ميلان يعيد صياغة طريقة اللعب في ظل وجود بيكام

استعدادا للقاء سيينا اليوم.. ومع غياب عناصر أساسية بسبب الإصابة

TT

سرعان ما تأثرت طريقة الميلان الهجومية الجديدة بغياب بعض العناصر الأساسية، وفي مباراة سيينا اليوم سيكون متاحا أمام المدرب ليوناردو نجمه رونالدينهو فقط من بين رباعي الهجوم، حيث أضيف بورييللو إلى قائمة اللاعبين المصابين في صفوف الفريق والتي تضم باتو وسيدورف. جدير بالذكر أن مهاجم الميلان يعاني منذ عدة أيام من التهاب بوتر الرضفة في الركبة اليسرى، كما أن حالته شهدت تحسنا بعد الرعاية التي خضع لها هذا الأسبوع، ومن المقرر خلال وقت قريب أن يستأنف اللاعب الركض، لكن من المستبعد مشاركته في المباراة التي يخوضها الميلان اليوم. وهناك ثلاثة أسباب لعدم المجازفة بإشراك المهاجم اليوم، وهي أن الفريق سيخوض مباراة الديربي بعد ثمانية أيام، كما أن فيليبو إنزاغي في حالة جيدة وبالتالي فإنه سيكون الخيار الأفضل أمام المدير الفني في سان سيرو.

التفكير في الديربي: ومن ناحية أخرى فإن لقاء الإنتر يوم 24 يناير (كانون الثاني) الحالي لا يستوجب عودة اللاعب المتعجلة، فهدف الطاقم الطبي للميلان هو تسليم ليوناردو أكبر عدد من اللاعبين لمباراة الديربي التي من الممكن أن تغير من شكل الموسم. وهكذا فإن بورييللو يجتهد وهو يفكر في المواجهة المرتقبة مع متصدر الدوري. وعلى الرغم من الأداء المتميز أمام الإنتر في سان سيرو فمن المؤكد أن سيينا لا يمثل المنافس الأكثر صعوبة وبخاصة إذا ما حاول تكرار ما فعله أمام الإنتر حينما تجنب التراجع للدفاع وأغلق المساحات لكنه حاول (ونجح في ذلك ثلاث مرات) في التقدم للأمام وتسجيل الأهداف.

الشكوك: لعب بورييللو أساسيا في آخر ثماني مباريات للميلان، وكانت آخر مرة جلس فيها على مقعد البدلاء في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أمام نابولي، حينما نزل في نهاية المباراة ليحل محل إنزاغي. يذكر أن هذه المرة كانت الأخيرة أيضا التي لعب فيها فيليبو من بداية المباراة، وقد يحدث هذا مرة أخرى اليوم أمام فريق يجلب الخير لمهاجم الميلان المخضرم الذي سجل، كأحد اللاعبين المحترفين، هدفه الأول والهدف رقم 300 في مرمى سيينا. وفي كأس إيطاليا أبدى إنزاغي، حتى وإن كان أمام فريق متواضع مثل نوفارا الذي يلعب في الدرجة الثالثة، حالة جيدة جعلته يفوز بالمنافسة الثنائية مع هونتيلار، وهذا لا يعني أن ليوناردو سيختار فيليبو تلقائيا ويترك كلاس جان على مقعد البدلاء. وقد ذكر المدير الفني البرازيلي في مرات كثيرة أن المهاجم الهولندي كان غير محظوظ باللعب في الأوقات العصيبة التي مر بها الميلان، بينما لم تتح له الفرصة في الفترة الأخيرة التي كانت أكثر إسعادا للفريق. لكن هونتيلار لم يظهر بحالة جيدة أمام نوفارا، إلا أن ليوناردو يقول إنه يراه متألقا، ولذا فقد يبدو منطقيا البدء بإنزاغي ثم إشراك المهاجم الهولندي بعد ذلك والذي سجل أهدافه الثلاثة في الدوري الإيطالي بعد نزوله في الشوط الثاني.

ويبدو أن هذا التشكيل هو الحل المتوقع بصورة كبيرة لهجوم الميلان، فبعد شهرين من الابتعاد شارك كل من هونتيلار وإنزاغي في كأس إيطاليا، وسيتعين عليهما تكرار الشيء ذاته بعدها بأربعة أيام فقط أمام سيينا. وعموما فإن من سيفوز بهذه المفاضلة سيكون بإمكانه الاستمتاع بالكرات العرضية من قدم بيكام اليمنى، وكذلك إبداعات القدم اليسرى لرونالدينهو.

