لقاء مصيري بين الجزائر وأنغولا.. ومالي تتشبث بالأمل الأخير أمام مالاوي

الحسابات المعقدة تسيطر على موقف فرق المجموعة الأولى لبطولة أمم أفريقيا

TT

يخوض المنتخب الجزائري لكرة القدم اختباره الثالث في بطولة كأس الأمم الإفريقية عندما يلاقي أنغولا المضيفة اليوم في مباراة مصيرية على استاد «11 نوفمبر» في العاصمة لواندا في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى التي تشهد لقاء آخر لا يقل أهمية بين مالي ومالاوي.

والمباراة بين الجزائر والكونغو بمثابة «حياة أو موت» خصوصا أن الفائز فيها سيستكمل مسيرته في البطولة بينما ستطيح الهزيمة بالخاسر طبقا لنتيجة المباراة الثانية في المجموعة.

ويخوض الفريقان مباراة اليوم لتحقيق هدف واحد هو التأهل للدور الثاني (دور الثمانية) في البطولة ولكن تأهل أحدهما قد يكون على حساب الآخر خصوصا أن جميع فرق هذه المجموعة تمتلك الفرصة إلى الآن.

ويحتاج المنتخب الجزائري إلى نقاط المباراة كاملة لضمان تأهله إلى الدور المقبل بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين مالي ومالاوي، بيد أن التعادل قد يكفيه لمواصلة مشواره في العرس القاري والسعي إلى الظفر بلقبه للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى على أرضه عام 1990، لكن شرط أن تفوز مالي على مالاوي. وتملك الجزائر 3 نقاط من فوزها على مالي في الجولة الثانية بعد الخسارة المذلة أمام مالاوي صفر - 3 في الجولة الأولى، والأخيرة تتفوق عليها في المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة، فيما تحتل أنغولا الصدارة برصيد 4 نقاط مقابل نقطة واحدة لمالي.

وتبقى حظوظ المنتخبات الأربعة قائمة لحجز بطاقتي المجموعة إلى الدور المقبل، بيد أن طموحات كل منها تختلف عن الآخر أقلها المنتخب المضيف الساعي إلى تحقيق الفوز لضمان التأهل للمرة الثانية على التوالي في تاريخه إلى ربع النهائي وكذلك صدارة المجموعة والبقاء في لواندا وتفادي السفر إلى كابيندا حيث سخونة المواجهة بين الجيش الأنغولي والمجموعات الانفصالية التي كانت سببا في الهجوم المسلح على حافلة منتخب توغو ومقتل مدربه المساعد والملحق الصحافي لبعثته وكذلك انسحابه من البطولة. وقد يكفي الأنغوليين التعادل للبقاء في العاصمة لكن بشرط تعادل مالي ومالاوي. وبدورها تحتاج مالاوي إلى الفوز لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها وقد يكفيها أيضا التعادل لكن ذلك يتوقف على خسارة أو تعادل الجزائر أمام أنغولا. أما مالي فلا بديل أمامها عن الفوز للتأهل شرط خسارة الجزائر أو أنغولا لكن المعادلة الأخيرة (خسارة أنغولا) تتوقف على فوز الماليين بثلاثية على مالاوي أو خسارة أصحاب الأرض بفارق هدفين.

وستكون مهمة الجزائر صعبة أمام أصحاب الأرض وجماهيرهم الغفيرة التي تحجّ إلى الملعب وتملأ المدرجات عن آخرها وفي مقدمتهم الرئيس الأنغولي جوزيه إدواردو دوس سانتوس المساند الأول لمنتخب بلاده، فيما يعد أنصار المنتخب الجزائري على الأصابع ويقتصر وجودهم على بعض أفراد الجالية الجزائرية في لواندا و6 فائزين في مسابقة محلية لإحدى الشركات الراعية لمحاربي الصحراء.

واستعد المنتخب الجزائري جيدا للمباراة وحرص مدربه رابح سعدان على إبعاد لاعبيه عن الضغوط الخارجية حتى عن وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من خلال الحصص التدريبية المغلقة وإلغاء المؤتمرات الصحافية مما أدى إلى خلاف كبير بين المدرب ووسائل الإعلام الجزائرية.

ويملك المنتخب الجزائري أسلحة للفوز على أنغولا خصوصا في خطي الوسط والهجوم بوجود صانع الألعاب كريم زياني ويزيد منصوري وحسن يبدا وعبد القادر غزال، بيد أن صفوفه ستشهد غياب احد أبرز لاعبيه للمباراة الثالثة على التوالي وهو نجم لاتسيو الإيطالي مراد مغني الذي لم يتعاف من الإصابة إلى جانب مدافع بوخوم الألماني عنتر يحيى صاحب هدف الفوز القاتل في مرمى مصر في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى المونديال، كما يغيب ياسين بزاز بسبب إصابة في ركبته اليمنى في المباراة الأخيرة أمام مالي ورفيق الصايفي لإصابة في كاحل قدمه. وأكد سعدان أن لاعبيه مستعدون لمواجهة أنغولا، وقال: «المباراة صعبة جدا وحاسمة من أجل التأهل، لكننا مستعدون لها جيدا وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل بلوغ الدور الثاني».

