوط الثاني وموتا الذي لم يتمكن من إكمال المباراة وطالب بتغييره. وعقب المباراة، صرح صامويل العائد من توقف طويل «كنا نلعب بصورة سيئة، لكن بإمكاننا هزيمة أي فريق من خلال التركيز. وعلينا أن نحتفل بهذا الفوز لأنه يرجع للاعبين المؤثرين للغاية في اللحظات الأخيرة. كما أن لدينا فريقا رائعا وحديديا ويستحق الفوز». لكنه صرح بصدق «لا بد من القول إن سيينا خرج مهزوما بطريقة غير عادلة، وأظهر أنه لا يستحق المركز الحالي في الترتيب. وكنا نعلم أنهم لا يمكنهم أن يكونوا هم ذاتهم الذين تلقوا هزيمة ثقيلة من فيورنتينا الأربعاء الماضي. ومررنا بصعوبات كبيرة في لحظات كثيرة من المباراة». وعشية المباراة، كانت الثلاث نقاط متوقعة، لكن الحصول عليها هكذا سيضر كثيرا بمن يسير خلف التوقعات بعد ذلك. ويختتم المدافع الأرجنتيني حديثه قائلا «هذا صحيح، إلا أن البطولة ما زالت طويلة للغاية للخوض في أحاديث من هذا القبيل».

كان ويسلي شنايدر هو قائد هذا التحرك العكسي، فهو لاعب ظاهرة ويتميز بالإصرار، وبهدفي الأمس يصل إلى رصيد ستة أهداف، منها 4 من ركلات حرة، ويا لها من ركلات! وبوجوده في الملعب فالإنتر لا يخسر أبدا، وبالفعل فقد أنقذ رقم جوزيه مورينهو القياسي في عدم الهزيمة على أرضه. لم يسقط المدرب البرتغالي على ملعبه في مباريات الدوري أو الكؤوس المحلية منذ 23 فبراير (شباط) 2002 (حينما هزم بينما كان مدربا لبورتو)، فرصيده الحالي هو 154 مباراة متتالية على ملعبه بلا هزيمة، منها 127 في الدوري الإيطالي. ويقول شنايدر «لقد اقتنصنا النقاط الثلاث من خلال طباع الفريق، فالإنتر مكون من مقاتلين حقيقيين، وليست هذه هي المرة الأولى التي نقلب فيها النتيجة في اللحظة الأخيرة». وقد حدث ذلك من قبل أمام أودينيزي، وكان شنايدر هو صاحب الهدف أيضا»، والذي يضيف «لكن أهدافي تكون ذات معنى فقط حينما نفوز، واليوم لو حدثت الهزيمة لكانت شيئا سيئا. وقد كان سيينا كبيرا وخشيت ألا نتمكن من تحقيق الفوز». ويختتم ميليتو حديث لاعبي الإنتر، والذي وصل أمس إلى الهدف الحادي عشر ليعادل رصيد دي ناتالي هداف الدوري الإيطالي إلى الآن، قائلا «إنه فوز لا يصدق، فلدينا فريق غير عادي، كما أن بانديف يعد لاعبا عظيما، والمباراة كانت رائعة».