وبالعودة إلى إصابة أليكساندر باتونغد فإنه لم ينجح سوى الأطفال في انتزاع ابتسامة منه، لأن الأيام القليلة الماضية لم تكن سهلة بالنسبة للاعب. فعندما دخل باتو إلى الملعب للمشاركة في التقسيمة كان يضمن مكانا أساسيا في مباراة الميلان القادمة أمام فريق سيينا، وكان يبدو عليه أنه تجاوز الشد العضلي الذي أصابه في السابق؛ لكن عندما أطلق ليوناردو صافرته بانتهاء التدريب كان باتو بالفعل داخل غرفة اللاعبين: فقد عاوده الشعور بالألم في فخذه الأيمن، ومن الأفضل عدم المخاطرة في الدفع به في مباراة اليوم. ومع اقتراب مباراة السوبر ديربي، فإن الاحتياط يصبح واجبا. وأصبح واضحا أن لحاق باتو بمباراة الميلان أمام فريق سيينا اليوم أصبح صعبا.. ولهذا يعاني اللاعب من انخفاض في روحه المعنوية: فقد اضطر للغياب عن أول مباراتين للفريق في عام 2010 (أمام فريقي جنوا واليوفنتوس، بالإضافة إلى مباراة كأس إيطاليا أمام فريق نوفارا)، والبقاء على الهامش ليس هو الدور الذي يستحقه.

سؤال وإجابة: وقد عاد باتو إلى بؤرة الاهتمام بفضل الأطفال الذين يتوافدون على قصر باغاتي – فاليكسي، حيث يعقد معرض «ميلان مع مرتبة الشرف!» (الذي قام بزيارته بالفعل 22 ألف شخص)، والذي سيمتد حتى يوم 16 فبراير (شباط) القادم. وقد فاز ما يقرب من مائة طفل، اختارتهم مجلتا «توبولينو» و«ويتش»، بقضاء فترة ما بعد الظهيرة مع لاعب الميلان الفذ. وقد أمطر الأطفال باتو بالأوتوغرافات والتقاط الصور والأسئلة. وترك باتو نفسه لهم واستمتع معهم كثيرا ونسي لمدة ساعة مشاكله البدنية. وقد سألته طفلة عن رأيه في الحب فأجابها قائلا «أي حب؟ حبي لزوجتي؟ أم حبي لعائلتي؟ أم حبي للميلان؟». وردت عليه الطفلة بأن يختار هو. فأجابها باتو «إن الحب أيا كان نوعه، يمنحني التوازن والهدوء والسعادة». واستمر اللقاء بين باتو والأطفال على هذا النهج، وتقمص الأطفال دور الصحافيين (وفي بعض الحالات قاموا بطرح أسئلة أفضل من الأسئلة التي تطرح في المؤتمرات الصحافية) ولم يحاول باتو قط التملص من أي سؤال وجلس هادئا ليستمع ويرد على الأسئلة.

لحظات ذهبية: وكانت الأسرة والحب وكرة القدم والميلان هي أكثر الموضوعات التي دار حولها الحديث. وقد تحدث باتو بشكل طيب عن صديق له هو تياغو سيلفا، وأعلن «سيصبح أقوى مدافع في العالم. وقد تطور مستواه كثيرا بعد التدريبات التي أجراها في ميلانيللو مع نيستا ومالديني». وتذكر باتو بعد ذلك إحساسه عندما لعب لأول مرة مع الميلان عام 2008، عندما دفع به أنشيلوتي أمام فريق نابولي في استاد سان سيرو وفاز الميلان بالمباراة بنتيجة (5/2) «لقد كانت لحظة لا تنسى، لا سيما أنني أحرزت هدفا. هناك بعض الأشياء التي يحملها المرء بداخله للأبد. الجماهير التي كانت تهتف باسمي، والهدف الذي أحرزته: لقد كان شعورا رائعا». وبالمناسبة فقد ظهر في تلك المباراة الثلاثي الشهير، كاكا وباتو ورونالدو معا. وهناك لحظة أخرى تذكرها باتو تخص الموسم الحالي. وهي مباراة الميلان أمام ريال مدريد في استاد برنابيو في بطولة دوري أبطال أوروبا. وأوضح باتو شعوره في هذه المباراة «يا له من إحساس جارف! لقد فزنا بنتيجة (3/2) وأحرزت أنا هدفين، لكنني لم أدرك أهمية النتيجة إلا بعد دخولي لغرفة الملابس بعد المباراة. فقد قال لي زملائي إن الميلان لم يفز من قبل في استاد برنابيو وأدركت حينها أنني ساهمت في دخول فريقي التاريخ».