وتكتسي لقاءات المنتخبين الجزائري والأنغولي بندية وإثارة دائما، ففي 8 مباريات جمعت بينهما حتى الآن كان الفوز من نصيب الجزائر مرتين وبصعوبة بنتيجة واحدة 3-2، وردت أنغولا مرة واحدة وبصعوبة أيضا 2-1، فيما انتهت المباريات الخمس الأخرى بالتعادل دون أهداف مرتين و1 - 1 مرتان و2 - 2 مرة واحدة. ويعول المنتخب الأنغولي كثيرا على جماهيره ومعنوياته العالية بعد أدائه الرائع في المباراتين الأوليين وإن كان تلقى ضربة موجعة بتعادله مع مالي 4 - 4 بعدما تقدم برباعية نظيفة.

ويندفع المنتخب الأنغولي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه إلى الهجوم منذ البداية ويقدم أداءً هجوميا لافتا ويخلق مهاجموه مشكلات عدة في خطوط الدفاع خصوصا فلافيو أمادو هداف النسخة الحالية حتى الآن برصيد 3 نقاط ومانوتشو ودجالما ومابينا وغيلبرتو، بيد أنه سيحرم من خدمات ديدي بسبب الإصابة فيما يحوم الشك حول فلافيو للسبب ذاته.

إلا أن جوزيه يملك مهاجمين رائعين بإمكانهم سد ثغرة غياب فلافيو خصوصا مهاجم بنفيكا البرتغالي مانتوارس. وقال جوزيه: «إنها مباراة حاسمة يجب أن نحسن التصرف والتركيز فيها، سنلعب من أجل الفوز وضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي وتفادي الحسابات المعقدة. لا يهمنا ما تفكر به الجزائر، نحن منتخب أنغولا، وهدفنا واحد هو التأهل إلى الدور الثاني». وأضاف: «المنتخب الجزائري قوي ويملك لاعبين أصحاب خبرة ويلعبون أساسيين في فرقهم الأوروبية، فيما نعاني من ذلك نحن لأن لاعبينا ليسوا أساسيين في فرقهم والبطولة المحلية متوقفة منذ شهرين».

وتابع: «سلاحنا الجمهور والانسجام الكبير بين جميع الخطوط والمعنويات العالية. نعاني إصابات، لكن يجب أن نضحي كي نحقق هدفنا، الفوز باللقب».

وسيعقد المنتخب الأنغولي آمالا كبيرة على مهاجم بلد الوليد الإسباني ماتيوس ألبرتو كونسالفيش الملقب بـ«مانوتشو» لسد الفراغ الذي من المحتمل أن يتركه غياب فلافيو أمادو بسبب الإصابة. ويشكل مانوتشو وفلافيو ثنائيا خطيرا على خطوط الدفاع، وأكدا ذلك في المباراتين الأوليين أمام مالي ومالاوي وسجلا 5 أهداف من أصل 6 سجلها الهجوم الأنغولي، 3 أهداف للأول يتصدر بها لائحة الهدافين، وثنائية للثاني يحتل بها المركز الثاني.

ويُعتبر مانوتشو «جوهرة أنغولية» ثمينة لم يكن مسؤولو مانشستر يونايتد بطل الدوري الإنجليزي ومدربه السير أليكس فيرغسون مخطئين في ضمه إلى صفوف فريق «الشياطين الحمر».

ووجه مانوتشو إنذارا منذ المباراة الأولى إلى منتخب بلاده أمام مالي عندما أبلى بلاء حسنا بتحركاته وتمريراته الحاسمة قبل أن يهز الشباك من ركلة جزاء، ثم أكد حسه التهديفي وأنه من طينة الهدافين الكبار بتسجيله الهدف الثاني في مرمى مالاوي عندما خطف الكرة من أحد المدافعين وتوغل بها داخل المنطقة قبل أن يطلقها بحرفنة داخل الشباك.

وفي المباراة الثانية، تتشبث مالي بالأمل الأخير عندما تلاقي مالاوي مفاجأة النسخة الحالية.

وخيبت مالي بجيلها الذهبي الآمال المعقودة عليها في النسخة الحالية وأفلتت من هزيمة محققة في المباراة الأولى قبل أن تسقط في الثانية على الرغم من مشاركة نجومها في الدوري الإسباني: محمدو ديارا (ريال مدريد) وسيدو كيتا (برشلونة) وفريديريك كانوتيه (إشبيلية)، إلى جانب لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي محمد لامين سيسوكو. ويغيب القائد ديارا عن مباراة اليوم بسبب الوقف لنيله إنذارين، لكن كيتا أكد أن ذلك لن يؤثر على الفريق، وقال: «ديارا لاعب كبير ودوره أساسي في صفوف المنتخب، لكننا لا نعوّل على لاعب واحد فقط؛ قوّتنا في أسلوب لعبنا الجماعي وهو ما سنحاول استغلاله أمام مالاوي».